6 أمور في حياتك يجب أن تحبها

ستكون اللحظة الحالية جزءاً من قصتك يوماً ما، إنَّها ليست وقتاً مثالياً أو مناسباً أو غير مناسب؛ بل مجرد فراغ، مساحةٌ غير مقيَّدة أبداً يمكنك استثمارها كما يحلو لك؛ للضحك أو اللهو أو التأمُّل أو الإبداع؛ أي لعيش حريتك في أن تكون على سجيَّتك.



عليك أن تعيش كل لحظة بوعي كما تريد، وتوجِد هويتك المتفردة، ثم تشاركها مع الآخرين، وإيجادُ هويتك الحقيقة عمليةُ نمو تدريجي؛ فلا يمكنك اكتسابها من الآخرين؛ وإنَّما يمكنك مشاركتها معهم فقط بمجرد إيجادها بنفسك.

عليك أن تخرج من قوقعتك وتغامر، افعل ما يحرِّك مشاعرك، وكن على سجيَّتك، واستكشف أسرار الحياة وابحث عما تهتم به أكثر، فإن لازمت مكانك طويلاً، لا تفعل شيئاً سوى لوم الآخرين على الأشياء التي فعلوها، أو لم يفعلوها، أو عرفوها أو لم يعرفوها، فستبقى عالقاً في مكان واحد حتى نهاية حياتك، وإلقاء اللوم على عاتق الآخرين أمرٌ سهلٌ؛ لأنَّه ببساطة يعني أنَّك لست ملزماً بفعل أي شيء، عليك الجلوس طوال حياتك فقط، وهذه ليست بحياة؛ إنَّما موت بطيء.

إنَّ ما يُغني حياتك ويدفعك إلى المُضي قُدماً، هو تقبُّل وضعك الحالي دون لوم؛ وذلك باستثمار الحاضر كما هو بالفرص كلها التي يقدِّمها لك في كل لحظة.

بالنظر لكلِّ ما سبق، إليك ستة أشياء يجب أن تحبها في حياتك:

1. الوقت الذي تستثمره في سبيل النمو الشخصي وتحقيق الأهداف:

إنَّ أكثر الناس حكمةً وسعادةً الذين يحترمون وقتهم، وعوضاً عن إهداره بلا داع، يستثمرونه بجد لتنمية شخصياتهم بالتوازي مع تقدُّمهم في العمر، وللأسف معظمنا يشيخ أسرع بكثير مما ينمو، ونحن نقضي معظم حياتنا في اتِّباع ما يروِّج المجتمع له على أنَّه الطريق للنُضج، مثل الزواج وشراء منزل والعمل والاجتهاد لنيل الترقيات، وما إلى ذلك لدرجة أنَّنا نفشل في التركيز على نمونا الداخلي وعلى تحقيق أهدافنا، ونحن لا نخصص أبداً القدر الكافي من الوقت لأنفسنا.

إنَّ انتظارنا الدائم لبعض المشكلات أن تتلاشى من تلقاء نفسها في يوم ما في المستقبل جزءٌ كبيرٌ من المشكلة؛ إذ نعتقد أنَّ الوقت والظروف المناسبة لاتخاذ الخطوة التالية ستكون بطريقة سحرية غداً أو الأسبوع المقبل أو الشهر المقبل أو العام المقبل.

إلا أنَّنا نستيقظ في يوم من الأيام وندرك أنَّنا لم نقترب من تحقيق أهدافنا منذ وقت طويل، ونجد أنفسنا نتساءل كيف تأخرنا كثيراً، ولماذا لم نحرك ساكناً؛ بعبارة أخرى نجد أنَّنا تقدَّمنا في العمر دون أن ننمو لنصل إلى إمكاناتنا الحقيقية ولم نبلغ غايتنا أبداً.

فلتكن هذه الحكمةُ التي تحتاج إلى سماعها: هذه حياتك، وتمضي الآن؛ لذا عش غمارها واجعل من قصة حياتك أمراً مثيراً للاهتمام لأنَّك تكتبها الآن.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح هامة لاستثمار الوقت بشكل فعّال

2. عيش حقيقتك كل يوم:

إن كانت حياتك تقوم على الشعور دون التصرف، يمكن للعالم أن يصبح مكاناً بائساً بسهولة، وكل ما تشعر وتؤمن به دون اتخاذه مبدأ في سلوكك، ما هو إلا كذب على نفسك، وإن اتخذت ذلك بوصفه عادة لديك، فلن تفعل أكثر من اتِّباع مبادئ أُناس آخرين بطريقة ببغائية، وسوف تعيش كذبة كل يوم بينما تطارد الحقيقة أفكارك كل ليلة، ببساطة لا يمكنك تفادي عيش حقيقتك بخداع نفسك والآخرين أينما ذهبت.

إن أثقل أيٌّ من هذا ضميرك، فاتخذ قرارَ تغيير ذلك الآن، وتوقف عن الإنكار، وعش السعادة في كونك على حقيقتك، فإنَّ ما تشعر وتؤمن به، يشكِّل الواقع الذي ترغب في عيشه، لقد حان الوقت للتصرف تبعاً لمبادئك الحقيقية.

