6 استراتيجيات تساعدك على متابعة أهدافك المهنية وتحقيقها

يركز عالم الأعمال على تحديد الأهداف، فتدور مراجعات الأداء حول تحديد الأهداف السنوية وتحقيقها، ويسعى مندوبو المبيعات والمديرون باستمرار إلى تحقيق الأهداف والمتطلبات المالية، وتضع كلُّ منظمة أهدافاً تحاول تحقيقها لإثبات قدرتها على البقاء.



نحن بصفتنا أفراداً نضع أهدافاً مماثلة لحياتنا المهنية، ونطمح إلى الارتقاء في صفوف مؤسساتنا أو مجالاتنا، ونأمل أن نتبوَّأ تدريجياً مناصب أعلى ونُحصِّل رواتب أكبر، ولكن هل هذه الاستراتيجية المبنية على الأرقام لتحديد الأهداف وتحقيقها التي يستخدمها أرباب العمل تنفع في الواقع للنهوض بمهننا وإحراز ما نأمل في تحقيقه في الحياة؟ وكم مرة نحقق ما سعينا إلى تحقيقه؟

وفقاً لمعهد أبحاث الدماغ الإحصائي (Statistic Brain Research Institute) فإنَّ 92% من الناس لا يصلون أبداً إلى أهدافهم، ويُعَدُّ الافتقار إلى الدافع، والخوف، والشك الذاتي، وتحديد أهداف غير قابلة للتحقيق من بين العقبات التي تمنع معظمنا من تحقيق أحلامه.

لكن توجد طريقة أخرى أكثر تمكيناً من الشروع في تحديد أهدافنا وتحقيقها؛ فبالنسبة إلى معظمنا نسعى إلى النجاح المالي، ومع ذلك فإنَّ تحقيق النجاح المالي، أو أيِّ نوع آخر من النجاح يجب ألَّا يتطلب ضغوطات وصراعات، ولا ينبغي أن نضحي بالرضى الوظيفي والصحة والسعادة في السعي إلى تحقيق هذا الهدف؛ فهذا النهج في الواقع يمنع النجاح، ويمكن للنضال من أجل ذلك أن يمنع الحلول والفرص والإمكانات من الوصول إلينا.

لذلك نحن نضع الأهداف ونطوِّر الأحلام؛ لأنَّنا نؤمن بأنَّ تحقيقها سيحقق لنا مستوىً معيناً من الإنجاز؛ لكنَّنا في الواقع لدينا ترتيب عكسي؛ إذ إنَّ الأساس في تحقيق أهدافنا - ومن ثمَّ الحياة الناجحة - يعتمد مستوى الشعور بالسعادة في حياتنا المهنية الآن، وليس النقيض من ذلك؛ لذا بدلاً من ذلك نحن نحتاج إلى الاستفادة من حدسنا لتمييز ما هو أفضل شيء يمكننا السعي وراءه في حياتنا وما هي الصفات الإيجابية الحالية التي يمكننا تعزيزها للمساعدة على تحقيق أحلامنا.

إليك فيما يأتي 6 استراتيجيات واعدة يمكنك استخدامها لمتابعة أهدافك وتحقيقها بالفعل:

1. تحديد الأهداف التي تؤمن بها بالفعل:

امنح نفسك وقتاً للتأمل وتحديد ما تريده حقاً في حياتك المهنية؛ إذ يمكن أن يكون الأمر عظيماً مثل "أريد أن أصبح مليونيراً"، لكن إذا كنت لا ترى أنَّ هذا ممكن، وفكرة متابعته تبدو مخيفة، فحاول صعود درجات السلم نحو الإنجاز ببطء وتروٍّ وبأفكار تشعرك براحة أكبر.

على سبيل المثال يمكنك تشجيع نفسك من خلال التفكير كما يأتي: "لدي القدرة على القيام بعمل رائع"، أو "أعرف أشخاصاً كانوا في نفس المكان الذي أصبحت فيه من أصحاب الملايين؛ إذاً أنا على الطريق الصحيح ومتشوِّق لتحقيق المزيد".

