تقوم الحياة على التغير، ولا بدَّ أن يمرَّ المرء بتجربة تغيره فلا يعود إلى سابق عهده أبداً، وهذا أمر جيد فما دمت تتعلم وتوسِّع مداركك؛ فإنَّ التغير تطور ونمو.
عليك أن تتقبل أحياناً أنَّ الظروف لن تعود إلى سابق عهدها، وأنَّ هذه النهاية تبشِّر ببداية جديدة.
يبدو أنَّ الأشخاص البارعين في تجديد سعادتهم يتعرضون لمنعطفات في حياتهم تغير مسار أفكارهم وسلوكاتهم؛ فيدفعهم استيعاب الفكرة وإدراك الواقع الجديد إلى عدم العودة لإنجاز أعمالهم وفق عاداتهم وأساليبهم القديمة؛ وإنَّما تصبح درساً ليتعلموا منه وحدثاً طواه الماضي.
نناقش في هذا المقال 10 أمور حالما يتجاوزها الإنسان السعيد فإنَّه لا يعود إليها أبداً:
1. السعي لتكون شخصاً مختلفاً عن نفسك:
عليك أن تسأل نفسك عن سبب قيامك بجميع أعمالك والتأكد من أنَّها تسهم في تقدمك وتنميتك، وتعبر عن شخصيتك الحالية والمستقبلية التي تسعى إلى الارتقاء إليها، تجدر الإشارة إلى أنَّ سعيك لتكون شخصاً مختلفاً عن ذاتك يعدُّ مضيعة وخسارة لشخصيتك.
لذا عليك تقبُّل ذاتك والفرد الذي يقبع داخلك بأفكاره وقواه وجماله المتفرد الذي لا يشابه أحد سواه، فلتكن الشخص الذي تألفه وتعرفه؛ لترقى بذاتك إلى أسمى درجات رفعتها وفق شروطك الخاصة.
شاهد بالفيديو: 8 نصائح بسيطة لحياة أكثر سعادة
2. محاولة إرضاء الجميع:
يُقال إنَّ إرضاء الناس غاية لا تُدرَك ولا يجدر بك المحاولة أساساً؛ فبعض الناس سينتقدون أخطاءك على الدوام ويتوانون في الوقت نفسه عن مديح أفعالك الصائبة؛ لذا لا تحذُ حذوهم ولا تهتم لكلامهم؛ فحالما تدرك عجزك عن إرضاء الجميع ستركز على أهداف حياتك وتحاول إرضاء الأشخاص المناسبين فقط.
3. محاولة تغيير الآخرين:
لا يمكنك تغيير الآخرين ما لم يتخذوا قرار التغيير بأنفسهم، وعليك بدلاً من ذلك أن تدعمهم وترشدهم.
لا تتوقع أن يزول سلوك معين في شخص تحبه مع مرور الزمن؛ بل عليك أن تكون صادقاً وصريحاً مع الشخص المعني وتوضح حاجاتك ومطالبك، وعندما تدرك أنَّك عاجز عن إجبار الآخرين على فعل أي شيء حتى لو كان لمصلحتهم، فإنَّك تمنحهم حرية التصرف وتسمح لهم بمواجهة العواقب، وتعثر على حريتك الخاصة أيضاً.
4. اقتراف الأخطاء نفسها مرة بعد أخرى:
يقول العالم ألبرت أينشتاين (Albert Einstein): الجنون هو أن تفعل ذات الشيء مرة بعد أخرى وتتوقع نتيجة مختلفة"، ففي حال كنت تواجه أزمة في عملك ولا تحرز أيَّ تقدم أو أنَّك في علاقة محطِّمة ومؤذية؛ فعندها لا ينبغِ عليك خوض التجربة نفسها مرة أخرى وتوقع نتائج مختلفة ما لم تجد اختلافاً ملموساً وحقيقياً عن المرة السابقة.
5. تفضيل المتع العابرة على السعادة طويلة الأمد:
يجدر بك التضحية بالمتع العابرة في سبيل السعادة طويلة الأمد، فيميل السعداء لإنجاز الأعمال الفعالة والمؤثرة أكثر من نظيرتها السهلة والمريحة، وفي الوقت الذي يبحث فيه الجميع عن الأساليب والطرائق المختصرة تراهم يسعون خلف مسار عمل يحقق لهم أفضل النتائج على الأمد الطويل.