3. الفرح والحرية التي تحظى بها بامتلاك عقل منفتح:

وجهة نظرك عن الأشياء هامةٌ؛ إذ تمكِّنك من فهم الحياة التي تعيشها؛ لذا ضع في حسبانك دائماً أنَّ وجهات النظر تختلف باختلاف أصحابها، ووجهة نظرك ليست الوحيدة المنطقية، وتوجد حقائق بديهية قليلة في هذا العالم؛ إذ إنَّ معظم الحقائق ما هي إلَّا تفسيرات.

ستبدأ التعلم بحكمة عندما تكون على استعداد لرؤية الحياة من وجهات نظر الآخرين أيضاً، حتى عندما تصبح أكثر حكمة مع تقدُّمك في العمر، يجب أن تذكِّر نفسك بأنَّ المفاهيم ليست حقيقة حتمية، ويمكن لما هو صحيح الآن، أن يكون ببساطة أمر خاطئ في وقت لاحق؛ ومن ثَمَّ فإنَّ امتلاك وجهة نظر ثابتة ما هو إلا وهم مدمِّر، ولأنَّ الحياة عملية نمو وتغيُّر مستمرة، فإنَّ اختيارَ وجهة نظر ثابتة موتٌ معلن.

لا يعتمد النجاح في الحياة على أن تكون أو تثبت أنَّك على حق دائماً، فلكي تتمكن من إحراز تقدُّم حقيقي، يجب أن تتخلى عن افتراضك بأنَّك تعلم كل شيء، ويمكنك الاستماع إلى الآخرين والتعلم منهم، والعمل معهم بنجاح بصرف النظر عن اختلاف آرائكم، وعندما يتفق الناس باحترام على عدم الاتفاق، يستفيد الجميع من تنوع وجهات النظر.

شاهد بالفيديو: 6 حقائق قاسيّة ولكنّها واقعيّة عن الحياة

4. العلاقات التي تجعلك إنساناً أفضل:

لا يتعلق الأمر بالعثور على شخص يجعلك لا تكترث إلا لأمره؛ بل بمقابلة من تستطيع اكتشاف نفسك معه، وعندما تشعر بالقرب والتشابه مع شخص مميز، سواء أكان صديقاً أم شريكاً، يساعدك هذا الشخصَ على إيجاد أفضل ما في نفسك، وبهذه الطريقة، لا يجد أحدكما الآخر مثالياً؛ إنَّما ينمو كلٌّ منكما إلى أفضل نسخة من نفسه بقضاء الوقت معاً، ومساعدة بعضكما بعضاً على النمو.

عندما تسأل نفسك بصدق من هم الأشخاص المميزون في حياتك، ستجد في أحيان كثيرة أنَّهم من اختاروا مشاركتك الفرح والألم، وخوض تجارب الحياة معك بالأوقات الطيبة والصعبة على حدٍّ سواء، بدلاً من تبادل الأشياء معك من بعيد.

5. القصة التي ترويها لنفسك كل يوم:

تجاهل ما يعتقده الجميع عنك، فعلى الأرجح أنَّهم لا يفكرون فيك على أي حال، وإن كنت تشعر بأنَّهم يراقبونك دوماً وينتقدون كل تحركاتك، فعليك أن تدرك أنَّ هذا من نسج خيالك، إنَّ مخاوفك وقلة ثقتك بنفسك هي ما يعزز هذا الوهم؛ إذ إنَّك تنتقد نفسك بنفسك.

أنت تحكم على نفسك بإخبار نفسك قصةً عن حياتك في ذهنك، وفي كل لحظة من كل يوم تحكي لنفسك هذه القصة وتبني مستقبلك عليها؛ لذا أخبرها بطريقة سليمة، وأنشئ سيناريو إيجابياً عن أحلامك وأهدافك يتضمن فقط العوامل الهامة، التي لا تتضمن ما تعتقد أنَّ الآخرين يرونه فيك، ولا أحكامك الذاتية السلبية.

إقرأ أيضاً: رحلة الحياة بـ (10) خطوات بسيطة

6. التقلبات الإيجابية لمفاجآت الحياة:

أنت لست تحت رحمة مفاجآت الحياة مطلقاً، فبصرف النظر عن مفاجآت الحياة، يمكنك أن تقرر ما تعنيه هذه الأحداث بالنسبة إليك على الأمد القريب والبعيد، وكيف ستوظفها في حياتك، فأحداث حياتك مرهونة بتفسيرك لها؛ ومن ثَمَّ فإنَّ الأهم بكثير مما يحدث، هو ما تختار القيام به تجاه ما يحدث، ولديك خيارات كثيرة.

في نهاية المطاف أنت تعيش الحياة التي تختارها، فإن اخترت التركيز على السلبية، ستحيط بك السلبية بالفعل؛ لذا حوِّل تركيزك إلى الاحتمالات الإيجابية، وستصبح هذه الاحتمالات تدريجياً حقائق في حياتك.




مقالات مرتبطة