4 طرق منطقية لتحقيق النجاح

لطالما اعتقدنا أنَّ السعي إلى تحقيق النجاح بين ليلة وضحاها محض خيال، لكنَّنا نغفل في خضم سعينا المحموم للوصول إلى أهدافنا عن أهمية النظام اللازم لتحقيقه، ونصبح مهووسين بالنتيجة النهائية لدرجة أنَّنا ننسى الاستراتيجيات التي تساعد على بلوغنا إياها، ونصب جل تركيزنا على النتائج الآنية على حساب تبنِّي العادات الدائمة التي تُحدِث فرقاً حقيقياً في حياتنا.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن الكاتب الأمريكي جيمس كلير (James Clear)، الذي يكشف فيه عن كيفية تحقيق النجاح السريع بعيداً عن الآمال الكاذبة.

ومع ذلك، توجد أربع استراتيجيات تستطيع أن تضعنا على المسار الصحيح لتحقيق النتائج المرجوة دون إغفال زرع العادات الحميدة فينا؛ وإنِّي أدعو هذه الاستراتيجيات بـ "معززات السلوك" لأنَّها تضاعف وتطور القدرة على اتخاذ القرار الصحيح باستمرار.

معززات السلوك:

1. التغذية الراجعة العاجلة:

يقول الكاتب الأمريكي سيث غودين (Seth Godin): "إنَّ الطريقة الأفضل لتغيير السلوك على الأمد الطويل هي تلقِّي التغذية الراجعة العاجلة"؛ فكلما أتت هذه التغذية الراجعة في وقت أبكر، استطعنا تغيير سلوكنا بصورة أسرع؛ ولهذا السبب فمن الهام أن نقيس التقدم بناء على المعطيات السابقة.

أخبرني رائد الأعمال وصديقي بين آلتمان (Ben Altman) عن تجربة مفيدة تتعلق بأحد عملائه الذي طلب نصيحته بشأن تصحيح وقفته، وهذا الأمر في الحقيقة صعب التحقيق؛ ذلك لأنَّ التغذية الراجعة المعتادة التي تتلقاها لتصحيح وقفتك قد تكون من شخص أخبرك أنَّك تقف بتراخٍ، أو لأنَّ وقفتك لا تنال إعجابك عندما ترى نفسك في المرآة؛ لكنَّ هذه التغذية الراجعة تحتوي على آراء متضاربة وتتطلب وقتاً طويلاً؛ لذا طلب صديقي من العميل أن ينتصب في وقفته بطريقة صحيحة، ووضع شريطاً يمتد على طول كتفيه؛ فكان كلما تراخى في وقفته، انزلق الشريط من على قميصه بما يكفي ليلحظ التغيير؛ ممَّا يكسبه تغذية راجعة مباشرة كلما تغيرت وقفته، ويسهِّل عليه الحفاظ على وقفته خلال اليوم.

يعدُّ الوعي الركيزة الأساسية لممارسة عادة جديدة، وتكمن هنا أهمية التغذية الراجعة؛ فكلما أتت التغذية الراجعة في وقت أبكر، حُصِدت النتائج بصورة أسرع.

إقرأ أيضاً: 8 نصائح لتقديم تغذية راجعة بنَّاءة ومؤثرة

2. البساطة:

تتمثل أفضل الاستراتيجيات في الحد من العقبات التي تعيق إنتاجيتنا؛ فعندما نقلل من عوامل التشتيت في حياتنا، يصبح من الأسهل علينا اتخاذ الخطوات الفعَّالة.

ينص مبدأ باريتو (The Pareto Principle) على أنَّ 80% من النتائج سببها 20% من العمل، ويُعرَف هذا المبدأ أيضاً بقاعدة 80/20؛ فعلى سبيل المثال: نحقق 80% من الأرباح عن طريق 20% من الزبائن.

غالباً ما يستفيد الأشخاص من هذه القاعدة لتحديد العشرين بالمئة التي يجب أن يركزوا عليها، ممَّا يعني أنَّهم يضعون كامل ثقلهم على الأمور التي تمنحهم المربح الأكبر؛ لكن حتى لو كنا مدركين للعشرين في المئة من المهمات الضرورية، فلا يجب أن ننجر وراء تضييع وقتنا على الثمانين بالمئة الباقية.

