5 مهارات تعاون تجمع أعضاء فريقك معاً

ليست مهارات التعاون بالأمر الجديد، فلطالما اعتمدت علاقات البشر على التعاون لتحقيق الأهداف العظيمة منذ بدايات البشرية؛ وتعدُّ العجائب المعمارية في العالم، والتقدم في الطب والتكنولوجيا، والمؤثرات السينمائية المذهلة التي تحاكي الواقع، بمثابة دليل على هذا التعاون.



تتطلب معظم بيئات العمل مستوىً معيناً من التعاون بين أعضاء الفريق، حتى في الشركات التي لا يعمل الموظفون فيها ضمن فرق؛ إذ يلزم شكل من التعاون لربط النشاط التجاري مع مختلف الأنشطة التجارية الأخرى والعملاء الآخرين.

يحلم كل مدير بأن يملك عملاً تجارياً يؤلف الموظفون فيه كتلة واحدة تعمل بسلاسة داخل الشركة؛ ومع ذلك، قد يتطلب تعزيز اتحاد تعاوني متناغم بذل بعض الجهد.

مواصفات التعاون الناجح:

يحدث التعاون الجيد عندما يجتمع أعضاء الفريق جميعاً لتحقيق الهدف نفسه؛ إذ قد تختلف واجبات ومسؤوليات الفرق اختلافاً ملحوظاً، لكنَّها تعمل جيداً كوحدة واحدة ومع الأقسام أو الفرق الأخرى داخل الشركة.

يحقق التعاون الجيد ازدهار الأعمال التجارية وبلوغها آفاقاً جديدة، وتحتاج الشركات الناشئة والصغيرة والمتوسطة الحجم إلى أفراد فريق متعاونين لمجابهة العقبات التي تعترض طريقها كجائحة كورونا (COVID-19) الحالية؛ كما يتطلب التعاون الفعال بين فرق وموظفي الشركات كلَّاً من التواصل الفعال ومهارات التعامل مع الآخرين، سواء كانوا يعملون في بناء المؤسسة أم عن طريق الإنترنت؛ إذ يحققون بذلك تدفقاً متوازناً للأعمال من حيث تبادل الأفكار والتغذية الراجعة، ويضعون نظام مساءلة يضمن تنفيذ العمل بصورة موحدة.

5 مهارات تعاون رئيسة:

فيما يأتي خمس مهارات تعاون أساسية تهدف إلى توحيد الفرق معاً وتحقيق نجاحات مبهرة:

1. الإصغاء الفعال:

تعدُّ هذه المهارة جوهرية في مجال العمل؛ فدون مهارات الإصغاء الفعال الراسخة عند جميع الفرق، ستتضاءل فرص التعاون الجيد.

يتطلب التواصل الواضح والمدروس وعياً بالذات، لكون الموظفين بحاجة إلى فهم تفضيلاتهم الخاصة، بالإضافة إلى أهمية الإصغاء إلى مخاوف الآخرين.

يتمتع المصغون الرائعون بمهارات تواصل فعال متقنة شفهياً أو كتابياً؛ ووفقاً لتقرير مسؤولي التوظيف في الشركات لعام 2017، كانت مهارات الإصغاء واحدة من أكثر المهارات طلباً في الوظائف، وأتت في المرتبة الثانية بعد مهارات التواصل الشفهي.

لذا، فإنَّه من الضروري معرفة كيفية نقل الأفكار بوضوح في الفريق المتعاون، وكذلك الأمر بالنسبة إلى الإصغاء إلى أفكار الآخرين وتغذيتهم الراجعة.

يمكن لأعضاء الفريق تحسين مهارات الإصغاء الفعال لديهم للوصول إلى صيغة تعاون أفضل بالقيام بثلاثة أمور بسيطة:

  • الحضوروالانتباه.
  • عدم المقاطعة.
  • طرح أسئلة متابعة.

شاهد بالفيديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال.

2. التنظيم:

ابحث عن فريق يفتقر إلى التنظيم لكنَّه يتعاون جيداً وينجز المهام في مواعيدها المحددة؛ فإن أنت وجدته، تكون قد وجدت الأعجوبة الثامنة في العالم.

يحلم رواد الأعمال بأن يكون كل فرد في فريقهم منظماً تنظيماً مثالياً، لكنَّ الواقع أمر مختلف تماماً.

يمكنك اتباع بعض الخطوات كي تصبح شخصاً منظَّماً؛ لكنَّ هذا ليس موضوعنا، إذ يتعلق ما نتحدث عنه الآن بتنظيم الفريق وبناء وحدة متماسكة تتعاون معاً تعاوناً جيداً؛ ولتحقيق ذلك، نحتاج إلى إدراك أهمية التفويض، أو بعبارة أوضح: التأكد من أنَّ الجميع على وفاق ومدركون لأدوارهم.

تتمثل مَهمَّة القائد الأعلى في المؤسسة في التأكد من أنَّ كل قائد فريق قد كلف أشخاصاً بواجبات ومسؤوليات تناسبهم؛ ففي حال لم يعرف كل شخص ماهية دوره، سيؤدي ذلك إلى إبطاء التقدم والتسبب بمشكلات في المستقبل؛ إذ يجب أن يسعى المديرون وقادة الفريق إلى تحقيق التواصل الجيد مع فرقهم والأقسام الأخرى لضمان عدم تدهور المنظمة.