شاهد بالفديو: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

2. فهم السبب الحقيقي وراء أهدافك:

بدلاً من التفكير في كيفية تحقيق أهدافك فكر في سبب رغبتك في تحقيقها ودوِّن ذلك السبب؛ إذ يُعدُّ هذا الأمر أحد أهم الأجزاء التي لا يخصص أحدٌ وقتاً للتحقق منها، استمر في البحث عن المعنى الحقيقي حتى تصل إلى إجابة مقنعة ووافية؛ فعندما تحدد الشعور الذي تسعى إليه فكر في شعورك عندما يتحقق هذا الهدف، وتخيل أنَّك تعيش ذلك الشعور كما لو كنت قد حققت هدفك بالفعل، قالت الكاتبة الملهمة إستر هيكس (Esther Hicks): "عندما تتحدث عمَّا تريده ولماذا تريده عادةً ما تكون لديك مقاومة أقل بداخلك مقارنةً بالحديث عمَّا تريد وكيف ستحصل عليه".

3. السعي إلى تحقيق أهداف تعزز طاقتك:

فكر جيداً بهدفك، واسأل نفسك هل هذا الهدف يزيد من حماستك وتفاؤلك، أم أنَّك تشعر بالضيق والانقباض؟ فعندما تكون متحمساً تسمح لإمكاناتٍ وفرص رائعة أن تأتي إليك، وعندما ترغب في أن تكون مختلفاً أو أفضل ممَّا أنت عليه فإنَّك تخلق في عقلك المثل الأعلى لما تريد أن تكون عليه، ثمَّ تعيش مع الأفكار والمشاعر كما لو كانت بالفعل واقعك، وعندما يكون هذا هو شعورك السائد إذاً لا مفر من النتائج الإيجابية. 

إقرأ أيضاً: زيادة الحافز لتحقيق الأهداف

4. تخيُّل الحياة التي تريدها كأنَّها حقيقة واقعة:

سيؤدي ذكر أهدافك في "الوقت الحاضر" إلى إثارة الأفكار والمشاعر في عقلك وجسمك التي تُعدُّك إعداداً جيداً لجعل هذه الأهداف واقعك الحالي؛ فعلى سبيل المثال بدلاً من أن تقول: "أريد الإقلاع عن التدخين" فإنَّك تقول: "أنا غير مدخن"؛ اكتشف كيف يبدو ذلك من خلال الشعور بالبهجة كما لو أنَّ هدفك قد تحقَّق بالفعل؛ فإنَّك تغيِّر طاقتك وتجذب ما تريد إلى حياتك.

5. المرونة في متابعة الأهداف:

حاول صياغة خطوات العمل التي يمكنك اتخاذها لتحقيق أهدافك، وخطِّط لاتخاذ إجراءات كل يوم، ومع ذلك لا تلتزم التزاماً صارماً بكيفية تحقيق الهدف؛ بل كن منفتحاً على أيِّ أفكار من أجل عمل إيجابي يدفعك إلى الأمام وقد يقودك إلى أفكار أخرى وحتى أفكار أفضل.

6. التأقلم مع الانتكاسات:

ربَّما تكون قد سمعت قصصاً عن كيف أخبرَ صاحب العمل السابق مقدمة البرامج الحوارية الأمريكية أوبرا وينفري (Oprah Winfrey) بأنَّها غير مناسبة للعمل في التلفزيون، أو كيف طُرِدَ رائد الأعمال ستيف جوبز (Steve Jobs) من شركة آبل (Apple) حتى تستحوذ شركته نيكست (NexT) لاحقاً على شركة آبل، ثمَّ يتابع لاحقاً حتى يصل إلى اختراع الآيبود، والآيفون، والآيباد. 

لقد جعلتهم انتكاساتهم في الواقع أقوى؛ فكل تحدياتنا وصراعاتنا وإخفاقاتنا هي في الواقع هدايا لتعليمنا كيف نصبح أكثر حكمة وأفضل نسخة من أنفسنا؛ لذا تعلَّم أن تثق بالصورة الكبيرة لحياتك وأن تجتاز الاضطرابات والتحديات بمزيد من السهولة والامتنان وبأقل مستوى من التوتر والصراع.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح فعّالة للتغلب على الانتكاسات

في الختام:

اسعَ جاهداً إلى إيجاد السعادة في السعي وراء أهدافك، وخُض التجارب واستمتع بها، وتجنَّب التمسُّك بمسار أو وجهة نظر ضيقة؛ فمع هذا النهج قد يصبح واقعك أفضل ممَّا كنت تحلم به.




مقالات مرتبطة