5 طرق للمضي قدماً بعد مواجهة الإخفاقات

كرائد أعمال، ليس غريب عليك مواجهة بعض الإخفاقات. ونتيجةً لذلك، لقد طوَّرتُ طرائقاً للتعامل مع خيبات الأمل؛ لكن لا تُعد كل الإخفاقات متساوية، وعاجلاً أم آجلاً، ستواجه مشكلة تهدِّد استمرار مؤسستك وصحتك النفسية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّن ليفي كينغ (Levi King)، والذي يحدثنا فيه عن تجربته الشخصية في مواجهة الإخفاقات.

في شركة لينديو (Lendio)، إحدى الشركات السابقة التي شاركتُ في تأسيسها، بذلنا أنا وشريكي الكثير من الجهد في إحدى المشاريع، وقد توقعت أنَّه سينجح بسرعة شديدة، ولكن لم يحدث ذلك. لقد خسرنا أكثر من مليون دولاراً في الأشهر القليلة الأولى من البدء بالمشروع، وتفاقمت الأمور منذ ذلك الحين، واستغرق الأمر عامين للعودة إلى المسار الصحيح، ولكن كانت الخسائر النفسية والجسدية كبيرة جداً.

تتطلب الأوقات العصيبة اتخاذ إجراءات مدروسة. لذلك، أقدم لك فيما يلي خمسة اقتراحات للحفاظ على سلامتك وقواك العقلية عندما تصعب الأمور:

1. لا تشفق على نفسك:

عندما نواجه إخفاقاً سيئاً فإنَّنا نميل بصورة طبيعية للشعور بالأسف والشفقة تجاه أنفسنا. ربما تُخفي قلقك وانعدام ثقتك بنفسك وراء السخرية والتشاؤم، وربما تبدأ في إلقاء اللوم على من حولك بسبب الفوضى التي تعيشها، وتسأل نفسك لماذا أنت محاط بأشخاص حمقى من حولك.

مهما كانت مشاعرك تجاه نفسك، فإنّ الشعور بالشفقة يجعلك تبدو بصورة سيئة. بدلاً من رؤية الأمور من وجهة نظر موضوعية، سترى نفسك ضحيةً، لذلك قبل تدهور الوضع أكثر اتخذ الإجراءات اللازمة، واعلم أنَّك لست أول رائد أعمال يعاني من إخفاق كبير، ولن تكون الشخص الأخير.

ركِّز على الأمور التي يمكنك التحكم فيها. في وقت مبكر كرائد أعمال، أدركتُ أنَّ ملفي الائتماني وملفي الشخصي يمكنهما منحي الكثير من الفرص، ولكن يجب عليَّ الاعتناء بهما.

إقرأ أيضاً: 8 عادات لبناء الثقة يمكنك البدء بها الآن

2. أعطِ المشكلة حجمها الطبيعي:

نميل نحن البشر إلى رؤية كل شيء بأنَّه أمر مرهق عندما نشعر بتوتر شديد، وهذا الأمر هو استجابة عاطفية، ويمكنك تصحيحها من خلال إعطاء المشكلة حجمها الصحيح. إذا كان زواجي أو أطفالي أو أصدقائي أو الأنشطة التي أقوم بها أو واجباتي تُشعِرني بالارتياح قبل الإخفاق، فلا يوجد سبب لتغيير ذلك الشعور؛ قد أشعر بالكثير من التوتر، لكنَّهم ليسوا السبب في ذلك؛ وإنَّما العمل هو السبب.

قلِّل من الأمور التي تجعلك تشعر بالتوتر، وذكِّر نفسك بكل الأمور الجيدة التي تمتلكها في حياتك. عندما أواجه يوماً سيئاً، أذهبُ إلى المنزل وأنا متأكد بأنَّ أطفالي لا زالوا يحبونني. يجب تذكُّر النعم التي أنعم الله بها علينا دائماً في ظل الأزمات الحالية التي نواجهها، وهذه النصيحة ليست دعوةً للتظاهر بأنَّ كل شيء رائع؛ وإنَّما نداء لتحقيق التوازن بين ميلنا البشري للتركيز على السلبية مع التغييرات النوعية والضرورية.

