6 طرق لوضع الصحة النفسية ضمن أولويات الشركات الصغيرة

بعد عام ونصف من الحجر الصحي والإغلاق وفقدان الأحباء والاضطراب الاقتصادي أصبح من الضروري دعم الصحة النفسية لفريقك؛ حيث يمكن أن يعصف بك الخوف والقلق والإجهاد في أيِّ وقت ولكن في ضوء كل ما حدث في عام 2020 فقد زادت هذه المستويات عن حدها متمثلة بصعوبة بالغة للجميع.



وإلى جانب زيادة التوتر الناتج عن المحيط خارج مكان العمل فقد أبلغ 74% من العمال عن زيادة مسؤولياتهم في العمل في حين أبلغ 45% منهم عن انخفاض في الصحة النفسية خلال النصف الأخير من عام 2020.

وبالنسبة إلى الشركات الصغيرة التي ليس لديها ميزانية حتى الآن لتزويد موظفيها بعلاج مكلف، فقد يبدو الوضع ميؤوساً منه فنشعر في رغبة في التكاسل والتقاعس؛ بيد أنَّ هناك الكثير مما يمكن للشركات التجارية الصغيرة أن تفعله لدعم الصحة النفسية لموظفيها؛ وهاك بَعْض الطرائق الإبداعيةِ لمُسَاعَدَة موظفيكَ على تعزيز النفسية الجيدة ليَكُونوا في أفضل حالاتهم:

1. رفع مستوى الوعي:

في تقرير الصحة النفسية في العمل لعام 2019 الصادر عن مجلة هارفارد بيزنس ريفيو (Harvard Business Review)؛ كانت أكثر الموارد المرغوبة في مجال الصحة النفسية في مكان العمل هي وجود ثقافة أكثر انفتاحاً وقبولاً، وأيضاً معلومات أوضح عن مكان طلب الدعم والتدريب.

ومن الهام أن يشعر الموظفون، أولاً وقبل كل شيء، بالارتياح للُّجوء إلى المشرف عليهم عندما يجدون صعوبة في السيطرة على التوتر أو القلق، كما من الهام معرفة إلى مَن يلجؤون طلباً للمساعدة.

وينبغي ألا تبقى المعلومات حبيسة مراجع التوظيف؛ بل أن تتم مشاركتها دورياً في الاجتماعات أو رسائل البريد الإلكتروني أو على منصات معينة من منصات الرسائل الجماعية، كما يمكن بعد أسبوع صعب للغاية، إرسال بريد إلكتروني إلى أعضاء فريقك لتذكيرهم بوسائل الصحة النفسية التي تقدمها، وطالما أنَّك تُبقي الأمر هيناً ولا تضغط على موظفيك للمشاركة عندما لا يكونون مستعدين، ستكون المعلومات موضع ترحيب من الجميع.

2. تقديم خيارات لجداول مهام مرنة:

بالنسبة إلى العديد من العمال الذين لديهم أطفال، قد يكون جدول مهامهم غير مرن مما يزيد من حدة التوتر؛ لذا فإنَّ إعطاء أعضاء فريقك المرونة في تحديد المواعيد والفرصة لوضع مواعيدهم يخفف عنهم العبء، ويؤدي أيضاً، على الأرجح، إلى تحسين الإنتاجية؛ وذلك لأنَّ الموظفين يمكن أن يعملوا خلال أقل الأوقات إلهاءً.

ولا تعني المرونة في جدول مهامك خفض معاييرك؛ ذلك أنَّ تمكين أعضاء فريقك من تحديد جدولهم الزمني، سيساعدهم على الأرجح على إيجاد سبل للعمل بكفاءة أكبر بالإضافة إلى إظهار أنَّك تَأتمنُهم مما سَيدفعهم إلى الإيمان بأنفسهم والثقة في عملِهم.

شاهد بالفديو: 12 نصيحة للحفاظ على الصحة النفسية

3. تقديم نماذج استراتيجيات للرعاية الذاتية:

من الهام لموظفيك أن يشاهدوك وأنت تضع نماذج جيدة للصحة النفسية وممارسات الرعاية الذاتية، فإذا كنت ترهق نفسك، سيشعر أعضاء فريقك أنَّ هذا ما هو متوقع منهم أيضاً؛ لذا دع موظفيك يرونك وأنت تمارس التمرينات الرياضية أو التأمل، وأعلِمهم بالأوقات التي لا تكون فيها متوفراً وتُبعد نفسك عن التكنولوجيا، وخذ إجازات تريح نفسك فيها من العمل كلياً، فعندما يراك أعضاء فريقك تتخذ خطوات لإعطاء الأولوية لصحتك النفسية الخاصة؛ فسيرون أنَّ هذا أمر طبيعي ومقبول وسيتشجعون على أن يحذوا حذوك.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح لوضع خطة رعاية ذاتية خاصة

4. إلزام الموظفين بالإجازات:

تتطلب سياسة الإجازات الإلزامية من الموظفين تحديد عدد أيام الإجازات في السنة، كأن تكون إجازة لمدة أسبوع واحد على الأقل أو إجازة لمدة خمسة أيام متتالية أو قد تسمح السياسة للموظفين بأخذ إجازات على أيام متفرقة، مع أخذ يوم أو اثنين في كل مرة.

