4 مجالات يمكن للمؤسسات استخدامها لتعزيز الاحتفاظ بالموظفين

قد يتعب المديرون وهم يبحثون عن طرائق - مثل الجوائز والمكافآت - للحفاظ على سعادة الموظفين ليُثنوهم عن الانتقال إلى شركة أخرى، ولكنَّ الحل ليس في الامتيازات، أو النقود، أو حتى في غرفة استراحة جديدة فاخرة فيها آلة لإعداد القهوة؛ فلن تُلهِم القهوة والوجبات السريعة الموظفين البقاءَ في عملهم؛ وهذا ما يؤكِّده استطلاع أجرته مجموعة "بامبو أتش آر" (BambooHR) للموارد البشرية؛ إذ اختار أقل من 1% من الأشخاص الذين استُطلِعَت آراؤهم الطعام المجاني والمزايا الإضافية بوصفها أشياء كانت ستساعدهم على البقاء في وظيفة استقالوا منها بعد عملهم فيها لمدة ستة أشهر فقط.



لِمَ يمكن للتظليل الوظيفي إحداث فَرق؟

إنَّ التظليل الوظيفي "Job shadowing"؛ ويعني أن يُلازِم الموظف المبتدئ موظَّفاً متمرِّساً ليتعلَّم منه، هو العامل الوحيد الذي يمكنه إحداث فَرق كبير جداً في تعزيز الاحتفاظ بالموظفين، ومع تجاهله والتغاضي عنه على نطاق واسع، يحثُّ التظليل الوظيفي على الاحتفاظ بالموظفين من خلال الاهتمام، الذي يُعَدُّ عنصراً حيوياً في اندماجهم، وحين يفقد الموظفون اهتمامهم بعملهم، يغيب عن أذهانهم مدى ارتباط وظائفهم بأهدافهم المهنية؛ وهذا ما يدفعهم إلى ترك أعمالهم والانتقال إلى ما يبدو أنَّه فرصة مهنية أفضل.

وكذلك يساعد التظليل الوظيفي على زيادة حدة بصيرة الموظفين وتوسيع مداركهم، والحفاظ على نشاط وسلاسة العمل، وتذكيرهم بالفُرَص العديدة التي تكمن في مؤسَّستهم، ونعرض فيما يأتي أربعة مجالات يمكن للمؤسسات استعمالها لتعزيز الاحتفاظ بالموظفين:

1. تهيئة الموظف:

كان يمكن لليوم الأول لـ "كايل" (Kyle) في شركة "إي بي سي" (ABC) أن يكون أكثر سلاسةً؛ إذ ناوله المدير دليلاً تدريبياً وأرشده إلى مكتبه واختفى، ولم يكن لديه خطة تدريبية مبرمَجة، ولم يعلم لمَن يتوجَّه إن كانت لديه أيَّة أسئلة، وكان عليه اكتشاف كل شيء وحده.

بدلاً من ذلك، كان ينبغي لمديره تكليف زميلٍ له ليُلازمَه لتدريبه في العمل؛ إذ يحدث معظم التعلُّم بطريقة غير رسمية في العمل.

وجدَت دراسة أجراها "بيتر كيسبو" (Peter Casebow) - وهو القائد والمدير التنفيذي الذي أنشأ واحداً من أضخم المواقع العالمية التعليمية للأعمال على الإنترنت في المملكة المتحدة - أنَّ 70% من التعلُّم الفعَّال يحدث خارج الصفوف في أثناء العمل، ومن خلال ملازمة موظف ذي مهارة وخبرة في دوره، يمكنه تعلُّم المهارات والطرائق والسلوكات التي يحتاج إليها ليؤدي وظيفته بنجاح وبسرعة أكبر.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لزيادة نقل المعرفة والمعلومات أثناء التدريب

2. زيادة المعرفة والكفاءة الوظيفية:

يعمل "جيرمي" (Jeremy) منذ أشهر عدة مسؤول حسابات مبتدئاً؛ إذ يقوم بتسليم الطلبات الواردة والإعلانات إلى وسائل الإعلام من حين لآخر، ولكن عليه البدء بمساعدة "سارة" (Sarah)، المسؤولة التنفيذية للحسابات الأقدم رتبة، من خلال الاجتماع مع عملاء محتمَلين، ولأنَّه غير معتاد على التعامل مع العملاء وجهاً لوجه، فمن الأفضل أن يتلقَّى بعض التدريب قبل بدئه بالعمل.

