5 مبادئ لإحراز النجاح

هل مررت بفترة من حياتك أردت فيها تغيير جانب ما وأظهرت التزاماً لإحداث هذا التغيير، إلا أنَّك لم تشرع في فعل ذلك بعد؟ هل راودتك أسئلة عن السبب وراء ذلك؟ هل يُعزى ذلك إلى عدم امتلاكك المعرفة الكافية، أم أنَّ هناك ظروفاً تمنعك من بدء هذا التغيير؟



على الرغم من تعدد الأسباب التي لها دور في عدم استكمال ما خططنا لفعله، إلا أنَّه يمكن اختزالها بسبب هام وهو: العقلية؛ ذلك أنَّ 80% من أسباب النجاح في أي شيء نفسي، والباقي تقني.

يمتلك معظم الناس ما يكفي من المعلومات لإنجاز مهامهم، لكنَّهم يتقاعسون عن فعلها؛ وذلك لأنَّ نفسياتهم غير متناغمة مع أهدافهم، ولكن إذا كنت ترغب حقاً في تغيير أي مجال من حياتك؛ فهناك خمسة مفاتيح لتنجح في ذلك وتضمن إحداث التغيير الذي تريده فضلاً عن جعله دائماً ومستداماً:

1. رفع المعايير:

على الرغم من أنَّها تبدو عمليَّةً قديمةً ومرهِقة، لكن لا يمكن لأحد إنكار حاجة التغييرات إلى مدة طويلة لتصبح جزءاً لا يتجزأ من الهوية وتصبح المعيار الذي نعيش وفقه حرفياً.

إنَّ رفع المعايير يعني أن تقوم بتحويل داخلي لتسيطر على نوعية حياتك؛ حيث يملك أغلب الناس قائمة بما يجدر بهم فعله؛ لذا ينبغي قضاء المزيد من الوقت مع الأطفال أو العمل بجهد أكبر على خطة العمل أو فقدان الوزن، ولكنَّ الناس في النهاية لا يتغيرون؛ إنَّما يفرضون على أنفسهم المزيد من المتطلبات؛ لذا إن استطعت استبدال جملة: "يجب أن أفعل ذلك" بجملة "يجدر بي فعل ذلك"، فستضمن أن تتغير حياتك جذرياً.

والنموذج الذي يتكرر كثيراً هو حينما لا يملك أحدهم المال، ولكن عندما يمرض أحد والديه يسارع إلى اكتشاف طريقة لاكتساب المال؛ بحيث يغطي تكاليف علاج المرض، ومن هنا تستطيع معرفة أنَّ أولئك الذين يبدو أنَّ حياتهم أفضل منك يملكون معايير عالية في مجال حياتهم؛ ذلك أنَّ الشخص الذي يعمل خمسة أيام في الأسبوع، لا يملك وقتاً أكثر مما لديك؛ إنَّما هذا العمل يُعَدُّ ضرورة وأولوية بالنسبة إليه؛ ولذلك فإنَّه لا يفوِّته مطلقاً؛ إنَّما يتعايش مع هذا المعيار يومياً؛ لذا فإنَّه عندما ينتابك شعور بالحاجة الملحة إلى الحصول على شيء ما؛ فستجد وسيلة لذلك.

2. تغيير المعتقدات المُقيِّدة:

هل يكفي أن يكون الهدف واضحاً أمامك والوصول إليه أولوية وضرورة لك؛ لتنجح في تحقيقه؟

يمكن أن يكون هذا الأمر صحيحاً في كثير من الأحيان، ولكن عندما تتوانى عن فعل ما ينبغي فعله أو تشعر بالفشل في القيام بالتصرف الصحيح أو تبدأ بلوم نفسك وتعنيفها فهناك سبب واحد لذلك؛ وهو أنَّ لديك صراعات داخلية، والتي قد تظهر على شكل مخاوف وشكوك أو على شكل معتقدات مُقيِّدة ناجمة عنها.

قد تكون لديك رغبة جامحة في أن تصبح غنياً وتملك مالاً وفيراً، إلا أنَّ داخلك اعتقاد منافٍ لتلك الرغبة يخاطب عقلك قائلاً: إنَّك لا ترغب أن يطلق الناس أحكاماً عليك، وبذلك تبقى تتأرجح بين هذين الهدفين، أو قد تملك رغبة في تحقيق هدف ما، ولكنَّ الاعتقاد الوحيد الذي يجول في ذهنك هو أنَّك لست قوياً أو ذكياً أو متعلماً بما فيه الكفاية، وما لم تكتشف ما هي صراعاتك الداخلية، فإنَّها ستودي بك في نهاية المطاف إلى الفشل.

