5 علامات تدل على سعيك وراء الهدف الخاطئ وكيف تضع أهدافاً مثمرة

يقول مدرِّب التنمية البشرية الأمريكي "زيغ زيغلر" (Zig Ziglar)، "يشكِّل تحديد الهدف الصحيح أساس تحقيق النجاح".



يميل معظم الأفراد إلى تخصيص بعض الوقت في بداية السنة الجديدة لتحديد الأهداف التي يرغبون في تحقيقها، وتحقيق الرضى الذاتي في العام الجديد، والتنمية الشخصية المرغوبة، والتفوق على المنافسين، وتوفير المال، والقيام باستثمارات ناجحة، واتخاذ قرارات سليمة فيما يتعلَّق بالشؤون المالية، وغيرها من الأمور.

يعدُّ تحديد الأهداف أمراً هاماً جداً في عالم الأعمال والحياة، فلا بدَّ من وجود أسباب وجيهة وراء قدرة بعض الأشخاص على تحقيق أهدافهم في الحياة في حين يفشل آخرون رغم جهودهم المبذولة وعزمهم على إحراز النجاح، فتحديد الأهداف أشبه بوضع قرارات العام الجديد؛ إذ يعمُّ التفاؤل نفوس الجميع في بداية العام الجديد، وتراهم يحدِّدون أحلامهم وأهدافهم المقبلة، كالوصول للوزن المثالي، ووضع خطط وأفكار المشاريع، وتغيير موقفهم تجاه ظروف الحياة، واتخاذ القرارات المالية، وغيرها من الأمور، وبذا ينكبُّ الجميع على تحقيق أهداف العام الجديد.

تعدُّ قراءتك لهذا المقال خطوة مبدئية وهامَّة لتحقيق النجاح في العام الجديد؛ إذ يتعيَّن عليك أن تجري دراسة تحليلية دقيقة، وتتأكَّد أنَّك تسعى خلف الأهداف المناسبة لتضمن تحقيقها خلال العام.

نقدِّم فيما يأتي 5 علامات تدلُّ على أنَّك تعمل على أهداف خاطئة:

1. لم يدفعك الهدف خارج منطقة راحتك:

لا تضمن الأهداف الآمنة إحراز نجاحات متميزة، وعلى الرَّغم ممَّا تبدو عليه من واقعية وسهولة، فإنَّها مجرد مضيعة للوقت، يقول المؤلف الأمريكي "بيتر ماك ويليامز" (Peter McWilliams): "يحدُّ التمسُّك بمنطقة الراحة خاصتنا من قدرتنا على تحقيق أحلامنا"، وتُعرَّف منطقة الراحة وفقاً لمدونة "لايف هاكر" (Lifehacker) بأنَّها "حيِّز سلوكي تتخذ فيه النشاطات والسلوكات أنماطاً ثابتة تحدُّ من التوتر والخطر".

يميل الفرد إلى الاستمتاع بالسعادة الآمنة وانعدام التوتر في منطقة الراحة، فضلاً عن امتناعه عن خوض تجارب جديدة أو صعبة، وبالنتيجة يفقد رغبته في أن يكون إنساناً منتجاً؛ لذا يجب أن يكون الهدف في مثل هذه الظروف قائماً على الطموح والرغبة وبذل قصارى الجهود؛ إذ يؤدي التمسك بمنطقة الراحة إلى انعدام الإنتاجية؛ لأنَّ غياب مشاعر القلق المرافقة للأهداف العظيمة أو مواعيد تسليم المهام يعني أنَّ أهدافنا وجهودنا متواضعة، وبالنتيجة لا نُحرز التقدُّم المطلوب.

تفيد التجارب بأنَّ إحراز النجاح والتنمية في الحياة لا يحدث في الظروف المثالية؛ بل إنَّه يتطلَّب خوض الصعاب والسعي خلف أهداف شاقة؛ أي باختصار يجب أن يدفعك الهدف لتجاوز منطقة الراحة خاصتك حتى يعدُّ هدفاً مثمراً.

شاهد بالفيديو: 8 أخطاء شائعة في تحديد الأهداف

2. لا يتيح لك الهدف إمكانية التواصل مع أفراد داعمين:

يعدُّ تحديد الأهداف عملية تدريجية، فيجب أن تؤمِّن أهدافك نفقات عيشك وتربطك مع أفراد داعمين؛ وذلك لأنَّ جودة الحياة تتعلَّق بالعلاقات الاجتماعية إلى حدٍّ بعيد، وإنَّ تواصلك مع أشخاص مناسبين يضمن لك تحقيق إنجازاتك بسرعة أكبر، وستحتاج على الأرجح إلى مساعدة شخص آخر لتحقيق أهدافك بصرف النظر عن ماهيتها.

تمكِّنك العلاقات الهادفة والحكمة في العمل والحياة من النجاح في مواجهة الأزمات الطارئة في الحياة، فلا جدوى من السعي في سبيل أهداف لا تساعدك على بناء علاقات مع أشخاص يدعمون نجاحك، وبناءً عليه يجب الابتعاد عن مثل هذه الأهداف بأقصى سرعة ممكنة.

3. أنت لا تستمتع بالسعي في سبيل هدفك:

يقول الكاتب الأمريكي "ستيف بافلينا" (Steve Pavlina)، "الأهداف التي لا تثير حماسة المرء ولا تلهمه هي بالضرورة معدومة النفع".

