5 مفاتيح أساسية لتطوير علامتك التجارية الشخصية

تُعدُّ العلامة التجارية الشخصية إحدى الأسباب الرئيسة التي تجعل المحترفين يتمكنون من الحصول على فرص عمل وتطوير أفضل في سوق العمل اليوم؛ لهذا السبب يجب أن تفكر في كيفية تعزيز انتشارها على الإنترنت وخارجه.



لنبدأ بتعريف ما نسميه "العلامة التجارية الشخصية"؛ حيث يعرِّفها جيف بيزوس (Jeff Bezos)، مؤسس موقع أمازون (Amazon)، بأنَّها "ما يعرفه الآخرون ويقولونه عنك عندما لا تكون حاضراً"، ويمكننا أن نضيف بأنَّها عَصَبُ مشروعك  وبصمتك الخاصة التي تتركها، والتي تمنح الآخرين معرفة أكبر بك، وذلك من خلال شخصيتك وتصرفاتك، ومن ثم تمكِّنك من الاستحواذ على انتباههم، مما يؤدي إلى تحسين الفرص المهنية والمشاريع وتوسيع مهاراتك ومواهبك.

قد تتمتع بمهارات فذة؛ ومع ذلك، إذا لم يعرف أحد عملك ويعترف به، فمن المستحيل تقريباً أن تجد فرصاً أفضل، وهذا ليس له علاقة بمهنتك في حد ذاتها؛ حيث يمكنك أن تكون أفضل مذيع، أو أفضل محام، أو أفضل كاتب، أو أفضل مصفف شعر، أو أفضل معلم أو أمهر طبيب، ولكن إذا لم تتواصل مع الآخرين، أو تقدِّم محتوى جيداً في المحادثات والمؤتمرات، أو تجري مقابلات في وسائل الإعلام، أو تنشر موضوعات ذات قيمة على وسائل التواصل الاجتماعي، فمن المحتمل أن تظل واحداً من عدد كبير من المهنيين غير المعروفين.

5 نصائح لتطوير علامتك التجارية الشخصية داخل وخارج الإنترنت:

لا يمكنك تطوير علامتك التجارية الشخصية عبر ترويج صورة سطحية عن نفسك؛ بل ما يساعدك هو جوهرك ومبادئك، وما يميزك عن غيرك، وكيف تعرض قيمة ما تفعله أمام الأشخاص الذين تريد توجيه رسالتك إليهم.

يمكن أن تساعدك هذه النصائح الخمس على ذلك:

1. تدرَّب دائماً في مجال عملك المهني:

يجعلك التدريب لتطوير مهاراتك الأساسية أفضل كمحترف، ويسمح لك بمواصلة صقل جوانب جديدة من مهاراتك.

لا تشير هذه النصيحة إلى التدريب التقني فقط؛ وذلك لأنَّك تحتاج أيضاً إلى التدريب على المهارات المتعلقة بتطوير علامتك التجارية الشخصية، على سبيل المثال، عبر أخذ دورات في الخطابة العامة، والبرمجة اللغوية العصبية، والكتابة، والتواصل الفعال، والتسويق والإعلان، إلا أنَّها ستسمح لك برفع معاييرك ومهاراتك الشخصية للوصول إلى مستويات شخصية ومهنية جديدة.

إقرأ أيضاً: التدريب (مفهوم - حاجة - أهمية)

2. أَنشئ تقويماً للفعالياتِ التي تُقام على أرض الواقع:

يتطلَّب إجراء كل من الفعاليات الافتراضية والواقعية تنظيماً مسبقاً للموضوعات والموارد التي ستحتاج إليها لتنفيذها؛ لهذا السبب ننصحك بأن تأخذ بعض الوقت لتكون قادراً على التخطيط تخطيطاً صحيحاً لفعالياتِك التالية، وما هي الديناميكيات الأكثر فاعلية عندما يتعين عليك التفاعل مع جمهور على أرض الواقع.

تُعدُّ الفعاليات الشخصية طريقة ممتازة لتطوير مهاراتك كمحترف ولعرض أفكارك وآرائك وخبراتك ومعلوماتك.

فيما يتعلق بهذا الجانب، نوصي بالمشاركة في المعارض، والعروض التقديمية، وحتى أن تبدأ مسارك كمتحدث من خلال إلقاء خطابات في المؤتمرات في قطاعك المهني، مما يساعد الناس على التعرف إليك تدريجياً.

