6 خطوات للحصول وقت لعمل يضفي معنى إلى حياتك

لنفترض وجود إحدى الأعضاء ضمن برنامج تدريبي يهدف للتخلص من الخوف، وتعمل بدوامٍ كامل في وظيفةٍ تحبها، إلا أنَّها ليست الوظيفة التي تجد نفسها فيها، فتعاني من الخوف لعدم إيجاد مزيدٍ من الوقت للعمل على وظيفةٍ أخرى. لا بدَّ أنَّ حال الموظفة في المثال السابق يشبه حال الكثيرين؛ إذ تأخذ مشاغل الحياة جلَّ وقتنا، فلا نجد متسعاً منه للتركيز على الأمور الهامة في حياتنا.



وهذه مشكلةٌ شائعة لدى أي شخص يريد إطلاق مشروعٍ جديد، أو التطوع في عمل، أو ممارسة عمل فني، أو تأليف كتاب، أو بناء جمهور، أو بناء علامة تجارية. كيف سنجد متسعاً من الوقت لعملٍ إضافيٍ هادف، بينما نشغل أنفسنا بالمهام الحالية؟

فيما يأتي بعض الأفكار التي سنقترحها في هذا المقال لتحقيق هذا الهدف:

  1. تنظيم جميع شؤون حياتك.
  2. تفريغ مساحة أكبر بين المهام الروتينية.
  3. الانخراط بالعمل.
  4. التأمل وسط الاضطرابات والإحباطات.
  5. تجديد الشعور الداخلي.
  6. دمج الحرية والفرح والطاقة الإيجابية بأي نشاط.

وتهدف هذه الخطوات إلى معالجة مختلف المشكلات التي نواجهها، لإيجاد الوقت لممارسة عملنا الهادف، فيمكن لكل شخصٍ اختيار الأنسب منها لحياته:

1. تنظيم حياتك:

سنشعر بثقل الحياة عندما تتراكم المهام غير المنجزة، بدءاً بالأعمال المنزلية، وإنجاز المهام الصغيرة، والرد على الرسائل، ودفع الفواتير، وغسل الأطباق والاتصال بالناس وغيرها الكثير، فكيف يمكننا التعامل مع هذا الكم الهائل من المهام؟

إنَّ عدم وجود هيكل تنظيمي لنشاطات اليوم سيؤدي إلى:

أولاً، الشعور بالإنهاك عندما تَكثُر المهام المراد إنجازها ولا يبدو أنَّ لديك ما يكفي من الوقت لذلك.

ثانياً، سيطرة المهام الصغيرة على معظم الوقت المتاح؛ ذلك لأنَّها عاجلة، خصوصاً عندما نشعر بضيق الوقت وبالإنهاك؛ لذا، فإنَّ أحد الحلول الجيدة هو التنظيم، وإفساح المجال للتعامل مع جميع المهام في حياتك، ومنها:

  • دفع الفاتورة كل يوم اثنين.
  • تفقُّد صندوق الرسائل الواردة كل يوم ثلاثاء.
  • القيام بالأعمال الإدارية كل يوم جمعة.
  • القيام بالأعمال المنزلية كل يوم سبت.
  • تفقُّد البريد الإلكتروني والرسائل الإعلانية يومياً في الساعة 4 مساءً.
  • التخطيط الصباحي.
  • دفع الضرائب شهرياً.
  • تخصيص بعض الوقت يوميَّاً في الساعة الـ 10 صباحاً لممارسة بعض الأعمال المسلية والهادفة.

ليس ضرورياً أن تؤدي جميع هذه المهام، كما سيختلف الجدول التنظيمي لكل شخص، ولكن إن استطعتَ تحديد جميع المهام ضمن إطارٍ زمني ثابت ومعروف، فيمكنك الاسترخاء والتسليم بأنَّ كل شيءٍ سيُؤدَّى بموعده المحدد، وستتمكن بعد رسم الهيكل التنظيمي من تخصيص مساحة محددة للقيام بعملك الهادف.

2. إتقان تنظيم الوقت:

لنفترض أنَّك مشغول جداً لدرجة عدم إمكانية العثور على أكثر من 30 دقيقة فقط ضمن الأسبوع لعملك الهادف؛ تُعَدُّ هذه بدايةً جيدة.

ربما يمكنك تفريغ مزيدٍ من الوقت عن طريق تجميع رسائل البريد الإلكتروني والرسائل النصية لتفقدها في ساعة معينة كل يوم، كما يمكنك تفريغ بعض الوقت، عن طريق توظيف جليسة أطفال، أو عاملة نظافة للمنزل، أو يمكنك الإعلان على مواقع التوظيف عن حاجتك إلى توظيف شخصٍ يتدبَّر أمور المنزل.

كما يمكنك إيجاد شخص ما للرد على رسائل البريد الإلكتروني، وخدمة العملاء، أو المساعدة الإدارية لتولِّي المهام الروتينية.

تستطيع أيضاً التخلص من بعض المهام أو تأديتها بسهولة للحصول على متسعٍ من الوقت، كما يمكنك التخلي عن بعض الالتزامات، ورفض أي التزامات جديدة، أو طلب تأجيلها.

في بعض الأحيان يمكننا إيقاف المشتتات، مثل تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، أو متابعة الفيديوهات، أو قراءة الأخبار عبر مواقع الإنترنت. لنكن صادقين، فهناك كثيرٌ من الوقت الضائع ضمن أيامنا يمكن استثماره للأعمال الهامة؛ لذا كن مبدعاً في استثمار الوقت لتسهيل الأمور، وستكسب في النهاية أسبوعاً أو أسبوعين.

