3 طرق تعزز بها ثقتك بنفسك عندما لا يثق أحد بقدراتك

حانت تلك اللحظة أخيراً، وأصبَحْتَ على أتمِّ الاستعداد للخروج من قوقعتك وجني ثمار أحلامك. أنت جاهزٌ لتحقيق النَّجاح، وحشدت ما يكفي من شجاعة لتشارك أهدافك الطموحة مع العالم. ولكن... بدلاً من أن تحظَ بالدعم الذي تتوقعه، فإنَّ أقرب وأعزَّ النَّاس إليك راحوا يزرعون بذور الشَّك في قدراتك وطموحاتك المستقبلية.



لطالما توقعنا وحَصَّنّا أنفسنا ضد تشكيك الغرباء بقدراتنا، لكن ماذا على المرء أن يفعل إن كان أشدّ منتقديه هم أسرته أو زوجته أو أصدقائه؟ أناسٌ قد وثقت بهم وائتمنتهم على نقاط قوتك وضعفك. أناسٌ قد عرفوكَ وخَبَرُوك لسنواتٍ عدَّة. فإن لم تحظَ بدعمِ من تنتظر منهم أن يكونوا في صفّك، فكيف ستؤثر على بقية النَّاس؟

يمكن لسَعيِكَ لتحقيق أحلامك أن ينقلبَ لأمرٍ بالغ الصعوبة عندما تفتقر إلى الدعم. وسيزداد الأمر صعوبةً عندما تكون أنتَ أكبرَ منتقديك. ولكن إذا كنت ستمضي قُدُمَاً نحو تحقيق النَّجاح، فغالباً ما سوف يتعيّنُ عليك القيام بذلك وأنت تواجه الشكوك التي تُخالجكَ وتخالج الآخرين. ومن أجل أن تصل لحالةٍ من الإيمان الدائم بنفسك، عليك أن تقوم يومياً بالممارسات التي تهدف لتعزيز الثقة بالذات وتغرسها في نفسك.

ابدأ بهذه الطرق الثلاث لتعزز بها ثقتك بنفسك عندما لا يثق أحد بقدراتك:

1. سلِّح نفسك بترسانةٍ من الإيجابية:

إذا كنت قد درستَ علومَ الحاسوب، فلا بدّ أنّ أحد أهم المبادئ الأساسية التي تَعَلّمْتَهَا في البرمجة هو: "المدخلات الرديئة تقود لمخرجاتٍ رديئة - Garbage in. Garbage out". فالبشر مثلهم مثل برامج الحاسوب؛ لا تتوقع منهم نتائج رائعة إن كانت مدخلاتهم سيئة. وإن أنت بقيتَ تقتاتُ على شكوك الآخرين، ستظل ثقتك مهزوزةً إلى الأبد. وبالمقابل، إن كنت ترغب في أن تزيد ثقتك بنفسك، فيجب أن تُعيد برمجة صوتك الداخلي عن طريق التفاؤل وإحاطة نفسك بروحٍ من الإيجابية:

  • أوجد لنفسك عادةً يومية تُعيد فيها برمجة ثقتك بنفسك. كأن تبدأ يومك بقراءة فصل من كتابٍ تحفيزي، أو مجموعة اقتباساتٍ ملهمة. وأن تستبدل برامج الأخبار الصباحية، بمدونات وأشرطة صوتية ترفع من معنوياتك.
  • تقبَّل فكرة أنَّك لن تكون قادراً على أن تُغَيِّر عائلتك أو الأشخاص الذين تعمل معهم، واعلم أنَّك قادرٌ في المقابل أن تتفاعل مع الأشخاص الدّاعمين. وقم بحضورِ مؤتمرات واجتماعات توجد لنفسك فيها مجموعة من المؤيدين الذين يتفقون معك في طريقة تفكيرك، من أجل مساعدتك في التأكيد على مهمتك. وابحث عن شخص ينصحك يمكنه أن يقدم لك نظرة واقعية وحافزاً يدفعك إلى الأمام.
  • تذكر أنَّ شبكة معارفك لا تقتصر على من تعرفهم شخصياً. لذا استخدم وسائل التواصل الاجتماعي والمنتديات وغيرها من الوسائل القائمة على الإنترنت، لكي تحصل لنفسك على شبكة من الدعم الافتراضي.
إقرأ أيضاً: 10 طرق لتوليد الطاقة الإيجابية في داخلك

2. احتفي بفشل الآخرين:

قبل أن يتم اعتبارهم أساطير، فقد مرَّ أهمُّ صناع التاريخ بالكثير من التجارب الفاشلة. لذا تعلم من فشلهم كما تتعلم من نجاحاتهم، واعلم أنَّ أكثر المؤثرين كان انتصارهم مبنياً على قناعتهم بالاستمرار بعد عجزهم عن بلوغ الكمال.

