7 أسباب تجعلك تجذب الأشخاص السامِّين

هل لديك أشخاص سامُّون في حياتك لا ينالك منهم سوى المشكلات والأذى؟ هل يحاولون التلاعب بك أو يجعلونك تشعر بالاستياء تجاه نفسك بعد كل لقاء؟ إذا كان الأمر كذلك فربَّما تتساءل كيف سارت الأمور على هذا النحو على الرَّغم من نظرتك الإيجابية تجاه الحياة؛ فإنَّك تجد نفسك محاطاً بالسلبية من كل جانب.



قد لا يخطر في بالك أنَّ بعض أقوى سِماتك الإيجابية هي ما يجذب الأشخاص السامِّين، قد يشعر هؤلاء الأشخاص لاإرادياً بأنَّ قوتك تُهدِّدهم، أو قد يرونك مجرد هدف سهل؛ وفي كلتا الحالتين سيحاولون السيطرة عليك وتقويض سعادتك ونجاحك وراحة بالك.

يجب أن تفهم أنَّ السِمات القوية لها جانبٌ مظلمٌ أيضاً؛ فعند استخدام قوَّتنا بلا ضابط قد تُصبح نقطة ضعفٍ وتجعلنا هدفاً للأشخاص السامِّين، وليس المطلوب أن تفقد سِماتك الشخصية الحسنة؛ بل تثقيف نفسك جيداً بحيث لا يستطيع هؤلاء الأشخاص استخدامها ضدك، فإذا شعرت أنَّهم ينجذبون إليك؛ فإليك سبعة أسباب مفاجئة لذلك.

بعض النصائح العملية لمساعدتك على معالجته:

1. الإصغاء بلا حدود:

من الصعب العثور على شخص يستمع لك في حين تشغل التكنولوجيا كل انتباهنا طوال الوقت؛ فعندما تجد واحداً لا شكَّ في أنَّك ستستغل هذه الفرصة النادرة؛ لكنَّ الأشخاص السامِّين سيتمادون، ويتحدثون معك لساعات طويلة إن لم تردعهم، وسوف يتجاهلون كل الإشارات اللفظية وإشارات لغة الجسد التي تُبديها، وسيشاركون معك تفاصيل سلبية عن حياتهم لا ترغب في سماعها في كل مرة يلتقون بك، وهم بالتأكيد غير مهتمين بما تريد قوله؛ لأنَّهم يريدون سماع ما يرضيهم فقط، فإذا كنت تُنصت للناس بعناية وعطف قد تجد نفسك عن غير قصد هدفاً للمتنمِّرين والنرجسيين خلال المحادثات.

الحل: عندما تُجري محادثة مع شخصٍ نرجسي حدِّد مقدار الوقت الذي ترغب في قضائه مع ذلك الشخص، ولا تدع محادثاتك معه تطول أكثر من بضع دقائق.

فكِّر مسبقاً في بعض الجمل التي يمكنك استخدامها عندما يحين وقت ذهابك، أو عندما يعمُّ الصمت في المحادثة، إليك بعض الأمثلة: "كان من الرائع لقاؤك مجدداً"، أو "سأتحدث إليك قريباً، ولكن الآن يجب عليَّ أن..."، أو "يجب أن أعود إلى العمل".

لكي تنجح هذه الاستراتيجية تجنَّب إبداء إشارات غير واضحة؛ بمعنى آخر يجب أن تطابق كلماتك إشارات لغة الجسد؛ فسيبدو هذا قاسياً ومحرجاً في بعض الأحيان؛ لكنَّه ضروري للحفاظ على راحتك.

شاهد بالفيديو: كيف تتعامل مع الأشخاص السامين؟

2. السخاء في وقتك:

يتفق معظم الناس على أنَّ الكرم هو خُلق مرغوب جداً، ولكن كن حذراً؛ إذ يمكن أن ينجذب الأشخاص السامُّون إلى الأشخاص الكرماء؛ فسوف يتمسَّكون بك إن كنت مستعداً للتخلي عن كل شيء من أجلهم، والرد على جميع مكالماتهم ورسائل البريد الإلكتروني خاصتهم على الفور، وتلبية مطالبهم ورغباتهم طوال الوقت، وفي حين يحاولون استغلالك من خلال المطالبة بالمزيد والمزيد من وقتك الثمين ستجد نفسك تزداد استياءً.

