4 خطوات تساعدك على إدارة زملائك السابقين

في الأمس كنتَ زميلاً للموظفين، واليوم أنت مديرٌ لهم. أنت ما زلت نفس الشخص الذي كنت عليه في اليوم السابق، فما الذي يجعلك الآن تستحق أن تكون مسؤولاً؟ ولماذا يجب أن تتمكن فجأة من إخبار زملائك بما يجب عليهم فعله؟ ولماذا يجب عليهم أن يستمعوا؟



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المؤسسة والرئيسة التنفيذية لـ "مجموعة أزاريلو" (Azzarello Group) "باتي أزاريلو" (Patty Azzarello)، تُحدِّثنا فيه عن كيفية إدارة زملائك السابقين.

هذا وضع قد يواجهه العديد من الأشخاص على كل المستويات.

وظيفة مختلفة:

أعتقد أنَّه يوجد ميل إلى المبالغة في تعقيد هذا الأمر، أو البحث عن طريقة لجعل الجميع فجأة يتصرفون بشكل مختلف ويتعاملون بأريحية مع هذا التغيير، وبينما حقيقة الأمر بسيطة للغاية، فأنت نفس الشخص الذي كنت عليه بالأمس، وكذلك هم.

لا توجد طريقة سحرية لتغيير الوضع، ولكنَّ الحقيقة هي أنَّ شيئاً ما قد تغير، بالطبع أنت لم تتغير، لكنَّ وظيفتك قد تغيرت، وعليك أن تبدأ بالقيام بهذا العمل الجديد، وهذا هو المكان الذي يتعثر فيه القادة غالباً؛ إذ يعتقدون أنَّ طريقة التفاهم مع مَن كانوا زملاءهم بالأمس هي الاستمرار في التصرف مثل الزملاء.

واحدة من المشكلات العديدة في أسلوب التصرف بنفس الطريقة للحفاظ على الراحة، هي أنَّك تفشل في أداء وظيفتك الجديدة، وإليك كيف تعاملت دائماً مع وضع إدارة الزملاء السابقين وكيف أنصح رجال الأعمال الآخرين القيام بذلك.

1. إجراء تواصل شخصي حقيقي:

اعقد اجتماعاً فردياً مع كل من زملائك السابقين، وقل أشياء - بأسلوبك الخاص - كالآتي:

كنا بالأمس زملاء، والآن أنا مديرك، وأريد أن أتأكد من فهمي لما هو هام بالنسبة إليك، واطرح عليهم الأسئلة الآتية:

  • ما الذي تعتقد أنَّه يسير على ما يرام ولا ينبغي لنا تغييره؟
  • ما الذي يحتاج إلى تغيير أو تحسين؟
  • ما هو برأيك أهم شيء يجب أن ينجزه الفريق هذا العام؟
  • هل يوجد أي شيء تعتقد أنَّ مديرنا السابق لم يفعله وتعتقد أنَّه يجب عليَّ إلقاء نظرة عليه؟
  • ساعدني على فهم ما هو هام بالنسبة إليك من وجهة نظر مهنية.

الغاية من هذه الخطوة هي أنَّني وجدت هذا النوع من المحادثات يساعد على كسب دعم هائل، فأنت لا تطالب فجأة بمكانة مرتفعة؛ بل أنت تعترف بالواقع الذي يراه الجميع، وتقول إنَّك تريد أن تعرف ما يفكر فيه الناس؛ فأنت تمنحهم مجالاً لإبداء آرائهم في النتائج الجديدة التي ستقودها بصفتك مديراً، وهذا لا يولِّد الدعم فحسب؛ بل يولِّد الكثير من التفاهم في أثناء اكتشافك لما يجب فعله.

شاهد بالفديو: طرق تعامل المدير الناجح مع الموظفين

كيف تتعامل مع الشخص الذي تنافست معه على شغل المنصب؟

بالنسبة إلى الشخص أو الأشخاص الذين تفوقت عليهم من أجل الوظيفة، عليك أن تفعل أكثر من ذلك بقليل، فقد يكون الأمر محرجاً بعض الشيء في مواجهة منافسيك على الوظيفة؛ لأنَّه بالإضافة إلى جميع العوامل الأخرى، قد يكون هذا الشخص منزعجاً منك لأنَّك حصلت على الوظيفة التي يريدها، وقد يعتقد أنَّه يستحقها أكثر منك.

