7 أشياء يجب تعلُّمها قبل فوات الأوان

لا يحسن الناس في معظم الأحيان تقييم حياتهم الحالية حتى يقعوا في المآزق، وعادة ما يكون قد فات الأوان لاتخاذ أيِّ تدابير وقائية أو إصلاحية؛ إذ يشمل هذا الفرص الضائعة، والعلاقات غير المقدَّرة جيداً، أو المهام غير المكتملة.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الممثل الأمريكي "دانييل داي كيم" (Daniel Dae Kim)، يُحدِّثنا فيه من واقع حياته وتجاربه عن الدروس الحياتية الهامة، التي يُستَحب تعلُّمها قبل فوات الأوان.

لا يرغب أحد في التعلم بعد فوات الأوان في الحياة، كما لا نرغب في الشعور بالأسف عن إحجامنا عن اتخاذ الخطوات اللازمة؛ لذا نتمنى لو تعلَّمنا الدروس الحياتية مسبقاً مع تكرُّر المواقف تلو الأخرى، وأيضاً نتمنى جميعاً أن نعود بالعمر للوراء لنطبِّق جميع معرفتنا وخبراتنا الحالية لتفادي الوقوع في الأخطاء.

إليك سبعة دروس حياتية هامة عليك معرفتها قبل فوات الأوان:

1. تجنُّب الالتزامات واتباع الشغف:

نتعامل مع مدرسة الحياة منذ نعومة أظافرنا، فقد تعلمنا في سنٍ مبكرة جميع الأمور الواجب فعلها، والعواقب المترتبة على عدم فعلها، وها نحن ننظر حولنا لنلاحظ سير الآخرين بنفس الاتجاه، فنطمئن ونكمل المسير، غافلين عن التوقف والتفكير في رغباتنا الحقيقية.

على سبيل المثال، هل تريد أن تكون محامياً، أم أنَّ والديك يملون عليك هذا الاعتقاد؟ وهل تحتاج فعلاً إلى الدراسة الجامعية لتحقيق شغفك، أم أنَّ مبادئ ومسلَّمات المجتمع دفعتك إلى الاعتقاد أنَّه أمرٌ إلزامي للنجاح؟

كاد والدا الممثل الأمريكي "ويل سميث" (Will Smith) أن يجبراه على الالتحاق بالجامعة، لكن بعد خلافات ومشادَّات كثيرة فيما بينهم، منحاه فرصة عامٍ واحد للسعي وراء حلمه المرتبط بالموسيقى، فلم تكن لتبصر أغنية "الأمير الجديد" (Fresh Prince) النور لو أجبر "ويل سميث" نفسه على أداء ما وجب عليه بدل اللحاق بشغفه.

2. مواجهة مخاوفك:

تُعَدُّ مهارة مواجهة المخاوف أكثر أهميةً ووضوحاً في آنٍ واحد؛ فلن يختلف الأمر سواء كنت أمهر رياضي، أم مليونيراً، أم شخصية مشهورة؛ لأنَّنا جميعاً نملك جانباً من الخوف في شخصيتنا، الذي يشعرنا بعدم الراحة عندما تحتدم الظروف، وما لم تضع نفسك وجهاً لوجه مع مخاوفك، فلن تتمكن من الوصول بشكلٍ كامل إلى مبتغاك؛ فللأسف لا توجد طرق مختصرة.

قد يخشى معظم الناس الفشل؛ لأنَّه يعرقل ويشلُّ تقدمك، لكن انظر إلى الأمر بطريقةٍ أخرى، فضرورة الفشل تكمن في كونه وسيلة لتتمتع بالنجاح؛ فهل كنت لتشعر بمتعة الأيام المشمسة لو لم تُوجد أيام ممطرة؟

لسنا مثاليين بالطبع، ونرتكب جميعاً الأخطاء، لكن مع كل خطأ، وكل فشل، فنحن نصل ببطء إلى الحكمة، التي تخدمنا لاكتشاف كيفية إنجاز العمل على نحو أفضل، ومعرفة أنَّ مواجهة الإخفاقات تشكِّل شخصيتنا الحالية.