الحل: إنَّ معاملة الناس بكرم دون وضع الحدود تجعل العلاقة سامَّة، ولوضع حدود سليمة ومعقولة كن واعياً بمشاعرك واحتياجاتك، ولاحظ الأوقات والظروف التي تستاء فيها من تلبية احتياجات شخص آخر، ثمَّ ضع الحدود تدريجياً من خلال رفض الطلبات غير الضرورية التي تسبِّب لك الاستياء.

سيكون ذلك صعباً في البداية؛ لأنَّك ستشعر بأنَّك أناني، لكن إذا كنت قد سافرت على متن طائرة من قبل فربَّما لاحظت أنَّ مضيفات الطيران يوجِّهون الركاب إلى ارتداء أقنعة الأوكسجين قبل الاعتناء بالآخرين وحتى بأطفالهم؛ وذلك لأنَّك لن تسطيع مساعدة الآخرين إن لم تكن في وضع مريح يسمح لك بذلك.

ستجد على الأمد الطويل أنَّ وضع الحدود هو من أنفع الأشياء لنفسك ولمن تهتم لأمرهم؛ إذ تُساعد هذه الحدود في الحفاظ على سلامتك وعافيتك، وتتيح لك الفرصة لمشاركة وقتك مع أناسٍ رائعين وليس فقط أولئك الذين يحاولون سرقة وقتك.

3. الصدق والصراحة والبوح بأحلامك:

يرضى كثير من الناس بحياةٍ عادية؛ لذلك إذا كنت تسعى جاهداً إلى تحقيق أحلام وأهداف كبيرة فلا بدَّ أنَّك ستلفت انتباه الأشخاص السامِّين، وإذا كنت تشارك أحلامك وأهدافك معهم بصدق فقد يعدُّونك جشعاً أو أنانياً أو غير واقعي، كما سيسعون إلى إحباطك خوفاً من أنَّك قد تنجح حقاً، وسيحاولون زرع بذور الخوف والشك في قلبك، وعندما تبدأ في إحراز أيِّ تقدُّم سوف يضاعفون جهودهم.

الحل: لا تشارك أحلامك وأهدافك الخاصة مع الأشخاص السامِّين أو ضيقي الأفق، حتى لو سألوك عنها مراراً، وعلى وجه الخصوص احذر من الأشخاص الذين لديهم كثير من الآراء؛ لكنَّهم لا يشكِّكون فيها ولا يثقفون أنفسهم أو يقدمون أفكاراً إيجابية أو يتخذون إجراءاتٍ حقيقية، ولتجنُّب سلبيتهم أحِط نفسك بأشخاص يسعون إلى تحقيق أحلام وأهداف مماثلة، ولديهم سجل حافل من النجاح، وتواصل مع أولئك الذين يدفعونك باستمرار للتقدم والنجاح.

4. الانصياع ولِين العريكة:

يُحب معظمنا صحبة الأشخاص سهلي المراس، فإذا كنت ليِّن العريكة فإنَّك تحافظ جيداً على هدوئك في المواقف الصعبة، وتجعل الآخرين يشعرون بالراحة بكلمة مريحة أو مزحة ظريفة، كما أنَّك على الأرجح صبور ولطيف وغير عدواني؛ لكنَّ السلام الذي في داخلك يجذب الشخص السام الذي يتوق إلى تخريب السلام، قد يسيئون تفسير لطفك ومسالمتك ويستنتجون أنَّك هدف سهل لأساليبهم الملتوية، وفي لحظات ضعفك قد تجد نفسك تقبل طلباتهم أكثر ممَّا قد تدركه.

