6 نصائح مثبتة علمياً لتعلم طريقة التعلم

عندما يفكِّر الناس في اكتساب مهارة جديدة أو تعلُّم موضوع جديد، فإنَّهم يميلون إلى البدء بذلك مباشرة، وهم نادراً ما يخصصون وقتاً لتعلُّم طريقة التعلُّم في الأساس، ويُعدُّ ذلك أمراً خاطئاً، فإذا خصَّصوا الوقت الكافي لتحسين مهاراتهم التعليمية، سيتحسنون في أي شيء آخر.



ولكي نتدارك هذا الخطأ ونصبح متعلمين جيدين، نقدِّم لك فيما يلي 6 نصائح مثبتة علمياً لتتعلم طريقة التعلم:

1. اربط ما تتعلمه بما تعرفه بالفعل:

لنفترض أنَّه لم يسبق لك وأن رأيتَ فهداً في حياتك، وإذا كنا سنصفه لك، يمكِننا أن نذكر حقائق مختلفة عنه، مثل: الطول، والوزن، وعدد الأرجل، وغير ذلك، سيجعل هذا الأمر المعلومات مجردة جداً، أما الخيار الآخر هو أن نخبرك أن تفكِّر في الفهد وكأنَّه قط بري كبير الحجم، ثم نشير إلى خصائصه المميزة، مثل: جسمه المرقط، وذيله الطويل.

الخيار الثاني أسهل في الفهم والاستيعاب؛ لأنَّنا سنطلب منك استخدام المعلومات التي تمتلكها بالفعل لتتعلم معلومة جديدة.

تعمل كل أساليب التعلم بنفس الطريقة؛ حيث يسهل علينا فهم المعلومات والمهارات الجديدة إذا ربطناها بما نعرفه بالفعل، وهذا هو السبب وراء استخدام المعلِّمين العظماء للتشبيهات والمقارنات بشكل شائع، فهم يعرفون أنَّ أفضل طريقة لنتعلَّم أمراً جديداً هو ربطه بما نعرفه بالفعل.

شاهد بالفيديو: 12 نصيحة لتسريع عملية التعلم

2. ادعم التعلم الخاص بك:

يستند تعلُّم أي شيء جديد إلى أمور نعرفها بالأساس، حيث نبدأ بتعلُّم أمور بسيطة ثم نضيف إليها معلومات أخرى مع تقدُّمنا، فمثلاً نحن نتعلم المشي قبل تعلُّم الركض، وعلى الرغم من أنَّ هذا الأمر قد يبدو واضحاً، إلا أنَّنا غالباً ما نرغب في المضي قدماً دون وجود أساس نبني عليه. فكِّر في الأشخاص الذين يرغبون في تعلُّم العمل في السوق التجارية دون أن يكون لديهم فهم أساسي للأدوات المالية والبورصة، أو الأشخاص الذين يرغبون في تعلُّم تمرين الضغط على اليدين قبل تعلُّم طريقة الوقوف على اليدين.

ترتبط هذه النصيحة بالنصيحة السابقة؛ فمن خلال متابعة عملية التقدم، أنت تستخدم معلوماتك السابقة بمثابة دعم لإضافة المعلومات الجديدة، ويجب أن تكون عملية التعلم الفعال تدريجية دائماً، حيث تنتقل عملية التعلم من المفاهيم العامة إلى العمليات المحددة والبسيطة ثم العمليات المعقدة، ومن المعلومات الملموسة إلى الأفكار المجردة، ومن المبادئ إلى الاستراتيجيات.

3. استخدِم طريقة التعلم المناسبة:

يصنف علماء التعلم الطرائق المختلفة التي نستخدمها في تلقِّي المعلومات إلى أربع فئات:

  • الملاحظة (رؤية شخص يقوم بما نريد تعلُّمه).
  • المحاكاة (التتبع).
  • الشرح (الاستماع إلى التعليمات أو قرائتها).
  • التجريب (تجربة الأمور بأنفسنا).

واعتماداً على ما تحاول تعلُّمه، سيكون بعض هذه الفئات أكثر فاعلية من بعضها الآخر. فمثلاً، إذا كنتَ تتعلم فنون الدفاع عن النفس، فإنَّ استخدام الملاحظة والمحاكاة أفضل من مجرد التعلم من كتاب (الشرح) أو التجريب، وفي حالات أخرى، مثل تعلُّم التاريخ أو الفلسفة، فإنَّ المدرسة أو المدونات الصوتية أو الكتاب هو أفضل خيار، ومن الناحية المثالية، يجب أن نحاول الجمع بين طرائق التعلم المختلفة، بحيث يسهل علينا فهم المعلومة الجديدة وترسيخها في ذاكرتنا بصورة أفضل.

إقرأ أيضاً: التعلم السلبي والتعلم النشط: أيهما أفضل؟

4. مارِس عملية استرداد المعلومات:

تُعرف ممارسة استرداد المعلومات بأنَّها الاسم التقني للاختبار، ونحن نعرف الاختبار في شكل امتحانات وفحوصات، ولكن قد يكون في شكل آخر وهو شرح المعلومات التي نعرفها لشخص آخر أو مراجعة المعلومات في أذهاننا، والهدف من ذلك هو أن نسترد المعلومات من ذاكرتنا.

