6 نصائح للحفاظ على نظرة إيجابية تجاه الحياة

يقول أوم سوامي (Om Swami): "الإيجابية هي أن تعيش اللحظة، على الرغم من كل ظروفك. وأن تكون إيجابياً هي مسألة اختيار، وفي الواقع هذا الاختيار اختيار واعٍ". يتفق معظم الناس في هذا الكلام؛ ومع ذلك، على مر السنين، وبسبب طبيعة الحياة المتطلبة باستمرار، والمنافسة المهنية، نجد صعوبة في ممارسة الإيجابية في حياتنا. ومن المثير للاهتمام، أنَّ أنماط تفكيرنا السريعة تختلف اختلافاً دقيقاً.



في الحقيقة، يعاني معظمنا من الكثير من الأفكار السلبية طوال اليوم، ولكنَّنا نتوق إلى حياة سعيدة. ومع ذلك، نجد صعوبة في تحويل أفكارنا السلبية إلى إيجابية وتطبيقها، وهذه مشكلة شائعة وتؤثِّر في الكثير منَّا. لكن لحسن الحظ، من الممكن التغلب على هذه المشكلة الصعبة.

لا بُدَّ أنَّك سمعت بمصطلح "علم النفس الإيجابي" (Positive Psychology) الذي انتشر كثيراً؛ حيث يهدف العديد من علماء النفس إلى معرفة ما الذي يجعل الحياة تستحق العيش، أو كيف يزدهر الناس في ظلِّ الظروف القاسية.

أوضح عالِم النفس الأمريكي مارتن سيليجمان (Martin Seligman) أنَّ علم النفس الإيجابي هو نهج علمي لدراسة الأفكار والمشاعر والسلوك البشري، مع التركيز على نقاط القوة بدلاً من نقاط الضعف، فضلاً عن فعل الخير في الحياة، وتعزيز صحة وسلامة الفرد من خلال إضافة الأفكار والكلام والسلوك المتفائل إلى حياتك.

يُعتقد أنَّ "الموقف الإيجابي" ليس غياب الأفكار السلبية فحسب، وإنَّما وجود العافية والغاية؛ حيث إنَّ الهدف ليس قمع الأفكار السلبية، وإنَّما تكوين فهم أفضل لما يسمح لنا بتعزيز صحتنا وعافيتنا؛ ببساطة، أفكارنا تخلق مشاعرنا، وتغيير أفكارنا يُغيِّر الطريقة التي نشعر بها.

تخيَّل أفكارك مثل كرة ثلجية، تتدحرج على الأرض، وعندما تتدحرج، تصبح أكبر وأكبر. وبطريقة ما، يظهر انطباع بأنَّها تتحرك من تلقاء نفسها، وتعمل بلا كلل وتتحرك باتجاه غير معروف ربما لا نهاية له. هذا ما يمكن أن تتحول إليه فكرة سلبية صغيرة؛ كرة ثلجية ضخمة من الحقد، على الرغم من حقيقة أنَّ الفكرة السلبية الصغيرة قد يكون لها التأثير نفسه.

سنتحدث في هذا المقال عن 6 نصائح لتبقى إيجابياً:

1. كُن واعياً ومتقبِّلاً لذاتك:

إحدى الخطوات الرئيسة نحو تغيير أنماط تفكيرنا السلبي هي "الوعي"؛ إذ قد يجعل الوعي المترافق مع القبول عزمنا أقوى بكثير. وعندما يقبل عقلنا الباطن واقعه الحالي، فإنَّه يساعد في تعزيز الأفكار والعواطف الإيجابية من دون عناء.

إقرأ أيضاً: 4 أسباب تدفعك لممارسة الوعي التَّام

2. تخلَّ عن أفكارك السلبية:

أفكارنا هي اختيارات واعية، ويمكن أن تتراوح بين السلبية الشديدة والإيجابية الشديدة.

إذا بدأنا بتعقُّب مسار الأفكار السلبية، فسوف تكتسب زخماً سريعاً. هنا لا بُدَّ لنا من التخلِّي عن الأفكار السلبية. وعلى الرغم من أنَّ القيام بذلك صعب، لكنَّه ليس مستحيلاً.

