5 نصائح لتغير حياتك وتتجاوز القلق

تصوَّر أنَّك تتنزه في منطقةٍ وعرة من الغابات الجبلية المظلمة والعميقة في أكثر الليالي ظلمة، لقد مررت من هنا مراتٍ عديدة من قبل، وتقع هذه الغابة على الطريق الذي يتعين عليك عبوره للوصول إلى الجانب الآخر، حيث يوجد منزلك، ولكن على الرغم من أنَّ الطريق مألوف لك إلا أنَّ الرحلة نفسها معاناة كبيرة؛ فكل خطوة تثير فيك شعوراً طفيفاً بالذعر؛ فماذا لو تسللت إليك أفعى سامة من بين الشجيرات وعضتك في كاحلك؟ أو ماذا لو أمطرت السماء وجرفك الطين نحو الهاوية؟ أو ماذا لو قابلت شخصاً غريباً ولم تعرف ماذا تقول؟ أو ماذا لو طلب أحدهم شيئاً منك؟ والأهم من ذلك، ماذا لو ضللت الطريق ولم تصل إلى منزلك أبداً؟ وماذا لو كانت هذه هي النهاية؟

كيف يبدو القلق؟

عادةً ما تراودك هذه الأفكار عندما تعبر الغابة؛ لكنَّ الأمر مختلف هذه المرة وأسوأ من ذلك بكثير، لقد خنقتك أفكارك بشدة لدرجة أنَّك خرجت عن مسارك المعتاد دون أن تدري، ووصلت إلى مفترق طرق غريب، إنَّه غريبٌ بما يكفي ليسبب لك نوبة ذعرٍ شديدة جداً، هذا التغيير في الروتين يكاد لا يطاق، سوف تحاول التفكير في خطوتك التالية؛ لكنَّك غير قادر على ذلك؛ نظراً لكثرة الأفكار المزعجة والسيناريوهات الخيالية المحتملة التي تُفكر فيها الآن.

إنَّك عالق في متاهة عقلك فتتسارع ضربات قلبك ويصبح تنفسك سطحياً، وتؤلمك معدتك، إنَّه شعور مستمر بالضياع، هذا ما يبدو عليه القلق، وكثير من الناس يمرون بذلك كل يوم.

1. عليك أن تتقبَّل حقيقة أنَّ القلق يسيطر عليك.
2. أخرج نفسك من سلطته تدريجياً، ويمكنك أن تفعلها؛ فالقلق مجردُ حالة ذهنية فقط، ويمكن التغلب عليها بسهولة إذا تحلَّيت بالقوة الكافية، كل ما تحتاج إليه هو بعض المساعدة؛ لذلك اطَّلع على هذه النصائح الحكيمة التي ستسهم كثيراً في شفائك من القلق الحاد.

إليك فيما يأتي 5 نصائح لتغيِّر حياتك وتتجاوز القلق:

1. تنفَّس بعمق فحسب:

تطاردك آلاف الأفكار المقلقة عن أكثر الأشياء معدومة الفائدة، إنَّها تهاجمك من كل حدبٍ وصوب طوال الوقت، وتجعلك تشعر بأنَّك محاصرٌ في موجة من الأفكار التي تجرفك بعيداً؛ على سبيل المثال إنَّك قلق بشأن ذلك العرض التقديمي الهام في المكتب؛ لكنَّ هذا القلق بالذات لا يسمح لك بالعمل على الإطلاق، يا للسخرية.

لكن حان الوقت لاتخاذ خطوة شجاعة والقيام ببعض التدابير البسيطة لمكافحة القلق؛ تنفَّس فحسب، فغالباً ما تنسى القيام بذلك، أغلق عينيك، وخذ نفساً عميقاً، ودع الأوكسجين النقي يملأ رئتيك، وتجاهل الأصوات المحيطة، وتأمل، وركز على الحاضر فقط، وعلى ما تفعله حالياً، وليس على الماضي ولا على المستقبل، وحرر عقلك من كل شيء وانتبه لتنفسك فقط، وللشهيق والزفير؛ سيهدئ هذا التمرين عقلك على الفور أينما كنت ومهما كنت تفعل.

