المللُ الحقيقيُّ متأصلٌ في الشعور بالوحدة، عندما تكون مستلقياً وتشاهد التلفاز ولا تفعل أي شيء مفيد، وثمَّة فرقٌ كبيرٌ بين أن تكون وحيداً في أثناء السعي من أجل حلمك ومشاهدة التلفاز على أمل أن يلفت شيءٌ ما انتباهَك ويجعلكَ تضحك، وغالباً ما نقول إنَّنا نشعر بالملل عندما نخرج مع الأصدقاء؛ لكنَّ الملل الحقيقي لا يرتبط بالأصدقاء؛ وإنَّما عندما نكون وحدنا ونشعر بأنَّنا لا نستطيع تصديق أي شخص؛ إذاً ما الذي يمكنك فعله اليوم لإضفاء المعنى والفرح إلى حياتك؟
نقدم لك في هذا المقال 4 نصائح لتجنب الحياة المملة:
1. اتَّخذ القرار بشأن سعادتك:
قد يبدو الأمر سهلاً للغاية، ومع ذلك لا يتخذ الناس هذا القرار، فاعلم أنَّك أنت من يقرر أن تكون أكثر سعادةً ورضىً وبهجة في الحياة، أو الاستمرار في المماطلة وعيش حياة مريحة، وكل صباح عندما تستيقظ اتخذ قراراً بأنَّك اليوم سترسم الابتسامة على وجه شخص ما، أو ستواجه اليوم تحدياً كبيراً وتبدأ في تناول طعام صحي، ويجب أن تستخدم كلمات محددة لترسم الابتسامة على وجه شخص ما، ويجب أن تعرف الأطعمة التي يجب أن تتجنبها والأطعمة الصحية التي يجب عليك تناولها، ويجب أن تكون لديك خطة عمل محددة تساعدك على تحقيق حلمك.
شاهد بالفيديو: 8 طرق مثبتة علمياً لنيل السعادة
2. جرِّب أشياء جديدة:
منذ طفولتنا نحن فضوليُّون للغاية ونرغب في التعرف إلى العالم بأسره، وهذا هو السبب في كون الأطفال هم أسعد البشر في العالم، ومع ذلك كلما تقدمنا في العمر؛ يصبح طرح الأسئلة بالنسبة إلينا أكثر حرجاً في نظر بعض الناس؛ فبوصفنا أشخاصاً بالغين نتصرف بجدية في حياتنا اليومية، ونخفي فضولنا حتى لا نبدو كالأطفال؛ لكنَّك لا تحتاج إلى أي بحث في مجال علم النفس العصبي لتعرف أنَّ عقلك يركز وينتبه عندما تتعلم أموراً جديدة بحواسك.
ابدأ باستكشاف العالم وتعلَّم مهارات جديدة، وابتعد عن العالم الرقمي من حين إلى آخر، وانتبه لأفكارك، واذهب إلى النادي إذا كنت لا تفعل ذلك كثيراً، فقط وسِّع منطقة الراحة الخاصة بك، ونشِّط عقلك، وزد معدل نبضات قلبك، واستمر في تجربة أمور جديدة.
3. واجه تحديات جديدة:
ما الذي يمكن أن ينشط عقلك أكثر من النشاطات التي تخاف منها؟ ابدأ بالتغلب على خوفك، وجرب التغيير إذا كنت تخشى ذلك؛ مثلاً ابدأ بمشروعٍ ما، وحقق حلمك، وألقِ خطاباً أمام الناس؛ إذ يوجد كثير من الأمور التي قد تخشاها، وسترى مدى شعورك بالسعادة والبهجة والرضى عندما تتغلب على خوفك، وحتى إذا فشلت يمكنك التعلم من فشلك والقيام بما تريده بصورة أفضل في المرة القادمة.
يستغرق الأمر وقتاً لتعتاد التغيير والوجود في بيئة جديدة، ولكن بصرف النظر عن حجم خوفك يجب عليك مواجهته للمضي قدماً والشعور بالسعادة والاندماج.
4. أجرِ النقاشات:
نحن نشعر بالملل عندما نكون وحدنا ولا ننجز أي شيء مفيد، وأفضل علاج هو إجراء نقاش مع شخص لا نلتقي به كل يوم، ولا يهم إذا كنت ستتحدَّث عن موضوعات مُسلِّية أم موضوعات جادة وذات مغزى، وعندما نجري محادثةً جادةً وعميقةً مع الأشخاص نكون واضحين معهم بحيث نشاركهم المشكلات المشتركة ونسعى إلى حلها؛ لكنَّ هذا لا يعني أن تتحدث عن الأمور الجادة فقط؛ بل بإمكانك التحدُّث عن الأوقات التي خرجتما فيها معاً، وكيف استمتعتما بوقتكما، ثمَّ تذكر شعورك بالسعادة عندما عدت إلى المنزل.
في بعض الأحيان يمكن أن يساعدك إجراء محادثة مع أحبائك، لكن من الأفضل لك الخروج مع أشخاص لا تعرفهم جيداً، ويمكنك التعرف إلى حياتهم ووجهات نظرهم، بحيث تأخذ المحادثة بُعداً مختلفاً تماماً مقارنةً بالمحادثة مع العائلة أو الأصدقاء المقربين، وبإمكانك أيضاً أن ترفع هاتفك وتتصل بشخص لا تعرفه جيداً.
في الختام:
ليس صعباً عيش حياة مليئة بالتحديات والفرح، والأمر عائد إليك، فعندما تتخذ قراراً بإضفاء مزيد من المتعة إلى حياتك، وتستمر في تجربة أمور جديدة، أو تواجه تحديات كبيرة، أو تتواصل مع شخص ما للتحدث معه؛ فإنَّك ستعيش ما نسميه بالحياة الملهمة.
أضف تعليقاً