لكن مرة أخرى، فإنَّ أسوأ شيء يمكنك فعله هو الابتعاد عن حقيقة أنَّك الآن تعمل في هذا المنصب، معتقداً أنَّ هذا قد يجعل آلية العمل أفضل، فعندما كنت في هذا الموقف، خرجت مع هذا الشخص لتناول مشروب أو وجبة وطرحت جميع الأسئلة المذكورة آنفاً، لكن أضفت إلى المحادثة أشياء مثل: "أود دعمك عندما أبدأ هذه الوظيفة الجديدة، لكن يمكنني أن أفهم ما إذا كنت تعتقد أنَّك بحاجة إلى القيام بشيء آخر، وأود أن تبقى".

من الهام أن تقول هذه العبارة؛ لأنَّه في بعض الأحيان يكون هذا الشخص قد تجاوز الموضوع، لكنَّه لا يعلم أنَّك تعلم أنَّه قد تجاوزه؛ ولذلك، إذا لم تقل "أريدك أن تبقى"، فقد يعتقد أنَّك تشعر بالإحراج من عمله تحت إشرافك، أو من ناحية أخرى، يمكن أن يكون الشخص غاضباً، أو يشعر بأنَّ قرار الإدارة باختيارك كان غير عادل.

ماذا يجب أن تقول؟

في كلتا الحالتين هذا ما أقوله:

  • إذا بقيت، سأفعل كل ما في وسعي للتأكد من أنَّك لا تشعر بأنَّني أقيد حياتك المهنية.
  • سأدعمك لاكتساب الخبرات التي من شأنها إعدادك للترقية التالية، وسأدافع عنك دائماً.
  • لكن كل ما أطلبه هو: إذا قررت أنَّك بحاجة إلى المضي قدماً، هو أن تخبرني بذلك، حتى نناقش هذا القرار معاً، فمن فضلك لا تفاجئني.

في هذه المرحلة، تكون الردود كالآتي:

  • أنا أريد أن أبقى، شكراً لك.
  • لست متأكداً من أنَّني أريد البقاء، لكن شكراً لك، سأعلمك بقراري.
  • لا أريد البقاء وشكراً.

لقد فوجِئتُ تماماً بمستوى الأشخاص الذين كانوا على استعداد لمواصلة العمل من أجلي بعد أن عاملتهم بهذا النوع من الاحترام؛ إذ إنَّ الحديث بصراحة ومعالجة الأمور مباشرة، هو دائماً أفضل من التردد على أمل أن يخبرك الآخرون كيف تتصرف، فقم بعملك الجديد بوصفك قائداً وابدأ بتوضيح ذلك من البداية.

إقرأ أيضاً: حقائق مهمة في التعامل مع الناس

2. كسب الدعم والتفكير بذكاء:

تذكَّر، على الرغم من أنَّك لم تتغير، فقد تغيرت وظيفتك، وتحتاج إلى التخلي عن العمل الذي كنت تؤديه، ومعرفة ما هو العمل الجديد على مستوى المدير؛ لذا أولاً وقبل كل شيء، توقف عن القيام بعملك القديم، فإذا لم تفعل ذلك، فلن يكون لديك أي وسيلة لتمييز وظيفتك الجديدة بوصفك مديراً عن وظيفتك القديمة بوصفك زميلاً، وسيكون من الصعب على فريقك الجديد معرفة وظيفتك الجديدة وكيف يمكنهم دعمك.

في أسوأ الأحوال، سيبدو أنَّك تتنافس معهم، وأفضل طريقة اكتشفتها للتعرف إلى الوظيفة الجديدة، هي أن تسأل الجميع في مؤسستك عما يعتقدون أنَّه هام، فاعقد الكثير من الاجتماعات الفردية واسأل الأشخاص عما يعتقدون أنَّه يسير على ما يرام، وما الذي يعتقدون أنَّه يجب تغييره أو تحسينه.

