6 طرق لتخفيف التوتر والمحافظة على الاندفاع والحافز

يُعدُّ التَّوتُّر والإجهاد شعوراً مُزعجاً يراودك حين تكون ثمَّة مطالب ومسؤوليات عديدة على عاتقك وكثيرٌ من الأشخاص الذين ينبغي لك إرضاؤهم، بينما لا تجدُ إلَّا وقتاً قليلاً لفعل ذلك كله، ولا يُعدُّ ذلك في الواقع حالة ممتعة أو منتِجةً بالنسبة إلى الإنسان.



قد يكون التعرُّض لقليل من التَّوتُّر والإجهاد في حياتنا عاملاً محفِّزاً أحياناً، ويمكن له أن يجدِّد نشاطنا ويمدَّنا بالطاقة والحيوية حتَّى، لكن ثمَّة حدودٌ للعمل بأفضل صورة ممكنة تحت الضغط؛ إذ يتحوَّل في نهاية المطاف إلى أمرٍ مُرهق ومستنزفٍ لقواك الجسدية والعقلية والعاطفية.

قد تجدُ أنَّك لا ترغب في فعل أي شيءٍ حين تصل لتلك المرحلة؛ إذ تكون متوتراً، وتتعرض لشعورٍ بالعصبية الجامحة والتبلُّد الذهني، وإليكَ فيما يأتي قائمة سريعة بعدة طرائق تساعدك على الحفاظ على هدوئك والمضي قدُماً، يمكنك اللجوء إليها إن ضاقَ بك الأمرُ كثيراً وبلغتَ أقصى درجات الإرهاق والتَّوتُّر:

1. التذكُّر دوماً بأنَّك هام وناجح بما فيه الكفاية:

حين تكون عالقاً في وضع يقلِّل من شأنك، ويجعلك تظنُّ أنَّك لستَ جيداً بما يكفي، قد تشعر بأنَّك تفعل الأشياء الخاطئة دوماً، وهذا من شأنه أن يزيد الوضع المُرهِق الذي تمرُّ به سوءاً، لتجدَ نفسك في حلقة مُفرَغة من البشاعة والقسوة، وسرعان ما يبدو أنَّ كل ما تراه هو عيوبك، وتشعر بأنَّك ضعيف ومُحطَّم ومُثبَّط العزيمة، وتفقد حافزك واندفاعك وطاقتك وقدراتك الإبداعية، وتقتنع تماماً بأنَّك غير قادر على التوقف عن ذلك.

يجب أن تتذكَّر في هذه اللحظة بالذات أنَّك جيدٌ وناجحٌ بما فيه الكفاية، وتفكِّر في التصرف بطريقة مختلفة حين تصعب أمور حياتك وتشتد عليك قسوتها؛ ففي النهاية، ليس لديك ما تخسره بعد تلك المحاولات سوى القلق والتَّوتُّر والإرهاق الذي يعتريك.

2. الاهتمام بنفسك ومنحُها الأولوية في حياتك:

لا يمكنك فعل أي شيءٍ أو تحقيق أي إنجاز إلَّا إن كنتَ تعتني بنفسك وتمنحها اهتماماً خاصاً، فمن المستحيل تقريباً التفكير بوضوح وصفاء والحفاظ على اندفاعك وحماستك حين لا تحرص على تغذية جسدك وعقلك ومنحهما الراحة والاسترخاء وإعادة شحن طاقاتك.

حين تكون استجابتك الفطرية أو ردُّ فعلك الغريزي على التَّوتُّر والإجهاد الذي تتعرض له هو المواجهة والضغط على نفسك لتجاوزه والتغلب عليه، فغالباً ما يعني ذلك التقليل من فعل أو ممارسة الأشياء التي من شأنها أن تحسِّن مزاجك ونظرتك للموقف ككل، وقد ينجح ذلك في تهدئتك ومنحك الراحة لفترة قصيرة، لكنَّك ستتعرض في النهاية للاحتراق النفسي، وستصبح شخصاً مُنهَكاً ومُستنزَف القوى أكثر فأكثر.

لذا؛ عليك أن تكسر حلقة الإرهاق والتَّوتُّر اللامتناهية تلك، من خلال التعامل مع التَّوتُّر والضغط النفسي وتدبيره بطريقة استراتيجية هادفة، وتسألَ نفسك عن الشيء الوحيد الذي يمكنك تغييره فيما يخص عنايتك بنفسك واهتمامك بذاتك لمساعدتك خلال تلك الأوقات العصيبة والمُجهِدة، ومن ثمَّ عليك أن تختبرَ ذلك التغيير الذي أحدثتَه، وتمنحه الوقت الذي يستحقه لإحداث تأثيره المناسب؛ إذ ستجدُ منافعه وتأثيراته الإيجابية في عقلك وجسدك وإنتاجيتك.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس

3. مواجهة المشكلة مباشرةً:

بصرف النظر عن المكان الذي وصلتَ إليه في حياتك، غالباً ما تنتهي كلمتا (ينبغي)، و(من المُفترَض أو المُتوقَّع) بإصابتك بالتَّوتُّر والإرهاق؛ إذ يُضفي الحديثُ الذاتي الحاوي على تلك الكلمات مزيداً من الألم إلى الموقف المُحزن أو المُزعج الذي تمرُّ به أصلاً.

قد تتفاجأ أيضاً بأنَّ فائدة كلمة (ينبغي) في حل المشكلات أقلُّ بكثير ممَّا قد تعتقد؛ فبدلاً من مواجهة المشكلة التي تعترضك على حقيقتها بطريقة صريحة ومباشرة، ستجعلك تلك الكلمة تشعرُ بالإحباط والفشل بشأن ما هو ليس كما ينبغي، وهذا لن يجعلك تصل إلى أي مكان في هذه الحياة بسرعة.

