7 أسئلة لتعزيز التواصل مع الآخرين

إذا كنت انطوائياً، فهل سبق لك أن لاحظت أنَّك تميل إلى أن تكون جيداً في طرح الأسئلة؟ هل شعرت يوماً أنَّ هذا الأمر يشكل نقطة ضعف بالنسبة إليك، بحيث تضطر إلى اللجوء إلى الأسئلة عندما تنهي ما في جعبتك من خيارات لإجراء نقاشات أخرى؟ وهل تساءلت يوماً عن طريقة صياغة أسئلة مدروسة وجيدة؟



في هذا المقال، يشرح وارن بيرغر (Warren Berger)، مؤلف كتاب "الأسئلة الجميلة" (Beautiful Questions)، والمساهم في صحيفة نيويورك تايمز (New York Times)، كيف ولماذا يُعد طرح الأسئلة السلاح السري للشخص الانطوائي.

يقول بيرغر: أنا خبير في مجال الأسئلة؛ فقد تسأل نفسك: هل هذا عمل حقيقي؟ بعد أن أمضيت 10 سنوات في طرح الأسئلة من أجل الحصول على لقمة العيش كصحفي، ثم 10 سنوات أخرى في كتابة كتب عن فن وعلم طرح الأسئلة، أشعر أنَّني أستحق لقب: "خبير طرح الأسئلة".

ما تعلمته من خلال بحثي هو أنَّ طرح المزيد من الأسئلة الجيدة يمكن أن يكون مفيدًا جداً لنا جميعاً، سواءً في وظائفنا أم علاقاتنا أم حياتنا اليومية، لكنَّني أريد التركيز على سبب كون طرح الأسئلة أداةً هامةً خاصة للأشخاص الانطوائيين، وفي الواقع، إنَّ طرح الأسئلة هو السلاح السري للشخص الانطوائي، إذا تمكَّنا من تقدير هذه الموهبة والاستفادة منها أكثر ممَّا نعلمه بالفعل.

لقد درَّست مئات الفنانين والعلماء وروَّاد الأعمال الناجحين المعروفين بفضولهم وامتلاكهم القدرة على طرح الأسئلة، ومعظمهم متواضعون وعميقو التفكير وكذلك شغوفون ومنصتون جيدون؛ حيث تساعد هذه الصفات المبتكرين على أن يكونوا أكثر انتباهاً ووعياً، وهذا بدوره يساعدهم على صياغة أسئلة جيدة متعلقة بالعالم من حولهم، وغالباً ما تحفز هذه الأسئلة قدرتهم الإبداعية.

يميل الأشخاص الانطوائيون إلى امتلاك الصفات نفسها التي يتصف بها هؤلاء الخبيرين في طرح الأسئلة، وفي الواقع، قد يعتقد معظم الناس ممَّن يقرؤون هذا المقال أنَّني أتقن هذا الفن، ولكن هل شعرت يوماً بالقلق من كونك الشخص الذي ينصت ويطرح أسئلة قد تضعك في موقف ضعيف؟

شاهد بالفديو: 5 طرق لطرح أسئلة ذكية والحصول على إجابات مفيدة

يعود سبب هذا الخوف إلى أن يكون طرح الأسئلة علامة ضعف من طفولتنا، ففي الواقع، هو أحد الأسباب الرئيسة التي تجعل الأطفال يميلون إلى طرح أسئلة أقل كلما كبروا؛ حيث وجدت إحدى الدراسات أنَّ الطفل العادي يسأل 40000 سؤالٍ بين عمر 2 إلى 5 سنوات، (مع الإشارة إلى أنَّ الفتيات أكثر فضولاً من الأولاد)، ومع ذلك، عندما ننضج ونصبح مراهقين، ينخفض ​​معدل الأسئلة انخفاضاً كبيراً؛ وذلك لأنَّنا نشعر بأنَّ الفضول هو أمر مزعج أو تطفلي، أو اعتراف بقلة المعرفة، وكأشخاص بالغين، قد نشعر أنَّ طرح الأسئلة بطريقة ما هو أقل إثارة للإعجاب من التوضيح والشرح وتقديم النصيحة.

ولكن في الحقيقة، إنَّ الاستعداد لطرح الأسئلة هو مؤشر على القوة أكثر من الضعف، فهو يظهر أنَّك مرتاح للاعتراف بأنَّك لا تملك كل الإجابات ولا تحاول التظاهر بأنَّك تعرف كل شيء، كما يوضح للآخرين أنَّك تمتلك تفكيراً فضولياً فعَّالاً يسعى إلى التعلم أكثر.

إنَّ طرح الأسئلة طريقة رائعة لاكتساب ثقة الناس وبناء علاقة معهم، فهو يشير إلى الأشخاص أنَّك مهتم فيهم، وقد وجدت دراسة حديثة، أنَّ طرح الأسئلة يجعلنا نبدو وكأنَّنا أكثر إعجاباً بالآخرين.

إقرأ أيضاً: القادة يسألون أسئلة قوية وصعبة وملهمة

قد يجد معظم الأشخاص الانطوائيين أنَّ طرح الأسئلة يساعدهم في العمل أو المواقف الاجتماعية التي يهيمن عليها الأشخاص المنفتحون؛ لكنَّني أقترح أن نطوِّر هذه المهارة تطويراً متعمَّداً.