إليك بعض فوائد التنظيم ضمن الفرق:

  • تحقيق إنتاجية أفضل.
  • ارتفاع معنويات الموظفين.
  • انخفاض معدل استبدال الموظفين.
إقرأ أيضاً: تنظيم الأشخاص الفوضويين، كيف تحفز فريقك على التغيير؟

3. المشاركة:

إنَّ التعاون الناجح هو نتيجة تفاعل أعضاء الفريق مع بعضهم بعضاً والانخراط في العمل الذي يقومون به؛ فإذا لم تكن الفرق على تواصل منتظم مع بعضها بعضاً، فمن المرجح أن يؤدي ذلك إلى شعورهم بعدم الاكتراث بخسائر ومكاسب العمل.

يجب أن يتضمن إنشاء مشاركة قوية تغذية راجعة ومناقشات منتظمة كي تسمح للموظفين بالتعبير عن آرائهم، ومشاركة أفكارهم، واستكشاف إمكانية تولي واجبات وظيفية جديدة.

على سبيل المثال: تشير التقارير إلى أنَّ شركة جوجل (google) تسمح لموظفيها بتخصيص 20% من وقتهم لمتابعة مشروعات جديدة أو مزيد من التعليم؛ ورغم أنَّ هذا قد يبدو غير ذي جدوىً في البداية، إلَّا أنَّه يؤدي إلى زيادة تركيز الموظفين والمشاركة في عملهم المعتاد.

إنَّ الموظفين الذين يشعرون بالتقدير والاهتمام أكثر انخراطاً في العمل وحماساً عندما يتعلق الأمر بالتعاون.

4. الشفافية:

عندما يتعلق الأمر ببناء التعاون بين الفرق في مكان العمل، لا يمكننا إغفال دور الشفافية؛ إذ يشعر الأشخاص دونها أنَّهم يعملون لمصلحة مديرهم، وليس معه؛ ويؤثر هذا سلباً في أداء الموظفين.

عرِّف فريقك بموقع الشركة، وأهمية جوانب معينة، وأي تحديات تظهر أمامهم فيما يخص المشروعات؛ ممَّا يتيح لكل فرد في الفريق اتخاذ الخطوات الصحيحة عند أداء واجباته، وتجنب أي تعقيدات، والقيام بالعمل على أكمل وجه.

في حين أنَّ توفير الشفافية في بداية المشروع أمر هام، إلَّا أنَّه يجب على القادة الإبقاء على التواصل مع مرؤوسيهم بانتظام، وعدم تجنب المواضيع المربكة، وألَّا يخجلوا من عدم معرفة إجابات الأسئلة الصعبة.

هذا النوع من الشفافية هو ما يعزز الثقة في الفرق ويحقق النجاح الأكبر، وقد أظهرت الدراسات أنَّ الشركات التي تركز على الشفافية وتعزيز الثقة ترتفع لديها معدلات الربح مقارنة بغيرها.

5. القدرة على التكيف:

لا يوافق الناس دوماً على خيارات العمل التي تُملَى عليهم من قبل أعضاء الفريق الآخرين أو رئيسهم أو الأقسام الأخرى؛ ولهذا السبب، يعزز الانفتاح وتعلُّم التكيف والتسوية من فرص التعاون الجماعي الناجح.

ينتج ذلك عن اختلاف تطلعات وأفكار الناس حول طريقة القيام بالعمل، وحول الأمور التي يجب أن تُعطَى أولوية قصوى.

على سبيل المثال: من المحتمل ألَّا يكون فريق القسم الإبداعي على وفاق دائم كفريق قسم المحاسبة، إذ يدخل هنا كلٌّ من التكيف والتسوية حيز التنفيذ.

ستظهر العقبات، ولن يتفق الجميع على الحل نفسه؛ ومن أجل المضي قدماً، يجب التوصل إلى تسويات وحلول وسط ترضي الجميع.

سيُجبَر قادة فرق العمل في كثير من الأحيان على حل النزاعات، وتظهر هنا أهمية مهارات الإصغاء الفعال؛ إذ إنَّ الفرق التي تعرف كيفية المساومة والتكيف أقوى بكثير؛ ذلك لأنَّها تُظهِر الاهتمام بالآخرين وآرائهم، وتعطي الأولوية للهدف طويل الأمد أكثر من الأهداف الشخصية.

إقرأ أيضاً: القائد الرشيق: قدرة القائد على التكيف

كيف يمكن للقادة تعزيز هذه المهارات عند أفراد الفريق؟

الآن، وبعد أن حددنا المهارات الأساسية لبناء تعاون جماعي فعال، حان الوقت لنتعلم كيفية فعل بذلك.

تتمثل إحدى الطرائق المؤكدة لجعل الفريق على وفاق في خلق فرص لأفراد الفريق للتعرف على بعضهم بعضاً؛ إذ إنَّه من المؤكد أنَّ الناس يحققون تعاوناً أفضل عندما يعرفون مَن يعملون معهم، ويمكن القيام ببعض الأمور البسيطة لتعزيز فرص اللقاء والتعارف، كأن يجتمعوا في حفلة صغيرة أو مناسبة هامة تخص الشركة.

إنَّه لمن الهام أن تجتمع الفرق بانتظام لمشاركة التحديثات وتقدُّم العمل، ممَّا يعطي الجميع فرصة لتقديم وتلقي التغذية الراجعة، والتأكد من أنَّ الجميع على وفاق؛ كما أنَّ أفضل طريقة تمكِّن المديرين وقادة الفرق من تعزيز مهارات التعاون لدى مرؤوسيهم هي أن يكونوا أمثلة يُحتذَى بها.

عندما يكون القائد مصغياً فعالاً ومنظَّماً وقادراً على التكيف مع الصعوبات ويسعى إلى تحقيق مستوى جيد من الشفافية مع موظفيه، سيحظى بفريق متعاون وناجح بالتأكيد.

 

المصدر




مقالات مرتبطة