4 طرق لممارسة الاستباقية

تعريف الاستباقية أسهل من ممارستها، فأن تكون استباقيَّاً، كتعريف، هو أخذ زمام المبادرة بصرف النظر عن المتطلَّبات، فيجد الشخص الذي يتميَّز بالنشاط أو السلوك الاستباقي باستمرار حلَّاً لموقف سلبي محتمَل ويتَّخذ الإجراء قبل أن يكون مطلوباً منه ذلك؛ لكن في الممارسة العملية تتطلَّب الاستباقية الوعي والانضباط الذاتي والنظرة إلى المستقبل.



ملاحظة: كم هو رائع عندما لا يرغب أحد في أن ينتظر لحظة واحدة قبل البدء في تحسين العالم". "الكاتبة آن فرانك" (Anne Frank).

يمكنك تمييز الشخص الاستباقي إذا لاحظت أنَّه يقوم بما يأتي:

  1. ممارسة الوعي.
  2. وضع الخطط المستقبلية.
  3. اتخاذ المبادرة.

لماذا تختار الاستباقية؟

ما هو الشيء الرائع في أن تكون استباقياً؟ لماذا لا تتفاعَل مع أحداث الحياة في حينها؟ الشيء الجميل هو أنَّ هذين النهجين لا يَستبعِد أحدهما الآخر بالضرورة، فالحياة ملأى بالتقلُّبات والمنعطفات غير المتوقعة، وعلى الرغم من أنَّ القدرة على التكيُّف هي أمرٌ لا بدَّ منه، إلا أنَّ أحد أسباب محاولة عيش أسلوب حياة استباقي هو مزايا الإنتاجية التي يوفرها غالباً.

يُمكِّنك اعتماد نهج أكثر استباقية في حياتك اليومية من التحكُّم بالمجالات التي يمكنك التأثير فيها، واستخدام هذا التحكُّم لتعزيز الإنتاجية وتقليل التوتر، ويعجبني ما ذكرَتْه الكاتبة "إيزابيلا جورا" (Isabella Gura) في مقالها "6 مراحل من النمو الشخصي"، أنَّنا عندما نختار الاستباقية بدل الانفعال "تسير الأمور لمصلحتنا وليس ضدنا".

توجد فائدة أخرى من كونك شخصاً استباقياً وهي الرسالة التي تود إيصالها إلى كل من حولك: "أرغب في النجاح وسأعمل بجد لتحقيقه"، فالشخص الذي يخطط بشكل مدروس للمستقبل ويأخذ زمام المبادرة هو شخص مطلوب؛ وتعني الاستباقية أيضاً مراعاة الآخرين، فعندما تنظِّم يومك من أجل مساعدة الأشخاص الذين تهتم لأمرهم، سيلاحظون ذلك ويقدِّرون لك صنيعك.

إقرأ أيضاً: الانضباط الذاتي وتأثيره في سلوك الفرد والمجتمع

4 طرائق لممارسة الاستباقية:

إذا كان من شأن الاستباقية تغيير حياتك، فما هو السبيل إلى إحداث هذا التغيير؟

بالتأكيد يوجد كثيرٌ من النصائح الرائعة المتاحة لمساعدتك في هذا المجال، وإذا كنت تعرف شخصاً يجسِّد النشاط الاستباقي تجسيداً شخصياً، فاطلب مشورته، لكن إلى حين ذلك، إليك فيما يأتي 4 طرائق لبدء ممارسة الاستباقية:

1. اتِّباع روتين يومي:

عندما تفكر جدِّيَّاً وتقرر أن تكون شخصاً استباقياً، ستحتاج حتماً إلى مفهوم إدارة الوقت؛ لذا ابدأ في تحديد الأولويات، وضع جدولاً يسمح لك بتخصيص الوقت لما هو أكثر أهمية، فعلى سبيل المثال، إذا كنت تريد تطوير علاقة عمل، فاتصل بهذا الزميل مباشرةً وحدد معه اجتماعاً شهرياً؛ وإذا كنت تريد إنَّهاء كتاب هذا العام، ابدأ خطة الآن لكتابة 100 صفحة كل أسبوع.

