6 معلومات عن الموظفين المتنقلين

دخل الكثيرون مجال العمل المُتنقِّل وجعلوه أسلوباً لحياتهم، وبوجود جائحة كورونا (COVID-19) أو عدمه، يواصل الموظفون المتنقِّلون على إنستغرام (Instagram) إذهالنا بصور الأماكن والمعالِم والمناظر الطبيعية الخلَّابة، ومَن منَّا لا يريد ذلك!



في الحقيقة وللأسف ليست حياة الموظفين المتنقِّلين مثيرة كما تُظهرها لك الصور على وسائل التواصل الاجتماعي، وفي هذا المقال، سنجيب عن جميع أسئلتك المُلِحَّة حول الموظفين المتنقِّلين ونتعمَّق في طبيعة حياتهم وعملهم.

مَن هم الموظفون المتنقِّلون؟

يشير مصطلح الموظفين المتنقِّلين إلى العاملين المستقلين وروَّاد الأعمال الذين يختارون العمل عن بُعد ويكونون دائماً في ترحال مستمر، وقد أدَّى ظهور التكنولوجيا الحديثة ومنصات التواصل مثل سلاك (Slack) وتريللو (Trello) إلى جعلِ نمط الحياة هذا ممكناً.

الاختلافات بين الموظفين المتنقِّلين والعاملين عن بُعد:

يخلط الكثيرون بين المصطلحَين، لكنَّهما في الحقيقة مختلفان؛ حيث يختلف الموظفون المتنقِّلون عن العاملين عن بُعد من ناحية السفر، ففي حين يتنقَّل الموظفون المتنقِّلون باستمرار، يعمل العاملون عن بُعد من منازلهم أو من مكان عمل مشترك قريب.

ما الذي يجعل العمل المتنقِّل رائجاً؟

راج العمل المُتنقِّل منذ سنوات عدَّة، لكن ساعدت جائحة كورونا (COVID-19) في انتشاره عندما أُجبِر الجميع على العمل من المنزل؛ حيث بدأ العديد من أرباب العمل بتقدير فوائد العمل عن بُعد، وحطَّم الوباء أيضاً العُرف القائل بأنَّ علينا أن نكون في مكان عمل واحد لإنجاز أعمالنا.

وفقاً لشركة الأبحاث غلوبال وورك بليس أناليتيكس (Global Workplace Analytics)، يمكن لـ 56% من الموظفين القيام بوظائفهم عن بُعد، وهو ما يثبت وجهة نظرنا؛ حيث قررت الشركات ومن ضمنها تويتر (Twitter) وباي بال (PayPal) لخدمات الدفع وأوبر (Uber) لخدمات سيارات الأجرة اعتماد العمل عن بُعد اعتماداً دائماً.

كيف يبدو مستقبل الموظفين المتنقِّلين؟

يمكننا القول الآن إنَّ العمل المُتنقِّل أضحى أمراً طبيعيَّاً، وهذه الإحصاءات هي الدليل على ذلك:

  • ازداد عدد العاملين عن بُعد بنسبة 140% منذ عام 2005، وفقاً لإحصاءات موقع الأعمال غلوبال ووركبليس (Global Workplace).
  • يطمح 17 مليون شخص في جميع دول العالم إلى أن يصبحوا موظفين متنقِّلين في المستقبل.
  • كان من المتوقَّع في نهاية عام 2019 أن يكون هناك 224000 مساحة عمل مشتركة في جميع أنحاء العالم؛ وذلك وفقاً لشركة ستاتيستا (Statista) المختصَّة ببيانات السوق والمستهلكين.

شاهد بالفيديو: 6 طرق تجعلك تعيش مثل رواد الأعمال

هل يجب أن تصبح موظفاً متنقِّلاً؟

لا يستطيع الجميع سلكَ هذا الاتجاه، فالقضية لا تقتصر على ركوب الطائرة والسفر إلى أماكن جديدة؛ بل على عكس الاعتقاد الشائع، إنَّ نمط حياة الموظفين المتنقِّلين مخصص للأشخاص الذين يمتلكون دخلاً ثابتاً وليست لديهم مسؤوليات تربطهم بمكان كالشريك والأطفال، ولهذا السبب ليس من الهيِّن اتِّباع نمط الحياة هذا، فالعمل المُتنقِّل مصحوب بالصعوبات مثله مثل أية مهنة أو أي نمط حياة، لكنَّه من جهة أخرى يتيح لك العمل وفقاً لشروطك.

إقرأ أيضاً: 4 استراتيجيات لتجاوز التقلّبات التي تميّز حياة رواد الأعمال

التصوُّر مقابل الواقع:

قبل أن تقرر أن تصبح موظفاً متنقِّلاً، عليك معرفة كافة الحقائق عن هذا النمط من الحياة والعمل؛ لذا تأكد من أهدافك واحرص أنَّك لا تفعل ذلك لمجرد نزوة أو لمطاردة أوهام ابتدعَتْها مخيلتك:

1. يتمتع الموظفون المتنقِّلون بالحرية المطلقة ولديهم متسع كبير من الوقت:

التصوُّر الأول عن الموظفين المتنقِّلين أنَّهم يقضون معظم وقتهم في التمتع بالطبيعة والتجوُّل في مدن جديدة.

