3 مقاييس هامة لقياس الأهداف القابلة للتحقيق

النهج الناجح للوصول إلى أهداف قابلة للتحقيق هو بدء التخطيط الدقيق لها، سواء عند اتخاذ قرار مهني أم وضع خطة عمل أم التخطيط لحدث هام في الحياة، إذ إنَّ التجارب تخبرنا أنَّك لست مختلفاً عن المسوِّقين في هذه الجزئية.



فيما يلي خمس خطواتٍ للتسويق، مقتبسة من سيث غودين (Seth Godin):

  1. تحديد قيمة لفكرتك: إذا كان لديك فكرة رائدة تجذب انتباه الناس اجعلها جذابة ومثيرة للاهتمام.
  2. البحث عن الأشخاص المهتمين بأفكارك: لا يهتم الناس بمدى روعة منتجك؛ بل الذي يثير اهتمامهم أكثر أن تتحدث الفكرة عن شيءٍ يحتاجون إليه؛ لذا تواصل مع الأشخاص الذين يحتاجون ما تُسوِّق إليه.
  3. اختيار قصة تُهِمُّ جمهورك المستهدف: يمكنك الاستفادة من تجاربك الشخصية ومهاراتك في سرد القصص المفيدة، وكذلك التأكد من ارتباط جمهورك بعملك وأفكارك.
  4. الترويج لأفكارك: استخدم موارد تسويقية وإعلامية فعالة للترويج لمنتجك أو فكرتك.
  5. الحفاظ على الثبات: الجزء الأكثر إهمالاً في التسويق هو متابعة تقدُّمك بمرور الوقت؛ لذلك حافظ على رتم عملك، ولا تستسلم.

ما هي قصتك؟

قد تصادف خلال مسيرتك المهنية الكثير من الأشخاص الذين لديهم أفكار وقصص رائعة تستحق المشاركة، لكن تلك القصص عشوائية ومحدودة بالأشخاص أنفسهم، كما لو أنَّها وُجِدَت لتسلِّينا لا لتعلِّمنا.

وأنت أيضاً، لا بد أنَّك تمتلك تجارب تطفو فوق سطح العقل وتنتظر مبرراً يتيح لها الخروج إلى عالم الواقع، فإذا كنت ترغب بتعزيز أهدافك، فإنَّ الاستفادة من هذه الأفكار يمكن أن ينمِّق استراتيجيتك، ويزيد قدرتها على الاستمرار في عالمٍ مليءٍ بالابتكار والتنافس.

قد يؤدي الفشل في ربط قصتك برغباتك إلى تثبيط دوافعك الشخصية التي تهدف إلى الحفاظ على تركيزك طوال رحلة تحقيق الأهداف التي تخطط لها، فيما يلي 3 مقاييس هامة لقياس الأهداف القابلة للتحقيق:

1. ضع خطة بسيطة لتحديد الأهداف، حدد "ماذا" و"كيف" (الهدف وكيفية تحقيقه):

تحدَّث جون دوير (John Doerr) مؤلف كتاب قياس المهم (Measure What Matters)، على منصة تيد (Ted Talk) عن أهمية تحديد الأهداف الصحيحة على طريق النجاح، والأهم من ذلك، أكَّد على أهمية العثور على إجابة عن أسئلة "ماذا" و"كيف" و"لماذا" عند السعي لتحقيق أهداف العمل.

تحدث جون باعتزاز عن مديره السابق الأستاذ أندي غروف (Andy Grove)، وناقش نظرية غروف في تحديد الأهداف والنتائج الرئيسة (OKRs) التي تستخدمها الشركات الكبرى في جميع أنحاء العالم في الوقت الحاضر، وقد قسَّم نظام تحديد الأهداف إلى أهداف ونتائج رئيسة.

الأهداف هي "الاتجاه" الذي يعطيه المرء لنهج أعماله، والنتائج الرئيسة هي أسئلة بسيطة تكون إجاباتها نعم أو لا، وتخبرك ما إذا كنت قد نفذت أو حققت شيئاً بنجاح؛ فدعونا نستعرض هذا بالتفصيل:

إقرأ أيضاً: 5 قواعد ذهبية مثبتة علميًا في تحديد الأهداف

1. 1. الهدف "ماذا":

الهدف هو كل ما تريد تحقيقه، ومن المفترض أن تكون أهدافك واقعية وذات توجُّه عملي وملهمة؛ لأنَّ ذلك يساعدك على تبسيط أهدافك واستراتيجياتك التي يمكن تحقيقها وتسمح لك بتحديد ما هو ضروري وعاجل.

