4 أسباب تفسِّر ضرورة الاعتناء بالنفس

نحن نخشى معاملة أنفسنا جيداً، فمنذ آلاف السنين، علَّمنا بعضنا بعضاً أنَّنا يجب أن نكون متواضعين وغير أنانيين، ومستعدين لأن نكون عطوفين ولا نشتهي أي شيء لأنفسنا؛ وهذه نصيحة جيدة جداً، ولكنَّنا نبالغ فيها.



الاعتناء بنفسك:

نحن نميل إلى أن نخاف جداً من أن نكون لطيفين مع أنفسنا، فنخاف من أن نبدو أنانيين، ومغرورين، وساعين إلى إرضاء الذات؛ فنقلِّل من شأن إنجازاتنا، ونحرم أنفسنا من المكافآت والتهاني التي نستحقها، والاعتناء بأنفسنا بطريقة حقيقية.

4 أسباب تفسِّر ضرورة الاعتناء بالنفس:

أظهرت الدراسات أنَّ الأشخاص الذين يأخذون وقتاً للاسترخاء والعناية بأنفسهم يعانون من أمراضٍ أقل، وذلك على الأمد القصير والطويل؛ ويُترجَم ذلك إلى عددٍ أقل من نزلات البرد، وتقليل مخاطر الإصابة بالسكري، وأمراض القلب، وزيادة التحمُّل لمسبِّبات الحساسية؛ إذ إنَّ هناك كثيراً من الأسباب الهامة التي تجعلك تعتني بنفسك. إليك بعضاً منها:

1. الإجهاد يزيد احتمال الوفاة:

كان يحيط بالبشر البدائيين مختلف أنواع الأخطار التي يجب الانتباه إليها والحذر منها؛ كالبشر الآخرين، والحيوانات المفترسة، وحتى البيئة احتوت على مخاطر مُميتة؛ ونتيجةً لذلك، تطوَّر البشر مع جهازين متكاملين للمساعدة على التعامل مع التوتر، وهما الجهاز العصبي الودِّي، والجهاز العصبي نظير الودِّي.

إذ يسيطر الجهاز نظير الودِّي عندما نكون في حالة راحة، ويثير مشاعر الجوع والاسترخاء، في حين يحفِّز الجهاز العصبي الودِّي ما نعرفه باستجابة "الكر أو الفر".

فقد يُفرز الأدرينالين والكورتيزول لنتمكَّن من الدفاع عن أنفسنا، أو الهروب من الظروف التي يُحتمل أن تكون خطرة، ويمكن استخدامها إمَّا في الكر أو الفر، ومع ذلك، فإنَّ ما يحفِّز الجهاز العصبي الودي اليوم مختلف تماماً.

فقد ينشط جهازنا العصبي الودِّي في المواقف طويلة الأمد وغير المهددة للحياة، مثل الإجهاد المرتبط بالعمل، والذي يأتي مع مشاعر الشعور بالذنب أو الإحراج أو العار، وعندما تصلنا أخبار سيئة مثلاً.

وتتدفَّق الهرمونات التي يفرزها الجهاز العصبي الودي لفترات أطول بالنسبة إلى معظم الأشخاص، بلا توقف، ولا تُحرَق بالنشاط؛ بل بدلاً من ذلك، يزداد إفراز هذه الهرمونات بسبب قلقنا بشأن حياتنا اليومية.

إقرأ أيضاً: 5 نصائح للعناية بالنفس حينما تكون دائم الانشغال

2. ممارسة حب الذات:

من خلال ممارسة الحب تجاه أنفسنا، يمكننا التقليل من الآثار السلبية للتوتر، وكذلك تقليل إفراز الهرمونات المرتبطة بالتوتر؛ إذ يمارس الأدرينالين والكورتيزول تأثيرهما في الجسم على الأمد الطويل، ويرفعان من مستويات سكر الدم، ويخفضان مستويات الدوبامين، ويقلِّلان الشهية، ويحرماننا من النوم الهانئ؛ فالفكرة من وراء هذا النظام، هي أن نبقى يقظين، وتوفير الطاقة اللازمة للتعامل مع الضغوطات، ولكن عندما تغزو كل تلك الهرمونات جسمك إلى أجل غير مسمَّى، فإنَّها تؤثر سلباً في جسدك وعقلك.