الواقع: يعمل العديد من الموظفين المتنقِّلين طوال الوقت، وليس لديهم متسع من الوقت أو طاقة للمشاركة في النشاطات الترفيهية؛ حيث أقرَّ الكثير من الموظفين المتنقِّلين بالإجهاد في العمل، وأنَّ عليهم محاربة التسويف، فيتطلب الالتزام بساعات العمل التي حدَّدوها لأنفسهم ومحاربة الرغبة في قضاء الوقت في نشاطات أخرى غير العمل كثيراً من الانضباط، ناهيك أنَّه قد ينجر بسهولة إلى إغفال واجباته والمواعيد النهائية في غياب مشرفٍ يراقب كلَّ تحرُّكاته في العمل.

2. عَيْش حياة رغيدة خالية من الهموم والقلق:

يتخيَّل بعض الأشخاص أنَّ عيش حياة الموظف المتنقِّل يشبه فيلم مغامرات أو فيلماً رومنسياً.

الواقع: في الحقيقة، توجد الكثير من الأشياء التي يجب على الموظفين المتنقِّلين القلق بشأنها؛ وتشمل البحث عن مسكن في حي آمن وفَهم ثقافة البلد ومحاولة عدم خرق أية قوانين، وإيجاد حيز عمل مشترك ليُتاح لهم العمل منه، وتسديد الضرائب، وما إلى ذلك.

قد يبدو أسلوب حياة الموظفين المتنقِّلين ساحراً؛ لكنَّ له جانباً مظلماً جداً، فحياتهم مهددة بالخطر وهم معرَّضون للخطف أو القتل؛ لذا يكون الأمن والأمان في البلد الجديد هو أول ما يبحث عنه الموظفون المتنقِّلون.

3. الحرية المالية:

يعتقد الكثيرون أنَّ الموظفين المتنقِّلين يكسبون الكثير من الأموال بانتظام وأنَّهم مستقلون مالياً.

الواقع: ينقسم الموظفون المتنقِّلون إلى فئتين: الموظفون المستقلون وروَّاد الأعمال، وهؤلاء يقضون وقتاً طويلاً في الترويج لأنفسهم بحثاً عن عمل يؤدُّونه أو عملاء يتعاقدون معهم.

ويتطلَّب بناء الثقة وتطوير علاقة جيدة مع العميل وقتاً، ويَقبل العديد من الموظفين المتنقِّلين بأجور أقل مما يستحقون نتيجة المنافسة الشديدة؛ حيث إنَّ معظم الموظفين المتنقِّلين مستقلون مالياً؛ لذا عليهم دفعُ فواتير الإقامة والطعام والملابس والمرافق وغيرها دون مساعدة أحد.

اعلم أنَّ فرق الأسعار بين العملات وتكاليف المعيشة في بلد ما تلعب دوراً في مدى سلامة وضعك المالي، لهذا السبب يسافر العديد من الموظفين المتنقِّلين إلى بلدان ذات تكاليف معيشة منخفضة مثل إندونيسيا.

إقرأ أيضاً: ما هي الحرية المالية؟ وكيف يمكن الوصول إليها؟

4. وجود شبكة إنترنت قوية:

يفترض الكثيرون وجود اتصال إنترنت مستقر في كل مكان.

الواقع: يستفسر العديد من الموظفين المتنقِّلين عن توافر شبكة واي فاي (WiFi) قبل السفر إلى أيِّ بلد؛ حيث يؤدي ضعف الاتصال بالإنترنت إلى عدم تمكُّن العاملين لحسابهم الخاص من أداء وظائفهم والوفاء بالمواعيد النهائية، وإن حدث هذا أكثر من مرة، فقد يفقدون وظائفهم وثقة العميل.

5. متعة السفر بين البلدان:

يتصور بعض الأشخاص أنَّ الموظف المتنقِّل يقضي حياته بالترحال وزيارة أماكن جديدة مثل سندباد.

الواقع: لا تدع صور إنستغرام (Instagram) تخدعك، فبعض الموظفين المتنقِّلين يكرهون في قرارة نفوسهم كثرة السفر؛ وذلك لأنَّها تُسبِّب لهم الإرهاق وتستنزف وقتهم، وفي بعض الأحيان يكون كل ما يطلبونه هو الاستقرار بدلاً من قضاء وقتهم في المطارات؛ حيث تُستنزَف قواك جرَّاء التخطيط المستمر للسفر وتأمين الظروف المناسبة للعمل، خاصة في البلدان التي لا يعرف سكَّانها التحدُّث بلغتك.

6. حياة اجتماعية مفعمة بالحياة:

قد تعتقد أنَّ الموظفين المتنقِّلين يقضون وقتاً ممتعاً بصحبة الأصدقاء.

الواقع: قد تستغرب إذا علمتَ أنَّ العديد من الموظفين المتنقِّلين يشكون الوحدة ويخشون تكوين صداقات جديدة ويشعرون بالحنين إلى الوطن، ومن الشائع أن تشعر بالوحدة وتندم أحياناً على القرار الذي اتخذته، فليس من السهل تكوين صداقات جديدة في بلد غريب، وإن استطعت تكوين صداقات، سيستغرق الأمر وقتاً حتى تأمن جانبهم وتثق بهم، ومن المرجَّح أن تقضي جُلَّ وقتك في العمل ومشاهدة الأفلام ومتابعة وسائل التواصل الاجتماعي.

ليس هدفنا في هذا المقال أن نخيفك أو نقنعك بالعدول عن فكرة العمل المُتنقِّل؛ بل الهدف أن تتمعَّن جيداً في الوقائع وتدرس الموضوع جيداً قبل الإقدام على خطوة قد تندم عليها لاحقاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة