6 أسئلة تكشف الإجابة عنها هدفك في الحياة

قد يكون لديك كقارئ مصدر دخل جيد، ولكنَّك تُعرِّف النجاح على أنَّه شيء أعظم من المال وكل ما يمكن شراؤه به؛ حيث تنظر إلى النجاح نظرة شاملة، وهو بالنسبة إليك ليس النجاح المالي فحسب، بل السعادة والعلاقات الجيدة والقدرة على رد الجميل والمساهمة في بناء المجتمع كذلك.



تقول "تينا تيسينا" (Tina Tessina) الحاصلة على شهادة الدكتوراه في علم النفس من مدينة "لونج بيتش" (Long beach) في ولاية كاليفورنيا (California)، ومؤلفة كتاب "أذكى عشر قرارات يمكن للمرأة أن تتخذها بعد سن الأربعين" (The Ten Smartest Decisions a Woman Can Make after Forty): "أنت بحاجة إلى هدف أسمى من مجرد البقاء على قيد الحياة؛ فبمجرد اكتساب الثقة بالنفس واحترام الذات، ستحتاج إلى تحدٍ لتشعر بالرضا، وطريقة للتعبير عن تميزك وتفردك لنفسك وللأصدقاء والعالم".

تقول "إليزابيث لومباردو" (Elizabeth Lombardo) الحاصلة على شهادة الدكتوراه ومؤلفة كتاب "أفضل من الكمال: 7 استراتيجيات لسحق ناقدك الداخلي وخلق حياة تحبها" (Better than Perfect: 7 Strategies to Crush Your Inner Critic and Create a Life You Love): "يعتقد الناس أنَّهم سيشعرون بالرضا عندما ينجزون الأمور التالية: الزواج، وإنجاب الأطفال، وشراء منزل معين، والوصول إلى مستوى ربح معين في أعمالهم؛ لكنَّ السعادة لا تأتي من المال والنجاح، فلا يشعر حتى المشاهير الذين يكسبون أموالاً أكثر مما نتخيله من خلال أداء دور في فلم واحد فقط بالرضا".

ما الذي يثير مشاعرك؟ وكيف يمكنك تحويل هذا الشغف إلى مَهمَّة مُرضِية في الحياة؟

إقرأ أيضاً: كيف أُحدِّد شغفي؟

كل شخص مختلف عن الآخر، لكنَّنا لخصنا بعض الاستراتيجيات الشائعة التي يمكن أن تقود كل واحد منكم إلى هدفه الفريد؛ وفيما يأتي بعض الأسئلة الرئيسة التي يجب أن تطرحها على نفسك:

1. ما هي أكثر التجارب التي لا تُنسَى في مرحلتي طفولتي وشبابي؟

ما أكثر الهوايات التي وجدتَ أنَّها مُرضِية؟

ينصح "جيم دونوفان" (Jim Donovan) كوتش الحياة والأعمال ومؤلف كتاب "كتيب لحياة أكثر سعادة" (Handbook to a Happier Life): "اكتب قائمة بكل ما كان يسعدك عندما كنت طفلاً ومراهقاً، وابدأ بخطواتٍ صغيرة، واستأنف تلك النشاطات؛ ثم بمجرد إعادة اكتشاف هذا الشغف، ابحث عن طريقة لاستخدامه لمساعدة الآخرين؛ فربَّما يمكنك التطوع لتدريب الأطفال المحرومين".

يُدرِّس "دونوفان" استراتيجيات التنمية الشخصية لنزلاء السجون كل أسبوع، ويقول: "لا أعرف كيف لا أفعل هذا، فأنا بحاجةٍ إلى الخبرة بقدر ما يحتاجونها"، وتؤكد "تيسينا" أنَّ الشعور بالهدف ينبع من داخلك ولا يُفرَض أو يُختار من الخارج: "قد يكون هدفك هو مصدر رزقك، أو ليس له علاقة بطريقة كسب عيشك؛ وقد يكون بسيطاً مثل إيجاد حياة جيدة وصحية لك ولأطفالك، أو قد يكون أكثر إثارة ويعتمد على ما تعلمته من خلال تجربة طفولتك".