ابدأ بالتفكير في الأسئلة مسبقاً قبل التفاعل، بدلاً من طرحها بسرعة، على سبيل المثال، لو أنِّي صادفتُ الممثل توم هانكس (Tom Hanks) في المصعد، فسيرتبط لساني، ولن أتمكن من تشكيل جملة واحدة مفيدة، لكن عندما أجريتُ مقابلة معه ذات مرة كصحفي، لم أجد مشكلة في التحدث؛ وذلك لأنَّني حضَّرتُ مجموعة من الأسئلة المدروسة، في المرة القادمة التي ستذهب فيها إلى حفل أو تجمُّع متعلق بالعمل، اسأل نفسك: ماذا لو تعاملت مع هذا التجمع كصحفي أسعى إلى معرفة قصص الأشخاص الموجودين؟ وما نوع الأسئلة التي قد أطرحها لمعرفة قصصهم؟

عندما تطرح أسئلة، اطرحها طرحاً فضولياً، فكلما زاد الاهتمام بشأن موضوع تناقشه مع أحدهم أو شخص تتحدث معه، زادت مصداقية أسئلتك؛ حيث ينتج عن الفضول الحقيقي علاقات متينة، ويجنبك شعور الشخص المتلقي للسؤال بأنَّك تحاول مواجهته أو أنَّك شخص انتقادي، ويوجد طريقة بسيطة لإبراز فضولك تجاه أمر ما، وهي أن تبدأ سؤالك بعبارة: "لدي فضول بشأن..." أو "كنت أتساءل عن أمر ما...".

فكر في أنواع الأسئلة التي ستطرحها، واستخدم الأسئلة المفتوحة؛ أي التي يمكن الإجابة عنها بـ "نعم" أو "لا" أو إجابات واقعية، بدلاً من طرح الأسئلة المغلقة، على سبيل المثال: ما هي الأمور التي تعجبك في هذه المدينة؟ هل عملك جيد؟ وحاول تجنُّب الأسئلة الروتينية مثل: "كيف حالك؟" أو "كيف تسير أمورك؟" فالأسئلة الروتينية ينتج عنها إجابات روتينية.

والأهم من ذلك، يجب عليك الإنصات جيداً كونك توجه الأسئلة؛ حيث يتيح لك الإنصات الجيد طرح أسئلة إضافية، وهي صفة مميزة للشخص السائل، كما يجب عليك محاولة التخلص من عادة التفكير فيما ستقوله بعد أن يجيبك الطرف الآخر؛ حيث يجب عليك التركيز على ما يُقال واستخدام أسلوب المتابعة لتتمكن من التعمق أكثر في أسئلتك.

إقرأ أيضاً: فن الإنصات: كيف سيفيدك الإنصات بصورة أفضل في حياتك المهنية؟

أقدم لك فيما يلي 7 أسئلة لتحسين التواصل مع الآخرين:

  1. ما هي أكثر الأمور المتحمس بشأنها هذه الأيام؟ هذا السؤال أفضل من طرح سؤال مثل: ماذا تعمل لتكسب لقمة عيشك؟ أو ما الذي ستفعله هذه الأيام؟ إنَّ طرح هذه الأسئلة يدفع الطرف الآخر للتحدث عمَّا يود التحدث عنه فعلاً.
  2. ما الذي جعلك تضحك اليوم؟ استخدم هذا السؤال بدلاً من "كيف كان يومك؟" فهو أكثر تحديداً، ويركز على أمر ممتع يمكن مشاركته مع الآخرين.
  3. ما الأمور التي طالما أردت تجربتها؟ لا تطرح هذا السؤال على الأشخاص الجدد فحسب؛ وإنَّما على الأصدقاء القدامى أيضاً، فقد تفاجئك إجاباتهم، ولا تنسَ أن تطرح بعدها سؤال: ما الذي يمنعك عن تجربة ذلك؟
  4. ما المشكلة التي تتمنى حلها؟ اترك هذا السؤال مفتوحاً بما يكفي، بحيث يمكن للشخص التحدث عن أي أمر يريده في الحياة.
  5. وماذا بعد؟ هذا السؤال بمنزلة طلب مزيد من المعلومات عن أي موضوع كان؛ لذا استخدمه للحصول على أفكار إضافية؛ حيث يمكنك طرحه مراراً وتكراراً، ولكن في المرة الثالثة، يمكنك تغيير صيغة السؤال ليكون: "هل يوجد أي أمر آخر؟".
  6. ما أهم أولوياتك لهذا اليوم؟ وهل يوجد أي أمر يمكنني القيام به لمساعدتك؟ استخدم هذا السؤال مع زوجتك أو صديقك أو مديرك في العمل.
  7. لماذا أتحدث؟ وهو سؤال يستخدمه الأطباء النفسيون أحياناً؛ حيث إنَّه سؤال يجب أن تسأله لنفسك من حين إلى آخر، كي تتذكر مواصلة الإصغاء لما يقوله لك الشخص الآخر بدلاً من مقاطعته.

المصدر




مقالات مرتبطة