اعتماد هذا المبدأ في الحياة اليومية هو ما سيميزك لعيش حياة مجزية وطيبة على الصعيدين الشخصي والمهني.
6. توقُّع المثالية من الناس والظروف:
ينجذب المرء طبيعياً للناس والأوضاع المبهرة، ويصبو إلى الامتياز ويمضي حياته بحثاً عنه؛ فترانا نسعى خلف البارعين من الموظفين وزملاء العمل الأكفاء والاستثنائيين والأصدقاء ذوي الشخصيات الفذَّة وشركاء العمل المتميزين.
عليك أن تضع في حسبانك أنَّ لا شيء ولا أحد في الحياة كامل وسليم من العيوب، ولن يجلب لك توقُّع المثالية إلا خيبة الأمل.
7. تقييم حياتهم كاملةً اعتماداً على الأزمات العابرة:
عند حلول الأزمات عليك أن تأخذ نفساً عميقاً وتفكر بأنَّها مجرد لحظة عابرة أو يوم عصيب ولا تنطبق على كامل حياتك، ولا بدَّ من اقتراف الأخطاء ومواجهة الأزمات في الحياة، ويكمن سر السعادة في إدراك النعم والشعور بالامتنان إزاءها بدلاً من التركيز على المشكلات، ويقوم نهج السعداء على عدم تقييم حياتهم بمجملها اعتماداً على حدث أو مشكلة عابرة.
8. التَّنصُّل من مسؤولية إدارة أوضاع حياتهم:
لا يلوم السعداء الآخرين ولا يسمحون لغيرهم باتخاذ قرارات حياتهم؛ بل يتحملون كامل المسؤولية عن أفعالهم ونتائجها، ويدركون أنَّ تقييم ظروف حياتهم وإدارتها عائد لهم وحدهم، مهما بدا الوضع جيِّداً في البداية، لكن عليك أن تقيمه وتدرسه بعمق واجتهاد وصدق وتتحمل كامل المسؤولية حتى تحيط بكل التفاصيل المطلوبة.
9. تصنيف أنفسهم على أنَّهم ضحايا:
تحدُث الأمور السيئة لخيرة الناس أحياناً، ويمكن أن تكون الحياة قاسية وظالمة؛ لكنَّ بقاء المرء حبيس عقلية الضحية لن يساعده على تحسين واقعه، ومن ثمَّ يجدر به أن يتحرك ويتخذ إجراءات فعلية بنَّاءة في سبيل الشفاء والنجاح.
يتميز السعداء عن غيرهم عند حلول الأزمات على صعيد العلاقات أو العمل أو المال وغيرها بميلهم لدراسة دورهم والخيارات الحالية المتاحة لهم للتعامل مع المأزق.
10. السماح للإنجازات الخارجية بحجب السعادة الداخلية:
أثبتت الأبحاث العلمية أنَّ مشاعر السعادة والرضى تنشأ أساساً من كينونتنا الداخلية، كما أنَّ حياتنا الداخلية تسهم إلى حدٍّ بعيد في تشكيل ظروفنا الخارجية، وتكمن المشكلة في بحثنا عن الحب والهدف والإلهام في حياتنا في أنَّ هذا البحث يعني أنَّ هذه الأشياء خفية وتستدعي البحث والاستكشاف، ومن هذا المنطلق نبدأ رحلة البحث عنها في أماكن تبعدنا شيئاً فشيئاً عن ذواتنا وعن سعادتنا.
في الختام:
يعاني العديد من الناس الأفكارَ التي ذكرناها، ويقترفون الأخطاء نفسها مرة تلو أخرى قبل أن يدركوا الأنماط التي تعوقهم في حياتهم ويتخلصوا منها، وتكمن مهمتك في حياتك وعلاقاتك وعملك في ملاحظة الأنماط التي لا تخدمك، ثمَّ التخلص منها.
أضف تعليقاً