3 طرق لتصبح شخصاً مختلفاً

أحياناً تشعر بأنَّ أحد معارفك قد تغير وأصبح مختلفاً عن ذي قبل، وقد يخطر لك حينها أن تجري بعض التغييرات في شخصيتك وحياتك، ولكنَّك لا تعرف كيف وأين تبدأ عملية التغيير.



يحدث التغيير عبر تطبيق إحدى الطرائق الآتية على الأقل:

  • تجاوز العقبات التي كانت تعوق تقدُّم الفرد فيما مضى.
  • استعادة أحد جوانب شخصيته التي كان ينكرها أو يكتبها في السابق.
  • تقوية أحد جوانب شخصيته.

 3 طرائق لتصبح شخصاً مختلفاً:

أولاً: تجاوز العقبات التي تعوق إحراز التقدم في الحياة

يتم ذلك عن طريق تجاوز العلاقات المؤذية أو النظرة الدونية تجاه الذات التي تمنع الفرد من بلوغ كامل إمكاناته واستثمارها في تنمية نفسه، ويحدث التغيير أحياناً عند التخلص من الذكريات العاطفية المؤثرة أو السلوكات المؤذية التي تمنع الفرد من عيش حياته على أكمل وجه.

فيما يأتي 3 خطوات للتخلص من العقبات التي تعوق إحراز التقدم في الحياة:

1. الاعتراف بوجود الأفكار السلبية:

تزداد سيطرة الأفكار والمشاعر والسلوكات المؤذية على الإنسان عندما يتجاهلها ويكتبها، بدل أن يواجهها ويتعامل معها باستخدام قدراته وإمكاناته، وتقتضي هذه الخطوة أن تعترف بوجود المشكلة وتلاحظها بموضوعية وحيادية دون أن تنجرَّ وراء عواطفك بالكامل؛ بل يكفي أن تلاحظ الأحاسيس الجسدية والأفكار المرافقة للمشكلة.

2. مراقبتها:

هذا يعني أن تسمح لأفكارك ومشاعرك بالظهور دون أن تكبتها أو تتجاهلها؛ لأنَّك أصبحت تعرف أنَّ الإنكار لا يحل المشكلة؛ بل يسبب تأزُّمها؛ أي باختصار يجب عليك أن تعترف بأفكارك ومشاعرك وتتقبل وجودها كما هي.

3. التخلص منها:

يعني هذا أن تتخلص من أفكارك السلبية عندما تكون مستعداً، كما لو أنَّك تخرج نَفَسك بعد حبسها لمدة طويلة، وفي حال عجزت عن التخلص منها، عندئذٍ يجب عليك أن تكرر الخطوتين السابقتين وتحاول مجدداً، ويمكن تشبيه العملية السابقة بمراقبة حركة المرور؛ أي بمشاهدة السيارات التي تعبِّر مجازاً عن الأفكار والمشاعر دون كبتها أو رفضها؛ بل الاكتفاء بملاحظة وجودها.

ثانياً: استعادة نقاط القوة الشخصية

تحدَّث عالم النفس "كارل يونغ" (Carl Jung) عن الجوانب الشخصية التي يحاول الفرد أن يخفيها وينكرها بسبب خوفه منها أو عدم تقبُّله لوجودها، وأطلق عليها اسم "الظل" (the Shadow) وهو يتكون من الأفكار، والمشاعر السلبية، والرغبات، ونقاط الضعف، والعيوب.

تكمن المشكلة في أنَّ هذا الكبت يؤدي إلى حجب القدرات والإمكانات، ومنع الفرد من استثمارها في تحسين جودة حياته، وثمة إيجابيات وسلبيات لجميع جوانب شخصية الإنسان، وغالباً ما تكون الأجزاء المسيطرة على سلوكاته سلاحاً ذا حدين قد يلحق به الأذى حيناً ويساعده في أحيان أخرى.

فيما يأتي 3 خطوات لاستعادة نقاط القوة الشخصية المكبوتة:

1. الاعتراف بوجود "الظل":

تزداد قوة ونفوذ "الظل" عندما لا ينتبه إليه الفرد ويتعمد تجاهله لوقت طويل، فيضطر الفرد إلى مواجهة هذه الجوانب المكبوتة في عقله الباطن عندما يعتزم السعي خلف حلم أو هدف ما، أو يتعرض للفشل أو الخسارة في حياته.

شاهد بالفديو: 10 طرق فعالة لتعزيز ثقتك بنفسك

2. قبول "الظل":

تقتضي هذه الخطوة أن تنظر إلى الجوانب المكبوتة بشكل موضوعي وحيادي، وتعترف بوجودها وتتقبلها، دون أن تصدر الأحكام عليها، أو تنكرها، أو تقاومها، أو ترفضها، ولا أن تبرر وجودها؛ بل يكفي أن تلاحظ وجودها، وهي مهارة يمكن تنميتها مع الممارسة.

3. التعايش مع "الظل":

تقتضي هذه الخطوة التعبير عن الجوانب المكبوتة والاستفادة منها بطريقة سوية وإيجابية، فقد يكبت الفرد مشاعر الغضب لأنَّه نشأ ضمن عائلة ترفض سلوكات التعبير عن الغضب، أو لأنَّه عانى من نوبات غضب أحد والديه وعاهد نفسه على عدم التصرف بهذه الطريقة، ولكنَّ الغضب ما يزال موجوداً ومكبوتاً.

يقتضي التصرف السوي في مثل هذه الحالة أن تستثمر الغضب في حماية نفسك والمحتاجين من حولك، وإحداث تغييرات إيجابية وتحسينات في حياتك، وهذا يعني أنَّ العملية لا تقتصر على الملاحظة وحسب؛ وإنَّما تتطلب منك أن تتدخل وتستثمر الجوانب المكبوتة في شخصيتك في تحقيق أهدافك وإحراز التقدم في حياتك.

إقرأ أيضاً: كيف تغير حياتك نحو الأفضل؟

ثالثاً: تقوية الشخصية

تؤدي ممارسة التمرينات الرياضية إلى زيادة القوة الجسدية من جهة، والثقة بالنفس وتصفية الذهن من جهة أخرى، وتتم عملية تقوية الشخصية وتعزيز القدرات العقلية بنفس الطريقة.

فيما يأتي 3 خطوات لتقوية الشخصية:

1. تحديد نقاط القوة الشخصية التي ترغب بتنميتها:

تقتضي هذه الخطوة تدوين جميع الأشياء التي تستهويك، وتستمتع بالقيام بها، ثم تختار منها ما يساعدك على تحقيق أهدافك.

2. التدريب:

تقتضي هذه الخطوة البحث عن طريقة لممارسة نقاط القوة وتنميتها، والتدرب عليها.

3. تنمية نقاط القوة الشخصية:

يمكن تنمية نقاط القوة الشخصية عبر المثابرة والتدريب، والإصرار على إحراز مزيد من التقدم والتحسُّن.

في الختام:

قد تصبح شخصاً مختلفاً عبر اتباع إحدى الطرائق الواردة في المقال؛ أي بالتخلص من رواسب الماضي المؤذية، أو الاعتراف بوجود الأجزاء المكبوتة والمخفية من شخصيتك، أو تنمية نقاط القوة في شخصيتك لتحقيق التقدم في حياتك وبناء مستقبل مشرق.




مقالات مرتبطة