شاهد بالفيديو: 5 خطوات فعالة تساعدك على تنظيم وقتك

3. تسخير كامل تركيزك في العمل:

عندما تحصل على مجالٍ للعمل، تتفاجأ بصعوبة التركيز. سيناديك كل شيء وربما ستقضي أول 20 دقيقة من الـ 40 دقيقة المخصصة للعمل، لتستعد؛ وهذا يؤدي إلى تناقص التركيز بسبب شعورك بأهمية أداء بعض المهام المستعجلة؛ ذلك لأنَّها أكثر إلحاحاً.

ضع خطَّةً لتنظيم إنجاز العمل الذي يضفي معنىً إلى حياتك، فتستطيع أن تفعل ذلك في بعض الأحيان بإجراء مكالمة فيديو مع شخص، وأن يؤدي كلٌّ منكما عمله الذي يضفي معنىً إلى حياته بصمت مدة ساعةٍ كاملة؛ ولهذا عليك توظيف تركيزك في العمل وتركيز الانتباه فيه تركيزاً كاملاً، فأعطه كامل وجودك؛ أي كن موجوداً وجوداً كاملاً.

4. ممارسة التأمل خلال فترة الاضطرابات:

في بعض الأحيان، على الرغم من بذل أفضل الجهود للتركيز، لكن تُشتِّتنا العوامل الخارجة عن إرادتنا، فقد يقاطعك طفلك لأنَّه يريد وجبةً خفيفة، أو يقاطعك زوجك للتعبير عن إحباطه مما حدث معه اليوم، وقد تصل رسالة فتُشتت تركيزنا.

وبعد ذلك كله، سنشعر بالإحباط أو الغضب، وهذا أمرٌ طبيعي، فعليك التعامل مع الأمر؛ تنفَّس بعمق مرة أو اثنتين، وتعامل برفقٍ مع نفسك، وانسَ ما حدث، واسترخِ، وخذ نفساً عميقاً، وتقبَّل مصادر تشتيت الانتباه بوصفها جزءاً طبيعيَّاً من الحياة، ولا تسمح لها أن تُخرجك عن مسارك؛ بل انظر إلى الأمر بعين الامتنان؛ لوجود الناس حولك، ثم عُد بسهولة إلى العمل الهادف، بقوَّتك واستعدادك الكامل.

إقرأ أيضاً: كيف نحصل على نتائج التأمل في حياتنا؟

5. تجديد شعورك الداخلي:

قد يكون من الصعب التركيز عندما نكون مستَنزَفين أو قلقين أو منهكين، أو نشعر بالاستسلام والاستياء، فكل ما في الأمر أنَّنا استنفدنا تركيزنا وقدرتنا على المواجهة والاستمرار، ولا نملك القدرة أو حتى التركيز الكافي لمواجهة أي شيء.

لذا، سيكون الاعتراف بذلك والاهتمام بالنفس عملاً عظيماً يَنُمُّ عن حِسٍّ قيادي؛ وبهذا تسدي لنفسك ولعملك الهادف معروفاً، فأعد شحن طاقتك المعنوية، وتقديم الرعاية والتغذية للنفس، وتجديد الروح بحيث يمكن العودة وبقوة.

إليك بعض النصائح:

  • احصل على قدرٍ كافٍ من النوم، وأنهِ العمل في وقتٍ مبكر، واسمح لنفسك بالاسترخاء في نومٍ عميق ومنعش.
  • تنزَّه يوميَّاً؛ إمَّا سيراً على الأقدام، أو في أثناء ممارسة الجري، واستمتع بجمال الطبيعة الهادئ.
  • خذ حماماً دافئاً، واجلس لاحتساء كأسٍ من الشاي الدافئ دون أن تفعل أي شيءٍ آخر.
  • مارس أي نوع من أنواع الرعاية الذاتية: مثل أخذ قيلولة، أو ممارسة اليوغا، أو التمرينات الرياضية، أو العلاج، أو التحدث مع صديق، أو الحصول على تدليك، أو التأمل، ونظِّم وقتك، واسترخِ، واعتنِ بنفسك.
إقرأ أيضاً: 12 طريقة للاعتناء بالنفس

6. دمج الحرية والفرح والطاقة مع كل نشاط:

سنشعر أنَّنا محاصرون في نطاقٍ ضيق من العمل اليومي المستمر، وسنتوق للحرية بعيداً عنه؛ إذ تنعكس طبيعة العمل على مشاعرنا الداخلية، فعندما يصبح العمل مُستنزَفاً ومُجهِداً ومملاً، سنشعر بالإجهاد والإحباط جرَّاء ذلك؛ لذا علينا تصحيح الوضع، ودمج الفرح والحرية مع أي نشاط، ومن ذلك عملنا الروتيني.

إحدى الخطوات للشعور بالحيوية والحرية من قيود العمل هي التفكير بالعاقبة؛ ففكر مليَّاً كيف سيكون العمل عندما تشعر بالحرية والفرح في أثناء قيامك بنشاطك اليومي.

تخيَّل قيامك بالنشاطات الروتينية المملة بحيوية؟ ماذا لو استطعتَ استعادة النشاط في أيَّة لحظةٍ تريد؟ قليلون هم من يفعلون ذلك؛ لذا، ننصح الجميع بأن يجربوه، ستزدهر حياتك بعد ممارسة النشاطات بحرية وفرح.

المصدر




مقالات مرتبطة