شاهد بالفيديو: أساليب تطوير الذات: 14 طريقة لتطوير مهاراتك الشخصية

3. أطلِق تدويناً صوتياً خاصاً بك:

طريقة رائعة أخرى لمواصلة تطوير علامتك التجارية الشخصية والمساهمة خارج نطاق قناتك على اليوتيوب - إذا كان لديك قناة بالفعل؛ أما إذا لم يكن لديك، فقد حان الوقت لإطلاق قناة - أو الفعاليات التي تجريها وجهاً لوجه، وهو أن تكون قادراً على متابعة نشر رسالتك وتطوير أفكارك من خلال وسيلة أكثر إمتاعاً، كالمدونات والمقابلات الصوتية، ويمكنك أيضاً استكشاف التطبيقات الصوتية على غرار كلوب هاوس (Club House)، والذي أحدث ضجة كبيرة في هذا المجال.

يُعدُّ التدوين الصوتي حالياً وسيلة شائعة للغاية لسهولة استخدامه؛ حيث يمكننا الاستماع له في أي وقت ومتابعة موضوعات محددة، علاوة على ذلك، يمكنك التسجيل على الفيديو في أثناء تسجيل المقاطع لتحميلها على منصات المدونات الصوتية الكبيرة، ثم تحميلها على قناتك على يوتيوب، وإضافة محتوى آخر ذي قيمة لجمهورك.

إقرأ أيضاً: 4 خطوات لتطلق خدمة بث صوتي (مدونة صوتية) بنجاح

4. أضِف قيمة إلى حساباتك على مواقع التواصل الاجتماعي:

إذا كانت نقاط قوَّتك تتمثل في العروض التقديمية، فعليك تقديمها عبر بثٍّ حي ومباشر، فلا تهمل تعزيز علامتك التجارية الشخصية على وسائل التواصل الاجتماعي، إذا أردت أن تتعمق في الموضوع هذا أكثر، فننصحك بقراءة كتاب "العلامة التجارية الشخصية: عندما تكون أنت المنتَج" (Personal brand: When the product is you)، ولكن ما نريد أن نوصي به في مقالنا هذا هو أنَّ إنشاء محتوى عالي القيمة تَعرِض من خلاله مهاراتك هو ما سيُحدِثُ فارقاً حقاً، بين منافسيك وما عليك المساهمة فيه مع متابعيك.

حدد منصات التواصل الاجتماعي التي تريد أن توجد عليها، وأعد جدول محتوى يتضمن موضوعات ترتبط بمجال عملك.

ستتمتع علامتك التجارية الشخصية بمزيد من الإمكانات للتطوير في عالم الإنترنت إلى الحد الذي يمكنك فيه إنشاء استراتيجيات تستند إلى تقديم معلومات مفيدة وعالية الجودة وثابتة.

5. اصطحب متابعيك في العالم الحقيقي إلى عالم الإنترنت وبالعكس:

في الواقع، ترتبط النصيحة السابقة ارتباطاً وثيقاً بهذه النصيحة، إذا كنت قادراً على اصطحاب الأشخاص الذين يتابعونك على الشبكات الاجتماعية إلى فعالياتك الواقعية، وفعل الشيء نفسه مع الأشخاص الذين يتابعونك من العالم الحقيقي حتى يتمكنوا من رؤيتك في البث المباشر على الشبكات الاجتماعية؛ فهذا هو الوقت الذي ستحصل فيه على فرص لمواصلة تطوير وبناء سمعتك في كلا العالمين.

تُعدُّ كل من الشبكات الاجتماعية والإجراءات التي تتخذها وجهاً لوجه ركيزتين من ركائز استراتيجيتك كعلامة تجارية شخصية، ومع ذلك، عليك أيضاً أن تتذكر أنَّ التواضع وخدمة الآخرين والتعاطف والتواصل أمور ضرورية للآخرين ليتابعوك ويتعلموا منك.

يؤكد بورجا فيلاسيكا (Borja Vilaseca)، المحاضر الإسباني والمؤلف، أنَّ "العلامة التجارية الشخصية هي دبلوم الجامعة الجديد لهذا القرن"، وقد نتفق أو لا نتفق مع هذا الرأي، على الرغم من أنَّه يبدو أنَّك لن تكسب الاعتراف الكافي للوصول إلى مستويات جديدة في مهنتك الحالية من دون تطوير علامتك التجارية الشخصية.

بالطبع، يجب أن يكون كل ما تفعله مدعوماً بالحقائق؛ فهذا ما يُكسب علامتك التجارية الشخصية قوة وواقعية.

يُكسبك تطوير العلامة التجارية الشخصية دعم آلاف الناس، وتتطلب قبل وبعد ذلك المثابرة والصبر؛ وذلك لأنَّ النتائج تظهر مع مرور الوقت.

كن على علم بذلك وتذكر كيف تريد أن يتذكرك أولئك الذين يرونك ويقرؤون عنك ويتابعونك ويستمعون لك يومياً.

المصدر




مقالات مرتبطة