يعدُّ "التأمل" من أعظم الأدوات التي تساعد على التخلي عن التفكير السلبي، فهو يساعد على إعادتنا للحظة الحالية. لقد كان اقتراح أوم سوامي (Om Swami) لهذا الجانب بسيطاً، ولكنَّه فعَّال للغاية: "يمكنك اكتساب اليقظة الذهنية من خلال طرح سؤال واحد هام على نفسك. وإذا طرحت هذا السؤال، فسوف تَبثُّ اليقظة الذهنية فيك على الفور من دون جهد؛ السؤال هو: "ماذا أفعل الآن؟". بمجرد طرح هذا السؤال، ستعود للحظة الحالية ولما كنت تفعله في ذلك الوقت".

شاهد بالفيديو: 5 نصائح للتخلص من الأفكار السلبية

3. توقَّف عن التفكير في الماضي:

أن تكون إيجابياً هي مسألة استعداد عقلي، فمعظم الناس ليسوا سعيدين بسبب الأفعال الخاطئة، والاختيار الخاطئ للكلمات، والتأمل في التفكير على نحو خاطئ.

قد يكون التمسك بذكرياتنا أو أفكارنا أو عواطفنا غير السارة والقلق بشأن المستقبل، أمراً مريحاً إن كان عادة، ومع ذلك، فإنَّ القوة الحقيقية تظهر عندما نتوقف عن التفكير في الماضي والمستقبل، ونحاول العيش في الوقت الحاضر.

عندما نفكر في الأحداث غير المرغوب فيها، قد نفقد جوهر الحياة، أي نفقد العيش بسلام.

4. كُن ممتناً لحياتك:

الأفكار السلبية هي تلك التي تسحبنا نحو الأسفل، وغالباً ما تجعلنا ننسى كم نحن سعيدون؛ حيث تولد هذه الأفكار غالباً بسبب الخوف من المجهول، وعند مواجهة المحن؛ لذا قد يساعدنا الامتنان على التغلب على ذلك، أو تحويله إلى شيء إيجابي.

إنَّ الاحتفاظ بدفتر يوميات بسيط يُدوَّن فيه ما نحن ممتنون له، فضلاً عن ممارسة تأمل الامتنان، يساعد العديد من الأشخاص على العودة للإيجابية.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لتحقيق الامتنان في حياتك

5. اعتمد على اللطف:

يثير كل نوع من التفكير عاطفة إيجابية معيَّنة، يدفعنا في النهاية إليها.

واظب على فعل الخير في حياتك اليومية؛ ذلك لأنَّنا حين نملأ عالمنا بالطيبة واللطف، فذلك سيولد تأثيرات مضاعفة، وينشرها في وعينا وفي عالمنا الداخلي، وبالتدريج في عالمنا الخارجي أيضاً. ثم لا نلبث أن ندرك أنَّ عالمنا الخارجي هو نسخة طبق الأصل عن عالمنا الداخلي، وأنَّ أفكارنا ورغباتنا وعواطفنا هي اللبنات الأساسية لعالمنا الداخلي.

تشبه المواقف الإيجابية المغناطيس، ولديها القدرة على جذب الإيجابية في العالم الخارجي أيضاً

6. ابتسم لحياة أكثر إيجابية:

تدعم الابتسامة تعزيز الأفكار الإيجابية، وتُحسِّن مزاجنا تحسيناً ملحوظاً وسريعاً.

تتمثل إحدى الطرائق السهلة لتحسين مزاجنا في الوقت الحالي، بتذكُّر حدث ممتع وإعادة معايشة المشاعر التي شعرنا بها في ذلك الوقت؛ لذلك ركز على مشاعرك المشجعة وابتسامتك، وحاول تصديقها.

يقول اللورد سري كريشنا إلى أرجونا (Lord Sri Krishna says to Arjuna): "أنت ألدُّ عدو وأعظم صديق لنفسك، فلا أحد يستطيع أن يعلمك كيف تعيش؛ وذلك لأنَّه شيء عليك أن تتعلمه بنفسك؛ التزم بأن تكون سعيداً، ولن يؤثِّر شيء فيك".

المصدر




مقالات مرتبطة