6 استراتيجيات أساسية لبناء شبكة علاقات للمبتدئين

يخلق الركود الاقتصادي سوق عمل خاص "بتكوين العلاقات"، ويشجِّع الناس على تولِّي زمام حياتهم المهنية، فلا يمكِنهم انتظار معجزة لتنقذهم من هذه الظروف الاقتصادية العصيبة، والاحتمال الأكبر أنَّك ستجد فرصة العمل عبر شبكة علاقاتك وليس من خلال إعلانات البحث عن عمل، أو الشركات التي تتدافع لتوظيفك.



تلك هي الحالة بالنسبة إلى معظم كبار المديرين، حيث حصلوا على الفرص وتقدَّموا في حياتهم المهنية بفضل توصيات زملائهم أو مستشاري البحث، ولكن زادت مؤخراً القيود التي يضعها مستشارو البحث عن الموظفين، فأصبحوا يستغرقون أشهراً بالبحث عن المرشَّح الملائم للشاغر، عدا عن أنَّ الشركات لم تَعُد تتوسع وتُوظِّف بالمعدلات السابقة نفسها.

لا يعني تكوين العلاقات جذب العملاء المحتملين:

لسوء حظِّ المديرين التنفيذيين الذين بدأوا بتكوين شبكة علاقاتهم حديثاً، هنالك اعتقاد خاطئ بأنَّ مصطلحا التعارف وجذب العملاء المحتملين يشيران إلى الأمر ذاته، كما يجهل العديد منهم كيفية الاستفادة من جهات الاتصال الثمينة لتنمية شبكة معارفهم؛ بل والأسوأ من ذلك أنَّهم يستهلكونها في السؤال عن الشواغر استهلاكاً مباشراً، بدلاً من تطويرها وتوسيع نطاقها؛ إضافة إلى أنَّ معظم الأشخاص الذين يبحثون عن أدوار إداريَّة رفيعة المستوى لا يشعرون بالراحة تجاه تكوين العلاقات الجديدة؛ إذ ينظر بعضهم إليها كنوع من الاستعطاء دون تقديم مقابل، ويترك بعضهم الآخر انطباعاً سيئاً حين يجري اللقاءات بهدف السؤال عن المناصب المتاحة في شركة الشخص الآخر.

من المستحيل إنشاء علاقات والحفاظ عليها حين يكون هدفك الاستفادة بدلاً من الإفادة؛ فتكوين العلاقات هو عملية تهدف إلى خلق شبكة غنيَّة بالفرص والموارد المشتركة، ولكي تنجح يجب أن تعمل بمبدأ المقايضة، حيث تستطيع تكوين علاقات ناجحة وقويَّة حين تُغيِّر مفرداتك ومنظورك؛ فبدلاً من التعبير عمَّا تريده أنت، فكِّر بما يمكِنك تقديمه إلى الشخص الآخر، كما يساعد هذا الأمر في النظر إلى شبكتك كوسيلة لتكوين علاقات والحفاظ عليها مدى حياتك المهنية، وليس للعثور على وظيفة معيَّنة فحسب.

حين نأخذ في الحسبان حاجات ورغبات معارفنا، سنكتشف فرصاً لم نلحظها من قبل. ويمكِنك القيام بذلك حين تتَّبِع نهج التعرُّف إلى الآخرين دون أي توقعات سوى التواصل معهم وتكوين علاقات، وتُقدِّم وقتك ومعلوماتك ومصادرك لخدمتهم دون دافع أناني، فإنَّ ما يمنعنا من تحقيق أقصى استفادة من شبكة علاقاتنا هو حصر تفكيرنا ضمن إطار البحث عن عمل، والذي لا يساعدنا في العثور على طرائق خلَّاقة ومتميِّزة ومفيدة لردِّ الجميل والتعبير عن الامتنان.

