5 طرق لإعطاء الأولوية لصحتك العقلية ضمن جدول مهامك اليومي

لطالما دافعتُ عن ضرورة إعطاء الأولوية للاهتمام بالصحة النفسية، وبالنظر إلى أحداث عام 2020 وجائحة كورونا المستمرة، أدركَ معظم الناس أهمية الصحة العقلية والاستقرار النفسي، وفقاً لموقع باركلي التعليمي (Berkley)؛ فإنَّ معظم الناس شعروا بالقلق والاكتئاب والصدمة من الأحداث المتغيرة حولهم، ووصلت الأزمة النفسية ذروتها بحلول أبريل 2020؛ حيث عانى أكثر من 14% من الأمريكيين من­ اضطرابات نفسية خطيرة، كما شهد هذا العام زيادة في معدل المصابين بالاضطرابات النفسية ثلاثة أضعافِ عام 2018، فاعتمد المجتمع الكثير من الاستراتيجيات الهامة لضمان الصحة البدنية الجماعية، والتي قد تخلِّف بدورها أضراراً بليغةً لصحتنا العقلية.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدونة "شونسيه مادوكس" (Choncé Maddox)، والتي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في التواصل مع الناس في العناية بالصحة العقلية ضمن جائحة فيروس كورونا.

يُعَدُّ تطبيق بعض التدابير الوقائية كالتباعد الاجتماعي، والعمل من المنزل، وارتداء الكمامة في الأماكن العامة ضرورياً، ولكنَّه يُشعِرُ الشخص العادي بمزيدٍ من العزلة في أوقات الأزمات؛ ومع ذلك، ما زال يتعين على الكثيرين منا الاستمرار في النهوض والذهاب إلى العمل ورعاية عائلاتنا يومياً، على الجانب الآخر، لا تزال هناك بعض الممارسات المهمة التي يمكنك القيام بها لإعطاء صحتك العقلية الأولوية مع الاستمرار بالقيام بمسؤولياتك اليومية المجدولة.

إليك أفضل 5 طرائِق لوضع صحتك العقلية في المقدمة بما يتناسب مع جدول أعمالك:

1. الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي وتقليل الوقت أمام الشاشة:

يمكن أن تمثل وسائل التواصل الاجتماعي أداةً رائعةً لمساعدتك على التواصل مع الأصدقاء والعائلة أو التسويق لمشروعك التجاري، ولكنَّ لها جانباً مظلماً أيضاً، ففي العام الماضي صُنِّفت وسائل التواصل الاجتماعي كعامل رئيس لزيادة الإجهاد والقلق لمستخدميه، من تجربتي الشخصية، فقد لاحظتُ ضياع وقتي في أثناء تصفُّح وسائل التواصل الاجتماعي، وليس هذا فحسب؛ بل وتملأني بمشاعر سلبية كالخوف والقلق أو الإرهاق والغيرة في كثير من الأحيان، وبدلاً من ذلك، قررتُ حذف بعض التطبيقات عن هاتفي والحد من تضييع وقتي على تلك المنصات عموماً، مما أفاد صحتي العقلية إفادة عجيبة؛ إذ استبدلت مشاهدة التحليلات السياسية للأحداث الراهنة التي كانت تظهر على الصفحة الرئيسة في مواقع التواصل الاجتماعي، بتعلم كيفية أخذ استراحة من التفكير في الأمور الخارجة عن سيطرتي، والتي تستهلك وقتي وجهدي.

إذا لاحظتَ أَنَّك تقضي معظم وقتك على وسائل التواصل الاجتماعي، فشارك في تحدي الحد من استخدام وسائل التواصل الاجتماعي؛ من خلال حذف التطبيقات عن الهاتف أو قضاء أسبوع دون وسائل التواصل الاجتماعي، ستلاحظ حتماً تبدُّل شعورك تجاه ما حولك، حدِّد المستويات الصحية لتصفح وسائل التواصل الاجتماعي بالنسبة إليك.

إقرأ أيضاً: كيف تحدُّ من هدر الوقت خلف شاشات الأجهزة الذكية؟

2. المشي لمدة 20 دقيقة يومياً:

كم مرة حاولت قضاء وقت ممتع متجولاً خارج المنزل أو مستكشفاً الطبيعة أو مسترخياً على شرفتك؟ الاحتمالات الأبرز هي أنَّ الجزء الأكبر من الضغط ناجم عن العمل الطويل على جهاز الكمبيوتر، وربما يكون الإرهاق من السعي خلف الأطفال أو المسارعة لوضع وجبة الطعام على الطاولة هي ما يسبب هذا الشعور بالإرهاق المستمر.

إحدى الطرائق السهلة للاهتمام بصحتك العقلية قبل كل شيء هي الخروج من المنزل لمدة 20 دقيقة على الأقل يومياً، وهذا يمكن أن يتضمن نشاطات عدة كنزهة مع أحد الأصدقاء أو وحدك، أو الركض لبضعة أميال، قد لا تكون دائماً 20 دقيقة، ولكن مجرد الخروج لبعض الوقت يساعد بالفعل على تحسين المزاج وتخفيف مستويات التوتر، وتشير الأبحاث التي نشرتها هارفارد للصحة والتعليم (Harvard Health) إلى أنَّ قضاء بعض الوقت في الهواء الطلق والعودة للطبيعة على وجه التحديد، تساعد على تحسين المزاج، كما أنَّ الجلوس في الأماكن الطبيعية يضفي تأثيراً مهدئاً للنفس.