الحل: أدرِك الأساليب التي يحاول بها هؤلاء الناس استغلال طباعك الودودة؛ على سبيل المثال قد يعدُّون كلماتك وإيماءاتك المهذبة أنَّها دعوةٌ مفتوحة لهم، وقد يفسِّرون بعض العبارات، مثل: "بالتأكيد، في أيِّ وقت تريده"، أو "ليست مشكلةً على الإطلاق" تفسيراً حرفياً، وسوف يحاولون احتكار وقتك لأغراضهم الخاصة.

تجنَّب الانصياع إلى طلباتهم تلقائياً، واعتد على قول: "أريد مهلة للتفكير"، فإذا وافقت في النهاية تأكَّد من عدم إعطاء الانطباع بأنَّك مستعدٌّ للمساعدة متى ما أرادوا.

5. الطبع المرح:

كما يقول المثل: "تتجاذب الأضداد في بعض الأحيان"؛ فإنَّ نور السعادة الذي يشعُّ منك يجذب الأشخاص الذين يتوقون إلى السعادة بأنفسهم، وبصفتك صاحب مزاجٍ مرح غالباً ما تكون الشخص الذي يبدأ المحادثة، أو يضيء غرفة بابتسامة لا تُقاوَم؛ فهذه الصفات تجعل الآخرين مسرورين بصحبتك؛ لكنَّها قد تجذب أيضاً الأشخاص السامِّين الذين يريدون أن يجذبوا انتباه الجميع وأن تدور المحادثة حول أنفسهم فقط، عادةً ما يكونون غير راضين عن أنفسهم، ومن ثمَّ يسعون إلى الحصول على تقدير الآخرين، ومع أنَّهم قد يستحقون الاحترام، ولكن عليك أيضاً أن تحترم نفسك.

الحل: افهم أنَّ معظم الأشخاص التعيسين غير قادرين على إيجاد السعادة في داخلهم، ويظنُّون خطأً أنَّك تستطيع إسعادهم؛ فمن السهل اكتشافهم؛ لأنَّهم سيبذلون قصارى جهدهم لإرضائك بالإطراء والتملق والهدايا، وسوف يوافقون على تلبية جميع طلباتك ورغباتك عندما تقبل بأيِّ شيءٍ يطلبوه.

احذر من خطر الغرق في احتياجات شخص سام يتوقَّع منك في النهاية أن تُغذِّي غروره طوال الوقت؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّك لا تستطيع أن تجعلهم سعداء حتَّى لو  استطعت تحقيق كل احتياجاتهم، وإذا قمت بذلك سوف تجعل نفسك تعيساً بالتأكيد.

إذا وجدت نفسك في علاقة مع شخص مثل هذا، اسأل نفسك: هل أقضي الوقت مع هذا الشخص لأنَّه يتملق لي كثيراً، أم لأنَّني أريد هذه العلاقة حقاً؟ إذا اخترت الخيار الأول فلا بأس في الابتعاد قليلاً.

شاهد بالفيديو: 8 شخصيات سامة يجب عليك تجنبها

6. حل المشكلات والنزاعات:

أنت شخص لا يمكنه رؤية الخلافات والنزاعات تستمر دون حل، وإذا كنت أحد الأطراف المعنيَّة فستفعل كل ما بوسعك لحل المشكلة أو إيجاد حل وسط، وفي حين يُفترض أن يستجيب معظم الناس لمثل هذه المبادرات بلطف، فإنَّ الأشخاص السامِّين في حياتك يسعون غالباً إلى تدمير العلاقات بدلاً من الحفاظ عليها.

الحل: يجد الأشخاص السامُّون سعادتهم في الخلافات والمآسي، أدرك أنَّ بعض العلاقات لا تستحق إصلاحها أو المحافظة عليها؛ لأنَّ نهايتها محتومة.

كيف تقاوم الرغبة في بناء العلاقات أو الحفاظ عليها عندما تعلم أنَّها ستفشل لا محال؟ فكِّر كم مرةً كان عليك إصلاح علاقاتك بسبب سلوك شخص سام، وإذا كانوا يطلبون منك باستمرار حل النزاعات ففكِّر كيف يجدون السعادة في تعاستك، قد تكون هذه علامةً على أنَّك تحتاج إلى التخلي عن هذه العلاقات الفاشلة حتَّى تُوفِّر جهدك وطاقتك لأغراض أنفع.

