4 طرق للتخلص من الإرهاق الناجم عن برنامج مكالمات الفيديو زوم (Zoom)

يُصيب الموظفون إرهاق شديد بسبب التعرض المفرط إلى شاشات عديدة في آنٍ واحد، مثل شاشات الحواسيب والهواتف المحمولة والتلفزيونات والحواسيب اللوحية، بالإضافة إلى تتابع المكالمات الصوتية والمواعيد النهائية التي تحدد مواعيد تسليم المشاريع. ومنذ بدأنا تطبيقَ العمل عن بُعد عملياً ويومياً؛ بتنا نُجري الكثير من مكالمات الفيديو التي قد تتركنا مُرهقين في نهاية المطاف.



لا يتعلق الأمر فقط ببرنامج زوم (Zoom)؛ بل يتعلق بأي أداة أخرى شائعة الاستخدام اليوم، مثل جوجل ميت (Meet) ومايكروسوفت تيمز (Teams) وويبيكس (Webex) وسكايب (Skype)، والتي يمكن أن توفر للمستخدمين خيارات أكثر سهولة وقابلية للتكيُّف.

يحقق فريق من الباحثين من جامعة ستانفورد (Stanford University) - بقيادة الأستاذ في مجال التواصل جيريمي بيلنسون (Jeremy Bailenson)، مدير مختبر التفاعل البشري الافتراضي - في أمر الآثار العقلية الناجمة عن قضاء ساعات عدة أمام أكثر منصات مكالمات الفيديو شيوعاً.

أول شيء يؤكده هو أنَّه تماماً كما تحوَّلت عبارة: "البحث في محرك البحث غوغل" إلى إجراء عام يشير إلى الحصول على المعلومات، فإنَّ اسم البرنامج "زوم" أضحى يعادل إجراء مؤتمرات الفيديو.

ازداد استخدام المنصات في عام 2020 كنتيجة مباشرة لجائحة كوفيد-19، ومن أكثر المنصات التي نمت نمواً باهراً منصتي زوم (Zoom) ومايكروسوفت تيمز (Microsoft Teams)؛ إذ أعلنت هذه الشركة في ذلك الوقت أنَّ 44 مليون مستخدم أمضوا أكثر من 900 مليون دقيقة من الاجتماعات الافتراضية كل يوم في أحد الأسابيع.

لدى منصة زوم (Zoom) حالياً أكثر من 500 ألف مستخدم نشط، يستخدم العديد منهم إصدارات مدفوعة مختلفة الأنواع؛ حيث نمت الشركة بنسبة 325% في عام 2020، وما زالت مستمرةً في النمو.

تأثير "الإرهاق الناجم عن استخدام منصة زوم":

ارهاق الزوم

بناءً على دراسة في جامعة ستانفورد (Stanford)، هناك أربع عواقب على الأقل لمكالمات الفيديو تؤدي إلى الإرهاق من استخدامها المستمر:

1. تعرُّض العين المفرط للإشعاعات:

عادة ما يكون من المرهق النظر باستمرار إلى الشاشة؛ حيث عليك التركيز على حركة الأشخاص والتفاصيل والتعبيرات وجودة التواصل والمهام في الوقت ذاته؛ ففي مكالمة الفيديو، ينظر كل شخص إلى الأشخاص الآخرين الذين يبادلونه النظر أيضاً. وهذا أمر مرهق للأشخاص الذين يخشون التعامل مع عامة الناس، كأولئك الذين يهابون التحدث أمام الآخرين.

كما يمكن أن يُسبِّب حجم الوجوه عدم الراحة؛ فهناك وجوه قريبة من الشاشة وأخرى بعيدة عنها، وبعضها معرضة للضوء الساطع وبعضها الآخر في شبه ظلام، أما في حال المحادثات الفردية، فتحاكي المنصة الحجم الطبيعي كما لو كان الشخصان يتقابلان وجهاً لوجه، وما يحدث هنا بحسب كلام بيلينسون (Bailenson) أنَّ الدماغ يفسر هذا على أنَّه موقف محتدم، ويُولِّد فرط استثارة.

من الأدوات المساعدة على التخلص من هذا الأمر:

  • تقليل أبعاد المربعات التي تُظهِر وجوه الآخرين، فاجعل الشاشة تعرض مربعين بطريقة متساوية على سبيل المثال، أو مجموعة من المربعات المتساوية والمتحاذية إلى حد ما.
  • إذا كان خيار "المتحدث" مفعَّلاً، فستظهر صورة المتحدث كبيرةً، بينما تظهر صور الآخرين صغيرةً، كما يساعد خفض مستوى الصوت على تهدئتك؛ إذ ليس من الضروري أن ترفع الصوت إلى أعلى درجة، خاصةً إذا كنت تستخدم السماعات.
  • إذا لم تكن صورتك أو صورة محدِّثك مؤطرة جيداً، فيمكنك أن تطلب منه تعديل الزاوية قليلاً، حتى تتمكنا من رؤية بعضكما بطريقة مماثلة، ومن مواجهة بعضكما حتى ولو كانت المقابلة افتراضية.
  • وتذكَّر أنَّ الابتسام وإظهار التعاطف والقيام بالإيماءات لتأكيد المفاهيم وإظهار القرب الذي يتجاوز مقابلتكما الافتراضية، جوانب يُنصح بها جداً لتجاوز هذا الجدار غير المرئي الذي يفصل بيننا.

