6 طرق لاستقطاب المواهب المتميزة عندما تكون الميزانية محدودة

تجد العديد من الشركات محدودة الميزانية صعوبةً في التنافس على أفضل المواهب، وكما أدت جائحة كورونا إلى تغيُّر طريقة العمل من العمل المباشر إلى العمل من المنزل، ستؤدي تداعياتها إلى انتقال عدد كبير من العمال إلى شركات ومواقع جديدة، مما يمنح قطاع الأعمال فرصة للاستفادة من هذا التغيير في تحسين فِرقه ومؤسساته.

إنَّ إحدى أهم الطرائق التي تُمكِّن الشركة من تنمية وتحسين حصتها السوقية هي تطوير فريقها، فعندما يتحسن أفراد المنظمة، تتحسن المنظمة بطبيعة الحال، ولكن قد تواجه العديد من الشركات صعوبة في التوظيف بسبب نقص المال، ومع ذلك، في إمكانها إظهار مستوى من الإبداع والابتكار لتوظيف موظفين متميزين لديها على الرغم من عدم قدرتها على التنافس بسبب ضعف ميزانياتها المخصصة للرواتب والأجور؛ لذا إليك أهم ست طرائق لجذب المواهب المتميزة عندما تكون الميزانية محدودة.

1. تقديم إجازات غير مدفوعة:

يُقدِّر الموظفون أيام الإجازة لتحقيق التوازن بين العمل والأسرة؛ حيث تضع القوة العاملة الناشئة المرونة والقدرة على إدارة وقتها فوق أي اعتبار، لذلك استخدمت العديد من الشركات الكبرى استراتيجية إضافة أيام إجازة غير مدفوعة كميزة لجذب العمال الذين يحتاجون إلى وقت إضافي بعيداً عن العمل إضافة إلى أيام الإجازة المدفوعة، وبما أنَّ معظم العمال يفضلون المرونة على الراتب، يجب على كل شركة تأمَل في جذب المواهب المتميزة أن تخصص أيام إجازة غير مدفوعة لكل موظف. 

2. تسليط الضوء على الهدف:

يريد أعضاء الفريق أن يشعروا بقيمة مساهماتهم أكثر من مجرد مساعدة الشركة على كسب المال، وقد يجدوا ذلك في الشركة التي تركز على مهمتها أو هدفها النهائي، والدور الذي يلعبه كل موظف في تنفيذ خطتها.

يهتم الموظفون المؤثرون والمنفتحون اجتماعياً اليوم بالقضايا المحلية بقدر اهتمامهم بالقضايا الوطنية، والشركات التي ستنجح في المستقبل هي تلك التي تضع هدفاً يؤثر في المجتمع، فعندما لا يكون لديك هدف، فقد يكون مصير شركتك كمصير شركة "بيس كامب" (Basecamp) التي غادرها ثلث الموظفون بعد أن طلبت منهم التركيز على العمل وعدم الاهتمام بالقضايا الاجتماعية.

3. التأكيد على أهمية الفرد:

تتمتع الشركات الصغيرة بفرصة أفضل للتعرُّف إلى الموظفين ومساعدتهم على تحقيق أهدافهم الشخصية والمهنية، ولكنَّ الاهتمام بالفرد ليس سهلاً في الشركات الكبيرة؛ إذ يجب على الشركات التي ترغب في جذب المواهب الرائعة أن تُعبِّر بوضوح عن العمليات والإجراءات التي تستخدمها لتنمية أعضاء الفريق وتطويرهم؛ حيث يريد موظفو اليوم أن يكونوا جزءاً من مجموعة ناجحة، وأن يكونوا معروفين على المستوى الفردي.

4. تسليط الضوء على فرص التدريب والتطوير الشخصي:

يرغب الموظفون المتميزون دائماً في تحسين مهاراتهم للوصول إلى الإتقان أو ذروة أدائهم؛ لذا يجب على المؤسسات التغاضي عن كلفة التدريب مقابل حزمة المزايا التي ستحصل عليها، فسلِّط الضوء على قيمة التطوير الشخصي في أثناء توظيف أعضاء للفريق.

تُظهر الدراسات أنَّ العديد من الموظفين يتركون وظائفهم بسبب عدم وجود فرص للتطور؛ لذا يجب على المؤسسات اختيار دورات التدريب التي تراها مناسبة، والسماح للموظفين باختيار الدورات التي يريدونها أيضاً؛ فعندما يرى أحد أعضاء الفريق أنَّ المؤسسة تهتم بوجهة نظره في كيفية تطوير مهاراته، فقد يكون هذا العامل حاسماً عندما يكون لدى هذا الموظف أكثر من عرض عمل.

5. تقديم حوافز إبداعية بناءً على الربح:

يحب الموظفون المتميزون الإنتاج، ويريدون تقدير جهودهم، وقد تكون الحوافز المقدَّمة لهم مرتبطة بالمبيعات والأرباح، وقد تكون مرتبطة بالوقت أيضاً، ومن الأمثلة على ذلك شركة برمجيات تمنح إجازة مدفوعة لمدة شهر للموظفين الذين مضى على عملهم في الشركة خمس سنوات، إضافةً إلى 100$ في اليوم خلال الإجازة. 

6. تقديم مزايا تعود بالنفع على الشركة والموظفين:

غالباً ما تكون المزايا نقطة حاسمة في قرار الموظف بالانضمام إلى الشركة؛ لذا فكر بإبداع في الفوائد التي ليست جيدة للموظف فحسب؛ إنَّما للشركة أيضاً، فأحد الأمثلة الناجحة خلال الجائحة هو العمل عن بُعد وتقليل المساحات المكتبية المستأجرة؛ فعندما تُخفض الشركات التكاليف وتزيد الفوائد، تزداد أرباحها وتخلق فرصة أكبر لجذب أفضل المواهب؛ لذا يجب على الشركة تسليط الضوء على انخفاض التكلفة الناجمة عن توفير تعويض أجور المواصلات للموظفين الذين يعملون من المنزل، وكذلك ثمن الديزل وتكلفة إصلاح سيارات الشركة. 

مثال آخر هو شركة تقدِّم بوليصة تأمين على حياة الموظفين لفترة زمنية محددة، 20 عاماً مثلاً، وتدفع الشركة أقساط التأمين، فإذا بقي الموظف مع الشركة طوال مدة البوليصة، فيمكن تقسيم العائدات بين الموظف والشركة؛ أما إذا غادر الموظف، فيجب على الشركة الاستمرار في الدفع واستلام إجمالي التعويض بمجرد وصول البوليصة إلى تاريخ استحقاقها. 

الخلاصة هي أنَّ هناك العديد من الفرص للشركات لتحقيق الربح وإفادة الموظف في آنٍ واحد.

في الختام:

يبحث الموظفون عن الشركات التي يجدون فيها ضالتهم، وكل شركة لديها القدرة على جذب أفضل المواهب وتحسين أدائها العام؛ لذا طبِّق هذه الطرائق الإبداعية لجذب المواهب المناسبة لمؤسستك.

المصدر