وإذا كنت لا تستطيع التحدث إلى الجميع لأنَّ عددهم كبير، فتحدث إلى عينة تمثِّل الجميع، وتحدث إلى أكبر عدد ممكن من الأشخاص؛ فعلى سبيل المثال، عندما بدأت وظيفتي مع 150 موظفاً، أمضيت أول أسبوعين في عقد 80 اجتماعاً على انفراد، وكان التحدث إلى الجميع أفضل بداية بالنسبة إليَّ في هذا المنصب القيادي.

لقد أظهر لي ما سيحدث، ووضَّح للموظفين أنَّني أحترمهم، وأيضاً، عندما بدأت وظيفتي بصفتي مديرةً، كان يوجد نحو 3000 شخص، وقد أمضيت الأسابيع الستة الأولى في اجتماعات مراجعة الأعمال مع كل شركة وفريق ميداني في الشركة، فلن أبدأ وظيفة قيادية أبداً دون القيام بهذه الخطوة؛ والنتيجة أنَّني تصرفت بذكاء وحصلت على قدر هائل من الدعم.

3. اتخاذ القرارات:

يمنحك عقد هذا الكم من المحادثات المفيدة الوضوح في:

  • ما هي القرارات التي يتعين اتخاذها؟
  • ما هي النزاعات التي يجب حلها؟
  • ما هي الأشياء التي تحتاج إلى مزيد من الوضوح؟
  • ما هي الأشياء التي يجب إيقافها أو إصلاحها أو ابتكارها؟
  • ما هي الأشياء التي يجب توضيحها بشكل أفضل؟
  • ما هي الخطط التي تحتاج إلى توضيح أو حفظ؟
  • ماذا يحتاج الناس ليشعروا بالتقدير أو ليتحملوا المسؤولية؟

قد تشكل كل هذه الأشياء وظيفتك الجديدة، ومن أهم الأشياء التي يمكنك القيام بها بصفتك قائداً هي إزالة الشك؛ فلذا اكتشف الحالات التي يسودها الغموض، واتخذ قرارات، وتواصل بوضوح؛ إذ سيساعدك التحدث إلى الجميع على القيام بعمل رائع في هذا الشأن، وبوصفك قائداً جديداً، فإنَّ إظهار أنَّ لديك فكرة، وأنَّك تتخذ قرارات جيدة هو أفضل طريقة لجعل مؤسستك تدعمك.

شاهد بالفديو: 8 خطوات لتكون حازماً في اتخاذ القرارات

 

4. إعطاء التوجيهات فقط عند الضرورة:

هنا مجال آخر غالباً ما يتردد فيه المديرون الجدد الذين يتعاملون مع أقرانهم السابقين، بينما يُعَدُّ الإنصات والحصول على الآراء وزيادة الذكاء أموراً رائعة، ففي بعض الأوقات تحتاج بصفتك قائداً إلى تقديم التوجيهات، ويمكن أن تشعر بعدم الارتياح، فلا تقع في أزمة ثقة، لا داعي لذلك.

لقد حصلت على هذا العمل بمجهودك، وعليك أن تقول: لقد استمعت لجميع آرائك، والآن اتخذت قراراً، فإليك ما أريدك أن تفعله: أريدك أن تسهم في الخطة للوصول إلى هدفك وكيفية قياس التقدم الذي أحرزته، لكنَّني لا أريد أيَّة مشكلات في النتائج بعد الآن، وهذا هو التوجه الذي سنتخذه.

إقرأ أيضاً: نظام تخطيط "هوشين": توجيه الجميع في الاتجاه الصحيح

كيف تكسب المزيد من الدعم وتصبح أكثر ذكاءً؟

ليس من المفيد رفض تقديم التوجيهات بسبب أنَّ التصرف بطريقة متسلطة مع الزملاء السابقين يجعلك تشعر بعدم الارتياح، فاجمع الآراء لكسب الدعم ولتصبح أكثر ذكاءً في العمل، ومن ثم اتخذ القرار، وكن واضحاً جداً بشأن القرار والتوجيه عند الضرورة، فهذه هي وظيفتك الجديدة، وستجد أنَّ موظفيك الجدد سيحترمون ذلك، خاصة إذا كنت قد اتبعت الخطوات الموضحة آنفاً لاحترامهم خلال هذا الانتقال.

المصدر




مقالات مرتبطة