خفِّفْ من توترك، وهدِّئ من روعك، وحافظْ على حماستك واندفاعك من خلال اتخاذ خطوة جريئة والانتقال من ترديد كلمة (ينبغي) إلى إيجاد الحلول المناسبة، واسألْ عمَّا يمكنك فعلُه بشأن الموقف بوضعه الحالي في الوقت الراهن.

إقرأ أيضاً: النجاح في حل المشكلات: أهم 8 نصائح للتخلص من المشاكل

4. التوقف عن مقارنة نفسك بالآخرين ومنافستهم:

يمكن للمقارنة والمنافسة أن تكون أموراً محفِّزةً وتمنح دافعاً لمواصلة العمل والتقدم عندما تكون الظروف مناسبة، لكنَّها قد تؤدي إلى نتائج عكسية؛ ففي إمكانها أن تعرِّضك للضغط والتَّوتُّر المستمر، وتجعل الأمر يبدو وكأنَّ قيمتك الكلية بصفتك إنساناً تتوقف على مواكبة تطوُّر ونجاح الآخرين ومجاراتهم.

حين نتمادى كثيراً في منافسة الآخرين ومقارنة أنفسنا بهم، تتحوَّل تلك السلوكات إلى هزيمة وخسائر مبتعدةً كلَّ البعد عن كونها أموراً مشجِّعةً ومُلهِمة، ولا تكمن المشكلة في هذه الحالة بامتلاك الدافع أو الحافز للتميُّز والتفوُّق؛ بل تحدث المشكلات حين نركِّز على النتائج أكثر من تركيزنا على المسار الذي يوصلنا إلى تحقيق تلك النتائج.

عندما لا تتمكَّن من الاحتفاء بانتصاراتك ونجاحاتك الصغيرة، ولا تستطيع أن تكون لطيفاً وحنوناً مع نفسك في وجه الفشل، أو أن تتذكَّر نقاط قوتك الفريدة، فإنَّك في ظروف مثالية لفقدان الحافز والشعور بالتَّوتُّر والإرهاق.

إن كان هذا ينطبق عليك، فعليك أن تمنح نفسك وقت استراحة للتفكير بإنجازاتك، وبالأمور الهامة والهادفة في حياتك، وبالأشياء الأخرى التي يمكنك فعلُها، واستثمار وقتك وطاقتك بها إن خرجتَ من حلقة المقارنة والمنافسة المُفرَغة والتي لا جدوى منها.

إقرأ أيضاً: 10 حقائق تؤكد أضرار مقارنة نفسك مع الآخرين

5. إعادة تقييم توقعاتك:

حين تكون متوتراً ومُرهَقاً، يمكن لإعادة تقييم توقعاتك أن تشبه إجراء تسوية إلى حدٍّ ما؛ لذا تذكَّرْ أنَّ تعديل توقعاتك لتتوافق مع الواقع ليسَ علامةً على ضعفك؛ بل هو دليل على ذكائك؛ فأحياناً ما تكون الطريقةُ الأكثر نجاحاً وفاعليةً للبقاء على المسار الصحيح والمحافظة على نشاطك، هي الاستدارة وتكرار المحاولة من جديد بوجهة نظرٍ جديدة للحياة.

يمكنك أن تقول إنَّه كان عليك تحقيق توقعاتك، لكنَّ الحياة نادراً ما تحترم تلك القوانين وتتقيد بها، ومن ثمَّ خُذْ برهةً من وقتك للتكيُّف والتأقلم مع تغييرات الحياة التي تفرضُها عليك، بدلاً من إضاعة وقتك في الجدال بشأن ذلك.

غيِّرْ منظورك للحياة من خلال تقبُّل المواقف والمشكلات التي تتعرض لها كما هي وتدبير أفضل الخطط لحلِّها والتعامل معها بناءً على ذلك.

شاهد بالفيديو: 7 حقائق عليك أن تفهمها عن الحياة

6. أخذ الأمور بروية والتعامل مع كل مشكلةٍ على حِدة:

يمكن أن تُصاب بالتَّوتُّر والإجهاد حين تتولى مسؤوليات ومهام كثيرة في وقتٍ واحد، ولا يتعلق الأمرُ بعدم قدرتك على فعل تلك الأشياء؛ بل إنَّ المزيج الذي يجمع بين تلك الأشياء وتوقيتها والظروف المحيطة بك في الوقت الراهن لا تناسبك فحسب، ما يؤدي إلى عدم نجاحك فيها وتعرُّضك للإرهاق والحيرة والتردد، ومن ثمَّ عجزك عن إتمامها.

لذلك؛ ركِّزْ على ما هو نصب عينيك في الوقت الراهن للإبطاء من وتيرتك في العمل، وأخذ الأمور بروية، وركِّزْ كذلك على المكان الذي وصلتَ إليه في حياتك، وما يمكنك النجاح فيه الآن.

فكِّرْ في الأمر على أنَّه فعلُ الأمور الناجحة والفعالة بالنسبة إليك، بدلاً من محاولة إنجاز كل شيء معاً دفعة واحدة، وحدِّدْ لنفسك أهدافاً صغيرة لإنجازها والتي تناسب أهدافك الكبيرة، واحتفِ بوصولك إليها وتحقيقها؛ إذ يصبح الأمرُ أكثر فاعليةً ونجاحاً وتشويقاً بكثير بهذه الطريقة.




مقالات مرتبطة