3. عِش الحياة بطريقة صحيحة:

على الرغم من حقيقة أنَّ الإخفاقات الكبيرة تتطلب قدراً هائلاً من الاهتمام، فلا تسمح للعمل بالتغلب على أي شيء آخر في الحياة. من المغري القيام بذلك، لأنَّه يمنحك شعوراً بالتحكم والسيطرة عند الشُّعور بالعجز. لكن عند هذه المرحلة، يسيطر عليك العمل، وليس العكس.

عند إحصاء نعمك يمكنك السيطرة على نفسك. لذا، خصِّص وقتاً لعيش حياتك بطريقة جيدة. بالنسبة إليَّ، فأنا أقضي بعض الوقت مع عائلتي، وأشاهد فيلماً مع صديقي، هذه هي أكثر الطرائق فاعلية التي أستخدمها للتخفيف من ضغوط العمل.

تشبه عقولنا العضلات؛ حيث تدفعنا الإخفاقات إلى العمل بجهدٍ أكبر، وإذا لم نسمح لأنفسنا بالتعافي وتجاوز تلك الإخفاقات، فإنَّنا سنشعر بالإرهاق.

إقرأ أيضاً: 5 خطوات للنهوض بعد الإخفاق

4. حافظ على الإلهام:

أتذكر كيف شعرت بعد الانتهاء من قراءة السيرة الذاتية التي كتبها الصحفي آشلي فانس (Ashlee Vance) عن رائد الأعمال إيلون ماسك (Elon Musk)، حيث شعرتُ بأنَّه عليَّ التَّوقُّف عن التراخي، والقيام بأمور هامة في حياتي، ويجب أن أتمتع ببعد النظر، وأفكر أكثر، وأتخذ خطوات أكبر من المعتاد. لقد كانت قراءة تلك السيرة بمثابة دافع لي.

عندما تواجه إخفاقاً ما، ذكِّر نفسك بقصص الأشخاص الذين بنوا وفعلوا أموراً مذهلةً في الحياة. أنا لا أتحدث عن الاقتباسات المُلهمة التي تراها على منصات التواصل الاجتماعي؛ وإنَّما أتحدث عن قصص المبدعين، والقادة الذين وجدوا أنفسهم في نفس المكان الذي أنت فيه الآن وشقوا طريقهم.

يمكنك الاستماع إلى كتاب صوتي يمنحك الطاقة الإيجابية وأنت في طريقك إلى العمل، بدلاً من التفكير في الصعوبات التي تواجهك، وينطبق الأمر نفسه على ممارسة التمرينات الرياضية، حيث يمكنك استعادة نشاطك وطاقتك والاستفادة من وقتك أيضاً في الاستماع إلى ما يفيدك.

5. تَعلَّم من أخطائك:

تخلق الإخفاقات فرصاً قوية لإعادة تركيز حياتك وبناء عادات جيدة. لا تنتظر استرجاع الأحداث الماضية لتكتشف ما الذي تقدمه لك تلك الإخفاقات؛ وإنَّما يجب أن تدرك ذلك اليوم.

تخيل أنَّك تستعد لإلقاء محاضرة في مؤسسة تيد (TED) خلال الأشهر القادمة، بحيث تتحدث محاضرتك عن طريقة تجاوزك للصعوبات الحالية؛ فتبدأ في تدوين الملاحظات، متسائلاً: كيف وصلت إلى هنا؟ إذاً ماذا ستفعل لتتذكر الأحداث التي حصلت معك في الماضي؟ في حال عدم قدرتك على تذكُّر ما سبق، ما الخطوات التي ستتخذها للمضي قدماً بكفاءة؟ لا تنسَ الجوانب النفسية أيضاً؛ فالتحليل الدقيق والصادق لعملياتك الذهنية عند مواجهة الإحباط والفشل سيضبط تفكيرك، ويمكنه مساعدتك في التخلص من العادات السيئة وتمهيد الطريق لمستقبل ومزدهر.

لا توجد وصفة سحرية لاستعادة طاقتك بعد أي إخفاق، ولن يحدث الأمر بين ليلةٍ وضحاها؛ وإنَّما الأمر أشبه بجرح سيلتئم مع مرور الوقت. لذلك استفد من وقتك الحالي لتحسين عملك ونفسك معه.

المصدر




مقالات مرتبطة