2. من هو مثلي الأعلى؟ وما هو سبب إعجابي به؟

قد تكون الإجابة شخصاً مشهوراً وقد لا تكون كذلك، حيث تقول لومباردو: "قد يعجبك عطاء زميلك وحسن ذوقه أو تناغمه مع العائلة، أو ربما يكون شخصاً عظيماً مثل ستيف جوبز (Steve Jobs)؛ ولكن قد يكون الاقتداء بشخصٍ كهذا مخيفاً؛ لذا عليك إخراج المقارنة من المعادلة، والاكتفاء بالإعجاب بصفاته ورؤيته وقدرته على الاستمرار في التركيز رغم المعارضين؛ لكن لا تحاول أن تكون مثله، بل تعلم منه وكن كما أنت.

إقرأ أيضاً: ما الصفات التي يجب أن تبحث عنها في المنتور؟

3. ما هي قيمي ومعتقداتي الجوهرية؟

قد يبدو هذا السؤال سؤالاً بسيطاً، ولكنَّه ليس كذلك؛ حيث يمكننا قبول قيم معينة لأنَّنا تعلمنا أنَّها هامة، لكنَّها لا تناسبنا في بعض الأحيان؛ فعلى سبيل المثال: قد يستأثر كلٌّ من امتلاك مكتبٍ فخم والحصول على لقب مديرٍ تنفيذي بقلبك وروحك.

يقول "دونوفان": "أدركت بعد سنوات من الإصغاء إلى الآخرين أنَّ ما يهمني هو الحرية، إذ لم أكن أريد وظيفة تتحكَّم بحياتي، وأعتقد أنَّ الكثير من الناس يشعرون بالشعور نفسه؛ فالسر هو ألَّا تنتظر من الشركة أن تجعل حياتك أفضل، بل اجعلها أفضل بنفسك".

تقترح "لومباردو" أن تبدأ بوضع قائمة بالقيم التي تعتقد أنَّها هامة، وقد تشمل كل شيء من النزاهة إلى الصداقة، ومن الإيمان إلى الدعابة، ومن الصبر إلى العفوية؛ ثم رتب كلَّاً منها على مقياس من 1 إلى 10؛ فكما تقول لومباردو: "كل القيم جيدة، ولكن سيساعدك فهم أيُّها أكثر أهمية بالنسبة إليك على فهم ما الذي سيعطي معنى لحياتك".

بالنسبة إلى أولئك العملاء الذين يعانون من ضعف في قدرتهم على التفكير، يشجعهم المستشار المهني في مدينة نيويورك (New York) "روي كوهين" (Roy Cohen) -مؤلف دليل نجاح الموظفين في وول ستريت (The Wall Street Professional’s Survival Guide)- على تجربة نشاط يُحيِّد ويحد من المشتتات؛ مثل التأمل أو اليوجا، أو خيار أكثر إثارة مثل برنامج التحديات "آوتوارد باوند" (Outward Bound) الذي يُوجِد منه نسخة مصممة خصيصاً لبناء الفرق في الشركات، حيث يوضح كوهين: "أحياناً يكون الناس في مكان مألوف لدرجة أنَّهم لا يستطيعون التفكير بطريقة إبداعية، ويكونون بحاجة إلى الخروج من منطقة الراحة وتجربة شيء جديد؛ حيث سيؤدي وجودهم بمفردهم واعتمادهم المطلق على أنفسهم ومبادرتهم للبقاء والازدهار إلى تحول كبير في شخصيتهم؛ وقد يستغرق الأمر ستة أشهر من التأمل ورحلة في البراري بالإضافة إلى العلاج، ولكن سيكون لهذه التجارب مجتمعة كبير الأثر في تغيير نمط الحياة".

