3 نصائح لتخفيف التوتر وإنشاء بيئة عمل مريحة لموظفيك

لدى كل ربِّ عملٍ تصوُّره الخاص عن فريق العمل المثالي، لكن معظمهم يوافقون أنَّ فريق العمل المثالي سيكون مؤلَّفاً من موظفين متحمِّسين لأداء العمل، ويبذلون جهداً كبيراً، ويحققون أهدافهم كل شهر، وفي حين أنَّ هذا الشغف الكبير للعمل هو العامل الأكثر أهمية في جعل الموظفين متحمِّسين لعملهم، إلَّا أنَّ الضغط الزائد على الموظَّف قد يؤدي إلى نتائج عكسية.



في الوضع المثالي، يشعر كل موظف بالراحة والثقة برئيسه وزملائه في العمل، لكنَّ الوضع ليس على هذه الحال دائماً؛ إذ يظنُّ كثيرٌ من الموظفين أنَّه لا يجب إظهار الضعف أو الإحباط الناتجين عن ضغط العمل، الأمر الذي يؤدي إلى معاناتهم من التوتر.

يؤدي هذا النوع من عبء العمل إلى تعاسة الموظفين الذين قد يخسرون عملهم بسبب مشكلات صحية متعلقة بالتوتر، وقد أصبح ضغط العمل والقلق أمراً شبيهاً بالوباء في عصرنا هذا، ووَفقاً لتقرير نشره موقع "تايم أوف" (Time OFF) وطُرِح فيه السؤال الآتي: لماذا لا نأخذ إجازاتنا المأجورة؟

وجد التقرير أنَّ ثلاثة أرباع الموظفين يعانون من التوتر في أثناء العمل، وفي العام الفائت قام موقع "كوم سايك" (ComPsych) باستطلاع شمل 2.000 موظفاً، ووجد أنَّ 60% من الموظفين اختبروا مستويات مرتفعة جداً من التوتر لدرجة أنَّهم شعرواً غالباً بالإرهاق الشديد أو فقدان السيطرة على أعصابهم، وقال 32% منهم إنَّهم عانوا من توتر مستمر لكن تحت السيطرة.

هذه المستويات العالية من التوتر تؤثر في الإنتاجية؛ إذ قال 75% من العمَّال إنَّهم خسروا ساعة من الإنتاجية يومياً؛ وهذا يعني خسارة 300 مليار دولار لأرباب الأعمال، وتشير الخسائر التي يتحمَّلها أرباب العمل والموظفون على حدٍّ سواء إلى أنَّ الشركات تحتاج إلى إنشاء ثقافة في بيئات العمل؛ إذ يشعر الموظفون بالراحة ويستطيعون التعبير عن مشاعرهم واحتياجاتهم؛ ولهذا يجب أن تُنشئ بيئة عمل يشعر فيها الموظف بالأمان بحيث يستطيع التعبير والتواصل بصراحة مع الآخرين.

إقرأ أيضاً: 4 أنواع من الحدود تساعدك على تخفيف التوتر

التعبير عن المشاعر يزيد من الشغف والدافع:

الشغف والدافع مرتبطان ارتباطاً مباشراً بالحافز الذي يدفع الموظف للعمل، والموظفون الذين لديهم ارتباط عاطفي بعملهم أكثر قدرةً على تحقيق الأهداف والتوقعات، ولسوء الحظ، فإنَّ استطلاعاً قام به موقع "آتشيفرز" (Achievers) بعنوان: "الفجوة الكبيرة: حالة الموظف غير المندمج" بيَّن أنَّ 57% من الموظفين لا يشعرون بالحماسة لتحقيق رسالة شركتهم.

وإنَّ عدم فهم الموظفين لقيمة عملهم، وعدم القدرة على المضي قُدُماً في مهامهم حتى الوصول إلى النتائج النهائية، كل هذا يُنشئ نوعاً من الانفصال بين الموظف ووظيفته، والموظفون الذين يكتمون مشاعرهم المتعلِّقة بالعمل معرَّضون أكثر من غيرهم لاختبار مستويات عالية من التوتر والاحتراق الوظيفي؛ وهذا لا يضر فقط بالموظفين؛ بل الشركات أيضاً تخسر موظفين بارعين بسبب عدم قدرتهم على التعبير عن مخاوفهم التي تتعلق بالعمل.