لا يكمن التحدي في الكثير من الحالات في معرفة المَهمَّة الأكثر أهمية، بل يتمثل الخطر الحقيقي في القيام بالمهمات الأقل أهمية على حساب المهمات الهامة فعلاً.

ليس عليك إذاً أن تحدد 20% من الاستراتيجيات الفعالة، بل أن تتجاهل 80% من الاستراتيجيات غير المجدية؛ وحالما تتخلص من عوامل التشتيت، تمسي قادراً على الحفاظ على تركيزك.

شاهد بالفديو: أجمل ما يقال عند النجاح

3. البيئة:

تعدُّ البيئة أقوى حليف لك؛ فإن كنت تعيش في بيئة تدفعك نحو اختيار القرار الصائب، وكنت محاطاً بالأشخاص الداعمين لسلوكك، فسيكون النجاح حليفك بكل تأكيد.

إليك هذه الأمثلة عن تأثير البيئة الإيجابي والسلبي في سلوكنا:

  • إن اعتدت على ترك طعام على طاولة المطبخ، فمن المرجح ألَّا تستطيع منع نفسك من تناوله.
  • إن كانت الأريكة والكراسي في غرفة المعيشة مواجهة للتلفاز، فمن المرجح أن تجلس وتشاهده.
  • إن جهزت ملابسك الرياضية وحذاء الجري قبل يوم، فمن المرجح أن ترتديها وتذهب للجري في اليوم التالي.
  • إن كان زملاؤك في العمل أصحاء ورشيقين، فمن المرجح أن تعيش حياة حافلة بالتمرينات الرياضية والنشاط.

تزخر حياتنا بالأشخاص والأماكن التي تملأ أيامنا بالدلائل والمحفزات البسيطة التي تسهل علينا اتباع العادات أو تصعب تنميتها؛ فهل أنت من الأشخاص الذين يحاربون بيئتهم لإحداث التغيير؟ أم أنَّك تعيش في بيئة مساعدة تتقبل سلوكك؟

تعزز البيئة بعضاً من السلوكات وتعرقل أخرى؛ لذا من الأفضل اختيار بيئة داعمة لما تريد تحقيقه.

إقرأ أيضاً: كيف تقيس تقدمك بالعودة إلى الوراء؟

4. القدرة:

إذا كنت تتمتع بمهارات جيدة في جانب معين، فمن السهل الإبقاء على دوران عجلة التغيير؛ فعلى سبيل المثال: إن كان بمقدورك القيام بـ 100 تمرين ضغط متواصل، فسيكون من السهل عليك أن تجعل القيام بعشرة تمرينات ضغط عادة لديك؛ أمَّا إن كنت تستطيع القيام بعشرة تمرينات ضغط متواصلة كحد أقصى، فسيتطلب منك القيام بعشرة منها يومياً الكثير من العناء.

يظهر هنا دور الموهبة والمورثات الجيدة؛ فمن الأسهل لشخص يتجاوز طوله المترين أن يبرع في كرة السلة بالمقارنة مع شخص لا يتجاوز طوله المتر والنصف؛ لذا من الأفضل لك أن تبحث عن مجال تستطيع فيه استغلال مهاراتك، وستحقق النجاح بسرعة أكبر.

إقرأ أيضاً: خطوات بسيطة لزيادة القدرة على التركيز في العمل (1)

النجاح السريع:

رغم أنَّني غير مقتنع بالنجاح السريع، لكنَّني واثق أنَّ النجاح من نصيب المجتهدين؛ لذا التزم بهذه النصائح التي تجعل النجاح السريع أمراً واقعياً:

  • احصل على تغذية راجعة عاجلة.
  • حافظ على البساطة وقلِّل من عوامل التشتيت.
  • أحِط نفسك ببيئة مساعدة لسلوكك الجديد.

اختر القيام بأمر يمكِّنك من استثمار مهاراتك.

 

المصدر




مقالات مرتبطة