3 مقاييس لتقليل التوتر وتقوية العلاقات

نُخطِئ جميعاً حينما نؤلِّف قصصاً عن أشخاص في حياتنا حين لا تكون لدينا معلومات كافية عن موقف معين؛ فمثلاً كم عدد القصص المختلفة التي ألَّفتها بعد تلقي رسالة نصية قصيرة وغامضة؟ إذا أرسل إليك صديقك رسالة نصية فجأة تقول: "اتصل بي في أسرع وقت ممكن"؛ فما الذي ستفكر به تلقائياً؟ من دون سياق يتضمن وجهة نظر صديقك وأفكاره وعواطفه، ستكون لديك خيارات غير محدودة تقريباً.



نحن بارعون جداً في إخبار أنفسنا بقصص عن أشخاص آخرين، حتى إنَّنا لا نلحظ عدد المرات التي نفعل فيها ذلك؛ إذاً كيف تعلم متى تبدأ القصص الزائفة التي تخبرها لنفسك عن الآخرين في إفساد علاقتك بهم.

إليك 3 مقاييس لمعرفة ذلك وتقوية علاقاتك وتخفيف توترك:

1. مقياس القلق:

يوجد عدد لا يحصى من المقالات عن التوتر والقلق، وتحدث هذه المشكلات المهيمنة في عصرنا لمجموعة من الأسباب، وأهمها الجهل بالموقف؛ فعندما لا نعرف ما يكفي عن الموقف وكيف يمكن أن يؤثر في حياتنا سواء كان بالإيجاب أم السلب يزداد قلقنا، إضافة إلى ذلك كلما كانت العلاقة أو الفرصة أكثر أهمية بالنسبة إلينا، ارتفعت مستويات التوتر لدينا عندما تكون لدينا معلومات قليلة.

عندما تبدأ بالشعور بازدياد قلقك (التنفس السريع، وتسارع ضربات القلب، والتعرق، وما إلى ذلك)، يجب أن ينبهك هذا إلى أنَّ خيالك سيعمل بنشاط شديد من أجل سد الفجوات في معرفتك، ويجب أن تكون ماهراً في قياس مستوى قلقك حتى تتمكن من معرفة متى قد تكون أكثر عرضة لاختلاق قصص كاذبة عن الآخرين.

شاهد بالفيديو: 10 طرق لتقوية العلاقات المتعثرة

2. مقياس الحقيقة:

ثمَّة فرق دقيق بين ما تظنُّ أنَّك تعرفه وما تعرفه بالفعل؛ فقد نخبر أنفسنا قصصاً كاذبة عن أشخاص آخرين مدة طويلة حتى نصدِّقها، ثمَّ تبدأ تلك القصص في إملاء كيفية تفاعلنا مع هؤلاء الأشخاص بدلاً من السماح لهم بالتعبير عن رأيهم بالعلاقة.

يختلف مقياس الحقيقة بناءً على السياق؛ لذا عليك أن تتعلم كيفية قراءة مقياسك بناءً على سياق الموقف، هل يوبخك مديرك كثيراً، أم أنَّه يتعرض لقدر هائل من التوتر؟ هل يريد شريك حياتك إنهاء العلاقة، أم أنَّه نفر منك لسبب مختلف؟ سوف تُعامِل رئيسَك بطريقة مختلفة كثيراً عن طريقة تعاملك مع شريك حياتك، وستكون لديك أيضاً قصص مختلفة تماماً في ذهنك عن هؤلاء الأشخاص في حياتك؛ هذا هو السبب في أنَّ مقياس الحقائق مرتبط ارتباطاً كبيراً بالسياق.

لتقرأ مقياس الحقيقة بدقة عليك الإجابة بصدق عن هذا السؤال: "هل أنا متأكد من حقيقة هذا الموقف؟"، فإذا كنت تشعر أنَّ نسبة معرفتك بالموقف أقل من 50%، فأنت أكثر عرضة للتكهنات الخاطئة التي ستزيد من قلقك وتضع ضغطاً لا داعي له في تلك العلاقة.

إقرأ أيضاً: كيفية اكتساب الأصدقاء وبناء العلاقات مع الآخرين

3. مقياس الحضور:

بالتأكيد يجب فحص جميع هذه "المقاييس" الثلاثة دورياً، ولكن ركز أكثر على مقياس الحضور؛ ببساطة عندما تتحدث إلى شخص آخر هل أنت حاضر بالفعل؟ هل تصغي إليه دون التفكير في ردك عليه في الوقت نفسه؟ هل تتواصل بالعين؟ هل يحاول عقلك استكمال ما لم يقله المتحدث بعد؟

عندما تفشل في الإصغاء إلى الطرف الآخر، فإنَّ عقلك يسعى إلى ملء هذا الفراغ بقصة أكثر إقناعاً من الحقيقة التي يخبرك بها المتحدث، وعندما تتعلم كيف تقيس مستوى حضورك، فإنَّك تساعد على تقليل عدد القصص التي تخبرها لنفسك عن هذا الشخص، وتبدأ بالتفاعل مع الشخص الذي أمامك وليس الشخص الذي تتخيله في عقلك.

يستغرق تعلم فن الحضور وقتاً طويلاً، ولكن مبدئياً تدرَّب على الحضور في محادثاتك القادمة من خلال الانتباه وصفاء الذهن وطرح الأسئلة.

إقرأ أيضاً: فن بناء العلاقات مع الآخرين

في الختام:

إذا قرأت مقاييس القلق والحقيقة والحضور بدقة وواظبت على ذلك؛ فإنَّ عدد القصص الكاذبة التي تخبرها لنفسك عن أشخاص آخرين سينخفض​​؛ ما يؤدي إلى انخفاض مستويات التوتر لديك وتعزيز صحتك العامة وعلاقاتك.




مقالات مرتبطة