إنَّ الرغبة في الظهور بمظهر "شهيد العمل" (Work martyr) هي أفضل تعبير عن هذه الحالة التي يمضي فيها الموظف إلى أقصى حدود الإرهاق، ولسوء الحظ، فإنَّ 47% من الموظفين غير السعداء في حياتهم المهنية يظنُّون أنَّه أمر جيد أن يُنظَر إليهم بصفتهم شهيد عمل من قِبل رؤسائهم؛ وذلك وَفقاً لتقرير نُشِر في موقع "تايم أوف" بعنوان: "الحكاية التحذيرية لشهداء العمل"؛ إذ قام الموقع باستطلاع شمل 5641 عاملاً في وقت سابق من هذا العام.

إنَّ التعريف الأكثر تداولاً لشهيد العمل، هو الشخص الذي يقدِّم تضحيات عظيمة في سبيل العمل، لكن في النهاية قد ينتهي الأمر بهذه الحماسة الشديدة إلى خسارة الشخص نفسه لوظيفته؛ ولهذا يكون من الهام جداً أن يشجع القادة في الشركات الموظفين على التعبير عن مشاعرهم ودوافعهم عندما يتعلق الأمر بعبء العمل والصحة.

يمكن تحقيق ذلك من خلال اتباع هذه النصائح:

1. كن قدوة لموظفيك:

الموظفون الذين يرون قادة الشركة يستمرُّون في العمل حتى ساعات متأخرة من الليل، ولا يأخذون يوم إجازة، والذين يكتمون كل ما يشعرون به من مخاوف، بسهولة، يتَّبعون في مسيرتهم المهنية النهج نفسه؛ لذلك من مسؤوليات المدير أن يُنظِّم توقعات فريق العمل بأكمله، ومن ثمَّ من الضروري أن يرى الموظفون هذا المدير يغادر مكتبه كل يوم عندما ينتهي العمل.

على الأرجح، لدى موظفوك هذه الرغبة في تخصيص وقت لأنفسهم ولعائلاتهم، ولكنَّهم يخشون أن يُنظَر إليهم بصفتهم موظفين ضعفاء في الشركة؛ لذا كن صريحاً ومنفتحاً مع الموظفين، واجعلهم يدركون أنَّهم يبلون بلاءً حسناً وأنَّه من الهام لصحتهم ولرفاهيتهم ولعملهم أن يخصِّصوا بعض الوقت لأنفسهم.

شاهد بالفيديو: 6 اقتراحات للتعامل مع التوتر

2. شجِّع الموظفين على التعبير عن مشاعرهم:

عندما لا يشعر الموظف بأنَّه من الممكن التعبير عن مشاعره، فإنَّه يشعر بكثيرٍ من التوتر بسبب عبء العمل، وما يضعه من أهداف ومواعيد النهائية؛ لذلك استغل الاجتماعات الأسبوعية أو الشهرية للعمل مع الموظفين فيما يتعلق بتوقعات سير العمل.

من الضروري أن يشعر الموظفون أنَّهم يمكنهم أن يكونوا صريحين بشأن ما يشعرون أنَّه معقول أو التعبير عن أنَّ عبء العمل فوق طاقتهم، ويمكن لقادة الشركات تحقيق ذلك من خلال منح الموظفين خيارات متعددة يستطيعون من خلالها اختيار ما يرونه أنَّه تحدٍّ مناسب.

إقرأ أيضاً: هل يشعر موظفوك بالضغط؟ 3 أمور يجب عليك فعلها لتجاوز ذلك

3. تواصل مع الموظفين باستمرار:

كبت المشاعر هو عادة يمارسها معظم الموظفين، ولا يمكنهم التخلِّي عنها بين عشية وضحاها؛ إذ يتطلَّب الأمر كثيراً من الجهد من قِبل الشركة وقادتها، لكسب ثقة الموظف وإنشاء بيئة عمل لا تنتهج إصدار الأحكام، وفي الوظائف ذات المستوى العالي من التنافسية، مثل المبيعات، تزداد أهمية التأكُّد من أنَّ الموظف لا ينهار تحت وطأة ضغط العمل.

اجتمِع مع موظفيك اجتماعاً منتظماً، وشاركهم تجاربك ومخاوفك ومشاعرك الحالية والسابقة، وإذا شعر بعض الموظفين بكثيرٍ من التوتر، فنظِّم لائحةً بحيث تُقسِّم الأهداف فيها إلى أهداف أسبوعية وشهرية، وتضع خلالها طرائق لحلِّ بعض مشكلات ضغط العمل.

وفي نهاية المطاف، إنَّ سلامة الموظف تنعكس إيجاباً على الشركة وأدائها؛ لذلك يجب على أرباب العمل إيلاء اهتمام خاص بهذا الجانب من العمل.

المصدر




مقالات مرتبطة