تخيل السيناريوهات الثلاثة التالية:
- قدَّم أحد موظفيك فكرة جديدة ورائعة خلال الاجتماع، والآن أنت على وشك مغادرة الاجتماع، فهل تخبره عن رأيك بفكرته، أم تنتظر حتى وقت لاحق، أم تتجاهل الأمر كله؟
- أو ربما تعثَّر أحد موظفيك في منتصف مشروع كبير ولم يعد يُحرز تقدماً، وأنت الآن تُجري مكالمة هاتفية معه، فهل تطلب مزيداً من المعلومات حول المعوِّقات التي تعترض المشروع، أم تؤجل مناقشة هذا الأمر إلى أن يجتمع أعضاء الفريق المسؤولين عن هذا المشروع، أم تدع الأمر يسير بشكل طبيعي؟
- أخيراً، افترض أنَّك سمعت بعض المعلومات المفيدة حول أحد الأهداف المهنية لأحد موظفيك وأنت تعلم أنَّه بمقدورك مساعدته في تنمية مهاراته لتحقيق هذه الأهداف؛ فعندما تلتقي به، هل تخبره عن تجربتك المهنية الشخصية، أم تطرح سؤالاً وجيهاً، أم تُصافحه وتتمنى له يوماً سعيداً؟
المفاهيم الخاطئة عن الكوتشينغ:
قد يكون الكوتشينغ الفردي طريقة فعَّالة للغاية لإدارة ومساعدة الآخرين على النمو، ومع ذلك، بالنسبة إلى المدير النموذجي، قد لا تكون القدرة على الكوتشينغ مفهومة جيداً أو متطورة بما فيه الكفاية، ونتيجة لذلك قد يتهرب المدير من موقف الكوتشينغ غير الرسمي، ويُفوِّت على نفسه الاستفادة من فرصة التعلُّم الرائعة.
علاوة على ذلك، قد تؤدي كثرة الحديث عن أهمية الكوتشينغ إلى تكوين اعتقاد خاطئ بأنَّ أسلوب الكوتشينيغ هو نهج القيادة الوحيد أو المفضل؛ فقد يرتكب المديرون خطأً عندما يعدُّون أنَّ جميع المواقف لحظات مناسبة للكوتشينغ، ومع ذلك، هناك أوقات يكون فيها النهج الرسمي أو الاستشاري هو الاستجابة الأفضل، خاصة للموظفين المبتدئين، في أوقات الأزمات، أو عندما تكون الدقة أمراً بالغ الأهمية.
أيضاً، قد يعتقد المدير أنَّ الكوتشينغ يجب أن يكون مجدولاً أو أن يُقدَّم من خلال برنامج حتى يكون مؤثراً، مثل اتباع بنية مُحدَّدة أو جدول أعمال في اجتماعات رسمية فردية، رغم أنَّ نماذج الكوتشينغ وجداول الأعمال مفيدة جداً للكوتش المحترف ومدير الكوتشينغ المخضرم، إلا أنَّ تقديم الكوتشينغ للمديرين يحدث غالباً بدون ترتيبات؛ أي في أثناء المحادثات العفوية والموجزة والتي قد تُولِّد رؤى مفيدة للآخرين.
ستة عوامل لتقديم كوتشينغ مرتجَل ومفيد:
كيف يمكنك فهم المغالطات حول الكوتشينغ والمساعدة في تنمية فريقك، خاصةً من خلال الفرص المرتجلة؟ للمساعدة في تطوير قدرتك على تقديم الكوتشينغ للآخرين، هناك ستة عوامل قد تؤدي إلى الاستفادة القصوى من الفرص المناسبة للكوتشينغ.
1. تحديد اللحظات المناسبة للكوتشينغ:
قد تأتي هذه اللحظات بعدة أشكال، ويمكن التعرف عليها تعرُّفاً أفضل عندما يحدث ما هو غير متوقع، أو عند الحصول على مكاسب، فمن المحتمل أن تبرز لحظة مناسبة لتقديم الكوتشينغ عندما لا تتحقق النتيجة المرجوة، أو عندما يطلب الموظفون مساعدتك للتغلب على عقبة ما؛ فظهور المشكلات أو العثرات يخلق فرصاً مثالية للبحث بحثاً أعمق وكذلك لحثهم على إعادة التفكير في المشكلة.
يُعدُّ أيضاً الاحتفال بالمكاسب، حتى الصغيرة منها، وقتاً مناسباً لتقديم الكوتشينغ وتعزيز السلوكات التي تؤدي إلى النجاح.
