4 نصائح لعيش حياة بسيطة وهادئة

يحلم معظم الناس بحياة أسهل، لكن قد تنقصهم الشجاعة للإفصاح عن الحاجة إليها؛ ومن ثَمَّ يجب علينا البحث عن سبل تحقيق ذلك، لتعمَّ الفائدة على الجميع، وقد يختلف الأمر بالنسبة إلى كل شخص؛ إذ يجد بعضهم أنَّ الحياة أجمل بالابتعاد قليلاً عن الأمور المادية، على عكس آخرين يجدون راحتهم في تقليل نفقاتهم وكنز الأموال، وغيرهم يقوم بتغيير بعض الأنشطة أو التخلص من بعض العلاقات في حياتهم.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن المدوِّن بروكس كونكل (Brooks Conkle)، يُحدِّثنا فيه عن 4 نصائح لتحيا حياة هادئة.

لكنَّ الإنسان يحبُّ الروتين، ويحب الثبات في أعماله لما يقدم له ذلك من راحة، ويفضل الابتعاد عن التغيير المزعج؛ إذ ترسل رياح التجديد حلمه بحياة بسيطة إلى أماكن صعبة الوصول، لكن إن قطع هذا المشوار الطويل، وتحمَّل ظروفه الصعبة، سوف يجد في نهايته الحرية التي طالما سعى إليها.

حظيت بتجربتي الأولى في هذا الخصوص في عام 2006؛ إذ قضيت 18 شهراً في نيوزيلندا، ولم اصطحب معي سوى حقيبة سفر واحدة وأخرى كبيرة حملتها على ظهري.

أتذكر أنَّني عدت إلى المنزل، وتعجبت في نفسي من كل الأغراض التي كانت بحوزتي، فبدأت برميها وبيعها؛ لكن استغرق الأمر مني أكثر من عام دون استخدامها لأدرك أنَّني لم أكن بحاجة إليها.

لذا دعونا نناقش بعض النصائح التي ستسمح لك بالتحرر والتصرف ببساطة:

1. استمتع بالتخلص من الأشياء غير المستخدمة:

أعلم أنَّ هذا الأمر صعب على معظم الناس، لكن قد تجد نفسك في موقف يفرض ذلك، فإحدى قواعد منزلنا هي التخلص من الأغراض التي لم تستخدم خلال عام، فإذا لم نستخدمه في الاثني عشر شهر الماضية، فسيُرمى في سلة المهملات أو سيُباع أو يُتبرع به، ولم أندم أبداً على أيِّ غرض تخلصت منه.

يصعب عليَّ تخيُّل هذا عندما يتعلق الأمر بالملابس؛ لذلك أحاول التفكير في الأمر بطريقة أخرى، فأبدأ من بداية العام بإدارة جميع علَّاقات ثيابي في الاتجاه المعاكس، وهذا بعد ارتداء القطعة، وهكذا سوف أميِّز كل القطع التي أرتديها في نهاية السنة، وعندها أرميها أو أبيعها أو أتبرع بها.

لقد ساعدني اكتشاف آخر على تقبُّل فكرة التخلي عن أشيائي غير المستخدمة، فدعنا نقل لديَّ أريكة لشخصين، وبعد عامين من شرائها كبر ابننا، واحتجنا إلى أريكة كبيرة ليجلس عليها الجميع.

لقد اشتريت ذلك المقعد المزدوج بـ ٧٥٠ دولاراً، ولم يدفعوا لي سوى ٥٠٠ دولار له فقط في سوق السلع المستخدمة المحلي، ومن المؤكد أنَّ لا أحد يريد خسارة ٢٥٠ دولار؛ لذلك لا يحبذون الفكرة ويستصعبونها؛ لكنَّني بدأت أنظر إلى الأمر من وجهة نظر مختلفة.

سأعدُّ أنَّني أدفع ١٢٥ دولاراً سنوياً ضريبة إحضار تلك الأريكة، أو يمكنني القول إنَّني استأجرتها مقابل ١٢٥ دولاراً في السنة.

أشعر بعد تفكيري هذا بأنَّني أستطيع أن آخذ الـ ٥٠٠ دولار تلك وأشتري حاجيات عائلتي من الأثاث، وسوف نكون أكثر سعادة بعد جلوسنا بالقرب من بعضنا؛ إذ ستكون قطعة الأثاث إضافةً رائعةً إلى منزلنا وستمدُّنا بشعور إيجابي.

لكن قد يتغير الحال فيما بعد لتكسب المال بدلاً من خسارته؛ ففي الآونة الأخيرة، بعت كرسي الجلد العتيق المفضَّل لدي مقابل ١٠٠ دولار، وقد اشتريته قبل سنة بـ ٣٠ دولار.

لقد كنت سعيداً بإخبار زوجتي أنَّني قد تلقيت نحو ٦ دولارات شهرياً فقط لجلوسي على هذا الكرسي، لم يكن رد فعلها بالحماسة المتوقعة؛ لكنَّني أردت القول إنَّ هذا ممكن الحدوث أيضاً.

