5 طرق بسيطة للتوقف عن الإفراط في التفكير وإتقان اتخاذ القرار

إنَّه لمن المُحبط ألا تعرف كيف تصبح مُنتجاً، وفي نفس الوقت يمكن أن يكون السبب سهلاً جداً، فربما أنَّك تبالغ في التفكير في الأشياء، وتشعر بالتوتر والقلق في كل مرة عليك فيها اتخاذ حتى أصغر القرارات، فقرارات الحياة الكبيرة تبدو غير مفهومة، وتهدر وقتك وطاقتك وأنت تعلم أنَّ الحسم سيساعدك على إطلاق العنان لقدراتك.

إنَّنا نواجه في عصرنا الرقمي سيلاً من المعلومات كل يوم، ولا عجب أنَّك تعاني من "شلل التحليل" (Analysis paralysis)؛ إذ تمنعك هذه العادة السيئة من المضي قدماً وتحقيق أهدافك في الحياة.

هل تعتقد أنَّك مجرد شخص مفرط في التفكير ولديك فرصة معدومة للتغلب على مشكلة إنتاجيتك؟ فكِّر في الأمر مرة أخرى، فإذا كنت مستعداً لإتقان حسم القرارات، سنستكشف كيف يمكنك التوقف عن الإفراط في التفكير إلى الأبد، وذلك من خلال:

1. اتخاذ القرارات بطريقة مختلفة:

لماذا تفكِّر في الأشياء؟

أظنُّ أنَّك تخشى اتخاذ القرار الخاطئ، وتخشى أن يُنظر إليك على أنَّك فاشل، أو أنَّه سيتعيَّن عليك البدء من نقطة الصفر بعد أن استثمرت كثيراً من الوقت والجهد في شيء ما، وهذا يمنعك من اتخاذ أي قرار على الإطلاق.

لكن ماذا لو كنت تستطيع تغيير طريقة تفكيرك؟ وماذا لو نظرت إلى اتخاذك للقرار بوصفه جزءاً من رحلة، بدلاً من التركيز على الهدف النهائي؟

ما يعنيه هذا هو أنَّك تتعامل مع قراراتك بفضول وإبداع، بدلاً من التركيز على ما يجب عليك تحقيقه؛ لذا انظر إلى إمكانية الاختيار بوصفها فرصة لاكتشاف أشياء جديدة عنك، واستخدام ذكاءك لإيجاد حلول إبداعية خلال ذلك.

2. وضع الأمور في نصابها:

عندما تعاني من شلل التحليل، سيبدو كل قرار مهما كان صغيراً أنَّه يغيِّر الحياة، وفي حين أنَّ لديك قرارات تحتاج إلى التفكير فيها تفكيراً أكثر شمولاً، فإنَّ معظم القرارات التي تتخذها طوال اليوم صغيرة وغير هامَّة، ولتحديد ما إذا كان القرار هامَّاً أو لا، اطرح الأسئلة الآتية:

1. هل ستؤثر النتيجة في أي شيء في حياتك تأثيراً كبيراً، مثل دخلك، وشريك حياتك، وما إلى ذلك؟
2. كيف ستؤثر نتيجة القرار في حياتك بعد عام من الآن؟
3. ما هو أسوأ شيء يمكن أن يحدث؟

إذا كان للنتيجة تأثير كبير في حياتك حتى بعد عام من الآن، وإذا كان ثمة سيناريوهات سيئة تريد تجنبها، اجلس وفكِّر في القرار، واتصل بصديق، وخطِّط معه، لكن إذا كانت النتيجة غير هامَّة، فلا ينبغي لك قضاء كثير من الوقت في التفكير فيها، ففي النهاية سيسلب هذا الطاقة من القرارات الأكثر أهمية.

للتوقف عن الإفراط في التفكير، اجعل من اتخاذ القرارات الصغيرة التي لا معنى لها أمراً سهلاً قدر الإمكان، فعلى سبيل المثال اختر ما سترتديه من اليوم السابق، وحدِّد ما ستأكله على العشاء كل يوم من أيام الأسبوع مسبقاً.

