4 عقبات تقتل الدافع وكيفية تجنُّبها

لقد فشلتَ في حياتك مرة أخرى؛ وذلك بعد أن بذلت قصارى جهدك لتغييرها من خلال سلوكك وحب الذات، ولقد كنت تعلم أنَّك أنت الوحيد الذي يمكنه أن يُحدث فرقاً في حياتك، وتحمَّلت مسؤولية نفسك وأخطائك ومستقبلك، لكن ذُهلت لأنَّك فشلت مرة أخرى.



لقد كنت تسير في الاتجاه الصحيح، وكنت مندفعاً بما يكفي للتقدم في حياتك، والآن، لا يمكنك المضي قدماً بسبب عدم اليقين الذي يسيطر عليك؛ فأنت بحاجة إلى دعم؛ لكنَّك لا تملك أي دعم.

أنت تشكِّك فيما إذا كنت ستكون قوياً بما يكفي للتحكم بمصيرك، أو أنَّه مقدَّر لك أن تكون عبداً لرغباتك ولآراء الناس عنك، وأنت تعرف أنَّك إذا كنت تملك الشجاعة للبدء في رحلة تحسين الذات، فإنَّك تملك الشجاعة لإكمالها ومتابعتها طوال حياتك، لكن قبل المضي قدماً، يجب أن تفهم العوامل التي يمكن أن تبقيك مندفعاً أو يمكن أن تصرف انتباهك عن هدفك.

فيما يأتي 4 عقبات تقتل دافعك وطرائق يمكن أن تساعدك على حماية دافعك وزيادته:

1. البدء وحدك:

إنَّ البدء وحدك له جانب إيجابي وجانب سلبي؛ إذ إنَّ الجانب الإيجابي هو أنَّك ستتقدم بسرعة، لكن إذا كنت تعمل بدافع حُب نفسك بصدق، حتى الجانب الإيجابي من البدء وحدك سيصبح جانباً سلبياً، فكلما تقدمت بسرعة أكبر، كانت التأثيرات التي تكتسبها أضعف خلال سعيك إلى تحقيق ذاتك.

أمَّا الجانب السلبي للبدء وحدك، فهو أنَّك ستفقد الدافع في وقت أبكر، مما كنت ستفقده لو كان لديك صحبةٌ تشجعك؛ لذلك إذا كنت ترغب في الحفاظ على معنوياتك عالية في أثناء القيام بتغيير شخصي كبير أو في أي مجال من مجالات الحياة، فاستمر في الحصول على الدافع من دائرة الدعم الخاصة بك.

شاهد بالفيديو: 8 طرق للتخلص من الكسل والافتقار إلى الدافع

2. البقاء مع دائرتك الاجتماعية الحالية:

على الرَّغم من أنَّ الحفاظ على صداقة قديمة أو علاقة عاطفية أو عائلية، هي علامة على قوة الشخصية، إلا أنَّها قد لا تساعدك في سعيك إلى تحسين الذات.

إذ تعرف دائرتك الاجتماعية الحالية كل شيء عنك، حتى نقاط ضعفك، وما ساعدك للتغلب على نقاط الضعف هذه، وهؤلاء الأشخاص هم أفضل مصادر بالنسبة إليك للاستفادة من المعلومات المتعلقة بشخصيتك وما قد يناسبك، ومع ذلك يمكن أن تكون هذه المعرفة قوية جداً، أو قد تكون تصورات هؤلاء الأشخاص التي تنبع من هذه المعرفة مقيدة للغاية لدرجة أنَّهم سيستمرون في فرض آرائهم في ملاحظات التشجيع والدعم التي ستحصل عليها منهم.

على سبيل المثال، هل تعتقد أنَّ عبارة "تبدو أصغر سناً" ستعزز ثقتك في استراتيجيتك عندما تعلم أنَّك لم تنجز نصف ما خططت له بعد؟

يوجد جانب سلبي آخر يتعلق بالاعتماد على هؤلاء الأشخاص، وهو أنَّهم يحتفظون بعدد من المعتقدات الخاطئة عنك، ومن الممكن أنَّك قد تجاوزت مرحلة معينة من حياتك كنت تلقي فيها اللوم على الآخرين في مشكلاتك، وما زالوا يعتقدون أنَّك تفعل ذلك حتى الآن؛ ومن ثَمَّ سوف يستمرون في تذكيرك بهذا الجزء من الماضي، مما سيعوقك عن المضي قدماً.

