7 أسئلة تراودك في نهاية حياتك

كان لدى جدتي دفتر يوميات قديم أَطلقَت عليه اسم "مفكرة الإلهام"، وبعد وفاتها نهلتُ الكثير من الحكمة منه؛ لذا اليوم أودُّ أن أناقش 7 أسئلة طرحَتْها في نهاية آخر مفكرة كتبَتْها.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتب مارك كرنوف (MARC CHERNOFF)، ويُحدِّثُنا فيه عن الأسئلة التي تراودنا في نهاية حياتنا.

على الرغم من أنَّ جدتي لم تدوِّن أبداً إجاباتها عن هذه الأسئلة، إلَّا أنَّ الأسئلة وحدها مثيرة للغاية للتعمُّق فيها، ولقد أدرجتُها أدناه وشاركتُ بعض أفكاري الخاصة عن كلٍّ منها، وآملُ أن تُلهمَك للعيش بجرأة وصدق حتى تتمكَّن من الإجابة عن كل سؤال في يوم من الأيام بغبطة من السلام والرضى.

1. هل أنا فخور بالطريقة التي عشتُ بها؟

إن لم تعبِّر عن شغفك الداخلي والأفكار والأعمال التي تجعلك تشعر بأنَّك على قيد الحياة، فسوف تموت شيئاً فشيئاً دون أن تعيش بحق.

لا تخَفْ من الموت؛ بل من ترك الكثير من الفرص دون اغتنام، ومن عيش حياة يوميَّة مُملَّة لا تتيح لك اكتشاف أفضل ما لديك، والخوف من الموت هو ببساطة خوف من أنَّك لم تنجز بعد ما خُلِقت لتفعله، وعندما تعيش حياة هانئة ذات معنى، تصبح فكرة الموت أقل إثارة للقلق؛ إذ يتوقَّف عقلك عن التركيز فيها وينشغل بعيش الحاضر بشغف والاستمتاع بكل الأشياء الجميلة التي تقدِّمها الحياة.

في يوم من الأيام سيصل الموت المُحتَّم وستومض حياتك بأكملها أمام عينيك؛ لذا افعَلْ كل ما يلزم لجعل ماضيك يستحق المشاهدة، وافتخر بأنَّك كنت جزءاً منه.

إقرأ أيضاً: 8 أشياء يجب أن تقوم بها حتى تعيش شغف الحياة

2. ماذا اكتشفت؟

تحدثُ بعض أفضل الاكتشافات في الحياة عندما لا تتوقعها وفي أماكن لم تفكر أبداً في النظر إليها؛ إذ يُمكِنُ للأشياء التي لم تبحث عنها يوماً أن تكون أكثر مما كنتَ تأمل العثور عليه؛ لذا ابحث عن أهدافك وأحلامك بجدٍّ، لكنْ لا تصبح مهووساً بها إلى حدِّ إهمال باقي جوانب حياتك، ولا تتجاهل كل العجائب والفرص التي لا يمكن التنبؤ بها حولك.

تكمن أجمل عجائب الحياة في مفاجآتها؛ إذ تجدِّد الحياة بطبيعتها المتغيِّرة باستمرار الاحتمالات المتاحة أمامك، ولا يُمكِنُك أبداً أن تكتشف المنعطفات القادمة في طريقك وإلى أين ستؤدي، فكُنْ منفتحاً وجاهزاً لهذه المفاجآت، فالكثير منها ستجلب خيراً لم تكن تعلم كم أنت بحاجة إليه.

تذكَّر أنَّك لست كبيراً جداً أو صغيراً جداً أو مشغولاً جداً أو رصيناً جداً؛ إذ لا يُمكِنُك تقدير الفرص الجديدة وغير المُتوقَّعة والاستمتاع بها؛ لذا ابقَ منفتح الذهن؛ وذلك لأنَّك مع كل خطوة في طريق الحياة الذي تسلكه، ستعثر على ما تحتاج إليه من خبرة.

3. هل استثمرتُ ما لدي بكفاءَة؟

كل شيء في الحياة هو مغامرة، فإمَّا أن تعمل على مشروع جريءٍ ومجزٍ أو لا شيء على الإطلاق، ولن تستطيع أن تعرف مسبقاً ما أنت قادر عليه، فعليك الانتظار والتدرُّب والصبر.

