4 خطوات لتعزيز تقدير الذات بفاعلية

تلعب الطريقة التي ترى فيها نفسك دوراً أساسياً في نوع الحياة التي تعيشها؛ فعندما يكون لديك تقدير إيجابي لذاتك وتشعر بالرضا عن نفسك، تكون أكثر استعداداً لتجربة أشياء جديدة، والأهم من ذلك أنَّه من غير المرجح أن تلوم نفسك عندما تواجه الفشل، وإنَّما ستراه كفرصة للتعلم والنمو والأداء بشكل أفضل في المرات القادمة.



يجعل هذا تعزيز تقديرك لذاتك مطلباً أساسياً لعيش حياتك على أكمل وجه، وفي المقابل، يميل الأشخاص الذين يعانون من تدني تقدير الذات إلى تجنب التغيير؛ ذلك لأنَّهم يعتقدون أنَّ الفشل يُظهِرُ عيوبهم، فغالباً ما يُعد تقدير الذات حاجة إنسانية أساسية وشيئاً نسعى إليه جميعاً.

إذا كنت ترغب في تعزيز تقديرك لذاتك بسرعة وكفاءة، نقدم إليك فيما يلي 4 خطوات يمكنك اتباعها:

1. التعرف على الأمور التي تحفزك:

قد تشعر أحياناً بأنَّك مفعم بالنشاط والثقة، بينما تشعر في أحيان أخرى بأنَّك غير جدير بكل ما تملك، وفي الأيام التي تشعر فيها بأنَّك غير قادر على الأداء بالشكل المعتاد، تتساءل ما هي الأحداث التي جرت وجعلتك تشعر بهذه الطريقة؟

وفي كثير من الأحيان، ستدرك بعض أوجه الشبه بين الأيام التي تفتقر فيها إلى تقدير الذات، فربما تشاجرت مع شخص تحبه، أو التزمت القيام بشيء ما، لكنَّ الظروف تغيرت ولم تتمكن من الوفاء بوعدك، حيث يمكن أن تؤثر التغييرات غير المتوقعة في الحياة سلباً على تقديرك لذاتك؛ فهل فقدت وظيفة، أم انتقلت إلى منطقة جديدة، أم فقدت أحد أفراد أسرتك، أم كنت تمر بأزمة في العمل؟

كل هذه الأحداث يمكن أن تجعلك تُشكِّك في قدراتك أو تقلق بشأن طريقة تأثير التغيير في حياتك؛ وفي الوقت الذي يختلف فيه تواتر الأحداث، لا بدَّ أن تدرك ما الذي يجعل يومك سيئاً.

2. تحويل الزخم:

بمجرد أن تعرف الأمور المشتركة بين الأيام التي تعاني فيها من تدني تقدير الذات، عليك أن تضع خطة للتغلب عليها، ومن أكثر الأخطاء التي يرتكبها الناس شيوعاً أنَّهم يعيشون الحياة كما تسوقهم الأقدار، فعندما يصادفهم يوم جيد، يعتقدون أنَّهم لن يمروا بيوم أفضل منه، وفي الأيام غير الجيدة، يجدون أنَّ لا شيء يسير على ما يرام.

لبناء تقدير الذات من أجل الصمود أمام كل موقف، يجب عليك تحقيق الاستمرارية؛ حيث تشكل الطريقة التي ترى فيها نفسك في أوقات الاضطراب أهمية أساسية، فعندما تسير الأمور على ما يرام، ترى نفسك ناجحاً وتحقق أهدافك، وفي أوقات الشدة، تجد نفسك فاشلاً وتتساءل إذا كانت الأمور ستتحسن.

بدلاً من التركيز على ما يحدث في حياتك في أوقات الشدة؛ ابحث عن الأشياء التي تسير على ما يرام؛ نحن نعلم أنَّ القول أسهل من الفعل، لكن يجب عليك تعديل حديثك مع ذاتك في الأيام السيئة.

