6 نصائح مفيدة لبناء صورة ذاتية إيجابية

إنَّ صورة الشخص الذاتية عن نفسه تؤثِّر في جميع جوانب حياته؛ فالشخص الذي يمتلك نظرة سليمة عن نفسه يعيش حياةً مختلفة كلِّياً عمَّن لديه صورة ذاتية سلبية، ويشمل هذا الاختلاف عدَّة جوانب؛ منها العمل والعلاقات، فنظرة الإنسان إلى نفسه تحدِّد مدى النجاح الذي يمكن أن يحقِّقه على الصعيد الخارجي والداخلي وهو الأهم، وهي شرط أساسي ليعيش الإنسان بسعادة ورضى.



لا شك في أنَّ أسلوب الازدراء الذي يعامل أغلب الناس أنفسهم به أدَّى إلى نشوء أفراد قلقين يعانون لإيجاد دورهم في هذه الحياة، لا سيَّما مع الأحكام القاسية والمؤذية التي يطلقونها على أنفسهم التي تهدم شعورهم بقيمتهم واستحقاقهم.

كما أنَّ بناء صورة ذاتية إيجابية وثابتة قد يستغرق سنوات، وخصوصاً بالنسبة إلى من عانوا طوال حياتهم من مشكلات في هذا الجانب منشؤها ذاتي أو بسبب الآخرين، ولحسن الحظ تتم رحلة التغيير من خلال أفعال صغيرة وبسيطة؛ لكنَّ تأثيرها عميق في التقدير الذَّاتي وتغيير نظرة الإنسان إلى نفسه إلى صورة مليئة بالقوَّة والجمال والكفاءة بعيداً عن جلد الذات الذي رافقه طويلاً.

6 نصائح مفيدة لبناء صورة ذاتية إيجابية:

1. التزم الأقوال والوعود:

فكر في أحد الأشخاص الذي لطالما خيب آمالك ولا يمكن الوثوق فيه، وفكِّر في سمعته في المجتمع، إنَّ الصورة الذاتية هي سمعتك من وجهة نظرك الشخصية ومن هنا تأتي أهمية التزام تنفيذ كل قرار تتَّخذه أو كلام تقوله؛ فهو سيؤدِّي مع مرور الوقت إلى تشكُّل ظن ثابت بأنَّ كل ما تقوله أو تقرِّره هام؛ ومن ثمَّ أنت شخص هام.

2. تَحمَّل مسؤولية حياتك وأفعالك:

إنَّ إلقاء مسؤولية حياتك على الآخرين هو أكبر مُسبِّب لشعورك بالعجز، وأفضل طريقة لتغيير صورتك الذاتية عن نفسك هي أن تسترجع قوتك، وتستخدمها لبناء حياة أفضل تكون فيها مسؤولاً عن كل جوانب حياتك؛ من خيارات وأفعال وعلاقات وصحَّة ووقت وسعادة ومال؛ مثلاً بدلاً من أن تقول: "لماذا ليس لديَّ مال؟"، قل: "ما هو الشيء الذي أقوم به ويمنعني من كسب المال؟".

تذكَّر أنَّ حياتك هي انعكاس مباشر لما تحمله من قيم ومعتقدات واختيارات، وعندما تتحمَّل مسؤولية ذلك ستتمكَّن من جعل حياتك أفضل، وهذا سيكون إثباتاً على تَحمُّلك المسؤولية بكفاءة، فيسلبك التهرُّب من المسؤولية القدرة على فعل أي شيء في حياتك ويجعلك تشعر بأنَّك عاجزٌ وضحيَّة، كما يهدم احترامك لذاتك.

شاهد بالفديو: 8 أسباب وراء انخفاض تقديرك لذاتك

3. أثبت نفسك:

احتياجاتك الشخصية ليست أقلَّ أهميَّة من احتياجات الآخرين، فقد اعتاد أغلب الناس أن يضحُّوا من أجل المصلحة العامة بصرف النظر عن ماهيَّتها أو مدى توافقها مع قيمهم ومصالحهم، وجزء أساسي من تقدير الذات يكون من خلال دفاعك عن معتقداتك والتعبير بوضوح عن احتياجاتك إن أمكن وبطريقة مناسبة؛ لأنَّك الشخص الوحيد المسؤول والقادر على تلبيتها، ويتطلَّب ذلك وجودك في بيئة تتيح لك ذلك، وإلا يُفضَّل أن تجد مكاناً آخر أكثر تلاؤماً مع احتياجاتك.