إقرأ أيضاً: كيف تبتعد عن الأشخاص السامين عندما يكون من الصعب القيام بذلك؟

7. التفاؤل الساذج بالطبيعة البشرية:

إنَّ معظم تواصلنا اليومي مع الناس يؤكِّد لنا أنَّ الإنسان كائنٌ لطيف ولائق، لكن في كثير من الأحيان نلاحظ بعض الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية التي تخالف توقعاتنا في الأشخاص من حولنا.

إن وجدت صعوبةً في تقبُّل الجوانب المظلمة للطبيعة البشرية، مثل التملُّك، والنرجسية، والجشع، والخداع، وإن كنت تتمسَّك بالصداقات مع هؤلاء الأشخاص لأنَّك تظنُّ أنَّهم سيتغيَّرون يوماً ما، وإن كنت تتجاهل أفعالهم المُسيئة والمُحبِطة وتقضي كثيراً من الوقت معهم على الرغم من ذلك؛ فاعلم أنَّك مُتسامحٌ مع هؤلاء الأشخاص السامِّين أكثر من اللازم، فقد تجد نفسك تتحمَّل سلوكهم السلبي وحتى المسيء أحياناً، وقد لا تدرك حتى أنَّك على علاقة بشخص سامٍّ حتى تتجاوز الأمور حدَّها.

الحل: إنَّ حدسنا البشري يجعلنا بارعين جداً في توقع المخاطر، وليس المخاطر الجسدية فقط؛ بل العاطفية أيضاً، فإذا كنت في موقف عاطفي سلبي أو مسيء فلا تُشكِّك في الانزعاج الذي تشعر به بداخلك، قد يكون هذا صعباً؛ لأنَّ تفاؤلك بالآخرين يمنعك من الشعور بهذه المشاعر المزعجة كالقلق أو الصدمة أو الغضب أو الانفصال العاطفي.

أدرِك أنَّ مشاعر الانزعاج هذه هي تحذير لك، وبدلاً من كبتها أو تجاهلها، اسأل نفسك هذه الأسئلة:

  • ما الذي يسبِّب هذا الشعور في داخلي عندما أكون مع هذا الشخص؟
  • ما الذي تحميني منه هذه المشاعر؟
  • ما الذي يمكنني فعله لتخفيف هذا الانزعاج؟

مهما كان الألم مزعجاً فإنَّه يحميك من مزيد من الأذى الجسدي، وبالطريقة نفسها عندما تتقبَّل مشاعر الانزعاج هذه فإنَّها تحميك من أضرار العلاقات السامَّة.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من الأشخاص السامين في حياتك؟

في الختام:

إنَّ الطيبة والمشاعر الإيجابية التي تجلبها للعالم هي حقاً هدايا ثمينة؛ فاحمِ هذه الهدايا من تأثيرات الناس السلبيين، وعامل الناس والمواقف التي من شأنها أن تُعزِّز جهودك الخيِّرة بدلاً من تقويضها، ومع أنَّ سِماتك الحسنة قد تجذب دون قصد الأشخاص السامِّين فلا تدع ذلك يغيِّر هويتك الحقيقية، كن فقط على دراية بهذه الحقيقة حتى تستشعر خطرهم بطريقة أفضل وتتخذ تدابير وقائية مناسبة.

ضع في حسبانك أيضاً أنَّ أخلاقك الطيبة قادرةٌ على تحويل الشخص السلبي إلى إيجابي بصورة غير مباشرة، مثلما يُبدِّد الضوء الظلام، يمكن أن تكون مثالاً يُحتذى به لأولئك الذين يقصدون الخير؛ لكنَّهم لا يدركون سوء طباعهم، ومع أنَّك تحتاج إلى الحدِّ من تفاعلك معهم فإنَّ سلوكك قد يلهمهم ليصبحوا أشخاصاً أفضل على الأمد الطويل بأسلوب أو بآخر؛ فلا تستخف بذلك.




مقالات مرتبطة