سواءٌ أكانت مقابلة عملٍ أم محادثةً مع أحد أصدقائك أو فردٍ من عائلتك، فإنَّك تتساءل باستمرارٍ لماذا أبدو شاحباً ومرهقاً في أثناء إجراء مكالمات الفيديو؟ وقد يصرفك هذا التفكير عن التركيز بما يتوجَّب عليك إنجازه، ويعكِّر صفوك في مراتٍ كثيرةٍ.
ولكنَّ الخبر الجيد هنا أنَّه يمكنك تحسين ذلك تماماً.
كيف تتغلَّب على التشتت الذهني في أثناء مؤتمرات الفيديو؟
أفاد موقع كوارتز أنَّ التركيز على الطريقة التي يبدو عليها الأشخاص في مكالمات الفيديو قد صُنِّف كأحد مسبِّبات التَّشتت وضعف التركيز، وذلك قبل حدوث جائحة فايروس كورونا واضطرار العديد من الأشخاص للعمل عن بعدٍ في أثناء الحجر الصحي.
وذكر أنَّه في عام 2014، وفي مسحٍ أجرته شركة ستيل كيس الأميريكية للأثاث، أنَّ 72% من الأشخاص سيطر عليهم شعور القلق والارتباك بشأن مظهرهم في مكالمات الفيديو. بالإضافة إلى ذلك قدَّمت "أنا كيتو" مجموعةً من الخطوات البسيطة الكفيلة بتحسين الثقة بالنفس في أثناء إجراء مؤتمرٍ عن طريق مكالمة الفيديو.
لقد جمعنا في هذا المقال بعضاً من أفكارها، بالإضافة إلى اقتراحات الخبراء الأخرى، بما في ذلك اقتراحاتٌ مفيدةٌ من مصوِّرٍ سينمائيٍّ محترف، لمساعدتك على نسيان وجهك والاستمرار في التركيز على ما هو هامٌّ فعلاً في أثناء مكالمة الفيديو القادمة.
1. ثَبِّت الكاميرا في الأعلى:
يَنصح المصوِّر السينمائي بوب ساشا (Bob Sacha) بوضع جهاز الكمبيوتر المحمول، أو الهاتف النقَّال، أو التابليت، أو أيَّ نوع كاميرا على مستوى العين. إنَّ وضعه فوق بعض الكتب حيلةٌ تفي بالغرض. ويضيف: "عليك تجنُّب رفع الرأس إلى الأعلى بطريقةٍ مبتذلةٍ ومبالغٍ فيها".
2. ضع الخدع البصريَّة في عين الاعتبار:
يشير ساشا أيضاً إلى أهمية الفن البصري، والتي تتضمَّن كيفية ترتيب العناصر المرئية على الشاشة. وينصح ساشا فيقول: "حاول أن تضع عينيك في الثلث العلوي من إطار الصورة، ثمَّ أَمِل رأسك قليلاً حتَّى لا تقتطع الجزء العلوي منه".
3. انظر إلى الكاميرا:
أشارت كيتو إلى استبيانٍ أجرته شركة "ستيل كيس" (Steelcase)، ذُكِر فيه: "لاحظ الباحثون أنَّ الموظفين في أثناء ممارستهم العمل عن بُعدٍ لم يتقنوا آلية التواصل البصري؛ لأنَّ غريزتهم قادتهم إلى التركيزعلى المربع الصغير الذي يحتوي على صورتهم في الشاشة، بدلاً من التركيز على مُحدِّثهم من خلال النظر إلى الكاميرا. إنَّ التواصل البصري الجيِّد بالعين يُمكِّن المشاركين من الانخراط والتركيز بشكلٍ أفضل على مجريات الاجتماع".
لذا حاول النظر على الضوء الأخضر الوامض، وعلى عدسة الكاميرا؛ بدلاً من التركيز على أنَّك بحاجةٍ إلى قصة شعر.
4. اضبط الإضاءة:
من الهامِّ للغاية عند إجرائك لمحادثات الفيديو أن تراعي إضاءة المكان الذي تتواجد فيه، وألَّا تَجلِس تحت الأضواء مباشرةً؛ لأنَّ ذلك سيجعلك تبدو مرهقاً كشبح. إنَّ الطريقة المثلى: جعل الضوء ينعكس من الحائط أو المكتب ليُنيرَ وجهك؛ وكبديلٍ لذلك، يمكنك أن تغطِّي المصباح بغطاء وسادةٍ أو قماشةٍ بيضاء، ولكن احذر من أن يحترق إذا كان المصباح ساخناً. وتحقَّق أيضاً من عدم وجود أضواءٍ ساطعةٍ في الخلف تجعل وجهك يبدو مظلَّلاً.
5. نظم المساحة التي تظهر على الشاشة من منزلك:
لقد اجتهد الكثير من الأشخاص المبدعين بخلق بيئةٍ افتراضية على مِنصة زووم (Zoom)، تجعل زملاءك في العمل يعتقدون أنَّ شقَّتك مصمَّمةٌ بصورةٍ أفضل ممَّا هي عليه. لكنَّ الخِداع التكنولوجي غير مطلوبٍ في هذه الحالات، إذ يمكنك ببساطةٍ قضاء دقيقةٍ لإزالة الفوضى من مساحتك المخصَّصة للعمل.
كما يشير ساشا إلى أنَّ الجلوس لمسافةٍ كافيةٍ بعيداً عن أثاث الغرفة يخلق شعوراً رائعاً بالعُمق، ويعطي انطباعاً مريحاً للمكان الذي تتحدَّث منه.
6. جرِّب تأمُّل المرآة:
ربَّما رأيت نفسك أمام الكاميرا في الأسابيع القليلة الماضية أكثر من عدة عقودٍ سابقةٍ مجتمعة؛ وذلك بسبب العمل عن بعدٍ في فترة الحجر الصِّحي الحالي. فلا عجب أنَّك صُدِمت بمظهرك الذي نادراً ما كنت توليه الكثير من الاهتمام من قبل.
تقترحُ أستاذة علم النفس "تارا ويل" (Tara Well) تغيير ذلك بممارسة "التأمُّل في المرآة"، حيث أنَّ كلَّ ما يتطلَّبه الأمر: الجلوس أمام المرآة لمدَّة عشر دقائق يومياً ومشاهدة مظهرك، مرافقاً ذلك بمشاعرٍ من اللُّطف والتقبُّل.
وختاماً عزيزي القارئ: أصبح الآن بإمكانك نسيان كيف تبدو ذقنك على شاشة الكمبيوتر، والتركيز أكثر على ما يقوله الناس في مكالمتك القادمة عبر الفيديو.
نتمنَّى لك حظاً سعيداً.
أضف تعليقاً