4 أمور يجب تذكُّرها عندما يتملكك الخوف

لقد أُتيحت لي فرصةٌ كنت أعمل من أجلها لفترة من الوقت، وكنت أعرف من خبرتي السابقة أنَّ حماستي ستتلاشى تماماً إذا استسلمت للخوف، واعتقدت أنَّني تغلبت على الخوف إلى الأبد؛ لكنَّني أدركت الآن أنَّ حتى أكثر الناس وعياً ما يزالون يستسلمون للخوف لدرجةٍ قد تشلُّ حياتهم تماماً.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذٌ عن الكاتبة إنجل كِرنوف (Angel Chernoff)، وتُذكرنا فيه بضرورة مواجهة مخاوفنا.

إنَّ الخوف يقضي على حماستنا، ومهما اعتقدنا أنَّنا متحمسون، سواء لفرصة أم تجربة أم أي شيء آخر، يمكن للخوف أن يدمر هذه الحماسة، وقد يتجلى ذلك بطرائق عدة، وإذا لم نكن حذرين، فيمكن أن يُخضعنا تماماً.

إليك أربعة أمور ضرورية يجب أن تتذكرها عندما تستسلم للخوف:

1. تجنُّب التفكير المبالغ فيه:

يجعلنا الخوف عرضةً للشلل التحليلي، عندما نسمح للخوف بإضعاف حماستنا، فإنَّه يمنعنا من التقدم، نصاب بالشلل لمجرد التفكير في تجاوز هذا الخوف والشعور بعواطف أكثر إيجابية، ونركز على الفرص الضائعة وتخيُّل السيناريو الأسوأ دائماً، ويعجز دماغنا المليء بالخوف عن تذكر النجاحات السابقة، ويصبح مركزاً بالكامل على المآسي القادمة، تشلنا مشاعر القلق والشك، وتضعنا في دوامة يصعب الخروج منها.

لذا فإنَّ الحل هو التوقف عن التفكير والبدء في العمل، ولا تخف من التغيير؛ بل غير الخوف خطوةً تلو الأخرى.

شاهد بالفديو: 12 أمراً يساعدك في التغلب على الخوف

2. عدم قدرة الخوف على أذيَّتنا:

كانت الأعراض الجسدية للخوف ضروريةً في الماضي، بوصفها استجابة الكر أو الفر، وإفراز الأدرينالين، والإحساس بأنَّ أجسامنا في حالة تأهب قصوى، ولقد أنقذتنا هذه الأحاسيس الجسدية في المواقف التي هددت حياتنا.

لكن في هذه الأيام قلَّت المخاطر الجسدية الحقيقية، وعلى الرَّغم من أنَّ أدمغتنا الواعية تُدرك تماماً هذه الحقيقة، فإنَّ عقلنا الباطن بطيء التعلم، ونتيجةً لذلك، عندما نشعر بالخوف تجاه حدثٍ حياتي أو فرصةٍ جديدة، فإنَّ هذا الخوف يثير الأعراض الجسدية نفسها سابقة الذكر، مما يُضعِف حماستنا؛ لأنَّنا نبدأ في الانهيار جسدياً، كما أنَّ هذه الأحاسيس التي تتراوح من خفقان القلب إلى التنفس السريع، تُسبب مزيداً من الذعر والخوف؛ لكنَّ جميع هذه الأحاسيس هي مجرد تخيلات كاذبة؛ لذا خذ نفساً عميقاً، وركِّز على الحقيقة مجدداً.

إقرأ أيضاً: 6 طرق للتخلص من الخوف والتحلي بالقوة والشجاعة

3. إنَّك كافٍ تماماً كما أنت:

يُحرض الخوف الإصابة بمتلازمة المحتال، ويجعلنا نعتقد أنَّنا لسنا جيدين أو أقوياء بما فيه الكفاية، وعندما نسمح لأنفسنا بالتفكير بهذه الطريقة، فإنَّنا نستسلم للخوف، ونبدأ التشكيك في الفرصة التي حصلنا عليها؛ لأنَّنا نخشى أن يكتشف الآخرون هويتنا الحقيقية، وتشلُّ المخاوف قدرتنا على التفكير بوضوح والاستمتاع بالحماسة التي يثيرها الموقف، ويدمر الخوف مشاعرنا الإيجابية؛ إذ نقنع أنفسنا لا شعورياً أنَّنا محتالون، ولسنا جيدين بما فيه الكفاية، كما يجعلنا نعتقد بأنَّ النجاحات السابقة ليست ملكنا؛ وإنَّما كانت نتيجة الحظ أو التوقيت المناسب، وعندها نفقد حماستنا للفرصة الجديدة.

يجب عليك إلغاء هذا النوع من التفكير السلبي، فلا أحد ولا شيء يمكن أن يجعلك تشعر بالنقص دون موافقتك.

4. لست وحيداً في شعورك بالخوف:

يجبِرنا الخوف على التراجع، مما يقضي على حماستنا، وعندما نسمح للخوف بإضعاف حماستنا، سوف نشعر بالحرج والخوف في الوقت نفسه، إنَّنا نُقنِع أنفسنا أنَّ أحداً لم يمر بما نمر به أو سيشعر بما نشعر به حالياً، ننزوي على أنفسنا من شدة شعورنا بالخوف، ثم نعود إلى العزلة ومزيد من التفكير المفرط مُجرَّدين من أي مرح وخائفين ومحرجين، مما يغذي بدوره مخاوفنا؛ لكنَّك لست وحدك؛ فمعظمنا يعانون تماماً مما تعانيه، جميعنا نخوض المعركة نفسها.

إقرأ أيضاً: كيف تحول الخوف إلى عمل مثمر؟

في الختام:

واجه خوفك ولا تسمح له بإحباطك، وسيطر على خوفك وحاول الشعور بالامتنان بدلاً منه، وحاول أيضاً رؤية الجانب المشرق في كل موقف يبدو مخيفاً، واتخذ إجراءاتٍ حقيقية، ويجب أن تُدرك أنَّ الواقع ليس مخيفاً أبداً كما يبدو للوهلة الأولى، وأنَّ مواجهة مخاوفك بالتدريج هي الخطوة الأولى لإدراك ذلك.




مقالات مرتبطة