5 طرق أساسية لتقوية الإرادة

اكتساب قوة الإرادة ليس أمراً هيناً على الإنسان؛ إذ يندفع بعضهم قبل بداية فصل الصيف لممارسة التمرينات الرياضية لاستعادة رشاقتهم، ولكنَّهم سرعان ما يفقدون هذا الدافع مع بداية الشتاء عندما يستطيعون إخفاء الوزن الزائد تحت الملابس الشتوية السميكة، غافلين أهمية مواصلة العمل على تحسين نمط حياتهم خلال فصل الشتاء؛ إذ يحتاج الإنسان إلى شعور الرضى عن جسده ونمط حياته طوال السنة، وليس في فصل الصيف وحسب.



فيما يأتي 5 طرائق أساسية لتقوية الإرادة:

1. استخدام تطبيقات التذكير:

تختلف الالتزامات والواجبات من يوم إلى آخر، ولكنَّ الأهداف النهائية يجب أن تبقى ثابتة حتى تتحقق، وتكمن المشكلة في أنَّ الأهداف والمشاريع تُنسَى في زحمة الحياة اليومية والانشغالات والاجتماعات والواجبات، وثمة طرائق وأساليب بسيطة لتذكُّر الأولويات والأهداف الهامة، والأشياء التي ترغب في فعلها وإنجازها في قرارة نفسك، فقد تجدِّد قوة إرادتك وقدراتك العقلية في الأوقات الصعبة من خلال استخدام تطبيقات التذكير، وبهذه الطريقة أنت تعرف أنَّك ستتذكر الأشياء الهامة بالنسبة إليك عند الحاجة.

تساعدك الأدوات التكنولوجية على تذكُّر الأهداف ذات الأولوية العالية بالنسبة إليك، ومن أمثلتها تطبيقات "تاسكر" (Tasker) على الأجهزة التي تعمل بنظام التشغيل "أندرويد" (Android)، و"ريمايندرز" (Reminders) على أجهزة "آيفون" (iPhone)، و"ثينغس" (Things) على أجهزة "ماك" (Mac)، وفيما يأتي بعض الطرائق لاستخدام هذه الأدوات في تذكُّر الأشياء الهامة:

  • تؤدي يوميات الامتنان دوراً بارزاً في تذكيرك بالنعم الموجودة في حياتك، فاستخدم أحد تطبيقات الهاتف المحمول لتذكيرك بتدوين يوميات الامتنان، ولا سيما إذا كنت تنساها بسبب انشغالاتك.
  • شرب الماء ضروري لتحسين الصحة والشعور بالحيوية، فاستفد من تطبيقات الهاتف المحمول لتذكيرك بشربه.
  • يواجه بعض الأشخاص صعوبة بالغة في التوجه إلى النادي الرياضي بعد العمل، فإذا كنت تفتقر إلى الطاقة اللازمة للذهاب، فاستخدم أحد تطبيقات الهاتف المحمول لتذكيرك بالاستماع لخطابات محفِّزة وماتعة في طريقك إلى النادي.
  • كثيراً ما يضع الفرد التواصل مع الأصدقاء القدامى آخر أولوياته، على الرغم من أنَّه يبتهج للغاية عندما يلتقي بهم ويستعلم عن أخبارهم وأحوالهم؛ ولهذا السبب، استخدم أحد تطبيقات الهاتف لتذكيرك بالأصدقاء الذين لم تتواصل معهم منذ فترة.

شاهد بالفيديو: 5 أسئلة تساعدُكَ على تحديد الأولويات

2. إدراج النشاطات ضمن جدول أعمالك:

يتذرَّع بعض الأشخاص بضغوطات العمل وعدم وجود وقت كافٍ للقيام بنشاطات معينة لا تُعَدُّ ضمن أولوياتهم، ولا تحتاج مثل هذه النشاطات إلى كثير من الوقت في غالب الأحيان، ويجب أن تُعِدَّها من الأولويات من الآن فصاعداً.

اعتدتُ أن أراجع جدول أعمالي وأعيد تقييمه كلما شعرت بالإرهاق والضغط وضيق الوقت؛ إذ تتأثر قوة الإرادة بمستويات الطاقة والحيوية، وهذا يعني أنَّ الشعور بالتعب يستنزف قوة الإرادة، وقد ذكرت آنفاً أنَّني أراجع جدول أعمالي، وأحرص على تحديد أوقات ثابتة للقيام بالنشاطات التي أحبها، وفيما يأتي بعض الطرائق التي أستخدمها في هذا الصدد:

