من الطبيعي أن تشعر بالغضب أحياناً، ولكنَّ فقدان أعصابك في العمل قد يكون له تأثير سلبي في حياتك المهنية وعلاقات العمل.
قد يشمل فقدان السيطرة سلوكات لفظية وجسدية، مثل رفع صوتك، إهانة الآخرين، الخروج بغضب، الاستقالة بشكل متسرع، التصرف بشكل عنيف، استخدام التواصل العدواني غير المباشر.
إذا كنت تعيش مع حالة صحية نفسية قد تتضمَّن نوبات غضب، فإنَّ البحث عن دعم من محترف يُحدِث فارقاً كبيراً، إذا كنتَ قد شعرتَ بالإرهاق أو تمرُّ بفترة صعبة، فإنَّ غضبك قد يكون عرضاً، ولكن يمكن إدارته أيضاً.
7 طرائق لتجنب فقدان أعصابك في مكان العمل:
1. محاولة التعرف إلى العلامات المبكرة:
التعرف إلى العلامات المبكرة لاحتمال حدوث نوبة غضب في العمل هو أمر أساسي لإدارة فقدان أعصابك، فعلى الرغم من أنَّنا نبدو وكأنَّنا نتسارع من 0 إلى 100 بلحظة عندما نفقد أعصابنا، لكن توجد غالباً مجموعة من الدلائل الجسدية والسلوكية والعاطفية والإدراكية تخبرنا بأنَّنا بدأنا في التصاعد.
قد تكون هذه العلامات المبكرة:
- جسدية: تشمل زيادة في معدل ضربات القلب، التنفس السطحي، التعرق، توتر العضلات، أعراض أخرى لاستجابة التوتر.
- سلوكية: تشمل الجلوس بشكل متقطع، الحركة العصبية، النقر، ارتفاع مستوى صوتك.
- عاطفية: تشمل الشعور بالضيق، الإحباط، الاستياء أو التوتر.
- إدراكية: تشمل التفكير السلبي أو التشويشات الإدراكية.
بمجرد أن نلاحظ أياً من الدلائل المبكرة لفقدان أعصابنا، يجب أن نتخذ إجراءً فورياً لتهدئة الجهاز العصبي، وأهم استراتيجية لإدارة الغضب هي التعرف المبكر واتخاذ الإجراء.
2. ممارسة التنفس العميق:
التنفس العميق هو تقنية فعَّالة لتهدئة الذات، وبمجرد أن تلاحظ علامات الفقدان المحتمل لأعصابك في العمل، جرب التنفس ببطء وبتركيز، وإذا كان ذلك ممكناً، اعتذر لنفسك لمدة دقيقة لتذهب وتمارس التنفس العميق، وركز في توتر عضلاتك وحرره، أرخِ كتفيك، وافتح فكك، وهز أصابع قدميك.
3. أخذ استراحة:
عندما تلاحظ أنَّك قد تفقد أعصابك في المكتب، حاول إعطاء نفسك بعض المسافة العقلية بعيداً عن الوضع، على سبيل المثال، إذا كنت في اجتماع أو محادثة مع شخص ما، فكر في إبطاء التفاعل باستخدام بعض العبارات الرئيسة:
- "هذا أمر مثير. دعني أفكر في ذلك".
- "نقطة مثيرة للاهتمام. أعطني دقيقة لأفكر فيها".
- "دعني أفكر في ذلك الليلة وسأرد عليك غداً".
4. تفريق الفكر:
إنَّ ممارسة تفريق الفكر تساعدك على النظر إلى أفكارك بدلاً من النظر إلى الأمور من خلال الأفكار؛ بمعنى آخر، بدلاً من استخدام أفكارك بوصفها مصفاة، انظر إليها بحيث يمكنك تغييرها.
إليك كيفية عمل تفريق الفكر:
- لاحظ الفكرة: "أنا غاضب جداً".
- امنحها بعض المسافة: "أنا أفكر أنَّني غاضب جداً".
- امنحها مزيداً من المسافة: "ألاحظ أنَّني أفكر أنَّني غاضب جداً".
ثم حاول إعادة انتباهك إلى جسدك مرة أخرى ولاحظ إذا حَدَثَ أي تغيير.
يمنحك إعطاء أفكارك بعض المسافة والانتباه إلى رد الفعل التوتري في جسدك الوقت لتقرر ما إذا كان هذا السلوك أو الطريقة منطقية ومناسبة للتعامل مع الوضع.
