5 أسرار للتجدد الطبيعي للجسم

يعدُّ التجديد الطبيعي للخلايا في الجسم مفهوماً جذاباً لدرجة أنَّ المسوقين والمعلنين عن كريمات البشرة والفيتامينات والوجبات الغذائية وأجهزة التمرينات الرياضية وما شابهها، يعتمدون عليه كأداة تسويقية فعَّالة؛ ولكن في الحقيقة، يعتمد وجودك على كل خلية تتجدَّد في جسمك بدقة تامة.



لا تكاد تكون الخلايا الموجودة في جسمك اليوم هي نفسها التي كانت موجودة عندما وُلِدت؛ كما قد لا تكون بعض خلاياك هي نفسها خلاياك التي كانت قبل أسابيع مضت، حيث تُجدِّد أنواع معينة من الخلايا نفسها بسرعةٍ كبيرةٍ في غضون فترةٍ قصيرة، كخلايا الجلد وبطانة المعدة وكريات الدم الحمراء.

تشير هذه الحقائق الطبية المعروفة إلى سرٍّ خفيٍّ، وهو أنَّ التجديد الجسدي ليس هو الأساس؛ فمثلاً: تخيل منزلاً يتطاير منه الطوب من الداخل والخارج، ومع ذلك يبقى المبنى قائماً على الدوام، ويظل هيكله سليماً حتى مع تغير الأشياء المادية باستمرار.

ينطبق الأمر نفسه على جسمك، إذ يبقى هيكل جسمك سليماً بفضل الذكاء غير المرئي الموجود في كل خلية.

لا يكمن مصدر هذا الذكاء في الحمض النووي، فالحمض النووي مجرد جزءٍ آخر من الصورة المادية؛ بل يكمن السر في كيفية استخدام جسمك لذكائه؛ وكذلك أنت، إذ يمكنك تجديد نفسك عن طريق استخدام المبادئ نفسها التي تحافظ بها الخلايا على جسمك في حالةٍ طبيعيةٍ من التجديد.

إليك هذه المبادئ:

  1. تعيش الخلايا في الوقت الحاضر.
  2. تتعاون الخلايا مع بعضها بعضاً.
  3. تدرك الخلايا أنَّ الكل أكبر من الجزء، وتعيش من أجل الكل.
  4. لا تخاف الخلايا من الموت.
  5. تقبل الخلايا الحياة كعملية لا تنتهي أبداً، ولا تقاوم التدفق.

تأتي هذه المبادئ من المصدر نفسه، والذي هو الوعي الصافي الذي يحكم كل شيءٍ في الطبيعة؛ وعندما تمارس التأمل، تقترب من هذا المصدر، ممَّا يعزز تدفق الذكاء دون القيام بأيِّ شيءٍ آخر.

يمكنك التعاون مع الذكاء الإبداعي لجسمك من خلال اتباع المبادئ الخمسة الآتية:

1. العيش في الحاضر:

تُعدُّ هذه النصيحة شائعةً للغاية، ولكن يجب تنفيذها؛ فلا خيار أمام الخلايا سوى العيش في الحاضر، والذي يعدُّ أمراً فطرياً بالنسبة إليها؛ وينبغي أن يكون الأمر كذلك بالنسبة إليك ما لم يُشتِّتك عقلك ويخرجك من الحاضر.

تُعدُّ أبسط طريقة لعيش لحظات الحاضر هي ملاحظة ذلك عندما تتشتت، فعلى سبيل المثال: عندما تشعر بالتشتت أو التوتر أو الغضب أو القلق أو الملل، خذ نفساً عميقاً، وركِّز على نفسك حتى تشعر بالهدوء والتركيز؛ حيث تركِّز هكذا على اللحظة الحالية دون إجهاد أو إرهاق.

إقرأ أيضاً: عيش اللحظة: حاجة ملحة في ظل انعدام الطمأنينة

2. التعاون مع الآخرين:

تكمن قيمة التعاون في حصولك على دعم الآخرين بينما تدعمهم بدورك، وقد أظهرت الأبحاث أنَّ الحصول على الدعم -سواء من شخص أم مجموعة أشخاص- قد يطيل العمر، كما ترتبط السعادة بالتواصل والتعاون كل يوم مع شخص تحبه وتقدِّره؛ لذا انظر إلى التعاون على أنَّه ترابط؛ فعندما تترابط، تنشَأ علاقة صحية تفيد كلا الطرفين.

3. إدراك أنَّك جزء من كل:

لا يمكنك جعل نفسك كاملاً لأنَّك كامل بالفعل؛ فأنت مندمج في مجرى الحياة، ويعني هذا أنَّك جزء من الحياة الهائلة والكاملة، ويشملك كل ما يحدث في الوعي الجمعي.

لذلك، من الهام أن نتعرَّف على وعي أعلى، حتى ندرك أنَّ هناك مجالاً من الاحتمالات غير المحدودة التي نستمد منها الحياة والحب والخيال والإبداع، والتقدُّم الشخصي؛ وعندما تدرك ذلك، يمكنك التجدد باستمرار؛ إذ يقدِّم لك مجال الاحتمالات اللانهائية شيئاً جديداً كلَّ يومٍ في حال كنت منفتحاً ومتنبهاً وعلى استعدادٍ لتلقِّي ما يُقدِّمه لك.

4. فهم فكرة الخلود:

إنَّ الخوف من الموت فكرة صنعها الإنسان، وينبع هذا الخوف من الأنا، والتي تحرص على إبقاء الذات سليمة؛ ولكن توجد حقيقة لا يمكن إنكارها، وهي أنَّ الجسد المادي سيموت يوماً ما، ويجعل هذا بحث الأنا عن الخلود قائماً على الخوف؛ ولكن عندما تتوقف عن الانجراف وراء الأنا المحدودة والمعزولة، يتلاشى الخوف من الموت.

إقرأ أيضاً: ما هو الإيجو؟ وما هو الفرق بينه وبين الأنا الحقيقية؟ وكيف نتخلص منه؟

5. التدفُّق:

يعدُّ هذا المصطلح شائعاً أيضاً، ويمكن تحويله إلى واقعٍ من خلال القيام ببعض الخطوات البسيطة، مثل:

  • لا تقاوم.
  • فكِّر قبل أن ترفض ما يحدث.
  • شاهد وقدِّر ما يدور حولك.

تُعدُّ المقاومة نقيض التدفق، والتي تكمن في الحاجة إلى الدفاع عن نفسك؛ إلَّا أنَّ ردَّة فعل العقل للدفاع عن النفس تكاد تكون بلا معنى وغير ضرورية؛ فاعرف هذا، ومارس عادة رؤية ما سيحدث دون إبداء المقاومة والغضب والخوف وردود الفعل البالية.

عندما تتبنَّى هذه المبادئ الخمسة، تدرك أنَّ بإمكانك التجدُّد بصورة طبيعية دون عناء، وكل ما عليك فعله هو جعل عملية التجديد جزءاً من نظرتك إلى الحياة، ومعرفة أنَّ العقل والجسد يعبِّران عن الوعي.

أنت المسؤول عن كيفية وجودك في الحياة، فانظر إلى ذلك على أنَّه دورك الرئيس، ومن ثمَّ سيصبح التجديد الطبيعي أمراً سهلاً للغاية.

 

المصدر




مقالات مرتبطة