  • اعتدت أن أمارس التمرينات الرياضية في الصباح قبل تناول طعام الفطور؛ ولهذا السبب، أحرص على عدم إجراء اجتماعات في هذا الوقت من الصباح، وتساعدني هذه الطريقة على التزام ممارسة التمرينات الرياضية والشعور بالرضى جراء ذلك، وعندها لن أقلق أو أشعر بالتقصير.
  • أشعر بالراحة والبهجة عندما أجتمع بأصدقائي؛ ولهذا السبب، أحرص على تحديد موعد ضمن جدول أعمالي لمقابلة أصدقائي المقربين وأفراد عائلتي لتناول طعام الغداء، أو احتساء القهوة بصورة منتظمة.
  • كنت أعجز عن إيجاد وقت للمطالعة عندما تكثر انشغالاتي، ولكنَّه نشاط هام للغاية بالنسبة إليَّ؛ ولهذا السبب، عيَّنتُ موعداً ثابتاً للمطالعة ضمن جدول أعمالي للقراءة بانتظام.
إقرأ أيضاً: 6 طرق فعّالة للتخلّص من ضغوطات الحياة اليومية

3. الرهان على تحقيق النجاح:

تُستَخدَم الرهانات في مجال التنمية الذاتية لتحفيز الأفراد وزيادة قوة إرادتهم، فالإنسان بطبيعته لا يحب أن يخسر المال، وفيما يأتي بعض الأمثلة عن ذلك:

  • لن يغيب الفرد عن النادي الرياضي عندما يستخدم تطبيق "جيم باكت" (GymPact) مثلاً؛ إذ يضطر الفرد لدفع مبلغ مالي عندما يغيب عن النادي الرياضي، ويحصل بالمقابل على مكافأة مالية عند الالتزام وفق التطبيق.
  • راهنت زوجي على قراءة 20 صفحة كل يوم، والخاسر يدفع مبلغاً معيناً؛ لأنَّه كان عاجزاً عن إيجاد وقت للمطالعة.
  • كنت أرى التنظيف والواجبات المنزلية مملة للغاية حتى اكتشفت تطبيق "كور وورز" (Chore Wars)؛ إذ يحفز التطبيق العائلات وزملاء السكن على التنظيف من خلال التنافس مع بعضهم، بحيث تصبح العملية جمع نقاط ومكافآت، وهذا يعني أنَّها تصبح ماتعة للغاية.
إقرأ أيضاً: أسرار تحقيق النجاح في الحياة

4. التخلص من مصادر التشتيت:

لا يسعني أن أصف مدى صعوبة الابتعاد عن مواقع التواصل الاجتماعي، وتبرز هذه المشكلة بروزاً خاصاً في أثناء العمل على مهمة شاقة، وهي شائعة بين الناس أكثر مما يحسبون؛ إذ يصبح تصفح هذه المواقع عادة سيئة يلجأ إليها الفرد كلما واجه صعوبة في التفكير خلال العمل، كي يصرف عقله عن المشكلة، ويتخلص من شعور الألم، لكن ثمَّة أدوات تجبر الفرد على اكتساب عادات جديدة عندما لا يتمتع بقوة الإرادة الكافية، ومنها:

  • تحجب أداة "فريدوم" (Freedom) الإنترنت تماماً عن الجهاز لمدة يحددها المستخدم، وهي خاصة بأجهزة "ماك"، وحالما تُفعَّل هذه الأداة، لا يتصل المستخدم بالإنترنت حتى تنتهي المهلة المحددة، وعندها سيضطر للعمل.
  • تتيح أداة "سيلف كونترول" (SelfControl) للمستخدم إمكانية حجب مواقع معينة خلال الاتصال بالإنترنت؛ وهكذا اعتدت على تفعيل هذه الأداة، وحجب مواقع التواصل الاجتماعي عند الحاجة إلى استخدام الإنترنت في أثناء العمل، وقد ساعدتني هذه الطريقة على زيادة إنتاجيتي.
إقرأ أيضاً: زيادة الإنتاجية: الدليل الكامل لإحداث طفرة في حياتك

5. توضيح الهدف من النشاط:

علَّمتني تجربتي أنَّ تأمين قوة الإرادة اللازمة لتحقيق الأهداف وإجراء تغييرات دائمة في الحياة يتطلب توضيح الهدف من السعي والعمل، وقد تسنَّى لي أن أحقق إنجازات بارزة في حياتي عندما وضعت نصب عينيَّ هدفاً واضحاً وكرَّست وقتي وجهدي للعمل عليه، بحيث أصبح الفشل مستحيلاً، ومن الأمثلة عن ذلك:

  • إنَّ رغبتي في المحافظة على صحتي من أجل أطفالي المستقبليين تدفعني إلى التزام ممارسة التمرينات الرياضية، وهو دافع أقوى من رغبتي في خسارة الوزن وارتداء الملابس التي أحبها.
  • إنَّ رغبتي في تسليم فريقي مهام ومشاريع جديدة تدفعني إلى العمل على تنمية نشاطي التجاري، وهو دافع أقوى من جني المال بالنسبة إليَّ.
  • أزور والديَّ بصورة منتظمة؛ لأنِّني ممتنة لكل ما قدماه وفعلاه لأجلي، وهو هدف أسمى وأقوى من زيارتهما؛ لأنَّه واجب مفروض عليَّ.



مقالات مرتبطة