5. ممارسة تمرينات التأريض:
قد يساعد استخدام حواسك الخمس لتأريض نفسك على تهدئة نفسك إذا شعرت بأنَّك على وشك فقدان أعصابك، فقد تجد أنَّه من المفيد وضع ماء بارد على وجهك أو الاستمرار في مسك مكعبات الثلج حتى تذوب في يدك.
يوجد سبب وراء نصيحة الأطباء النفسيين للناس بأن يلمسوا شيئاً بارداً عند الغضب؛ لأنَّ الإحساس بالبرودة يشغل نظام الفرملة في دماغك، ويكون ذلك مفيداً جداً في منع الانفجارات غير المرغوب فيها.
6. محاولة الاتصال بمراسي العقل:
عند فقدان أعصابك، فكر في الانجذاب نحو الأشخاص والأماكن والأشياء التي تساعد دماغك على الوصول إلى الأمان، فإذا كان دماغك في وضع القتال أو الهروب، فمن غير المرجح أن تكون قادراً على استخدام المنطق والعقل في اللحظة، وبمجرد أن يتم إيقاف زر الذعر في دماغك، استخدم بعده المنطق والتفكير النقدي للتعامل مع المشكلة.
يشبه هذا السلوك التأريض، ولكن بدلاً من استخدام حواسك الخمس، يمكنك استخدام خيالك أو ذكرياتك للاتصال بلحظات أو أماكن أو أشخاص يجعلونك تشعر بالأمان والفرح، على سبيل المثال، يمكنك أن تخصص بضع دقائق للتفكير في أفضل جزء في عطلتك الأخيرة، أو وجه حيوانك الأليف وهو يرحب بك عندما تعود إلى المنزل.
7. تطوير ذكائك العاطفي:
غالباً ما يبدأ الذكاء العاطفي بالمراقبة الذاتية، وهي مراقبة وتتبُّع أفكارك وسلوكاتك ومشاعرك، فعندما نطور وعياً أكثر بعلاماتنا المبكرة التي تشير إلى أنَّنا بدأنا في فقدان أعصابنا، نبني وعينا الذاتي ونزيد من الفرص للتعامل بطرائق أكثر إنتاجية.
يوصي العلماء بممارسة التدوين الانعكاسي، وبمجرد أن يمر الغضب، جرب الجلوس وتحليل ما حدث لرؤية ما إذا كنت تلاحظ أية أنماط غير طبيعية، على سبيل المثال:
- الموقف: شعرت بأنَّ رئيسك يستهزئ بك أمام الآخرين.
- علامات السلوك المبكرة: الشعور بوتر في الصدر.
- العلامات العاطفية المبكرة: حزن، خيبة الأمل، صدمة، استياء.
- علامات التفكير المبكرة: لم تعد قادراً على التركيز على العرض التقديمي.
- رد فعلك على الموقف: قمت بالوقوف وغادرت الجلسة في منتصف العرض.
مع مرور الوقت، تبني الذكاء العاطفي الأكبر من خلال كونك أكثر وعياً بسلوكاتك، وهذا يسمح لك بالاستجابة بدلاً من الرد الانفعالي.
لماذا قد تفقد أعصابك في العمل؟
تؤدي مجموعة من العوامل إلى فقدان الأعصاب في العمل، ويساعدك التعامل معها بشكل احترافي وهادئ وبشكل ناضج على الحفاظ على علاقات عمل إيجابية، وفيما يأتي أمثلة عن الأسباب التي قد تؤدي إلى فقدان الأعصاب في العمل:
1. مواقف صعبة:
تجارب الإحباط في العمل هي أمر شائع جداً؛ لذلك حضِّر نفسك لتعلم كيفية التعامل مع الحالات التي تثير عادة الإحباط أو الغضب أو التهيج لديك، وتطوير مهارات حل المشكلات يساعد على التعرف إلى الحالات الصعبة وإيجاد حلول قبل أن تتسبب في مشكلة، إليك نصائح أخرى لإدارة الإحباط المحتمل:
- كن إيجابياً: تساعد العقلية الإيجابية على تحسين أي موقف.
- ركِّز: للبقاء منتجاً، ركز على مهمة واحدة في كل مرة، فقد يوفر ذلك تشتيتاً جيداً عن الإحباط، ويحول انتباهك إلى إنجازات إيجابية.
- تعلَّم أن تضحك، أن تكون خفيف الدم وتعثر على الفكاهة في الوضع يساعدك على البقاء إيجابياً.