"سارة" مشغولة جداً ولا تملك وقتاً للتدريب، ولكن لا بأس بذلك؛ إذ يستطيع "جيرمي" مُلازمة "لورا" (Laura)، وهي مسؤولةٌ تنفيذية أخرى للحسابات، لديها خبرةُ شهور عدة في الاجتماع مع العملاء، ويستطيع كلاهما الاستفادةَ من ذلك؛ إذ سيتعلَّم "جيرمي" نصائح "لورا" طبعاً، وسيشعر بارتياح أكبر لإجراء هذه العملية فيما يشاركها في الاجتماعات، كما أنَّ "لورا" ستصقل مهاراتها من خلال اكتشافها ودراستها في أثناء تسهيل هذه المهارات لتعليم "جيرمي".

3. مساعدة الموظفين لتعلُّم المزيد عن الوظائف والأقسام الأخرى:

ليس من الغريب أن يشعر الموظفون بالملل في وظائفهم بعد فترة من الزمن، وخصوصاً إن كانوا يُنجِزون مهام روتينية ومكرَّرة؛ على سبيل المثال، تعمل "كيت" (Kate) موظفة استقبال في العيادة النفسية لمدة سنتين تقريباً، وهي تحب مقابلة المرضى لدى دخولهم وخروجهم والاستماع لأخبارهم، ولكنَّ حفظ الملفات وتسجيلها يغدو رتيباً أحياناً.

ينبغي إقناعها بملازمة موظف ما في قسم البحوث كي تستطيع رؤية ما يجري خلف الكواليس، كما سيُتيح لها ذلك تعلُّم واختبار المشاريع الأكثر تعقيداً التي تعمل عليها الشركة مباشرة، ما يُكسِبها تصوُّراً عن مهمة الشركة، وقد يعطيها ذلك إحساساً بتأدية دور هام في المهمة الكبيرة؛ فهي ليست موظَّفة استقبال فقط؛ وإنَّما هي الحارس لفريقٍ يمكنه إيجاد العلاج لمعظم الأمراض النفسية المُوهِمة، وربَّما تقرر حتى العمل في سبيل أن تصبح باحثةً يوماً ما.

شاهد بالفديو: أهداف التدريب

4. السماح للموظفين باكتشاف الفرَص الوظيفية:

بعد العمل لسنوات عدة في الشركة، قد تقرِّر "جينا" (Jenna) ممارسة مهنة من نوع آخر، وقبل أن تبدأ بالبحث في شركات أخرى، ينبغي عرض الفرَص المتوفِّرة داخلياً عليها، فربَّما تشعر بالتعب من العمل خلف الكواليس بصفتها منتِجاً مساعِداً وتريد الظهور على الشاشة، وإن كانت موظفة متفانية وتستطيع تدبُّر أمر الوظيفة بعد قليل من التدريب، فينبغي السماح لها بملازمة أحد المذيعين العاملين في محطة الأخبار.

وبعد الاجتماعات وجهاً لوجه والجلسات التدريبية مع مدرِّبها، قد تدرك أنَّ الشركة تمتلك الفرص الوظيفية التي تبحث عنها في النهاية، فإن كنتَ تقدِّم التعليم الكافي والفُرص التطويرية للموظفين، فعندها لن يشعروا بالحاجة إلى المغادرة إن أرادوا التقدُّم المهني، وبدلاً من التركيز على إسعادهم بالمزايا الإضافية والحفلات، ينبغي التركيز على استعادة اهتمامهم في العمل الذي يقومون به، أو الذي من المحتمل أن يقوموا به للشركة في المستقبل.

المصدر




مقالات مرتبطة