3. اتخاذ خطوات صغيرة لإحداث تغييرات كبيرة:

تعوق التغيُّرات السريعة تحقيق الإنسان التقدم الكبير؛ إذ يتمحور الأمر حول البدء بمعالجة المخاوف المحددة والانطلاق منها إلى خطواتٍ أعمق، وهكذا، تسير عملية النمو بشكلٍ ثابت ومدروس للنجاح في مواجهة المخاوف؛ إذ سترهق فكرة فعل كل شيءٍ في آنٍ واحد العقل البشري؛ لأنَّنا سنضع كثيراً من المهام في القائمة، ثم سنبدأ بالتسويف وعدم فعل أيٍّ منها، بسبب كمِّها الهائل.

لذا فإنَّ أفضل وسيلة لإنجاز المهام هذه، هي بالتركيز على التخلص من أجزاءٍ معيَّنة منها، ولتحقيق إنجازٍ عالٍ، عليك أن تبدأ بإتمام مهمتين من أهم الأشياء، فإذا كنت تريد تغيير نظامك الغذائي، فابدأ بتناول وجبة صحية واحدة في اليوم.

أعلمُ علم اليقين أنَّني سأتكاسل مع مرور الوقت، لكنَّ تقسيم هدفي النهائي إلى أهداف بسيطة وصغيرة، كالتمرُّن مدة عشر دقائق فقط، سيشكل عذراً مقنعاً لعقلي عندما تراودني أفكار بالاستسلام للانشغال بباقي المهام، وسيساعدني على الاستمرار مدة طويلة؛ لذا عندما تنعدم رغبتي في التمرين، أقنع نفسي بقصر المدة، وغالباً ما أندفع لأكمل لوقت أطول.

شاهد: كيف تحقّق النجاح في الحياة؟

4. عيش اللحظة الراهنة:

يمكننا تعلُّم هذا من الأطفال؛ إذ تركِّز عقولهم في الألعاب الموجودة أمامهم، بدلاً من التفكير في المهام والواجبات، أو في مآسي الأمس، فهم يخرجون للاستمتاع، ويمرحون باللحظة الراهنة فحسب، بالركض والضحك واللعب.

اعلم أنَّ كل لحظة تمرُّ من عمرك لن تعود، فاغتنمها؛ إذ تمرُّ اللحظات تلو الأخرى من غير أن نشعر بقيمتها؛ لأنَّ عقولنا في مكانٍ آخر، ولن تلبث طويلاً حتى تفقد أعز الأشخاص، والبيئات الجميلة، والأهم من ذلك كله، حياتك التي تعيشها.

5. عدم تضخيم الأمور:

نتعلم من الأطفال تركيزهم على الحاضر، لكن ليس قصر النظر في الأمور، فعندما ينزعج طفلٌ ما، فهو يُبدي انزعاجه بطريقة مبالغ فيها، كأنَّها نهاية العالم، لكنَّنا نحن البالغون نتعلم من خلال تجاربنا وتقدمنا في العمر، ومواجهة الأمور المثيرة للتوتر، والتأقلم وقوة التحمل، فنحن لن ندخل في نوبة غضبٍ عندما لا نحصل على قطعة شوكولا، لكنَّنا قد نعمل بعقلية الأطفال تلك في مواقف يومية أخرى.

يحفز التوتر استجابة الكر أو الفر في أجسادنا، وهو أمرٌ طبيعي جداً؛ بل هو ما ساعد أسلافنا على البقاء على قيد الحياة عند الإحساس بالخطر، وفي حين أنَّ الجزء المحفَّز من الدماغ، الذي يعطي استجابة الكر أو الفر، لا يفرِّق ما إذا كان التهديد حقيقياً أم متصوراً، إلا أنَّ فهمنا رد الفعل الفيزيولوجي ذاك على أنَّه جزء طبيعي منا، سيساعدنا على نفي التهديد المتصوَّر، فالحياة ليست بتلك الخطورة.