بالطبع، لا أعني أنَّك يجب أن تتجنب أصدقاءك وعائلتك لإعادة بناء نفسك؛ بل كل ما أقوله هو العثور على أصدقاء جدد تشارك معهم رحلتك لتحقيق الرضى.

3. تحسين جميع مجالات حياتك في آنٍ واحد:

عندما ندرك وجود مجال للتحسين في أنفسنا، نجد أنَّنا بحاجة إلى التطوير في أكثر من مجال واحد من شخصيتنا، والنتيجة واضحة، سنحاول تحسين كل هذه الجوانب تحسيناً سحرياً، وننجح في تطوير كل هذه السمات بجهد ضئيل.

لكن هل هذا ما يحدث حقاً؟

بعد اتباع روتين رائع ومثالي لمدة أسبوع، أو بعد الاستمتاع بشخصية صحية وجميلة لبضعة أشهر، أو بعد البقاء على رأس قائمة أفضل الموظفين أداءً في العمل لفترة محددة، نعود إلى منطقة الراحة الخاصة بنا ونشعر بالضياع.

إذا كان هذا الأمر يحدث معك أيضاً، فأنت ضحية للعقبة الثالثة، وهو البدء في تحسين جميع مجالات حياتك معاً، وإنَّ اتخاذ كلِّ خطوة على حدة سيبقيك مندفعاً لفترة أطول من الوقت، وتذكر أنَّ النجاح لا يتحقق سوى بالثبات والتروي.

إقرأ أيضاً: 7 خطوات تساعدك على تحسين حياتك وتجعلك أكثر نجاحاً

4. تحسين سمات سلبية غير ظاهرة فيك:

إذا كان لديك مجالات عدة يجب أن تحسنها، ولا تعرف أيَّاً منها يجب تحسينه أولاً، فلربما تختار مجالاً بسيطاً يجر نظام تحسين الذات الخاص بك إلى عقبةٍ أخرى، وهي تحسين سمة سلبية غير ظاهرة.

إنَّ هذه العقبة هي امتداد للعقبة الثانية، فإذا بدأنا في تحسين عادة لا تُحدث تأثيراً واضحاً، فسوف ندمِّر بذلك حتى الدافع البسيط الذي قد نحصل عليه من دائرة الدعم الحالية الخاصة بنا؛ إذ ستبدأ في ممارسة عاداتك الجيدة، وستبدأ هذه العادات في إحداث فرق في الجزء الخفي من حياتك؛ لكنَّ زملاءك الغافلين عن هذه التحسينات الخفية، سيستمرون في ملاحظة سماتك الأكثر وضوحاً وإخبارك بأنَّ جهودك لا تتناسب مع الفرق الذي يلاحظونه.

لذلك، إذا كنت ترغب في الحصول على مصدر دائم من التحفيز بمجرد أن تتخذ خطوة نحو حب الذات، فأنت بحاجة إلى أن يتقبل الآخرون التزامك بهدفك في أقرب وقت ممكن، فامنح أفراد أسرتك فرصة لمنحك الدافع من خلال إظهار مكاسبك لهم.

إقرأ أيضاً: 7 أسباب تجعلك تفقد الدافع بعد البداية

في الختام:

ماذا استنتجت من هذا المقال؟ هل تعتقد أنَّك مستعد لإعادة بدء رحلتك نحو تحقيق الذات؟ أو هل تحتاج إلى التعافي من عقبة الدافع التي واجهتها في الفترة الأخيرة؟ وهل من الجيد الانتظار وتضييع الأسابيع أو الأشهر أو حتى سنوات من حياتك في انتظار الوقت المناسب؟ إذا قررت البدء في التحرك الآن، وهو الشيء الصحيح الوحيد تجاه تحسين الذات، فكيف يمكنك الاستعداد؟




مقالات مرتبطة