الخبر الجيد هنا هو أنَّ هذه العملية تحدث طبيعياً مع مرور الوقت؛ ومع ذلك، يجب أن تتوقف عن لعب دور الضحية والاحتكام لردود الأفعال في كل ما تفعله، وتبدأ في السيطرة على حياتك.

ربما فقدت شخصاً عزيزاً؛ إنَّه أمر مؤلم خصوصاً في البداية؛ ذلك لأنَّ جل تركيزك ينصَبُّ على كل ما فقدته، فقد فقدت صديقك وشريكك وشخصاً تثق به؛ لقد فقدت فرصة إخباره بمدى تقديرك وحبك له؛ ومع ذلك، بعد مرور بعض الوقت، تجد نفسك تُقدِّرُ الأوقات الجيدة التي قضيتها معه، وتبتسم عندما تتذكر ضحكته وتدرك ببطء أنَّك ستكون على ما يرام.

إذاً، ما الذي تغيَّر؟ التغيير الرئيس هو حديثك مع ذاتك؛ حيث لم تعد تفكر فيما خسرته ولكن فيما اكتسبته، وفي التجارب الرائعة التي لا يمكن نسيانها أبداً؛ وكي تبني تقدير الذات في أوقات الشدة، فأنت بحاجة إلى حديث ذاتي مُنتج.

عندما تتحدث إلى نفسك بصورة سلبية، فأنت تُعظِّم كل ما هو خاطئ في حياتك، ومن غير المعقول أن تتوقع من نفسك أن تُجريَ حديثاً إيجابياً مع نفسك باستمرار، لكن يجب أن تسعى إلى إعادة المحاولة بأسرع ما يمكن، ولا تستمر في الحديث الذاتي السلبي حتى تتحسن الأمور من حولك؛ بل تطلَّع إلى السيطرة وزيادة حديثك الإيجابي مع نفسك كي تحقق الأفضل.

إقرأ أيضاً: كيف تستخدم قوة كلماتك بحكمة؟

3. ما تقوله هام:

كما ذكرنا في الخطوة السابقة، فإنَّ طريقة تحدثك إلى نفسك هامة؛ لكن عندما لا تسير الأمور على ما يرام، يصبح من الصعب تذكُّر الأشياء التي تمتنَّ لوجودها، وينتقل عقلك إلى حالة من الكر والفر، وهذا يجعلك تركز على المشكلة بطريقة مبسطة للغاية متجاهلاً التفاصيل الهامة.

ومع انخفاض قدرتك على التفكير بعقلانية، ستجد صعوبة في تغيير حديثك الذاتي والتفكير منطقياً، ولكن لبناء تقدير الذات بكفاءة وفاعلية توجد طريقة سريعة وهي تخصيص مفكرة للعقلية الإيجابية، وإذا لم تعجبك الفكرة كثيراً، فيمكنك بدلاً من ذلك ملء صندوق أو ألبوم بصور الأشياء التي تجعلك تبتسم.

الهدف ممَّا سبق هو إعادة ضبط طريقة تفكيرك بسرعة عندما يجذب الزخم تقديرك لذاتك باتجاهٍ سلبي. سجِّل في دفتر يومياتك أي شيء وكل شيء فعلته بنجاح، ودوِّن أي هدف حددته لنفسك وحققته.

إذا كنت تُفضل الصور، فضمِّن صوراً لأحبائك والأشياء التي تريد تحقيقها في حياتك، وبالنسبة إلى صور الأشياء التي تريد تحقيقها في حياتك، فكر في تصميم لوحة للأحلام، فهل تريد التخلص من ديونك، أم القيام برحلات مع عائلتك، أم شراء منزل، أم تعلُّم لغة جديدة؟ مهما كان هدفك، ابحث عن صورة تلخصه.

بعد ذلك، كلَّما عانيت من تدني تقدير الذات، ألقِ نظرة على مفكرتك الإيجابية وتذكر كل ما هو جيد في حياتك؛ حيث سيساعدك ذلك على التخلص من حالة الكر والفر وإعادة تأسيس وجهات النظر المناسبة والعقلية الصحيحة.