إذا كنتَ مشترياً بارعاً، فيمكنك الاستفادة من تقلبات السوق هذه، لكن كفانا حديثاً عن المال، ودعنا ننتقل إلى موضوع الوقت.

شاهد بالفيديو: 7 نصائح بسيطة لديكور منزل أنيق ومرتب

2. نظِّم وقتك جيداً:

إدارة الوقت هي إحدى المجالات التي يمكن تحسينها دائماً؛ فإذا كنت لا تدير وقتك الخاص، سيقوم أشخاص وأمور أخرى باستغلال كل ثانية منه، وإنَّ أهمَّ ما قد يحصل، هو ارتفاع معدل توترك إذا قضيت وقتك في فعل أمر لا يتوافق مع غايتك.

لن تقترب من فوائد الحياة البسيطة إلا عندما تمضي وقتك مع الأشخاص وتفعل الأمور التي تعنيك حقاً، ولا تنسَ أنَّ هذا لا يعني بالضرورة تخصيص وقت لكل شيء؛ لكن قد يتضمن استبعاد بعض الأمور من حياتك.

إقرأ أيضاً: 10 طرق لتحسين مهارات إدارة الوقت لديك

3. قلِّل المشتِّتات:

يُعرِّف موقع ويكيبيديا المشتتات على أنَّها شيء يمنع الشخص من التركيز على شيء آخر، وهذا تعريف بسيط له، وقد تبعدك أمور هامة عن عملك الأساسي الأهم؛ فيمكن أن يصبح أيُّ تصرف ذو فائدة - مثل قراءة المدونات الشخصية - ضاراً إن لم يُختر موقعه جيداً بين الأولويات.

كثيراً ما يُطلَب وجودنا الدائم عند العمل في مجال العقارات مثلاً؛ إذ ستضطر لتلقي اتصال ورسالة وبريد إلكتروني في غضون ٣ دقائق فقط؛ لكنَّني تدربت على ألا أتعامل مع أيِّ حدث بوصفه حالة طارئة، فإمكانية الوصول إليك في أي وقت، لا تعني أنَّك يجب أن تكون متاحاً دائماً؛ إذ أتجاهل ٩٥٪ من المكالمات التي أتلقاها؛ لأنَّني إن كنت في منتصف مشروع ما - مثل كتابة هذا المقال - سيكون التوقف لتلقي مكالمة هاتفية تشتيتاً.

الجميع يعتقد الآن أنَّنا متاحون للتكلم أكثر من أي وقت مضى، وعلينا التفكير بما علينا القيام به تجاه ذلك.

4. اتَّبع روتيناً جديداً:

لن تجد ممارسة نشاطات جديدة أو التوقف عن القيام بأنشطة اعتدت القيام بها أمراً سهلاً على الإطلاق، لكن لا بدَّ من إيجاد عادات جديدة، وبالطبع ستحتاج إلى كثير من الوقت والمثابرة.

لنفترض أنَّك تريد تقديم موعد استيقاظك اليومي ٣٠ دقيقة عن المعتاد؛ وذلك لتنعم بهدوء بينما تخطط وتجدول أعمالك اليومية؛ لكنَّك لا تحبِّذ الاستيقاظ مبكراً، فتجد في ذلك تحدِّياً كبيراً لك.

لكن لا داعي للذعر، فربما ستغفو قليلاً بعد استيقاظك (حاول تجنب ذلك بنقل هاتفك إلى أبعد مكان في غرفتك عن السرير)، وبعد معاناة كبيرة، سوف تحقق النجاح في يومك الرابع على الأرجح، وبحلول اليوم الرابع عشر، ستجد أنَّك تمكنت من المواظبة على هذه العادة الجديدة؛ لكنَّها ما تزال تكلفك عناء الاستيقاظ باكراً، وعلى الرَّغم من ذلك تستمر في القيام بها.

ربَّما لأنَّك تعلقت بالسحر المصاحب لاحتساء فنجان القهوة الصباحية في منزلٍ يخيم عليه الهدوء والسلام، كما أنَّ مراقبة أشعة الشمس وهي تتسلل من نوافذ منزلك تعدُّ غذاءً للروح؛ وذلك قبل أن يتبدد مع استيقاظ كامل المنزل.

ستستيقظ كل يوم منتظراً إشراقة جديدة بعد تعلقك بالصباح، وبحلول اليوم الثلاثين سوف يكون ذلك جزءاً من روتينك، تهانينا، لقد بدأت للتو بممارسة عادة جديدة رائعة.

إقرأ أيضاً: كيف تبني روتيناً ناجحاً

في الختام:

لقد قدمت بعض النصائح المثبتة لتساعدك على الحصول على حياة أهدأ وأبسط، لا تقرأ هذا المقال لمجرد القراءة، ثم تضعه جانباً وتنسى فحواه؛ بل اكتب ثلاثة أشياء يمكنك البدء بها هذا الأسبوع.




مقالات مرتبطة