لن يكون للمشكلات التي تقلقك الآن أدنى أثر في غضون سنة، وقد لا تهم في الأسبوع المقبل، فقد تتسارع دقات قلبك بلحظة، وتضحك على ما حدث باللحظة التالية، وقد يذكر الجميع مختلف أوقات الجدال السابقة، التي بدأت بشررٍ صغير، تلته مشادَّات عدة كبيرة، غير أنَّه بالنظر إلى الأمر بعد مروره، يمكننا ملاحظة أنَّ رداً بسيطاً مثل: "حسناً"، مع تجاهلٍ للأمر المزعج، كان سيؤدي الغرض.

6. عدم جعل الحياة تتمحور حولك:

اعلم أنَّ الناس لا يفكرون فيك بقدر ما تعتقد؛ إذ لكلٍّ منَّا أفكاره ومشكلاته الخاصة ليفكر فيها، فكلٌّ منَّا بطل قصته، وإن فكروا فيك، فبسبب ارتباطك بأحداث حياتهم.

حتى إن شعرت بقلة أهميتك جرَّاء التفكير بهذه الطريقة، فهذا سيفتح بصيرتك لتدرك أنَّ كل مخاوفك ممَّا سيقوله الناس، ما هي إلا خواطر من نسج خيالك، وقد لمستُ ثقةً متزايدة بالنفس في حياتي اليومية بعد أن تناقص قلقي المتعلق بآراء الآخرين ونظرتهم إليَّ.

إقرأ أيضاً: 7 دروس في الحياة يجب أن يتعلمها الجميع عاجلاً وليس آجلاً

7. استثمار الوقت في الاعتناء بالآخرين:

دخلت جدتي بشكلٍ غير متوقع غرفة الإسعاف في الآونة الأخيرة، بسبب آلام في القلب، فأسرعت إلى المستشفى لأجدها جالسة على السرير بابتسامة كبيرة مرسومة على وجهها، فشعرت بالارتياح لمعرفة أنَّها بخير، لكنَّني تنبهت إلى قدرتها العظيمة على الابتسام خلال مرورها بهذه الأزمة الحرجة، وكنت أعلم مصدر فرحتها؛ إنَّه وجود عائلتي بأكملها حولها لدعمها.

كيف سيكون شعورك لو كنت مكانها في المستشفى، ولم يأتِ إنسان لزيارتك؟ لذا استثمر بعض الوقت في رعاية الأشخاص المقربين منك، حتى لو ضحيت ببعض وقتك الخاص؛ إذ إنَّ تقوية روابط العلاقات بالأشخاص المقربين أمرٌ غاية في الأهمية، ولا يمكن تجاهله أبداً.

لقد سمعنا جميعاً مقولة: "عش اليوم كأنَّه آخر يوم في حياتك"؛ لذا طبِّق هذه النصيحة من منظور العلاقات، وعامل أحباءك كما ستعاملهم لو علمت أنَّ اليوم هو آخر يوم لك على وجه الأرض، وكن على يقين أنَّهم سيلاحظون ذلك، وسيبادلونك نفس المعاملة.

إقرأ أيضاً: 4 دروس غير متوقعة مستقاة من الصعوبات والمحن التي تواجهنا

في الختام:

مع اقتراب كل مرحلة في حياتنا من نهايتها، صدِّقني لن تندم على ما فعلت، بقدر ندمك على ما لم تفعل؛ ذلك لأنَّ الفارق الوحيد بين شخصٍ وصل إلى ما يريد، وآخر لم يحقق ما أراده، هو الاستعداد لاتخاذ خطواتٍ حقيقية كل يوم لتحقيق الحلم.

المصدر




مقالات مرتبطة