2. رؤية صورتك طوال الوقت أمر مرهق:

في مكالمات الفيديو، يوجد مربع حيث ترى نفسك دائماً، لذلك يقول الباحث: "هذا غير طبيعي، لأنَّنا لا نمشي مع أشخاص يتبعوننا حاملين مرآة نرى فيها أنفسنا على الدوام، فهناك العديد من الدراسات التي تدَّعي أنَّه عندما ترى انعكاسك، فإنَّك تصبح أكثر انتقاداً لنفسك"؛ لهذا السبب من المرهق مشاهدة بعضنا على الشاشة طوال الوقت.

من الأدوات المساعدة على التخلص من هذا الأمر:

  • حتى تتيح المنصات خيار إخفاء صورتك تلقائياً في أثناء إجراء مكالمة فيديو، يمكنك القيام بذلك يدوياً؛ نظراً لأنَّ العديد منا لديهم خيار إخفاء صورهم إخفاءً عاماً عن طريق النقر عليها بزر الفأرة الأيمن؛ وبذلك تقاوم رغبة النظر إلى نفسك على تلك الشاشة في أثناء المشاركة في المكالمة.
  • كما يُعدُّ إيقاف تشغيل الكاميرا خياراً جيداً في أوقات معينة حيث يكون ذلك ممكناً، مما يتيح للآخرين معرفة أنَّك حاضر معهم، وإن كان ذلك بدون فيديو، ولكن من الإنصاف الاعتراف بأنَّ هذه الممارسة لا تُعد جيدة في معظم الحالات، ولكنَّها شائعة عند إجراء المحادثات أو حضور المؤتمرات.
إقرأ أيضاً: كيف تظهر بأفضل صورة في مكالمة الفيديو؟

3. تقليل التحرك الطبيعي للإنسان:

من النتائج الأخرى للإرهاق الناتج عن منصة زوم أنَّك بحاجة إلى التواجد طوال الوقت أمام الشاشة؛ إذ توفر الكاميرات مساحة تأطير محددة، وستحتاج عموماً إلى أن تجلس أمامها، ولكن يمكنك في حالات أخرى، كإجراء مكالمة هاتفية، أن تمشي وتتحرك وتومئ بيديك، أي أنَّ جسدك يعبِّر عن نفسه.

من الأدوات المساعدة على التخلص من هذا الأمر:

  • إذا كنت أنت من يتحدَّث، فيمكنك القيام بذلك وأنت واقف قريباً جداً من الكاميرا بحيث تكون على مستوى عينيك، حتى يتمكن الآخرون من رؤيتك جيداً؛ وفي الوقت ذاته، يمكنك التحرك داخل الإطار والإيماء.
  • إذا كنت تحضر اجتماعاً، فيمكنك أيضاً حضوره واقفاً أو الجلوس على كرسي مرتفع، وهو ما يختلف عن كونك جالساً على كرسي بطريقة غير مريحة، وتذكَّر أيضاً أن تأخذ فترات راحة كل 45 دقيقة لمدة 15 دقيقة على الأقل مخصصة للحركة وإلهاء نفسك وتغيير المكان لاستعادة الطاقة وتغيير الجو.

4. الانتباه المعرفي:

ركَّز بحث ستانفورد أيضاً على الفرق بين المحادثة وجهاً لوجه؛ حيث تمنحنا لغة جسده فكرةً عما يحاول الآخر التعبير عنه، ومحادثات الفيديو؛ ووجد أنَّه هناك جهد معرفي إضافي نبذله أمام الشاشة؛ إذ تبالغ بالإيماء برأسك إيجاباً للتعبير عن موافقتك، أو ترفع إبهامك بوضوح للغاية؛ بل وتستجيب بأزرار التفاعل الافتراضية على المنصات، ويضيف بيلنسون قائلاً: "يضيف هذا عبئاً ذهنياً، ويتطلب الكثير من الجهد الذهني للتواصل".

من الأدوات المساعدة على التخلص من هذا الأمر:

  • أخذ فترات الراحة في الاجتماعات الطويلة مع تشغيل خيار الصوت فقط والانتقال من المكان، بينما تستمر في الإصغاء.
  • ممارسة تمرينات التمدد وتدوير الرقبة وتمرينات التنفس، وتدوين الملاحظات على الورق، وكتابة الأفكار الرئيسة لما يُشرَح، ليس على شاشة أخرى بجوار مكالمة الفيديو؛ بل على الورق؛ فبهذه الطريقة تزيد من تحريك الجسم وتبقى بعيداً عن حالة الركود.
إقرأ أيضاً: كيف تأخذ فترات راحة أفضل لزيادة إنتاجيتك

5 أسئلة لقياس الإرهاق الافتراضي في شركتك:

لطرح إرشادات أفضل في مجال مكالمات الفيديو، هناك دراسة أُجرِيت في شهر آذار من عام 2021 حول كيفية قياس الإرهاق التكنولوجي بين الأشخاص وأسبابه؛ إذ يمكن أن تساعد هذه الأسئلة شركتك وفريقك على تقييم مدى إرهاقهم واتخاذ خطوات لمعالجته:

  1. ما مدى شعورك بالإرهاق بعد إجراء مؤتمرات الفيديو؟ على سبيل المثال، قيِّمه على مقياس من 1 إلى 10.
  2. ما مدى تعب عينيك بعد مؤتمرات الفيديو؟
  3. إلى أي مدى تميل إلى تجنُّب المواقف الاجتماعية بعد مؤتمرات الفيديو؟
  4. ما مدى استنزافك عاطفياً بعد مؤتمرات الفيديو؟
  5. كم مرة تشعر بالتعب الشديد الذي يمنعك من فعل أشياء أخرى بعد مؤتمرات الفيديو؟

 

المصدر




مقالات مرتبطة