هل تسأل نفسك في نهاية اليوم: كيف قضيت وقتي اليوم؟ أو هل تندم على إضاعة الوقت في نشاطات لا معنى لها؟ هذا يحدث للجميع، فعندما تعي أفعالك وتتخذ خيارات واعية، وتطبق استراتيجيات ناجحة، يمكنك التحكم في وقتك وتولِّي مسؤولية حياتك؛ لذا ما عليك سوى اتخاذ القرار والالتزام به مهما كان مستوى الإزعاج والكسل والميل إلى التسويف.
ما هو معنى أن تكون سيد وقتك؟
أن تكون سيد وقتك يعني السيطرة على جدولك الزمني واتخاذ قرار واعي بالطريقة التي تريد بها إدارة وقتك، ويعني التحلي بقوة الإرادة والانضباط الذاتي بدلاً من السماح للعالم الخارجي بالتحكم في وقتك وانتباهك، ودون هذه السيطرة، فإنَّك تخاطر بالوقوع ضحية للظروف الخارجية التي تملي عليك كيفية قضاء أيامك؛ إذ يتيح لك تولي المسؤولية تحديد أهدافك حسب أهميتها، وإحراز تقدم في المهام الهامة، وعيش حياة هادفة وهانئة.
هل تسمح لأحد بأن يستولي على مالك وينفقه كما يشاء؟ بالتأكيد لا. إذاً لما تسمح للعوامل الخارجية بأن تستحوذ على وقتك وتفرض عليك إنفاقه في نشاطات لا معنى لها؟ لا يقل الوقت أهمية عن المال.
أمثلة عن الأخطاء التي تهدر وقتك:
فيما يأتي بعض الأمثلة عن كيفية هدر وقتك الثمين الذي كان بوسعك استثماره في نشاطات نافعة:
1. إدمان وسائل التواصل الاجتماعي والهواتف الذكية:
إنَّ قضاء ساعات في تصفح وسائل التواصل الاجتماعي بلا وعي أو الاستغراق في نشاطات لا نهاية لها على الهاتف الذكي يستنزف وقتك الثمين، لذا يجب عليك من هذه اللحظة استثماره في النمو الشخصي أو متابعة شغفك.
2. إنفاق ساعات طويلة في مشاهدة التلفاز:
يؤدي الإفراط في مشاهدة البرامج الترفيهية إلى استنزاف وقتك دون أن تشعر، فيمضي يومك دون إنتاج ومن ثم تلوم نفسك.
3. عدم وضع حدود:
يؤدي السماح للآخرين بمقاطعتك واستغلال وقتك إلى تشتيتك وصرف انتباهك عن مسؤولياتك وأهدافك، لذا عليك وضع حدود صارمة.
4. السماح للأفكار بالاستحواذ على عقلك:
هل تسمح لأي فكرة تخطر في بالك بالاستحواذ على عقلك؟ وهل عقلك يفكر دون توقف؟ أو هل تترك المخاوف أو الأفكار المتعلقة بالماضي تسيطر على عقلك؟
من السهل جداً الاستغراق في مثل هذه الأفكار، فهذه الأفكار والمخاوف تهدر وقتك ولا تعطيك شيئاً ذا قيمة في المقابل.
شاهد بالفيديو: دليل الإنتاجية: الاستراتيجيات الفعالة لإدارة الوقت
7 استراتيجيات للسيطرة على وقتك:
تعلَّم كيفية تحمل مسؤولية وقتك لتكون سيد وقتك، فقد لا تكون قادراً على ذلك دائماً، ولكنَّك قادر في حالات عديدة:
1- تحديد أهداف واضحة:
حدد أهدافك على الأمدين القصير والطويل وقسِّمها إلى خطوات قابلة للتنفيذ؛ إذ يساعدك تحديد مسار واضح على اتخاذ خيارات واعية بشأن تخصيص وقتك.
2- تحديد الأولويات:
حدد أهم المهام وركِّز عليها أولاً، وأجِّل الالتزامات ذات الأولوية المنخفضة، وارفض النشاطات التي تهدر وقتك ولا تتوافق مع أهدافك.
3- تقسيم الوقت والجدولة:
صمم جدولاً زمنياً منظماً بتخصيص فترات زمنية محددة للنشاطات المختلفة؛ إذ يساعدك هذا على تقليل عوامل التشتيت، ويضمن لك تخصيص الوقت لأهم المهام.
4- ممارسة اليقظة الذهنية والانضباط الذاتي:
عزز وعيك الذاتي وانتبه لكيفية قضاء وقتك، واستثمر الانضباط الذاتي في مقاومة الإشباع الفوري واستمر في التركيز على أولوياتك.
5- تعلُّم كيفية التحكم في انتباهك:
تعلُّم تركيز انتباهك وتحسين مهارات التركيز لديك من أفضل الطرائق التي يمكنك استخدامها لاختيار الأفكار التي تريدها وطرد الأفكار التي لا تريدها.
6- تعزيز ضبط النفس:
مارِس التمرينات التي تعزز ضبط النفس؛ ويؤدي ذلك إلى زيادة قوتك الداخلية وفرض وجودك، وتحسين قدرتك في التحكم في وقتك، والجرأة على رفض أي شيء يتعارض مع أهدافك.
7- تعيين الحدود:
أخبر الآخرين بـ وقت فراغك، وضع حدوداً تحمي وقتك، ويشمل ذلك تخصيص فترات للعمل العميق دون يقاطعك أحد.
إقرأ أيضاً: كيف تتحكم بوقتك وتدير مقاطعاتك اليومية؟
في الختام:
لكي تصبح سيد وقتك: مارس الانضباط الذاتي وضبط النفس، وحدد أهدافك بدقة، وابتعد عن المشتتات قدر الإمكان، وطبِّق الاسترتيجيات المذكورة آنفاً، وتجنَّب الأخطاء التي ضربنا أمثلة عنها، ومن ثمَّ تذكَّر أنَّ الوقت أثمن مورد لديك ويضاهي المال في أهميته، فلا تتركه يضيع سدى.
انفوغرافيك: أنت تهدر وقتك الثمين الذي كان بوسعك استثماره في نشاطات نافعة
أضف تعليقاً