4. تكوين علاقات إيجابية:

إنَّ تكوين صداقات جيدة طريقة أخرى فعَّالة لبناء تقدير الذات؛ حيث توجد علاقة طردية بين تقدير الذات والعلاقات الاجتماعية في حياتك؛ لننظر إلى الأمر من خلال التأثير الإيجابي الذي يمكن أن يُحدثه أحد الوالدين على تقدير أطفالهم لذاتهم؛ حيث يظهر تأثير الآباء والأمهات الذين تربطهم علاقة إيجابية مع أطفالهم في مرحلة البلوغ، ويمكن أن يكون لعلاقاتك بأصدقائك تأثير مماثل، حيث سيساعدك الأصدقاء الذين يشجعونك ويدعمونك في بناء تقديرك لذاتك.

من خلال العثور على أصدقاء لديهم أهداف وتطلعات مشابهة لأهدافك وتطلُعاتك، يمكنكم مساءلة بعضكم بعضاً، فقد ثبت أنَّ الأصدقاء الذين يتدربون معاً من المرجح أن يستمروا في العمل أكثر من أي شخص يعمل بمفرده؛ فأنتَ لن تكون دائماً في حالة مزاجية مناسبة للذهاب إلى صالة الألعاب الرياضية بمفردك، لكنَّك تميل إلى الذهاب عندما يذهب وإيَّاك شخص ما.

في أثناء تحقيق أهدافك والوفاء بوعودك لنفسك وللآخرين، يستمر تقديرك لذاتك في الازدياد، كما يمكنك أيضاً تكوين روابط إيجابية مع الإجراءات التي تتخذها من خلال استخدام طريقة المكافآت؛ فكر في الأمر على أنَّه تدريب طفل أو حيوان أليف مع تقديم الدعم الإيجابي، فإذا كنت مدرساً، فهل يمكنك زيادة تفاعل طلابك إذا وعدتهم بعلامات إضافية في حال الإجابة عن أسئلتك؟ بالطبع، وينطبق الشيء نفسه إذا أعطيت كلباً مكافأةً في كل مرة يطيع فيها أمرك.

من خلال تكوين روابط إيجابية مع النتائج والأفعال المرجوة، فأنت تُدرِّب نفسك على التصرف تصرفاً صحيحاً، فعندما تواجه موقفاً صعباً، كافئ نفسك بالمثلجات مثلاً، أو يمكنك الاستمتاع ببعض الوقت بمفردك وقراءة كتاب جديد أو قضاء نصف يوم في العمل حتى تتمكن من الذهاب إلى الحديقة في النصف الآخر، مهما كانت دوافعك، فأنت تريد تكوين رابط إيجابي حتى في المواقف الصعبة.

إقرأ أيضاً: 6 نصائح مهمة لبناء علاقات إيجابيّة مع الآخرين

أفكار أخيرة:

يمكن أن يؤثر تدني تقدير الذات سلباً في كل جانب من جوانب حياتك، ومن أجل تحسين حياتك الشخصية والمهنية، تحتاج إلى بناء تقدير الذات بطريقة تجعلك قوياً في الأوقات الصعبة ومُنتجاً في أوقات الرخاء والازدهار.

وباتباع الخطوات الأربع الموضحة أعلاه، ستعزز من الشعور بالرضا عن نفسك وقدرتك على تحقيق أهدافك.

تذكَّر أنَّ بناء تقديرك لذاتك هو التزام لمدى الحياة، حيث ستواجهك أيام رائعة وأيام بائسة؛ لذا يجب أن يكون هدفك هو إعادة ضبط نفسك بأسرع ما يمكن كلَّما شعرت بالإحباط وعدم التحفيز، ولا تتوقع أن تحافظ على تقدير الذات في جميع الأوقات، لكن بدلاً من ذلك، تعرَّف على مُحفِزاتك واتخذ الخطوات اللازمة لتحويل تقديرك لذاتك في اتجاه إيجابي.

 

المصدر




مقالات مرتبطة