إنَّ أهم ما يجب تعليمه في الحلقات التدريسية في أثناء جلسات الكوتشينغ هو مساعدة الناس على اكتشاف صراعاتهم ثم إعادة تنظيم أنفسهم؛ حيث إنَّه عندما يكون الإنسان متناغماً تماماً، فإنَّ كل ما في داخله يندفع نحو ما يريده دون تلكؤ، وهناك مستوى معين من اليقين والإيمان الذي يدفعك إلى العمل وفق أسس ثابتة، ومن ثم استثمار طاقاتك وإمكاناتك استثماراً كاملاً، وهذا يؤدي بدوره إلى تحقيق أحلام تتجاوز طموحاتك.

إقرأ أيضاً: كيف تتخلص من المعتقدات السلبية التي تمنع وصولك إلى أقصى إمكاناتك؟

3. اتِّباع استراتيجيات ناجحة:

تذكَّر دوماً أنَّ للنجاح آثاراً تُقتَفى؛ حيث إنَّ هناك طريقاً لامتلاك قوة تحقيق ما تريده خلال فترة زمنية وجيزة؛ وأقصر تلك الطرق هي العثور على نموذج لشخص سبقَ أن حقق ما يريده، قد يكون ذلك الشخص ناجحاً في علاقة رائعة أو حقَّق إنجازاً عظيماً في عمله أو يمتلك الجسم المثالي الذي تطمح إليه؛ ذلك أنَّ الأمر لا يتعلق بالحظ؛ إنَّما بمجموعة الاستراتيجيات التي يطبِّقها، والتي تؤتي مفعولها؛ وبذلك لن تكون بحاجة إلى إعادة ابتكار طرائقٍ ابتكرها أشخاصٌ قبلك؛ إنَّما الطريقة المثلى لتحقيق النجاح هي التعلم من الآخرين؛ حيث تختصر الوقت والجهد.

شاهد بالفيديو: 8 طرق تفكير ستضعك على طريق النجاح

4. تعزيز العواطف:

لا مفرَّ من دخول معترك الحياة وتلقِّي صفعات منها، سواء كانت هذه الضربات مرضاً أم نكسة في العمل أم حتى مشكلة مع عائلتك، إلا أنَّ مواجهتها مباشرةً ستعزز قوتك وتمنحك القوة النفسية لتتجاوزها، وذلك إذا استطعت النظر إلى تلك الضربات على أنَّها هبة من الله ثم إيجاد الطريقة المناسبة لتسخيرها واستخدامها.

وأفضل مثال على ذلك هو راكب الدراجات الشهير لانس أرمسترونغ (Lance Armstrong)؛ حيث إنَّه لم يستسلم عندما واجه مرض السرطان؛ بل عزز مشاعره ووجد وسيلة للنجاح ووصل إلى هدفه أكثر مما فعل خلال مسيرته الرياضية كلها، وعلى الرغم من اعتقاده أنَّه قد زاد من مقدراته إلى حدِّها الأقصى، إلا أنَّه وجد أنَّ مواجهة درَّاج آخر في سباق رياضي أمرٌ لا يُذكَر مقارنة مع مواجهته للسرطان، وفاز بعدها بسبع جولات على التوالي في جولة فرنسا (Tour de France) على الرغم من أنَّه لم يسبق له أن فاز فيها قبل ذلك.

لقد حوَّل الشيء الذي قد يكون أكثر اللحظات الصادمة في حياته إلى نقطة انطلاق لمَّا أصبح بعدها أحد أعظم انتصاراته؛ وذلك لأنَّه اختار أن يعزز عواطفه وأن يجابه ما تعرَّض إليه لا أن ينسحب ويختار الهزيمة؛ ذلك أنَّ هذه اللحظات هي التي تحدد مصيرنا.

إقرأ أيضاً: أهمية الذكاء العاطفي في تعزيز مسيرتك المهنية وتحسين حياتك

5. العطاء دون أخذ:

إنََّ العطاء هو ما يعطي معنى لحياتنا وليس ما نحصل عليه، وإذا كان في إمكانك أن تجعل هدفك اليومي أن تضيف قيمة لحياة الناس أكثر من أي شخص آخر؛ فلا داعي للقلق بشأن تحقيق النجاح، أما إذا كانت محاولاتك محصورة في عقد الصفقات؛ أي اتباع سياسة "لن أُعطيك شيئاً إن لم أحصل على مبتغاي"، فستعاني من صعوبة في التطور؛ وذلك لأنَّ سر العيش يكمن في العطاء لأنَّنا لم نُجبل بالأنانية.

نحن نستطيع أن نصل إلى ما نريده ونحصد النجاح، ولكن ما نريده في أعماق أرواحنا هو الشعور بقدسية الحياة والعطاء وليس الأخذ، فإذا استطعت إضافة شيء ذي قيمة صادقة لمن حولك؛ فذلك يضمن لك أن تعيش حياة ذات معنى ومملوءة بالبهجة.

المصدر




مقالات مرتبطة