إقرأ أيضاً: مهارات التواصل وطرق تطويرها وتنميتها

6 استراتيجيات للمبتدئين من أجل بناء شبكة علاقات:

1. تكوين شبكة العلاقات قبل الحاجة إليها:

لقد فات الأوان بالفعل للانضمام إلى "لينكد إن" (LinkedIn)؛ لذا تواصَل مع أحد زملائك الذين فقدتَ التواصل معهم منذ زمن طويل، وأدخِل في برنامج أوتلوك (Outlook) معلومات الاتصال من بطاقات الأعمال التي نسيتَ أمرها في دروج مكتبك.
شبكة المعارف أشبه بالشُّعب المرجانية؛ فهي هشَّةٌ وتتطلَّب سنوات من العمل على تكوينها وتحتاج شبكة واسعة من العلاقات المترابطة، فتَبنَّ نظرةً بعيدة الأمد حين تستثمر شبكتك بدلاً من السعي خلف الأرباح الفورية.

2. كبح شعور الإلحاح:

ارسم خطَّةً لتكوين علاقات محددة الأهداف، حيث يتعامل العديد من المحترفين مع شبكة علاقاتهم لاتخاذ قرارات وإجراءات دون التخطيط للأمر بتأنٍّ، وحالما يقررون البحث عن عمل جديد يتواصلون مع دائرة معارفهم المقرَّبة لطلب المساعدة. يفتقر هذا الأسلوب إلى استراتيجيات محددة، ولا ينتج عنه سوى هدر للجهود وفوائد شبه معدومة من حيث فرص العمل.

3. معرفة أنَّ علامتك التجارية القديمة تؤثر في نظرة شبكة علاقاتك إليك:

رسالة علامتك التجارية الشخصية وقيمك الحالية ليستا فاعلتين إن كان معارفك ينظرون إليك وفقاً للقب والمستوى والمسؤوليات التي تولَّيتَها في منصب شغلتَه منذ 12 عام مضى. أنت في حاجة إلى الدعم والمساعدة والعون المقدَّمان بشكل يتناسب مع شخصيتك الآن وليس مَن كنتَ عليه.

4. تعزيز فرص نجاحك من خلال توسيع شبكة علاقاتك:

استفِد من علاقاتك الحالية لتوسيع شبكتك عبر الطلب من معارفك تقديمك إلى معارفهم، فمن السهل السعي إلى الحصول على فرص العمل، لكن إن لم ينجح ذلك المسعى؛ فغالباً ستجد أنَّك خسرتَ جهة الاتصال أيضاً، فيجب أن تحاول دوماً توسيع شبكة معارفك من حيث عدد الأشخاص والتوسع في مجالات جديدة.

5. الاهتمام الدائم والمستمر بالوصول إلى نتائج:

التواصل والتعامل بالمثل هما ما يعزز شبكتك؛ فلا بُدَّ من البقاء على تواصل مع معارفك لتحافظ على العلاقة، وتُقدِّم إلينا التكنولوجيا اليوم الوسيلة المثلى لذلك عبر منصة تويتر (Twitter)، والمدونات الإلكترونية ووسائل التواصل الاجتماعي.

6. رد الجميل:

قد تجد نفسك غير معنيٍّ بالاستراتيجيات السابقة إذا كنتَ تمتلك بالفعل شبكةً متينة من المعارف الذين عرضتَ عليهم علامتك التجارية الشخصية بإتقان وعرَّفتَ عن نفسك أمامهم كقائد فكري، ولم تَعُد بحاجة إلى الترويج لنفسك؛ إذاً، فقد حان دورك لتساعد الآخرين في ظروف حرجة، افتح أبوابك وعرِّف هؤلاء إلى أشخاص من معارفك وساعدهم على تنمية شبكتهم.

إقرأ أيضاً: 4 عادات يومية للأشخاص الذين يملكون شبكة علاقات استثنائية

بالطبع هنالك تقنيات وأساليب معقَّدة للتعمُّق فيما سبق، ولكن قبل وصف تلك التقنيات بالتفصيل يجب أخذ الخطوات الأولى نحو تطبيقها، وإلَّا فلن يكون لشرحها من فائدة، فحين يصل شخص إلى عتبة 500 جهة اتصال على "لينكد إن" (LinkedIn) ويقرأ المئات منشوراتهم يومياً، يمكِن حينها القول بأنَّه وصل إلى هدفه من تكوين العلاقات ويمكِنه الآن البدء باستثمارها، حيث تكون الأرقام وصلَت إلى الحد اللازم لتُقدِّم نتائج فعليَّة.

 

المصدر




مقالات مرتبطة