2. التنافسية:
يزيد التنافس في كثير من الأحيان من نجاحك وإنتاجيتك في العمل، ولكنَّ التنافسية الزائدة قد تسبب التوتر بين زملائك في أي عمل، ويؤدي هذا النوع من السلوك إلى الضغط على علاقاتك المهنية، فيُسهم الوعي الذاتي بضبط أفعالك وكيفية تأثيرها في الآخرين؛ لذا حافظ على علاقات صحية مع أعضاء فريقك وأجرِ تواصلاً قوياً مع الفريق، فتوجد طريقة واحدة لتعزيز العلاقات وتحسين التواصل في العمل هي تقديم الدعم لزملائك وطلب الدعم منهم.
3. أيام صعبة:
يواجه كل شخص أياماً صعبة من حين لآخر، وفي العمل، عندما تكون المشاريع صعبة، تكون الأيام غالباً عبارة عن عقبة تلو الأخرى، وفي مكان العمل الذي يعتمد فيه زملاء الفريق كثيراً على التعاون، من الهام أن تتعلم كيفية إدارة عواطفك؛ لذا حاول أن تجعل الصراعات الداخلية خارج ذهنك في أثناء العمل، وبناء علاقات في مكان العمل يساعد على توفير نظام دعم لك إذا كنت بحاجة إلى التحدث أو البحث عن الدعم العاطفي.
شاهد بالفيديو: 9 مفاتيح لتجاوز الاوقات الصعبة
كيفية التعافي إذا فقدت أعصابك في العمل:
إذا كنت قد فقدت السيطرة في العمل، فتوجد بضع خطوات قد تحتاج إلى اتخاذها لإصلاح علاقات العمل وسمعتك، ومن الجيد أن تتحمل المسؤولية وتعتذر علنياً، واتبع هذه النصائح لاستعادة سمعتك بعد فقدان أعصابك في العمل:
1. اعترف بأفعالك:
أول خطوة في حل مشكلة فقدان أعصابك هي الاعتراف بما حدث والتعبير عن استعدادك لاتخاذ التصحيحات، فيُظهِر ذلك أنَّك على استعداد لتحمل مسؤولية أفعالك ويُعلِم زملاءك أنَّك لم تقصد أن تتصرف بالطريقة التي فعلت.
2. قدِّم تفسيراً:
قدم تفسيراً لأفعالك عن سبب فقدان السيطرة، فقد يساعد تفسيرك على تحسين بيئة العمل من خلال إظهار أنَّك قد فكرت فيما حدث، وقد يساعد تفسيرك أيضاً زملاء العمل على فهم أفعالك، وهذا قد يزيد من احتمالاتهم في مسامحة سلوكك.
3. تحمَّل المسؤولية:
من الهام أن تتحمَّل مسؤولية كاملة عن أفعالك دون لوم أي شخص أو حدث معين، وهذا أمر مهني وأساسي لتقديم اعتذار صادق، والذي قد يتضمن الاعتراف أنَّك قد جرحت شخصاً، وطلب اقتراحات لمعرفة كيف يمكنك تعويض هذا الشخص.
4. اعتذر وعوِّض:
من الهام أيضاً أن تعتذر عن سلوكك وتتعاون مع أي شخص قد جرحته عند فقدان أعصابك؛ وهذا يعني أن تسأل كيف يمكنك إصلاح العلاقة مع زميل العمل واتخاذ الخطوات اللازمة لتعويضه، وتأكد من مراعاة مشاعرهم والتعبير عن أسفك بسبب تأثير أفعالك فيهم.
5. ضع خطة للتغيير:
إذا كانت لديك خطة لتحسين أدائك، قدم لزملائك عرضاً لها، أظهِر أنَّك تتحمل المسؤولية وقد فكرت في كيفية تغيير سلوكك.
في الختام:
من الهام جداً السيطرة على أعصابنا في بيئة العمل؛ فإنَّ فقدان الهدوء له تأثيرات سلبية في حياتنا المهنية والعلاقات العملية، ومن خلال التفهم الذاتي وتقنيات إدارة الغضب، يمكننا تجنب الوقوع في فخ فقدان الأعصاب؛ لذا استخدم الخطوات المذكورة في المقال لتحسين الوعي بالنفس وتحسين التفاعلات مع زملاء العمل، وبالتزامن مع تطبيق تلك الاستراتيجيات، يمكن بناء بيئة عمل إيجابية وصحية، يمكن للجميع فيها تحسين أدائهم وتحقيق النجاح المشترك.
أضف تعليقاً