3 مشاعر يؤدي التخلص منها إلى تحقيق سعادة أكبر

كلٌّ منَّا يحمل جروحاً عاطفية من ماضيه ولا يوجد شخص على قيد الحياة لم يشعر بالحزن والمعاناة، وكل صدمة نتلقَّاها تترك بصماتها، وكلَّما كان الجرح أعمق استغرق وقتاً أطول للشفاء، ولكنَّ تراكم المشاعر المؤلمة لزمن طويل دون أن تُعالَج يؤدي بنا إلى الإرباك.



ملاحظة: هذا المقال مأخوذ عن المدوِّنة "شيريل سميث" (Cheryl Smith)، والذي تُحدِّثنا فيه عن تجربتها في مواجهة المشاعر السلبية الدفينة وكيف ساعدها التخلص من الخوف على تحقيق السعادة.

إنَّ أيَّ جانب من جوانب حياتنا لا يتشابه مع الجوانب الأخرى، بما في ذلك مشاعرنا وإن كان البحث في أكوامٍ من المشكلات بغية الوصول إلى حياة أكثر وضوحاً أمراً سهلاً إلى حد ما، لكنَّ البحث في المشاعر الدفينة منذ فترة طويلة يُمثِّل نوعاً مختلفاً من التحدي.

قد يبدو إنكار تلك الجوانب المُظلمة من حياتنا أسهل من مواجهتها ومواجهة تأثيرها فينا؛ لذا يجب أن نفهم أنَّ الحياة لا يجب أن تُعاش من خلال تجاهُل المشاعر والأفكار التي تؤلمنا والسير وكأنَّ كل شيء على ما يرام.

قرِّر من اليوم أنَّك يجب أن تواجه ما يُثقِل كاهلك وتتخلص منه؛ وذلك لأنَّه كلَّما طال الوقت الذي نحتفظ فيه بهذه المشاعر ازداد ثقلها علينا، والطريقة الوحيدة للتقدُّم هي التخلي عن الماضي، والمفتاح لذلك هو مواجهة ما يؤلمك؛ لذلك أزِل الغطاء عن هذه المشاعر وواجهها.

الكثير من المشاعر السلبية يكون أساسها أحداث الطفولة، ومن المحتمل أن تصبح هذه الذكريات جزءاً منك لدرجة أنَّك تنسى وجودها، وفيما يأتي ثلاثة أشياء قد تصادفها في أثناء رحلتك لاكتشاف نفسك:

1. مشاعر الحقد:

قد تكون غير قادر على أن تغفر لمن ظلمك، وقد تشعر بغرابة ما فعله الآخرون بك، وبصرف النظر عن كونهم اعتذروا أو لم يعتذروا أو إذا كانوا قد اعترفوا بخطئهم أو لا، لكن بكل الأحوال، قد يكون لديك ما يبرر مشاعرك وهي حتماً حقيقية ويجب أن تعترف بوجودها، ومع ذلك، فإنَّ هذه المشاعر تشكِّل عبئاً ثقيلاً عليك.

تخيَّل مقدار الراحة التي ستشعر بها عندما تسامح، فالضغائن هي بمنزلة سجن يقيِّد حريتك، والغفران هو المفتاح الذي يستطيع أن يحررك، ومن المؤكد أنَّ المتضرر من هذه المشاعر هو أنت وليس الشخص الذي تحقد عليه.

شاهد بالفديو: 19 نصيحة للعثور على السعادة في الأوقات العصيبة

2. الشعور بالذنب:

قد تصادف في أثناء بحثك في ماضيك شعوراً بالخجل بسبب إخفاقات وأخطاء من الماضي؛ لذا ما يجب أن تعلمه أنَّك لا تستطيع تغيير ما حدث وأنَّ الشعور بالذنب يشبه الحقد، لكنَّك توجِّه هذا الحقد على نفسك في هذه الحالة.

تشمل نِعَم الحياة الجميع، ويجب عليك أن تستمتع بهذه النعم؛ وذلك من خلال مسامحة نفسك والنظر إلى الأخطاء على أنَّها دروس وقد تعلَّمتَ منها، ويبقى عليك اتخاذ خيارات أفضل في المستقبل.

إقرأ أيضاً: كيف تُحرّر نفسك من سجن الشعور بالذنب؟

3. الشعور بالخوف:

على الرغم من أنَّ الخوف بحد ذاته هو رد فعل طبيعي ضروري لتنبيهنا إلى وجود خطر وحمايتنا منه؛ إلا أنَّه يمكن أن يتحوَّل إلى شيء غير طبيعي وغير صحي، وقد يصبح هو الشعور المسيطر الذي يؤدي إلى عجزنا عن التقدُّم ويمنعنا من الاستمتاع بمباهج الحياة.

في أثناء محاولتي التخلص من رواسب مشاعر الماضي فقد تساءلتُ عن مقدار سيطرة الخوف على حياتي، وبمساعدة زوجي وابني فهمتُ أساس هذا الخوف المُربك في الكثير من الأحيان.

كانت أمي من أكثر الأشخاص الذين سيطر الخوف على حياتهم وقد عاشت معظم سنوات عمرها في ظل الخوف الشديد، وحتى وقت قريب لم أفكر كثيراً في سبب خوفها الشديد ولماذا كانت تفترض حدوث الأسوأ دوماً، لكنَّ الصورة أصبحت أكثر وضوحاً لاحقاً.

لقد كان لأمي سبعة أخوة وأخت أصغر منها، وقد توفيت أختها عندما كان عمر أمي 17 عاماً، وبقي هذا الحادث مؤثراً فيها طيلة حياتها، تسارعَت الأيام وتوفي زوج أمي الأول في حادث سيارة؛ حيث كانت تبلغ من العمر 33 عاماً، وقد أصبحت أرملة مع أربعة أولاد قاصرين.

بعد سنوات قليلة تزوَّجت أمي من أبي وأنجبَتني بعد سنة، وقد عاشت حياتها مع إحساس دائم بالرهبة والخشية من حدوث كارثة ما، وكانت دائماً تتوقع نتائج كارثية بدرجة أكبر مما يمكن أن يحدث.

في كل مرة يمرض أحدنا كانت تتوقع أمي أنَّه سيموت، وفي كل مرة يتأخر أحدنا عن المنزل كانت تخشى أن يكون قد قُتِل، وحتى عندما تكون الأمور على ما يرام كانت تشعر بأنَّ هذا الوضع لن يدوم، والنتيجة كانت أنَّنا تعلَّمنا أن نجهز أنفسنا للأسوأ، لقد كانت مخاوف أمي مسيطرة على حياتنا دون مبالغة، وربما كانت هذه المخاوف هي السبب في أنَّنا غيرنا مكان سكننا 47 مرة.

الخوف هو أحد أكثر المشاعر المتجذرة في الماضي والتي عانيت منها، لكنَّني عندما اكتشفتُ منبع هذا الخوف استطعتُ أن أمنعه من الاستمرار مسيطراً على حياتي، وتمكَّنتُ من الفصل بين المخاوف المنطقية والمخاوف القائمة على خيالات وأوهام.

قد يكون لديك مشاعر أخرى، ولكن بكل الأحوال، عليك أن تتخلص من كل المشاعر السلبية وتفتح عقلك وقلبك، وعندما تقوم بذلك، قد تكتشف حياةً جديدة تكون فيها مُقبِلاً على المستقبل بدلاً من العيش في نكسات الماضي، وقد تكتشف أنَّك لا تحتاج للاحتفاظ بهذه المشاعر من الأساس.

المصدر




مقالات مرتبطة