شاهد بالفديو: نصائح للتخلّص من التردد في اتخاذ القرارات

3. الاعتراف بأنَّ المستقبل سيكون دائماً غامضاً بعض الشيء:

مع أنَّنا نلغي التنبؤ بالمستقبل، فإنَّنا لا نستطيع ذلك، فمهما فعلت سيكون هناك دائماً قليل من عدم اليقين؛ إذ لا يمكنك أن تعرف بالضبط أين ستنتهي، ومعظم الأشياء تعتمد على عوامل مختلفة خارجة عن إرادتك، وحتى إذا بذلت قصارى جهدك للتأكد من أنَّك ستتمتع بالسيطرة الكاملة على مستقبلك، فلن تفعل ذلك، وهذا أمرٌ جيد، ففي النهاية هذا ما يجعل الحياة مثيرة جداً.

لكن في الوقت نفسه من الطبيعي أن تشعر بالقلق، وستبالغ في التفكير في الأشياء في أثناء محاولتك السيطرة على مستقبلك؛ فتوجد أشياء يمكنك القيام بها للتأكد من أنَّك تسير على الأقل في الاتجاه الصحيح.

أولاً، اكتشف ما تريده حقاً، وإذا كان في إمكانك اختيار حياتك المثالية، كيف سيبدو الأمر؟

ثانياً، حدِّد أين تريد أن ينتهي بك المطاف، وإذا كان في إمكانك الاختيار، أين ستكون بعد 5 سنوات من الآن؟ أو 10 سنوات؟ وما الذي تريد أن تنظر إليه وتفخر به عندما تكبر؟

4. اللطف:

من المحتمل أن يكون لديك شخص مثالي يعيش بداخلك، وهذا الساعي إلى الكمال يمنعك من اتخاذ القرارات، فأنت تمتنع عن المضي قدماً، لأنَّ ذلك الذي ينشد الكمال في داخلك ينتقد في النهاية كل ما تفعله.

لكي تتغلَّب على سعيك الداخلي إلى الكمال، ضع حدَّاً زمنياً واضحاً لقرارك، فبدلاً من إطالة أمد القرار - وفي النهاية، الفشل في اتخاذ قرار يخصك - عِد نفسك باتخاذ القرار عندما يحين الوقت، وتذكَّر أنَّ "العمل أفضل من الكمال".

5. الثقة بالنفس:

أنت تُفرط في التفكير في الأشياء لأنَّك تشعر بانعدام الأمان، وهذا لا يعني بالضرورة أنَّك لست واثقاً من شخصيتك، بل يعني فقط أنَّك غير واثق من قرار معيَّن.

على سبيل المثال، لستَ متأكداً ممَّا إذا كنت مؤهلاً للقيام بمهمة معيَّنة، ولهذا لا يمكنك تحديد ما إذا كان عليك القيام بها أم لا، أو قد تشك في قدرتك على اتخاذ قرار إذا كنت تفتقر إلى الخبرة ذات الصلة.

فيجب أن تبدأ أولاً بزيادة الثقة بنفسك، فثق أنَّه في إمكانك تحقيق ما تريد القيام به، وأنَّك قادر على اتخاذ القرار الصحيح، وفي النهاية سيصبح اتخاذ القرارات أسهل وأسهل.

في الختام، توقف عن الإفراط في التفكير:

الإفراط في التفكير يدمِّر إنتاجيتك، وأنت تعرف أنَّ هذا أمرٌ صحيح، لكنَّ الحديث عن التغلب على شلل التحليل أسهل من تطبيقه على أرض الواقع.

تخيل أنَّ لديك القدرة على اتخاذ القرارات دون قلق أو توتر، سيكون بالتأكيد شعوراً رائعاً، وهذا هو السبب في أنَّه من الضروري أن تبدأ في تنفيذ النصائح التي تعلمتها هنا للتوقف عن التفكير الزائد وإتقان قدرتك على الحسم، ففي النهاية هذا هو المفتاح لإطلاق العنان لإنتاجيتك.

المصدر