شاهد بالفديو: نصائح للحفاظ على الصحة العقلية والنفسية للفريلانسرز والعاملين عن بعد

3. لقاء مع معالج عبر الإنترنت:

قد ترغب في مقابلة المعالج النفسي تماماً كما ستحتاج إلى رؤية طبيب لصحتك البدنية، العلاج النفسي هو وسيلة رائعة لفهم نفسك والتصالح مع ماضيك بشكل أفضل لمدة طويلة، كما يمكنك تطوير طرائق صحية للتعامل مع التوتر والقلق والمواقف السلبية، فأنا بدأتُ لقاء معالجي النفسي لقاءً دورياً عن طريق تطبيق زووم (Zoom)، وكانت المواعيد مرنة جداً؛ حيث أمكننا الاجتماع مرات عدة أسبوعياً أو شهرياً بمعدل مرتين في الشهر في حال انشغالي، بما أنَّني أجد الوقت الكافي لمشاهدة التلفاز، فلم أجد صعوبةً بتخصيص مكالمة دورية لمدة ساعة مع معالجي النفسي، من خلال تجربتي فقد استفدتُ استفادة كبيرة بفضل وجود الإنترنت، كما أنَّ هناك طرائق أخرى للتحدث إلى المعالجين المرخصين عبر الإنترنت، يمكنك استخدام مواقع مثل توك سبيس (TalkSpace) للدردشة مع المتخصصين المرخصين في مجال الصحة العقلية خلال الأسبوع.

4. تقليل العزلة:

حتى في أشدِّ أوقات العزلة، لا يزال في إمكانك تخفيف الشعور بالوحدة وإضافة المزيد من التفاعل الشخصي تبعاً لنظام حياتك، وذلك يتوقف على راحتك، يمكنك البدء باستثمار وجودك في المنزل لإرسال طلب إلى أصدقائك وعائلتك للدردشة عن طريق مكالمات الفيديو أو الرسائل النصية، كما يمكنك حضور الفعاليات الافتراضية وقضاء أوقات سعيدة، كما يمكنك الانضمام إلى صف لتعلم مهارة ما عبر الإنترنت.

أنا شخصياً، أفضِّل الذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية المحلية للمشي على جهاز المشي وممارسة الرياضة مع ارتداء الكمامة، فعليَّاً لا أُحادِث أحداً في النادي لكنَّ مجرد وجودي حول الآخرين يغيِّر من مزاجي وصحتي العقلية، مرة أخرى أنت تختار ما يناسب نمط حياتك، الأمر متروك لك تماماً.

إقرأ أيضاً: 6 طرق لتعرف أهمية العزلة في حياتك

5. قضاء وقت الفراغ في النشاطات الهادفة:

للاهتمام بصحتك العقلة يمكنك أيضاً جدولة وقتك لممارسة بعض النشاطات التي تعود عليك بالنفع، رأيت مؤخراً اقتباساً يقول: إنَّ جيل الألفية قد دَمَّرَ الهوايات؛ وذلك لأنَّهم يركزون على تحويل كل الهوايات إلى عمل إضافي لكسب المال، أوافق القائل جزئياً؛ وذلك لأنَّني غالباً ما أفكر تفكيراً طبيعياً في استغلال هواياتي ومهاراتي في كسب المزيد من المال، فمن البديهي أن يهتمَّ الناسُ للحصول على المزيد من الدخل؛ حيث تبدو تكاليف المعيشة بازدياد، بينما تبقى الأجور كما هي، ومع ذلك، أعتقد أنَّنا جميعاً نستطيع الاستفادة من وجود هواية لا علاقة لها بكسب المال، ولكنَّها تساهم في الحفاظ وتحسين صحتنا العقلية.

بعض الهوايات التي أحب القيام بها للمتعة فقط كالعزف على الطبول في المرآب الخاص بي، واستخدام كتاب التلوين للكبار، والتعرُّف إلى تاريخ الدول الأجنبية، كما أُحبُّ مشاهدة الأفلام الوثائقية التاريخية التي تُعنى بتاريخ أوروبا في العصور الوسطى، كما أنَّني أقرأ حالياً كتاباً عن إنكلترا في القرن الثاني عشر للميلاد، للمواظبة على الهوايات أضع علامة لتذكيري على التقويم؛ إذ أقوم بتخصيص ليالي الإثنين للتلوين والتجديد في قائمة الطعام الخاصة بي، بدلاً من مشاهدة التلفزيون على الأريكة بكَسَل.

في الختام:

إنَّ إعطاء الأولوية لصحتك العقلية سيتطلب منك ممارسة النشاطات المذكورة ممارسة روتينية يومية، سواء كنت تقوم بتنظيم الوقت للهوايات أم مواعيد العلاج النفسي أم التأمل الصباحي، فخذ وقتاً كافياً لترتيب جدولك الزمني والالتزام بكل الوعود التي قطعتها لنفسك.

إذا لم ترغب في إلغاء اجتماع للعمل، فلا تلغِ نشاطاً من تقويمك؛ وذلك لأنَّ وجود النشاطات ضمن خططك اليومية مهم جداً كي يساهم في تحسين صحتك العقلية، لن يستغرق إنجاز العديد من الأمور المذكورة وقتاً طويلاً، كما أنَّ المردود لصحتك العقلية يستحق العناء.

المصدر




مقالات مرتبطة