  • ألبرت أينشتاين: بسبب بطئه في الحديث والقراءة، اعتقد والدا آينشتاين أنَّ ابنهم "غير طبيعي"، وقد وصفه أحد أساتذته بأنه "بطيء عقلياً، منطوٍ على نفسه، وغارقٌ في أحلام يقظةٍ حمقاء". كما استغرق الأمر من أينشتاين تسع سنوات بعد تخرجه من الكلية حتى يجد لنفسه عملاً في الأوساط الأكاديمية.
  • بيب روث: كان روس مدمناً على التبغ وشرب الويسكي منذ أن كان في الثامنة من عمره. وعندما تصدر روس الدوري الأمريكي للبيسبول عام 1918م بعدد الضربات الساحقة التي قام بها، كان هو نفسه من تفوق على بقية اللاعبين في عدد الدورات الكاملة التي قام بها.
  • الأخوان رايت: حطم الأخوان رايت أول طائرتين اخترعوهما قبل أن يقوموا بأكثر من 700 رحلة ناجحة مع طائرتهم الثالثة.
  • بيونسيه: عندما حدثت الفضيحة المتمثلة بطرد الأعضاء المؤسسين لفرقة "ديستنيز تشايلد" من المجموعة، استغل أعضاء المجموعة الباقون هذه الفضيحة من أجل تحقيق النجاح عبر تأليف أغنية "Survivor" التي حصدت جائزة موسيقية فيما بعد. لتصبح بيونسيه الآن اسماً مألوفاً في عالم الغناء.

الكمال لله وحده، فإن لم تتقبل الفشل، فأنت لست على استعداد لتحقيق النَّجاح.

إقرأ أيضاً: قصص قصيرة عن نجاح أهم المخترعين في العالم

3. خفّف من نقدك لنفسك:

لن يجديك الدعم الذي تتلقاه من الآخرين نفعاً إن كنت لا تؤمن بنفسك. لكن كلمات النقد التي تنبع من أعماقك ليس من السَّهل تحديدها دائماً. فبدلاً من أن تكون واضحة وصريحة، قد تظهر على شكل شكٍّ وشعورٍ بالذنب والعار وانعدام القيمة. لمنع النقد الذاتي من أن يعرقل تقدمك، عليك أن تتقن كيف تنشئ حوار داخلي داعم:

  • ذكِّر نفسك بإنجازاتك وانتصاراتك الماضية. واسترجع عقليتك وروح التحدي والعواطف التي انتابتك في تلك اللحظة. وتذكر أنَّه يمكنك وفي أيّ وقت، أن تكون ذلك الشخص مجدداً.
  • حدد نقاط قوتك واسأل نفسك، ما الذي أتقن القيام به؟ بمجرد ما إن تُجيب على ذلك السؤال، احتفل بمواهبك تلك عبر إيصال هذه القيمة للآخرين.
  • شجِّع نفسك بانتظام عبر إثبات ذاتك بناءً على قدراتك الحقيقية، بدلاً من عبارات التشجيع ذات الطابع العام.
  • تخلص من عقلية النُّدرة. فالاعتقاد بأنَّ الفرص نادرة يساعد في تعزيز الخوف من أنَّنا لسنا جيدين أو أثرياء أو أذكياء بما يكفي للقتال من أجل الفرص الضئيلة التي قد تتاح أمامنا. تفهم بدلاً من ذلك أنَّنا نعيش في عالم الوفرة. حيث يمكنك أن تقرر في أي لحظة أنك تملك ما يكفي من قدرات لإتاحة الفرصة لنفسك في عالم يوجد فيه الكثير.

إنَّ تلقيك لدعمٍ خارجيٍّ لهو أمرٌ مجزٍ للغاية. ومع ذلك، يقع على عاتقك مسؤولية إيجاد تلك الثقة التي تنبع من الداخل. وإن كان جوُّك الحالي لا يساعدك على أن تبنيَ ثقتك بنفسك، فقد حان الوقت إذاً لتقوم بخلق بيئة تكون أكثر دعماً. فقم بالخطوة الأولى نحو الإيمان بنفسك، وشاهد كيف سيقوم الآخرون باتباع خطواتك.

المصدر




مقالات مرتبطة