2. طرح أسئلة بدلاً من تقديم إجابات:
في كثير من الأحيان يريد المديرون الحصول على الإجابة الصحيحة أو يشعرون بأنَّهم مضطرون لتقديم إجاباتهم أولاً، وقد يؤدي هذا الاتجاه إلى تهميش الأسئلة المفيدة التي من شأنها تشجيع الموظفين على التفكير والنمو، وقد يزيد أيضاً من عبء العمل الإداري في التعامل مع مشكلات الموظفين بدلاً من السماح لهم بمحاولة حل مشكلاتهم بأنفسهم.
تُحفِّز الأسئلة المفتوحة مثل: ماذا تتعلَّم؟ أو ما هي حلولك المقترحة؟ على إجراء محادثة كوتشينغ رائعة.
شاهد بالفيديو: 5 طرق لطرح أسئلة ذكية والحصول على إجابات مفيدة
3. بناء علاقة قائمة على الثقة:
قد تكون لحظات الكوتشينغ غير مُجدية إذا كان الموظف لا يعتقد أنَّك تعمل من أجل مصلحته، فإن لم يثق في كفاءتك أو شخصيتك أو دوافعك، فمن المحتمل ألا يُقدِّر أسلوبك في تقديم الكوتشينغ أو ملاحظاتك؛ لذا أظهر الاهتمام بموظفيك من خلال التعرف على نقاط قوَّتهم ورغباتهم ومجالات نموُّهم، واستثمر فيهم حتى يكونوا أكثر انفتاحاً على توجيهاتك وأسئلتك في لحظات الكوتشينغ.
4. قياس قابلية الموظف لتلقي الكوتشينغ:
يُعدُّ قياس درجة تقبُّل الموظف لتلقي الكوتشينغ أمراً هاماً للغاية في تحسين فرصة الكوتشينغ، فتقبُّل الكوتشينغ هو رغبة الفرد في التعلُّم والتحسين، وقد يختلف حسب الشخص والموقف.
بعض الموظفين منفتحون على التأمل الذاتي في أي وقت أو يجيدون التعبير عن أفكارهم، وبعضهم الآخر لا يشاركون أفكارهم أو حذرون للغاية فيما يقولونه لرئيسهم، فقد يساعدك قياس تقبُّل موظفيك للكوتشينغ باستخدام مقياسٍ مُرتَّبٍ ترتيباً تصاعدياً على معرفة كيف ومتى تقضي لحظات كوتشينغ معهم.
5. توفير البيئة المناسبة:
يُعدُّ العثور على البيئة المناسبة أمراً أساسياً لجعل لحظة الكوتشينغ المرتجلة مؤثرة، فقد يكون المشي في الردهة مثالياً لإجراء محادثة قصيرة، ومع ذلك، احذر من أن يسمعك أحدهم لا سيَّما إذا كانت المحادثة تحمل طابعاً خاصاً؛ لذلك غالباً ما تكون الطريقة الأكثر أماناً لإجراء محادثة كوتشينغ مثمرة هي الدخول بسرعة إلى غرفة اجتماعات فارغة، أو الجلوس في الطرف البعيد من الكافتيريا، أو إجراء مكالمة هاتفية قصيرة.
6. استخدام الوقت بحكمة:
نحن جميعاً لدينا جداول زمنية مكتظَّة بالمهام، ولكنَّ الاستفادة من الوقت، مثل الدقائق التي تسبق الاجتماعات أو بعدها، قد تكون طريقة فعَّالة جداً لتقديم الكوتشينغ لشخص ما؛ لذا حاول مطابقة مقدار الوقت مع السؤال أو التعليق المناسب.
على سبيل المثال، تنجح مشاركة التغذية الراجعة الإيجابية في لقاء سريع في الردهة نجاحاً باهراً، ومع ذلك خوض محادثة مهنية في الردهة قد لا يكون كذلك، في النهاية، لا تدع الوقت يمنعك من إجراء محادثات الكوتشينغ، ففي بعض الأحيان يكون من الأفضل أن تبدأ أمراً ما ثم تُحدِّد وقتاً لإنهائه بدلاً من تجاهل أمرٍ قد يكون مفيداً للموظف.
في الختام:
غالباً ما يحدث معظم الكوتشينغ الإداري من خلال محادثات موجزة، وهذه هي المحادثات المحورية التي تحقِّق النتائج. يستطيع المديرون الذين يُحدِّدون اللحظات المناسبة للكوتشينغ ويستفيدون منها زيادة تفاعل الموظفين والانسجام في الأداء؛ فاغتنم هذه اللحظات وشاهد فريقك يزدهر.
أضف تعليقاً