1. 2. النتائج الرئيسة "كيف":

نتائجك الرئيسة هي استمرارٌ للهدف؛ لذا اسأل نفسك كيف ستنجزها، واجعلها واقعية وهادفة وحدد فترة زمنية لتنفيذها؛ حيث يتيح لك طرح هذا السؤال على نفسك تعزيز خططك وتحديد نقاط قوتك والمجالات التي تحتاج إلى المزيد من العمل لتحقيقها.

1. 3. الجزء الهام "كيف تحدد أهدافاً قابلة للتحقيق؟":

بالعودة إلى عنوان هذه المقالة، يجب أن يكون لكل شخص معيار شخصي للقياس عند تحديد الأهداف؛ هناك بعض الأشخاص بدؤوا للتو بالسعي إلى تحقيق أهدافهم؛ لذا فإنَّ معيار القياس بالنسبة لهم سيكون مختلفاً عن أولئك الذين لديهم سنوات من الخبرة في التخطيط لتطوير شيء عملوا عليه طوال مسيرتهم.

إنَّ قياس الهدف هو ما يعطيه جوهره الحقيقي، إذا لم تقس هدفك سيكون مجرد رغبة فقط؛ لذا عندما تملأ حياتك بالأهداف الشخصية وتتبع النتائج الرئيسة تضمن البقاء على المسار الصحيح؛ فيصبح الأمر على النحو التالي: سأحدد (هدفاً) كما سأقوم بقياسه بواسطة (مجموعة من النتائج الرئيسة).

شاهد بالفيديو: 20 مثالاً على الأهداف الشخصية الذكية لتحسين حياتك

مثال عن الهدف والنتيجة الرئيسة (OKR):

في ما يلي نموذج عن الهدف والنتيجة الرئيسة (OKR) لعملية إنشاء المحتوى:

الهدف:

تصميم إعلان يُثير النقاش ويؤدي إلى الحصول على عملاء محتملين.

النتائج الرئيسة:

  • إنشاء محتوى أساسي استناداً إلى أصغر شريحة عملية من الجمهور.
  • تأسيس خمس قنوات ووضع تقويم شهري لنشر المحتوى.
  • إنشاء سلسلة محتوى مركزية تحتوي على عبارات واضحة تحث المستخدم على اتخاذ إجراء بعد وقت محدد.
  • إفساح المجال مرتين شهريَّاً لاستضافة المدونات.

يتضمن هذا المثال المختصر والقابل للتنفيذ كل ما تحدثنا عنه حتى الآن، فمع الجهود المتسقة، ومن خلال التخطيط الاستراتيجي يمكنك ترقية أهدافك التي تتطلع إلى تحقيقها.

2. اسأل نفسك "لماذا تفعل ما تفعله؟":

الأهداف في الحياة ليست مجرد علامة فارقة يجب تحقيقها؛ إنَّها أحلام وشغف ودوافع كل شخص، وحتى شخصيته في بعض الأحيان؛ حيث إنَّ إثراء قصتك بهذه المقومات يربطك بجمهورك المستهدف عاطفياً؛ وذلك لأنَّه يزيل الاختلافات بين الأشخاص، ويجمعهم بمساعدة الذاكرة أو التجربة المشتركة.

في مقالة في مجلة فوربس (Forbes) يسلط الضوء على الشركات التي يقودها الهدف في عام 2019، أيدَّت العلامات التجارية مثل تمبرلاند (Timberland) وإيباي (eBay) وهيرشي (Hershey) وآي بي إم (IBM) وتيسلا (Tesla) ومايكروسوفت (Microsoft)، وغيرها، هدفاً اجتماعياً يتعلق بالبيئة والشباب والعلوم الطبية لإحداث تأثير.

تناولت قصصهم القضايا الاجتماعية التي تَهُمُّ عامة الناس، مما أعطى صورتهم دفعة قوية، لكن بسبب العديد من العوامل المحددة، ترافقت روح العصر في عام 2020 مع كثيرٍ من الأمور الغريبة.