يشمل هذا تفاصيل كثيرة؛ كأن تملك حرية رفض أي مهمَّة إضافية فوق طاقتك، أو عدم السماح لأحد بأن يُضيع وقتك في الحديث عن أمور ومشكلات مُكرَّرة، وعندما تكون حازماً فهذه إشارة إلى الصورة الذاتية الإيجابية التي تمتلكها عن نفسك، إضافة إلى احترامك لذاتك.

إقرأ أيضاً: 10 أسباب لبدء التخطيط لحياتك

4. خطِّط لحياتك، والتزم التنفيذ، واحتفِ بالنجاحات الصغيرة:

ضع هدفاً لحياتك ولا تسمح للظروف والبيئة أن تحدِّد مصيرك، وابدأ بالتخطيط الآن، وحدِّد ماذا تريد أن تكون وما هو النجاح بالنسبة إليك، ليس من الضروري أن تخطِّط لأبسط التفاصيل اليومية، الهام ألَّا تبقى مُتفرِّجاً أمام ما يحدث في حياتك أو تنساق وراء أحداثها من دون وعي، واحتفِ بأي نجاح تحقِّقه؛ لأنَّه مهما كان بسيطاً فهو يشكِّل علامة فارقة؛ لأنَّه جاء نتيجة خطَّة وضعتها والتزمت تنفيذها؛ لهذا من حقِّك أن تفخر وتحتفي به.

5. اختر كلماتك بعناية:

إنَّ الطريقة التي تتحدَّث بها تُشكِّل فارقاً كبيراً في شعورك تجاه نفسك والآخرين والحياة عموماً؛ فالفرق كبير بين عبارة: "ابتعد عن طريقي"، وكلمة: "المعذرة"، ولكن عندما تتكلَّم بتهذيب وبالنَّبرة نفسها فلن يشعر أحد بالإهانة عندما تطلب منه أن يفسح لك الطريق.

استخدم الكلمات التي تعطيك شعوراً بالقوة؛ فكلمة: "لا أستطيع فعل ذلك" تعني أنَّك لا تملك حرِّية الاختيار، بدلاً منها قل: "لا أريد فعل ذلك"، أو "أنا أختار عدم القيام بذلك"، أو "لن أفعل ذلك"، توقَّف عن استخدام كلمة: "ينبغي"؛ فهي غير مفيدة على الإطلاق وتوحي بالعجز، وكذلك توقَّف عن استخدام تعبيرات مثل: "يجب عليَّ"،  و"سأحاول"، و"أنا بحاجة إلى"، واستبدلها بعبارات تذكِّرك بأنَّك المسيطر على حياتك ولك حرية الاختيار؛ مثل: "سأفعل"، و"أنوي"، و"أُخطِّط لـ"؛ فهذه التعبيرات تزيد الثقة بالنفس؛ ومن ثمَّ تعزِّز احترامك لذاتك.

6. كن لطيفاً:

عندما تكون لطيفاً مع نفسك سيكون من السهل أن تكون لطيفاً مع الآخرين، وخلاف ذلك صحيح، وستصبح أكثر قدرة على التعاطف.

افعل الخير دون أن تنتظر المقابل من الآخرين، وواظب على شكر الناس ومدحهم في الجوانب التي تَهمُّهم، وقدِّم المساعدة قدر المستطاع، وحافظ على ابتسامتك في وجه الآخرين دائماً؛ فهي طريقة بسيطة وفاعلة لتعزيز تقديرك لنفسك، ومع الوقت ستجد أنَّك أصبحت أكثر رأفةً بنفسك واكتسبت عدداً كبيراً من الأصدقاء الذين يتَّفقون جميعاً كم أنت شخصٌ رائع.

إقرأ أيضاً: أثر اللطف مع الآخرين في العناية الذاتية

في الختام:

عندما تؤمن بأثر النصائح السابقة وفاعليتها وتنفِّذها برغبة صادقة من قلبك ستصل إلى الشخصية التي سعيت كثيراً إلى الوصول إليها، شخصية مسالمة رائعة وذات كفاءة واستحقاق عالٍ.




مقالات مرتبطة