يمكن أن تفيد هذه الممارسة المتمثلة في إنشاء إجراءات روتينية خارج نطاق العمل أيضاً، فإذا كنت منشغلاً عن عائلتك، خصص وقتاً كل يوم للاستثمار في الأشخاص الأكثر أهمية بالنسبة إليك، وبعد ذلك، بمجرد وضع خطتك، اضبط تذكيرات، أو مراجعات دورية للتحقق من التزامك بخطتك، فمن الضروري أن تتحمَّل المسؤولية إذا أردت نجاح خطتك على الأمد الطويل.

شاهد بالفيديو: 10 خطوات للتخلّص من روتين الحياة اليومية

2. الاستعداد ذهنياً للمواقف الصعبة:

إنَّه آخر يوم في الأسبوع، وأنت مرهق نفسياً، ومن المقرر أن تلتقي بمديرك "المفضل" لتقديم تقريرك الشهري، فما أنت بفاعل؟ يعدُّ تخصيص جزء صغير من الوقت للاستعداد الذهني لاجتماع صعب طريقة ممتازة للتحضير؛ لذا ابحث عن مكان هادئ وخطِّط للاجتماع في ذهنك؛ كما أنَّ تدوين أفكارك يمكن أن يكون فكرة مفيدة؛ لذا قم بإعداد قائمة بالأسئلة التي ترغب في طرحها، والمعلومات التي تحتاج إلى تقديمها، والإجابات التي من المحتمل أن تضطر إلى تقديمها؛ ومع أنَّ هذه الممارسة قد لا تضمن اجتماعاً ناجحاً، لكنَّ تخصيص الوقت الكافي للتخطيط للمستقبل والاستعداد الذهني هو خطوة استباقية في الاتجاه الصحيح.

3. تخصيص الوقت والجهد للمراحل الأولى من أي مشروع:

تُعدُّ هذه الخطوة نقيضةً للمماطلة، فلتحضير مشروع ما، قم بإعداد جدول يجبرك على القيام بمعظم عملك خلال الـ 50% الأولى من الوقت الذي خصصته لهذا المشروع.

مثلاً: إذا كان لديك 5 أيام لإكمال 20 ساعة من البحث، حدِّد 5 ساعات في اليوم للأيام من 1-3 واترك 5 ساعات من العمل للأيام 4-5، فيمكن أن يحقق هذا بعض النتائج المختلفة:

  1. يمنحك فرصة للتخلص من التوتر عن طريق إنهاء مهمتك قبل الموعد المحدد.
  2. إذا استغرق مشروعك وقتاً أطول من المتوقع، فلديك وقت إضافي لتعويض الفرق دون أن يفوتك الموعد النهائي.

لن يعمل هذا النهج مع الجميع، ولكن إذا كنت تريد ممارسة الاستباقية، فجرِّبه.

4. التركيز على التواصل:

صدِّق أو لا تُصدِّق، يتم فقدان الكثير من الإنتاجية كل يوم من خلال سوء التواصل أو عدم التواصل؛ فإذا كان من مسؤوليتك التواصل مع شخص ما، فلا تتأخر ولا تخرج عن صلب الموضوع، إذ يمكن أن تحقق مكالمة هاتفية سريعة أو بريد إلكتروني موجز أو حتى ملحوظة لاصقة موضوعة بشكل صحيح نفس الهدف: التواصل الاستباقي.

إذا كان شخص آخر يتحدَّث إليك، فتأكد من أنَّك تصغي له جيداً، وهذا يعني عادةً عدم القيام بمهام أخرى في أثناء حديث الشخص الآخر، كما يعدُّ تكرار ملخص ما سمعته للتو طريقة رائعة للتأكد من أنَّك قد تلقيت الرسالة الصحيحة؛ لذا تأكد من أنَّك تتواصل بإيجاز ووضوح لزيادة وتعزيز الإنتاجية في مكان عملك.

إقرأ أيضاً: أخطاء شائعة أثناء التواصل مع الآخرين

في الختام:

العقليَّة الاستباقيَّة هي إحدى حلول تحقيق الإنتاجية في حياتك اليومية، إذ يمكن أن يساعد الاستعداد لموقف سلبي غالباً قبل حدوثه على تحقيق نتيجة إيجابية، وهذا يحقق نجاحاً واضحاً في تحسين يومك؛ لذا تعلَّم كيفية تنمية الوعي بالعقبات المحتملة، وضع الخطط لتفاديها، ثم تصرَّف قبل أن تضطر إلى ذلك، فعندما تتعلَّم إدارة وقتك جيداً، ستبدأ في تحقيق يوم عمل أكثر توازناً وإنتاجية.




مقالات مرتبطة