3. قيِّم خطتك وفقاً لواقع اليوم:

يعد إنشاء مشروع في ظل الظروف الحالية تحدياً صعباً؛ وذلك نظراً لمحدودية الموارد التي يبدأ بها الشخص، والتي زادت التحديات أكثر بالنظر إلى جائحة كوفيد الحالية.

يُخبِرنا مقال نشرته شركة ماكنزي آند كومباني (McKinsey & Company) عن الآثار المترتبة على الأعمال التجارية في جائحة كورونا عام 2020 عن أهمية قيام الشركات بوضع أهداف ذات مغزى في رسائلها في فترة ما بعد الأزمة؛ حيث سيحتاج رجال الأعمال إلى بذل جهد إضافي في استراتيجياتهم التسويقية؛ وذلك لأنَّ الوباء قد هز الاقتصاد بشدة.

في الوقت الحاضر، إنَّ أكثر التحديات الشائعة التي يجب أن تواجهها الشركات والأفراد هي التقلبات والتعقيد وعدم اليقين وغموض الأفكار والاتجاهات.

مع بداية الوضع الطبيعي الجديد، فإنَّ الكثير من الاستراتيجيات الناجحة في أوقات ما قبل الجائحة تصبح بلا معنى بعد حالة الطوارئ الطبية في جميع أنحاء العالم، ويبقى أكبر تغيير على الإطلاق هو التحوُّل الرقمي لكل شيء تقريباً، واعتماداً على مستوى استعدادك، يمكن أن يكون هذا تحدياً أو فرصة.

لمساعدة الشركات في إعادة ضبط استراتيجياتها، توصي شركة كيه بي إم جي (KPMG) بشدة أن يكون هذا هو الوقت المناسب للشركات للنظر في الجوانب الشاملة لتأثيرها المحتمل وإعادة تقييم استراتيجيتها في المستقبل.

مع ذلك، سواء كنت تسعى إلى تحقيق هدف تجاري أم هدف وظيفي، فإنَّ مواكبة التطورات الاجتماعية والاقتصادية الأخيرة سيساعد في اتخاذ قراراتك الكبيرة ووضع أهداف قابلة للتحقيق في نهاية المطاف.

إقرأ أيضاً: الأهداف الذكية "SMART": اجعل أهدافك قابلة للتحقيق

بعض الإرشادات البسيطة التي يجب وضعها في حسبانك:

  • القليل من الأهداف يكفي: قد تشعر بالحاجة إلى إدراج المزيد من الأهداف في قائمتك، ولكن من الأفضل وضع 3-5 أهداف ونتائج رئيسة (OKRs) كل مرَّة.
  • التحلي بالمرونة: العمل بأقصى ما لديك من قوة أمر جيد، لكن لا ينبغي أن يجعلك هذا تشعر بالعجز؛ لذا إذا بدت الأهداف أو النتائج الرئيسة غير هامة، فتخلص منها.
  • تحدِّي الفشل: يُحقِّق الناس تقدُّماً عندما تتطلب أهدافهم أن يتخطوا قدراتهم الحالية، لذلك قد يكون الفشل في تحقيق أهدافك أمراً جيداً.
  • التحلي بالصبر: اجعل التحلي بالصبر والتجربة والخطأ أصدقاءَك الدائمين، فما تقوم به بشكل سيءٍ في البداية ستقوم به بامتياز في النهاية؛ لذا ثق بنفسك واجتهد في تحقيق أهدافك.

الأفكار الأخيرة:

تعرفنا في هذه المقالة على طبيعة التسويق وكيف ينطبق على كل شخص لديه أهداف، بالإضافة إلى النظر أيضاً في استراتيجية تحديد الأهداف والنتائج الرئيسة (OKRs) المصمَّمة للمساعدة في التخطيط لهذه الأهداف.

ولاحظنا المتغيرات الواقعة في وقتنا الحاضر، وذلك سيسمح لنا بالتخطيط وفقاً للعوامل المؤثرة، لكن الأكثر أهمية من ذلك، هو النظر إلى الهيكل الأساسي للبدء بأي فكرة؛ حيث تساعدك الأسئلة الثلاثة الأساسية التي تقيس نجاحك.

تشكل الأسئلة الثلاثة (ماذا وكيف ولماذا) مخططاً لخطة وإنشاء هدف قابل للتحقيق؛ لذا تأكد من تفاصيل أهدافك وأنَّها قابلة للتنفيذ.

المصدر




مقالات مرتبطة