يمكن أن يؤدي هذا إلى أمراضٍ جسدية، من نزلات البرد والإنفلونزا، إلى مرض السكري وأمراض القلب، ويمكن أن يؤدي أيضاً إلى أمراضٍ نفسية؛ مثل الاكتئاب والقلق؛ وإنَّ ممارسة حب الذات هي إحدى طرائق تقليل التوتر، ومن ثمَّ تقليل تدفُّق هذه الهرمونات.

شاهد بالفيديو: 10 طرق للاعتناء بالنفس

3. الاعتناء بنفسك هو التعاطف الذاتي:

يقول المخرج "ديبوراه داي" (Deborah Day): "إنَّ تغذية نفسك بطريقةٍ تساعدك على التقدم في الاتجاه الذي تريده هي أمر يمكن تحقيقه، وأنت تستحق كل هذا الجهد"؛ لذلك، فإنَّ الاعتناء بنفسك ليس ترفاً بقدر ما هو شكل يسير من أشكال تعافي الجسم والعقل، ويمكن أن يندرج ذلك حتى تحت فئة التعامل مع التوتر.

يتعلَّق التعاطف مع الذات بمسامحة نفسك على الأخطاء، لكنَّ العقل الذي يتعرَّض للضغط والتوتر بسبب الهرمونات الجسدية، سيظل متحيِّزاً نتيجة وجود هذا التوتر، فقد يساعدنا التخلص من التوتر في الواقع على إدارة التوتر إدارةً أفضل، وإنَّ الاعتناء بنفسك جزء كبير من ذلك؛ وعلاوةً على ذلك، فإنَّ التحسُّن بفضل التدليك أو حتى الساونا، يُترجَم إلى شعور جيد يعزِّز ثقتك بنفسك.

إقرأ أيضاً: 3 طرق لتحقيق النجاح عن طريق تعزيز التعاطف مع الذات

4. الاعتناء بنفسك في المنزل:

معظم الناس ما يزالون يعتقدون أنَّ الاعتناء بأنفسهم هو نوع من أنواع الترف، ويكرهون إنفاق كثير من المال عليه؛ ولحسن الحظ، هناك كثير من الطرائق لجني فوائد الاعتناء بنفسك في المنزل، دون تكاليف باهظة؛ إذ يوجد في الإنترنت كثير من النصائح اليسيرة التي تعلِّمك ممارسة الاعتناء بنفسك بمكوناتٍ من حديقتك أو من محل بقالة.

على سبيل المثال، الأفوكادو مليء بالكولاجين الذي يرطِّب البشرة، والزنابق رائعة لتقليل الاكتئاب، فحتى مجرد رؤية الزنبق يمكن أن تؤدي إلى إفراز كميات صغيرة من الهرمونات المرتبطة بالبهجة، ويمكن الاستحمام بالشاي الأخضر أو وضعه على الجلد والشعر، لتجديد حيويته.

إذا اعتاد الآخرون على اعتنائك بهم، فقد لا يرغبون أن تأخذ الوقت الكافي للاعتناء بنفسك بدلاً منهم، فقد تواجه مقاومةً من الأشخاص الذين ما يزالون يتمتَّعون بعقلية أنَّ الاعتناء بالنفس يُعَدُّ ترفاً، ومع ذلك، مع تزايد الأدلة التي تدعم الفوائد الصحية للاعتناء بالنفس، يتَّضح يوماً بعد يوم أنَّ الذين يرفضون الاعتناء بذاتهم مخطئون.

في الختام:

لا يجب الخلط بين الاهتمام بالنفس، والانشغال كلياً بها، فأن تأخذ بعض الوقت "لنفسك" هو شيءٌ مختلف عن الترف، مع وضع كل هذا في الحسبان، انطلق وأظهر لنفسك بعض اللطف، وسوف تشكر نفسك على ذلك.

المصدر




مقالات مرتبطة