4. ما هي المسائل القريبة والعزيزة على قلبي؟

شاهد الأخبار المسائية لمدة أسبوع أو تحقق من العناوين الرئيسة على الإنترنت، واعرف ما أكثر ما يزعجك؛ ربما تكون قصص إساءة معاملة الأطفال، أو الآباء الذين يعملون في ثلاث وظائف ولا يزالون غير قادرين على دفع فواتيرهم، أو ربما يكون نقص اللقاحات في البلدان النامية، والتي يمكن أن توقف انتشار الأمراض في حال توفرها.

تقول "لومباردو": "استشكف هذه القضايا دونما استعجال، فليس عليك أن تجد قضية واحدة وتلتزم بها إلى الأبد، بل افتح عقلك على الاحتمالات وستندهش من كثرتها".

افهم أيضاً أنَّ الأمر قد يستغرق بعض الوقت لتجد ما يثير اهتمامك، لذا خطط لإجراء الكثير من الاتصالات والبحث قبل تحديد قضية أو دور يناسبك، حيث يوصي "ويليام وين" (William Winn) -الحاصل على شهادة الدكتوراه في علم النفس- بأن تتحدث إلى الأشخاص الذين يشاركون في منظمة أو مجال تهتم به وتستفسر عمَّا يأتي: "التحديات التي يخبرونك عنها، وأكبر احتياجاتهم، وكيف يمكنك أن تتلاءم معها وتسهم فيها"؛ ويقول: "فكر في الأمر كأنَّك تنتقل إلى الكلية"، فالأشخاص والأنظمة موجودة بالفعل، على عكس الحالة التي يصل فيها الجميع كطلاب مبتدئين معاً، حيث كل ما تحتاج إليه هو معرفة كيف تندمج مع تلك الثقافة الموجودة مسبقاً.

ويقول أيضاً: "قد يشعر الكثير من الناس في البداية وكأنَّهم يريدون الابتعاد عن المهاتم التي يؤدونها في العمل؛ فإذا كانوا يعملون في وظيفة مالية، يقولون أنَّهم لا يريدون التعامل مع الأرقام؛ لكنَّ الحقيقة هي أنَّ المؤسسة الخيرية التي تتعاطف معها قد تحتاج حقاً إلى مهاراتك في المحاسبة أو الاستثمار، وسيكون أداء هذه المهمات لمؤسسة غير ربحية تجربة مختلفة تماماً؛ ذلك لأنَّ البيئة والأهداف مختلفة، وأنت تقوم بها لفعل الخير وليس لتحقيق الربح فحسب".

5. ما هي الأهداف التي يجب أن أضعها لنفسي؟

فكر ملياً في كل فصل من فصول حياتك كما يقول "دونوفان"، واكتب ما تتصور أنَّه الهدف النهائي في كل مجال، وأدرج حياتك المهنية وعائلتك وصحتك وعلاقاتك وروحانياتك ورغبات السفر، واسأل نفسك: "كيف ستبدو صحتي؟ ومن هم الأشخاص الذين أرغب في قضاء الوقت معهم؟ وما أكثر شيء أريد تغييره؟".

اكتب كل هدف نهائي، وتعوَّد على تخيل كل هدف يومياً، فمثلاً: تخيل أنَّك تجري في ماراثون، أو تستمتع بالعشاء مع عائلتك، أو تبني أنت وشريكك منزلاً للمحتاجين، أو تسافر إلى بلد مختلف؛ "فإذا لم تفهم وتضع أهدافك الخاصة، فسينتهي بك الأمر إلى أن تعيش أهداف شخص آخر".

تحتاج بعد ذلك إلى أهداف للتحدي أو للقضية التي تركز عليها، حيث يقول كوهين: "أقول للناس أن يضعوا خطة عمل؛ ونظراً إلى أنَّ الأشخاص الناجحين يميلون إلى أن يكونوا مدفوعين بالمقاييس والنماذج، فإنَّهم بحاجة إلى البدء بالبحث وجمع المعلومات وتقييم ما تعلموه، ثم تحويل رؤيتهم إلى خطة حياة ذات مغزى أكبر".