تُعدُّ هذه الممارسة إحدى أفضل استراتيجيات التعلم الموجودة؛ فهي تستفيد مما يسمِّيه عالم النفس الشهير "روبرت بيورك" (Robert Bjork) بالصعوبة المرغوبة، ويشكِّل استرداد المعلومات من الذاكرة تحدياً للعقل، ويُعدُّ هذا الجهد الإضافي الذي نبذله لتذكُّر المعلومات هو الذي يساعدنا على ترسيخ ما نتعلمه.

تساعدنا ممارسة استرداد المعلومات بطريقتين رئيستين، فمن ناحية، تعزز الجهد الذي نبذله في عملية استرداد المعلومات التي نعرفها، ومن ناحية أخرى، يبين اختبار المعرفة المعلومات التي نعرفها جيداً وما هي المعلومات التي تحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة.

ويوجد أمر يجب معرفته بشأن ممارسة عملية استرداد المعلومات هو أنَّنا لا نختبر أنفسنا للحصول على درجة أو على الإجابات الصحيحة طوال الوقت؛ نحن نفعل ذلك لتحسين ما نتعلَّمه، وحتى عندما نحصل على إجابات خاطئة، فإنَّ أذهاننا تَعدُّ نفسها لمعرفة وتعلُّم الإجابات الصحيحة لاحقاً.

ويمكِننا استخدام هذه الطريقة من خلال وضع اختبارات خاصة بما نتعلَّمه، أو استخدام البطاقات التعليمية، أو مراجعة المعلومات الموجودة في أذهاننا، أو تعليمها لشخص آخر، حيث يجبرنا التدريس على استرداد المعلومات من الذاكرة.

إقرأ أيضاً: كيف يحدث استرجاع الذاكرة طويلة الأمد؟

5. استخدِم استراتيجية التكرار المتباعد:

يتعلق التكرار المتباعد بأن نمنح أنفسنا الوقت بين جلسات الدراسة بدلاً من الدراسة المكثفة لكل شيء خلال فترة زمنية قصيرة. تؤكِّد معظم البحوث التعليمية بأنَّ استراتيجية التكرار المتباعد أفضل من الدراسة المكثفة؛ وذلك لأنَّ التكرار المتباعد يوفر أمراً لا يمكِن للدراسة المكثفة أن توفره ألا وهو التوازن.

يتطلب التعلم الفعال الدراسة بتركيز لفترة من الزمن، تليها فترة ترسيخ المعلومات، كما يتطلب الأمر النسيان المعتدل.

عندما ندرس بصورة مكثفة، يبدو الأمر كما لو أنَّنا نتعلم بسرعة، لكنَّ التقدم الذي نحققه يتلاشى بالسرعة نفسها التي حصلنا فيها على المعلومات تقريباً، ونظراً لأنَّنا نقوم بتعلُّم كثيرٍ من المعلومات في فترة قصيرة، فمن الصعب تحديد المعلومات التي ترسخت في أذهاننا وما الذي لم يترسخ.

لذلك عندما نستخدم استراتيجية التكرار المتباعد، فإنَّنا نمنح أنفسنا الوقت الكافي بين جلسات الدراسة، وعندما نعود لاختبار أو مراجعة ما تعلَّمناه، سنعرف المعلومات التي استوعبناها والمعلومات التي لم نستوعبها وتحتاج إلى مزيدٍ من الدراسة، كما أنَّ توفُّر الوقت بين جلسات الدراسة يسمح لنا بالنسيان، وبالتالي زيادة الجهود المبذولة لتذكُّر ما تعلَّمناه من قبل. يتعلق هذا الأمر بالصعوبة المرغوبة التي نوقشت في النصيحة السابقة، حيث يساعدنا الجهد الذي نبذله في استرداد المعلومات على ترسيخ معلوماتنا.

6. ابحث عن منتورز (Mentors):

لا يمكِن المبالغة في تقدير قيمة المنتورز (Mentors)، فهم يوجهوننا من خلال عملية التعلم، ويساعدوننا على تجنب العثرات الشائعة، ويقدِّمون لنا تجربة غنية فيما يتعلق بالأمور المجدية وغير المجدية، وأين نوجه جهودنا.

لقد كان نموذج المنتور - المتدرب ناجحاً عبر التاريخ في جميع المجالات، حيث يجتمع الممارسون، والمعلِّمون المتمرسون مع المبتدئين ليوضحوا لهم طريقة التعلم.

تجعل محاولة القيام بالأمور بأنفسنا دون أي توجيه تعلُّمنا بطيئاً، فإذا أردنا تحقيق الاستفادة القصوى من الوقت والطاقة اللذين نبذلهما في تعلُّم أي مهارة في عملنا، فيجب أن نبحث عن منتورز نتعلم منهم، وسيدفعوننا لنبذل قصارى جهدنا ويساعدوننا على تسريع عملية تقدُّمنا بطرائق لا يمكِننا القيام بها بأنفسنا.

إقرأ أيضاً: كيف تجد منتوراً وتجعل علاقتك به ناجحة؟

أفكار أخيرة:

يُعدُّ تعلُّم طريقة التعلم مهارة يجب أن تسبق كل شيء، وعندما نتحسن في التعلم، فإنَّنا نختصر الوقت الذي يستغرقه تعلُّم أي مهارة أخرى؛ فهو استثمار يحقق النتائج المناسبة لبقية حياتنا.

حاول تطبيق النصائح التي ناقشناها في هذه المقالة، فهي ستمنحك أساساً قوياً يساعدك على التحسن في تعلُّم أي أمر تريده.

 

المصدر




مقالات مرتبطة