5 أسباب تجعل الانطوائيين قادة جيدين

بصفتي انطوائياً؛ غالباً ما يخبرني أفراد عائلتي وأصدقائي أنَّهم فُوجئوا بقدرتي على توصيل أفكاري شفهياً وكتابياً، وغالباً ما يُساهم مَيلي إلى الإصغاء بدلاً من الكلام في جعل الناس يقللون من شأن قدراتي؛ فهم يفترضون أنَّه ليس لديَّ أي أفكار أشاركها مع الآخرين، ودائماً ما يندهش أي شخص أخبره بمدى فاعليتي كقائد، وبأنَّني أعمل كمدرِّس في إحدى الجامعات الكبرى.



ملاحظة: هذه المقالة مأخوذة عن المدون ورائد الأعمال نيكولاس جاريسا  (Nicholas Garcia) والتي يحدثنا فيها عن تجربته في القيادة كشخص انطوائي.

يوجد الكثير من العلامات التي تشير إلى أنَّ الانطوائيين يمكن أن يكونوا قادة جيدين؛ لذا سأورد فيما يأتي بعض الأسباب التي قد تجعل من الأشخاص الانطوائيين قادةً على قدر المسؤولية:

1. هم مستمعون جيدون مقارنة بالأشخاص الاجتماعيين:

لا أستطيع إخبارك بعدد المرات التي اضطررت فيها للجلوس في ندوة أو اجتماع وأنا أستمع إلى أشخاص يغلب حديثهم على جميع الحاضرين؛ حيث يؤدي الجلوس وتقييم جميع المعلومات بطريقة تأملية إلى نتائج أفضل من قول كل شيء يتبادر إلى الذهن. 

يبرع الأشخاص الانطوائيين في تجميع كل ما قيل في اجتماع أو محادثة بين عدة أشخاص، وفي صياغة كل ذلك في فكرة مميزة لم يكن لدى الآخرين الوقت الكافي للتفكير فيها؛ لذا في المرة القادمة التي ترى فيها شخصاً يجلس بصمت على الطاولة مع تعبير صارم على وجهه، ضع في حسبانك أنَّه يجمع الكلام ويصوغه كفكرة هامة، وهذا هو السبب الذي يجعل الانطوائيين يقدِّرون القادة أو الأساتذة؛ حيث إنَّهم يتوقفون عن الكلام ويسألون عما إذا كان أي شخص لم يتحدث بعد يرغب في مشاركة فكرة؛ ذلك لأنَّهم لا يحبون مقاطعة محادثة جارية.

شاهد بالفيديو: 7 أسرار للإصغاء الفعال

2. يعطون المزيد من الحرية في التحدث:

ربما يتمتع الأشخاص الاجتماعيين بحسن نية، لكنَّ حماسهم يطغى على زملائهم في العمل؛ وإذا كانوا هم من يديرون المهام، تصبح هذه السمة مشكلة حقيقية.

لا يعني هذا أنَّهم قادة سيئون، ولكنَّ القائد الانطوائي يبحث عن أفكار من كل عضو في فريقه، وغالباً ما يفكر في احتياجاتهم بدلاً من احتياجاته ويدمج أفكاره مع أفكار الفريق، في حين أنَّ الاجتماعيين يشرعون في تجاوز أفكار الفريق واستبدالها بأفكارهم التي يرونها مثالية؛ لذا يمكن أن تكون كلتا الطريقتين فعالتين، ولكن لا شك أنَّ طريقة الانطوائيين أفضل.

3. يقضون بعض الوقت وحدهم:

أنا من أشد المعجبين بالمسلسل التلفزيوني "كوابيس المطبخ" (Kitchen Nightmares)، حيث إنَّ أحد الأسباب الرئيسة لفشل المطاعم في هذا العرض هو أنَّ المالكين لا يرغبون في تفويض المهام تفويضاً صحيحاً، بل يُفضلون التواجد في كل مكان في وقت واحد.

وعلى الرغم من أنَّ الأشخاص الاجتماعيين لا يتبعون هذه الطريقة في القيادة بمجملهم، إلا أنَّهم في الحقيقة يكتسبون الطاقة من خلال التواصل الاجتماعي والإشراف المباشر، وذلك على عكس القادة الانطوائيين الذين يخصصون وقتاً للراحة واستعادة الطاقة للعمل من جديد، وهذا يعني أنَّ الأشخاص الذين يعملون مع قائد انطوائي سيكون لديهم المزيد من الفرص للقيام بعملهم باستقلالية، وبالتالي بطريقة أكثر إبداعاً.

4. هم أكثر واقعية:

في حين أنَّ الأشخاص الانطوائيين لا يبحثون عن الأشخاص بالطريقة التي يبحث بها الأشخاص الاجتماعيون، إلا أنَّهم يتوقون إلى التفاعل الاجتماعي بالتأكيد.

يكمن الفرق في أنَّهم عندما يقررون التحدث مع شخص ما، فعادةً ما يكون ذلك لأنَّهم يريدون إقامة نوع من التواصل مع هذا الشخص، لذلك غالباً ما تكون التفاعلات مع الانطوائيين أكثر أهمية، حيث إنَّهم يبذلون جهداً للبحث عن أصدقاء؛ بمعنى آخر هم يُشعرون الشخص بالاهتمام به وبأدق التفاصيل التي تخصه، وهذا هو السبب في أنَّ معظم الانطوائيين يفضلون وجود عدد قليل من أفضل الأصدقاء بدلاً من الكثير المعارف.

إقرأ أيضاً: 5 اختلافات بين القادة الذين يستخدمون العقل وبين القادة المخبولين

5. هم صناع القرار أفضل:

كان العديد من القادة التاريخيين - مثل أبراهام لنكولن (Abraham Lincoln) - رائعين فيما فعلوه؛ ذلك لأنَّهم استخدموا وقتهم للنظر في التفاصيل الدقيقة لكل قرار اتخذوه، فعلى سبيل المثال، غالباً ما كان أبراهام لنكولن يكتب أفكاره على الورق، ويقضي أياماً يفكر بما يجب عليه القيام به.

على الرغم من أنَّنا لا نستطيع مقارنة جميع الانطوائيين بالرئيس السادس عشر، إلا أنَّهم يشتركون عموماً في هذه السمة المتمثلة في الميل إلى التفكير في القرارات الهامة خلال الأوقات التي يقضونها بمفردهم، وعلى الرغم من أنَّ الأشخاص الاجتماعين يأخذون الوقت الكافي للتفكير في الأمور أيضاً، إلا أنَّهم لا يفضلون فكرة قضاء ساعات في صمت وعزلة مثل الشخص الانطوائي.

خلال فترات الانعزال هذه بعيداً عن المجتمع، يُطوِّر الانطوائيون مهارات هامة في التفكير النقدي، ويعالجون جميع المعلومات التي أخذوها على مدار اليوم.

وفي حين أنَّ هنالك بالتأكيد إيجابيات ومزايا لكونك شخصاً اجتماعياً، لكن من الواضح أنَّ قدرة الشخص الانطوائي على قيادة الآخرين ومعالجة المعلومات بصمت وأخذ استراحة من التفاعل الاجتماعي لها فوائدها أيضاً.

 

المصدر




مقالات مرتبطة