إقرأ أيضاً: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

6. ماذا أريد أن يكون إرثي؟

إنَّ السؤال الأهم لأي شخص يفكر في كيفية تقديم مساهمة أكبر لعالمه هو: كيف أريد أن يتذكرني أولئك الذين أثرت في حياتهم؟ والطريقة البسيطة للوصول إلى هذه الإجابة هي كتابة نعوتك، والتي يشار إليها أحياناً باسم "نعوة الذات"؛ فهي فرصة للتفكير ترغمك على إدراك أنَّ وقتك محدود، وعلى إلقاء نظرة ثاقبة على الطريقة التي تقضي وقتك فيها.

يقول "وين": "إنَّ الثلاثينيات والأربعينيات والخمسينيات من العمر هي وقت مكثف في العمل وبناء العلاقات، ولكن عندما يكون العمل جيداً وأطفالك يكبرون، يحين وقت البدء من جديد وسؤال نفسك: ما الذي يهمني الآن؟".

يعدُّ تمرين "نعوة الذات" وسيلة لاكتشاف ذلك، فابدأ بتسجيل الحقائق، ثم أضف آراء الآخرين التي تتمنى أن تكون صحيحة، كأن تتمنى أن يقولوا: "لقد كان صديقاً جيداً، وكان أباً يفهم أطفاله، وقضى ساعات لا تُحصَى في خدمة مجتمعه"؛ ولكن إذا كانت فكرة النعو تبدو سوداوية، ففكر في حفلة عيد ميلادك التسعين أو المئة كما تقترح "لومباردو": "من تريد أن يحضر عيد ميلادك؟ وماذا تريد أن يقول ضيوفك عنك في عيد ميلادهم؟ هل تريد أن يقولوا: "إنَّه أب وزوج محب، وقد تبرع بالمال والوقت لخدمة هذه القضية"، أم أن يقولوا: "نحن نحب العمل معه لأنَّه صبور ويساعدني على التعلم من أخطائي، ويعلم أنَّ الأسرة لا تقل أهمية عن العمل، لذا فهو أفضل رئيس عرفته على الإطلاق"؟".

يقول "وين": "نادراً ما تتحدث مراجعة حياتنا عن المال والسلطة، وإنَّما تركز على الطرائق التي أحدثنا بها فارقاً"؛ لذا، فليكن هذا المبدأ هو الذي يرشدك إلى أفضل مرحلة قادمة من حياتك.

بيان مَهمَّتك الشخصي:

إليك طريقة سريعة للتعرف على هدف حياتك:

تقول أخصائية علم النفس تيسينا: "يمكنك اكتساب نظرة ثاقبة عن هدف حياتك من خلال مراجعة شخصيتك وقدراتك الطبيعية، حتى لو تسببوا لك بمشكلات في الماضي"؛ لذا، اكتب قائمة أوصاف عن نفسك في كل فئة من الفئات التالية:

  • الصفات الشخصية: ودود، ومثقف، ومتحدث بارع.
  • المواهب: الرسم، وتحفيز الناس من خلال التحدث أمام الجمهور، وألعاب القوى، والمنتورينغ.
  • الظروف التي تميل إلى التكرار في حياتك: تعليم الآخرين، والإصغاء إلى مشكلات الناس، والعمل مع الأطفال أو التكنولوجيا.
  • الرغبات: السفر، والحفاظ على البيئة، والترشح لمنصب سياسي.

ثم خذ الإجابة الأكثر أهمية بالنسبة إليك من كل فئة وأكمل الجملة التالية: أنا (اكتب اسمك هنا)، خُلِقت لأكون (اكتب الصفة الشخصية هنا)، حيث يمكنني (اكتب الموهبة هنا)، وأجد نفسي (أكمل الأنماط أو الظروف المتكررة كثيراً)؛ لأنَّه من المفترض أن (الرغبة).

مثال: أنا، رائد الأعمال أحمد، خُلِقت لأكون متحدثاً بارعاً، ويمكنني تحفيز الناس من خلال خطاباتي، وغالباً ما أجد نفسي أصغي إلى مشكلات الناس؛ ذلك لأنَّه من المفترض أن أترشح للمنصب وأحسِّن ظروفهم.

المصدر




مقالات مرتبطة