2. حاول النوم بهدوء:

إنَّ الليل هو الفترة الأسوأ على الإطلاق من اليوم لمن يعاني من القلق؛ فهأنت تستلقي على سريرك بعد يوم شاق، وتريح رأسك على وسادتك الناعمة؛ أملاً بتخفيف التعب والاستمتاع بنوم هادئ؛ لكنَّ السلام لا يأتي بسهولة، وكل شيء من حولك يهدأ تماماً إلا عقلك المليء بالقلق الذي لا يسمح لك بالنوم.

لكن توجد عدة طرائق للتغلب على ذلك كي تنام بسهولة، يمكنك تناول المكملات الطبية المهدئة، أو احتساء الشاي المرخي للأعصاب، أو قراءة كتاب ممل، أو حتى الاستماع لبعض الموسيقى الهادئة، أو أي شيء يتطلبه الأمر لتهدئة عقلك والسماح لك بالنوم بهدوء.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح مضمونة للحصول على نوم أفضل ليلاً

3. أزل الفوضى المحيطة بك:

في بعض الأحيان ما تراه حولك يؤثر بشكل كبير فيما تفكر فيه وتشعر به؛ فإذا كانت غرفتك مليئةً بالملاءات غير المرتبة، وبقايا الطعام، والمجلات المبعثرة، والغسيل المتسخ فلن تتمكن من تجنب القلق أبداً؛ ففي نهاية الأمر إنَّ لبيئتك تأثير هائل في عقلك.

ماذا يمكن أن تفعل حيال ذلك؟ يكمن الحل في التنظيم والتبسيط، أزل الفوضى من منزلك وحتى من مكان عملك، وتخلص من الأشياء غير الضرورية وحافظ على كل شيء نظيفاً، عندها يمكنك تخفيف قلقك ورؤية تأثير إيجابي رائع في حياتك.

4. ابقَ بعيداً عن الصخب:

كلما اتصلت بالإنترنت تسمع الجميع يتحدثون في الوقت نفسه، إنَّهم يعبِّرون عن آرائهم من خلال الكلمات والوجوه التعبيرية وما إلى ذلك؛ فترى أحدهم يقول شيئاً جيداً عن هذا، وآخر يقول شيئاً سيئاً عن ذاك؛ فيطلقون الأحكام والتعليقات السطحية والتوقعات غير الواقعية التي تنغرس بعد ذلك في صميم المجتمع، وتسبب لك القلق؛ فوسائل التواصل الاجتماعي تغذي قلقك.

من الأفضل أن تقلل الوقت الذي تقضيه على وسائل التواصل الاجتماعي، لا تنقطع عنها تماماً؛ لأنَّها تقدِّم فائدةً عمليةً في عالمنا اليوم، ولكن اقضِ بعض الوقت بعيداً عن هذه الضجة غير الطبيعية، وستشعر بتحسنٍ كبير.

5. خذ استراحةً:

"تخلَّ عن قلقك"، تحمل هذه الكلمات قوةً هائلةً لا يمكنك حتى تخيلها، إنَّ السبب الرئيس وراء القلق هو عدم قدرتنا على التخلي، إنَّنا نتمسك بكل شيء من أكثر الأشياء أهميةً إلى أقلها، ومن الحقائق المؤكدة إلى السيناريوهات المتخيلة، فنتمسك بها بشدةٍ لدرجة أنَّها تخنقنا في مرحلةٍ ما.

حان الوقت للتخلي عن هذه الأمور وتصفية ذهنك، توقف عمَّا تفعله الآن واحجز رحلةً إلى مكان بعيد، يمكنك الآن حجز تذكرة من المنزل سواء من خلال الاتصال الهاتفي أم حتى عبر الإنترنت، سافر وأرِح عقلك.

في الختام:

عليك أن تفهم أنَّ لا أحد يستطيع مساعدتك على الخروج من هذه المرحلة، يمكنك أنت فقط مساعدة نفسك؛ لذلك لا تعتمد أبداً على شخص آخر للقيام بذلك نيابةً عنك أو تسهيل الأمر عليك، يتغير البشر باستمرار، والتغيير أمر لا مفر منه، ولا جدوى من الاعتماد على الناس حتى تعيش حياتك، وما عليك سوى أن تعيش حياتك لحظةً بلحظة، وعندها ستشعر بتحسن كبير وسوف تتجاوز قلقك في الوقت المناسب.