يضع الفرد أهدافاً تكون بمنزلة دافع يحفِّزه لإحراز النجاح، وحالما يصبح هذا الهدف مهمة مزعجة بالنسبة إليه، فهذا يعني أنَّه فقد دافعه، ممَّا يؤدي بالضرورة إلى الإخفاق؛ أي باختصار يدل عدم شغفك تجاه أهدافك على أنَّها لا تناسبك.

4. أهدافك مبنية على وجهات نظر الآخرين:

تتميَّز الأهداف الخاطئة بأنَّها تُبنَى على وجهات نظر الآخرين بدلاً من اتباع الشغف؛ أي إنَّ أهدافك المهنية، والمالية، وتلك المتعلِّقة بالوصول للوزن المثالي هي خاطئة تماماً عندما تكون مبنية على آراء أصدقائك أو زملائك وغيرهم من الأشخاص.

5. لا ينطوي هدفك على خطة عمل مدروسة:

لا تقتصر عملية وضع الأهداف على مجرد تحديد الأعمال التي تودُّ فعلها؛ بل يجب أن تشمل خطة عمل مدروسة لإنجاز الهدف المطلوب، فعدم وضع خطة عمل مدروسة لتحقيق الهدف أشبه ما يكون بفريق كرة قدم دون لاعبي الهجوم؛ أي إنَّها استراتيجية فاشلة لا محالة، فلا يمكن للمرء تحقيق هدفه ما لم يضع خطة عمل مدروسة.

نقدِّم فيما يأتي 4 طرائق لوضع أهداف صحيحة:

1. إعداد قائمة أهداف شاملة:

 تقتضي هذه الطريقة إعداد قائمة شاملة بجميع الأعمال والأهداف التي تود تحقيقها؛ أي بأخذ جميع اهتماماتك في الحسبان مهما تكن؛ إذ تساعدك هذه الآلية على استبعاد الأهداف غير المنطقية، والتي تتعارض مع شغفك في الحياة، فضلاً عن تحديد الأهداف المتشابهة والتي يمكن دمجها في هدف واحد.

قد تبدو الأهداف غير واضحة عند التفكير فيها، وبالنتيجة يتعذَّر على الإنسان تحقيقها؛ لذا يُنصح بتوضيحها عن طريق كتابتها.

2. وضع أهداف تثير حماستك:

يجب وضع أهداف تثير حماستك وتحفِّزك في العام الجديد، بحيث تكون مستعداً لفعل ما يلزم لتحقيقها مدفوعاً بشغفك؛ أي تحديد الأهداف الهامَّة بالنسبة إليك، ويتطلَّب تحقيق الإنجازات والأهداف الالتزام المطلق، وهو مستحيل عند غياب الشغف والدافع، ويفيد معظم الأشخاص الناجحين من أمثال الروائية البريطانية "جي كي رولينغ" (J.K Rowling)، ومُقدِّمة البرامج الأمريكية "أوبرا وينفري" (Oprah Winfrey)، ورائد الأعمال الأمريكي "نيكولاس دوتكو" (Nicholas Dutko)، ورجل الأعمال الأمريكي "بيل غيتس" (Bill Gates)، ورجل الأعمال الأمريكي "مارك زوكربيرج" (Mark Zuckerberg)، بأنَّ وضع أهداف مُحفِّزة يساعد المرء على التغلب على الشك، وتجاوز مشكلة عدم اليقين، وتعزيز الثقة بالنفس، والمثابرة والرغبة في العمل على تحقيق الهدف خطوة تلو أُخرى، وإحراز النجاح وفق الخطة الزمنية الموضوعة.

إقرأ أيضاً: 7 طرق مهمة لزيادة التحفيز

3. تحديد أهداف ذكية (SMART):

يقتضي هذا الأسلوب وضع أهداف ذكية، ويشير الاختصار "سمارت" (Smart) إلى الحروف الأُولى من 5 كلمات إنجليزية تعبر عن سمات الهدف الذكي، وهي: (Specific: محدد)، و(Measurable: قابل للقياس)، و(Achievable: قابل للتحقيق)، و(Relevant: ذو صِلة)، و(Time-Bound: مُؤطر بإطار زمني).

تفيد الدراسات بأنَّ 3% فقط من البالغين يمتلكون أهدافاً ذكية، وينجحون في تحقيق عشر أضعاف ما يحقِّقه من لا يمتلك هدفاً، أو مَن ليس لديه أهداف واضحة.

ننصحك بوضع أهداف ذكية في العام الجديد، ليس لأنَّها ستساعدك على تحقيق أهدافك وحسب؛ بل لأنَّها تُخلِّصك من العادات التي تقوض الإنتاجية؛ كالتسويف مثلاً بوصفها مؤطَّرة بإطار زمني.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية (SMART): كل ما تحتاج إلى معرفته عنها

4. وضع خطة لمباشرة التنفيذ:

يقال إنَّ رحلة الألف ميل تبدأ بخطوة، ما يعني أنَّ أعظم الإنجازات والأهداف في الحياة لن تتم دون المباشرة باتخاذ إجراء مبدئي.

يميل الفرد عند وضع أهدافه إلى التركيز على النتيجة النهائية وإهمال خطة العمل، وهو ما يؤدي إلى الإخفاق، ومن ثمَّ لا غنى عن التفكير بآلية تحقيق الهدف وإعداد خطة عمل على أساسها، فلا يقتصر تحديد الأهداف على الإفصاح عن الرغبات والأمنيات؛ بل يجب وضع خطة عمل قابلة للتطبيق على أرض الواقع لضمان تحقيق النجاح.




مقالات مرتبطة