5 طرق مثبتة علمياً لتعزيز السعادة على الفور

إن كنتَ تشعر بأنَّك مرهق أو مستنزف أو حزين فلستَ وحدك، فالجائحة وتدهور الاقتصاد والاضطرابات الاجتماعية والسياسية كافيةٌ لإرهاق أشد الناس تحمُّلاً وصبراً؛ لذا فقد يبدو مفهوم "السعادة" للوهلة الأولى بعيد المنال، ولكن ربما يكون الأمر أنَّنا نسعى إلى نيله سعياً خاطئاً.



تقول "جينيفر آكر" (Jennifer Aaker)، اختصاصية في علم السلوك وبروفيسورة في كلية الأعمال في "جامعة ستانفورد" (Stanford University):

"يميل البشر بطبيعتهم إلى المبالغة بتقدير التأثير الذي تحدثه أمور كالمال والإنجازات والممتلكات الشخصية بشأن سعادتهم، بينما تُعَدُّ أموراً كالصِّلات الاجتماعية والعلاقات أكثر أهميةً بكثيرٍ على أرض الواقع"، ويبدو هذا بالطبع أمراً جيداً ومحزناً في الآن ذاته كوننا نعيش في عزلة أكثر من ذي قبل.

تضيف "آكر" بأنَّ مفهوم السعادة يتغير باستمرار: "ترتبط سعادتنا بالحماسة في سنوات مراهقتنا، وبالسعي الدؤوب في العشرينيات، وبتحقيق التوازن في الثلاثينيات، وبالامتنان عندما نتقدَّم بالعمر".

من الجيد أنَّ علماء السلوك مثل "آكر" وباحثين وخبيرين آخرين استطاعوا إيجاد بعض الطرائق لجعل حياتنا أكثر سعادةً؛ حيث يمكِننا البدء بإجراء تغييرات بسيطة بدلاً من أخرى جذرية، فيما يلي خمس طرائق لتجربتها في العمل وفي المنزل:

1. تعزيز التواصل:

يقول "مايك وايكنج" (Meik Wiking) المدير التنفيذي للمعهد المتخصص في البحث عن السعادة (Happiness Research Institute) في "كوبنهاغن": "يمكِننا القول وبعد الوقت الذي أمضيناه في دراسة السعادة في مكان العمل بأنَّ كل شيء مرده إلى التواصل" ويضيف بأنَّ التخفيف من التوتر هو العامل الأهم في زيادة نسبة السعادة، فبينما يظن معظم الناس بأنَّ التوتر في العمل يأتي من كثرة الانشغال إلا أنَّ سببه الرئيس عادةً قلة التواصل بما فيها:

  • قلة وضوح الأدوار والأهداف والإدارة والتوقعات.
  • عدم قدرة الموظفين على رفض طلبٍ لمديرهم حينما يكونون مشغولين.
  • غياب القدرة على التعبير عن العواطف للأقران عند الشعور بالتوتر.

يقول "وايكنج": "ينتج التوتر عن مواقف لا يسير فيها التواصل بسلاسة"؛ حيث وجدَت منظَّمته أنَّ أفضل إجراء كان التحدث بشفافيةٍ حول ما يعترضهم من مشكلات وعن كيفية حلها وعما يشعرون به.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتعزيز مهارات التواصل مع الآخرين

2. روح الدعابة:

لا يعني المرح السعادة، ولكن من المؤكَّد أنَّه يجعلك أكثر سعادةً؛ حيث تقول "آكر": "يمكِن للمرح والدعابة أن تهوِّن عليك الأوقات العصيبة التي لا بُدَّ منها في الحياة، كما أنَّها أمور تجمع بين الناس جمعاً أسرع"، كما تضيف بأنَّ الضحك يساعد على كبح إطلاق هرمون الكورتيزول مما يساعدك على تخفيف الشعور بالتوتر.

إن كنتَ تجد صعوبةً في إيجاد المضحك من الأشياء، فتقترح "آكر" والمحاضِرة في كلية الأعمال في "جامعة ستانفورد" "نعومي باجدوناس" (Naomi Bagdonas)، تجربة عملية التهيئة؛ إذ يجد المرء ما يبحث عنه ويسعى إليه؛ لذا يمكِنك أن تبحث عن الأمور التي تجعلك ترى اللحظات المرحة في حياتك اليومية.

كيف تُدخل المرح والهزل إلى حياتك؟ تقترح العالمتان طريقة "رصد الفكاهة" لفعل ذلك، "وكل ما يتطلبه الأمر أن تَمضي بيومك وأن تدوِّن أيَّة لحظة ضحكتَ بها أو شاركتَ في الضحك"، كما تقول "آكر".

شاهد بالفديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

3. تعزيز العلاقات الاجتماعية:

تساهم العلاقات الاجتماعية في بناء سعادتنا؛ لذا فمن الهام أن تتواصل تواصلاً محبَّباً وممتعاً بدلاً من عَدِّ ذلك مجرد مهمة روتينية مرمية على عاتقك، ومن الصعب القيام بنشاطات ممتعة في الوقت الحالي، لكنَّك ستكون مسروراً أكثر حين تجد شيئاً ممتعاً تقوم به مع أحبائك بدلاً من مجرد التعايش معهم.

وجدَت دراسةٌ حديثة في "جامعة ساذرن ميثوديست" (Southern Methodist University) بأنَّنا نكون سعيدين عندما نكون محاطين بالأصدقاء أكثر من العائلة، ولكن أشار القائم على هذه الدراسة، البروفيسور في علم النفس "ناثان هدسون" (Nathan Hudson) في مجلة "ساينس ديلي" (Science Daily) بأنَّ النتيجة تتعلق بالنشاطات أكثر منها بنوعية الأشخاص التي نشاركها معهم، فمن المعروف أنَّنا نقوم بالأعمال الروتينية والواجبات مع العائلة، بينما نميل لفعل الأمور المسلية مع الأصدقاء؛ لذا حاوِل أن تُغيِّر ذلك.

إقرأ أيضاً: 10 قواعد مهمة لبناء علاقات إجتماعيّة ناجحة

4. الخروج من المنزل:

يمكِن أن يجعلك قضاء بضع ساعات خارج المنزل كل أسبوع سعيداً، ولا يهم إن كنتَ تمضي الوقت دفعةً واحدة أو على مراحل، إلا أنَّ دراسةً أُجرِيَت في المملكة المتحدة وجدَت أنَّ الذين أمضوا ساعتين أسبوعياً خارج المنزل على وجه التحديد قد أظهروا صحةً وسلامة أفضل من الذين أمضوا وقتاً أقل خارجاً، وظهر أفضل تأثير في معدل 200 إلى 300 دقيقة.

إقرأ أيضاً: 8 أفكار لطرد الملل دون الخروج من المنزل

5. إضفاء مغزى على حياتك:

من وجهة نظر علم السلوك، تقول "آكر": إنَّ إضفاء مغزى على حياتك يُعَدُّ أمراً ضرورياً لإضافة عمق وإحساسٍ بالرضا؛ حيث "تتمحور السعادة حولك بينما يتمحور المغزى حول الآخرين وحول الإيثار؛ فالمفتاح الحقيقي هو أن تعيش حياةً مليئة بالمرح والضحك، ويرتكز في الوقت ذاته على هدف حقيقي".

المصدر




مقالات مرتبطة