إنَّ الوقت والخبرة هما ما يتحكَّمان بمصيرك، فالوقت يشبه مجموعة البطاقات في لعبة الورق؛ فهو يحمل كل الاحتمالات، وعندما تجلس للَّعب لا يُمكِنُك التحكم بالبطاقات التي تنتهي في يدك، لكنْ يُمكِنُك التحكُّم بكيفيَّة لعب كل ورقة، وكلَّما لعبتَ وتدرَّبت أكثر، زادت خبرتك وفرصك في الفوز.

يجبُ ألَّا تخاطر بكلِّ شيء، كما يجب ألَّا تكون متحفِّظاً بشكل مفرط أيضاً، فرهاناتك في الحياة هي مجرد تجارب للتعلُّم، وكلَّما ازداد عدد التجارب، كان ذلك أفضل.

شاهد بالفيديو: كيف تدفع نفسك للمضي قدماً وتحقيق النجاح؟

4. هل تحملتُ المسؤولية الكافية؟

لا يُمكِنُ لكلِّ حدث في حياتك أن يكون خطأَك، ولكنَّ جميع هذه الأخطاء هي مسؤوليتك، ومزيج من قراراتك والعوامل الخارجية التي لا تستطيع التحكُّم بها أوصلتك إلى حيث أنت اليوم، وإلقاء اللوم السلبي على نفسِكَ أو شخص آخر أو أيَّة قوة خفيَّة أخرى لن يغيِّر شيئاً، لكنْ تحمَّل المسؤولية الكاملة عن حالك، وما هو قادم في طريقك بشكل إيجابي يُمكِنُ أن يغيِّرَ كل شيء.

اتركْ الماضي الذي يصعب تغييره خلفك واجتهد بحق في سبيل اللحظة الحالية؛ إذ تحملُ هذه اللحظة كلَّ احتمال تسعى إليه؛ لذا تحمَّل مسؤولية ذلك واجعَلْ من هذه الاحتمالات واقعاً.

5. ما هي الصعاب التي تغلَّبتُ عليها؟

يتطلَّب كل هدف جدير بالاهتمام الكفاح من أجل تحقيقه، فإن لم تتطلَّب أفعالك جهداً، فلن تحرزَ تقدُّماً، والرغبة في النجاح دون تضحية تشبه محاولة الركض قبل أن تتعلم المشي، إنَّها كالرغبة في رؤية قوس قزح دون المطر والرغبة في الأوكسجين في رئتيك دون بذل جهد للتنفُّس.

نادراً ما ستحصل على الحب أو الشغف أو الرضى في الحياة دون قدر معقول من الجهد، وقد يكون صراعك جسدياً أو عاطفياً أو كليهما، لكنْ بكل الأحوال فإنَّه أمر ضروري ويستحق كل القوة التي تقدر عليها.

6. هل قدَّمتُ حقاً الحب الصادق؟

الحب الحقيقي ليس شعوراً عابراً، وليس معادلة يُمكِنُ حلها، وبالتأكيد ليس قصة خيالية؛ الحب الحقيقي هو الهواء الذي تتنفسه والأرض التي تمشي عليها والأساس لكل نمو بشري، إنَّه الطريق لكل شيء يستحق العناء، وهو طاقة موجودة بداخلك دائماً بصرف النظر عن مكانك أو وجهتك؛ لذا عليك الاستمرار في العيش بالحب الحقيقي إلى آخر رمق في حياتك.

إقرأ أيضاً: هل أنت مستعد للحب الحقيقي؟

7. كم كَتبتُ من قصتي بالفعل؟

لا تدع أي شخص يقنعك بأنَّك لست قوياً بما فيه الكفاية؛ إذ تتَّسع قدرتك على النمو باتِّساع تفكيرك، فأنت قوي وقادر بالقدر الذي تعيه عن نفسك.

إن استسلمت وتركت سلبية الآخرين تقنعك بمَن أنت، فإنَّ حماقتهم سوف تحبطك وعندها تغيِّرُ من نفسك لتصبح كما يريدونك أن تكون عوضاً عن عيش طبيعتك بصدق، وعلى هذا النحو يسرق هؤلاء الأشخاص حياتك منك وتفقد قدرتك على الفصل بين آرائهم والواقع، ويصبح خيالهم قصَّة حياتك.

لذا ابقَ قوياً، وعندما يحاول شخص ما التنمُّر عليك، فدافِع عن حقيقتك وقُل: "لن تتمكَّنَ منِّي بهذه السرعة، إنَّ وهمك بالتفوُّق على الآخرين هو مشكلتك لا مشكلتي، إنَّني أمسك بالقلم وأَكتبُ قصة حياتي الخاصة بنفسي".




مقالات مرتبطة