يعود الموظفون الذين يحصلون على إجازة إلزامية إلى العمل بشعور متجدد بالهدف، هناك العديد من الوظائف التي يمكن القيام بها من الهواتف؛ ولذا يواجه العديد من الموظفين صعوبة في ترك العمل حتى عندما يغادرون المكتب جسدياً؛ مما يؤدي إلى الاحتراق الوظيفي وتدهور الصحة الأخرى؛ ولذا فمع وجود وقت إجازة إلزامي سيتمكن الموظفون من أخذ استراحة حقيقية لإعادة شحن طاقاتهم.

تقوم بعض الشركات بإعطاء إجازة مدفوعة الأجر في أوقات محددة لضمان وجود الموظفين في الشركة خلال الأوقات الحافلة بالعمل، حتى أنَّ بعض الشركات تغلق أبوابها لبعض الوقت لإعطاء جميع الموظفين إجازة؛ بحيث لن يكون هناك حاجة لهم في العمل، وهذا لا يؤدي إلى انخفاض في الإنتاجية؛ بل يسمح للشركات الصغيرة بتخطيط السنة على نحو أكثر كفاءة.

5. تقديم المساعدة في مجال التطوير الشخصي والمهني:

في كثير من الأحيان، لا علاقة للاحتراقِ الوظيفي بحجم العمل ولا حتى بنوعيته، فإذا وجد الموظف نفسه عالقاً في مهام مملة فقد ينهك نفسه بسرعة.

ويبحث القائد الفذ دوماً عن طرائق لتطوير فريقه، وعندما يتمكن الموظفون من تحقيق مصالحهم داخل الشركة أو ربما حضور فصول دراسية لتعلم مهارات جديدة؛ فإنَّهم سيشعرون بمزيد من الاستثمار في العمل والشركة، بالإضافة إلى ذلك، فإنَّ الانتقال إلى منصب أعلى في الشركة، أو حتى الانتقال إلى قسم جديدة، يمكن أن يعطي الموظف هدفاً وثقة أكبر في نفسه وفي عمله.

إقرأ أيضاً: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

6. تقديم عضوية في صالة الألعاب الرياضية:

لا يخفى علينا أنَّ الصحة البدنية والصحة النفسية مرتبطتان ارتباطاً وثيقاً؛ حيث يمكن لأسلوب الحياة الصحي، الذي يشمل التغذية الجيدة والنوم الكافي والتمرينات الرياضية، أن يساعد على منع الأمراض المتعلقة بالصحة النفسية ولا سيما الاكتئاب والقلق كما يمكنه أيضاً أن يمنع هذه الظروف من التفاقم؛ بل ويؤدي دوراً كبيراً في التعافي.

إذا كانت شركتك قادرة على تقديم عضوية في النادي الرياضي للموظفين، فقد يُحدِث ذلك تأثيراً في صحة الموظفين؛ ذلك أنَّ بعض التمرينات الرياضية الثابتة يمكن أن تزيد من مستويات الطاقة وتحسِّن الذاكرة ووظيفة الدماغ وتساعد على الاسترخاء وتحسين نوعية النوم والسعادة العامة؛ لذا حتى لو كان موظفوك لا يأكلون طعاماً صحياً أو يحصلون على نوم هانئ، فإذا بدؤوا بممارسة التمرينات الرياضية بانتظام؛ قد ينتهي بهم المطاف إلى التحسُّن.

يمكن أن تكون عضوية الصالة الرياضية مكلفة، ولكنَّ العديد من الصالات تقدم تخفيضات للشركات، وفي النهاية؛ إنَّ تقديم تضحية صغيرة في ضوء المكاسب الضخمة المحتملة أمر هام.

لقد وضع العام 2020 المنصرم الصحة في قائمة أولويات الجميع، واضطرت أماكن العمل إلى وضع قواعد جديدة للنظافة البدنية، مثل التباعد الاجتماعي والكمامات والعمل عن بعد وأكثر من ذلك، وكلهُ بين عشية وضحاها.

وبينما نبدأ بإعطاء الأولوية للسلامة في مكان العمل أكثر فأكثر، فالآن هو الوقت المثالي لبدء تنفيذ دعم الصحة النفسية للموظفين في ثقافة شركاتكم العامة فهذا سيؤدي إلى موظفين أكثر سعادة وصحة ومرونة وسيكونون على استعداد لمواجهة التحديات الكبيرة لشركتك.

المصدر




مقالات مرتبطة